"لن نسمح لأحد ببناء قدرات تهدد وجودنا". بهذه الجملة علّق رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت على تدمير سلاح جو بلاده، في ضربة شنتها ثماني بطائرات، ما تقول الدولة العبرية إنه "مفاعل نووي سوري كان على وشك الاكتمال"، في ليل السادس من سبتمبر 2007.
احتل الخبر صدارة اهتمامات الإعلام الإسرائيلي في 21 مارس، إثر رفع السرية عن تفاصيل تتعلق بتدمير "مفاعل الخبر"، بعد أكثر من عشر سنوات من إخفاء إسرائيل لمسؤوليتها عن تلك العملية التي قال النظام السوري بعيد وقوعها إنها استهدفت مركزاً عسكرياً مهجوراً.
وأوضح بيان أصدره الجيش الإسرائيلي أن امتلاك سوريا مفاعلاً نووياً كانت ستنتج عنه تداعيات وانعكاسات استراتيجية حادة على الشرق الأوسط مضيفاً أن "الرسالة من الهجوم على المفاعل النووي عام 2007 هي أن دولة إسرائيل لن تسمح بتأسيس قدرات تهدد وجودها. هذه كانت رسالتنا في عام 2007، وهذه هي رسالتنا اليوم وسوف تظل رسالتنا في المستقبلين القريب والبعيد".
وما أن رُفعت السرية عن تفاصيل العملية العسكرية البارزة التي حملت اسم "خارج الصندوق"، حتى راح الإعلام الإسرائيلي يتسابق في نشر كواليسها.
COMBO-ISRAEL-SYRIA-CONFLICT صور نشرتها إسرائيل لما قالت إنه تدمير "مفاعل نووي" سوري[/caption]
ويعتبر رئيس الأركان الحالي غادي آيزنكوت، وكان حينذاك قائداً للمنطقة الشمالية، أن عملية تدمير المفاعل السوري هي الأهم منذ حرب 1973.
وتحدث تقرير صحيفة معاريف عن أن أحد الاعتبارات التي أولتها إسرائيل أهمية قبل اتخاذ القرار النهائي هو خوف المجتمع الدولي من التسرّب الإشعاعي من المفاعل، ويقول إن الدولة العبرية وضعت السيناريو المناسب لذلك، دون عرض تفاصيل إضافية.
وشُكّلت خلية قيادية ضمت رئيس الأركان غابي إشكنازي، والجنرال إفرايم سينيه من وزارة الدفاع، وقائد سلاح الجو إليعازار شكيدي، وكانوا يجتمعون كل أسبوع حتى بداية سبتمبر، قبيل تنفيذ العملية بخمسة أيام.
وفور تقدير الجانب الإسرائيلي أن احتمال الرد السوري ضعيف، خاصةً أن دمشق لم تكن قد أبلغت لوكالة الدولية للطاقة الذرية بمخططاتها، اتخذ القرار بتنفيذها.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: "نجحت الجهود المبذولة منذ عام 2004، بالتعاون بين كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في تدمير المفاعل النووي السوري في ليل السادس من سبتمبر".
أنا على الهدف "أريزونا"
وأعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن تدمير ما قال إنه مفاعل نووي سوري في محافظة دير الزور، بعد مرحلة من جمع المعلومات الاستخباراتية تولاها الموساد، وتُوّجت باتخاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك إيهود أولمرت القرار الحاسم بمعيّة وزير خارجيته إيهود باراك. ونشرت المواقع الإسرائيلية فيديو التُقط من قمرة قيادة إحدى الطائرات المشاركة في العملية يوضح بدء عملية استهداف الموقع السوري. وقال القائد الذي تولى العملية "أنا الآن على الهدف... أريزونا"، ثم ألقت الطائرات حمولتها من القنابل. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن عملية قصف الموقع السوري لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة، وأن كلمة السر كانت "أريزونا"، ليُنسف "المفاعل" بشكل كامل، كما أوضحت الصور والفيديوهات. احتاج سلاح الجو الإسرائيلي الذي خطط للعملية على مدار شهور عديدة، إلى أربع ساعات فقط لتنفيذها، وشاركت فيها أربع مقاتلات من طراز F-15 وأربع مقاتلات من طراز F-16 (السربان 69 و119)، قامت بإلقاء نحو 17 طناً من الذخائر على الموقع الذي تقول إسرئيل إنه مفاعل بلوتونيوم بنته سوريا بمساعدة كوريا الشمالية. وبدأت العملية في العاشرة والنصف ليلاً من يوم الخامس من سبتمبر، وانتهت في الثانية والنصف من فجر السادس من سبتمبر. وتؤكد صحيفة "معاريف" أن الطاقم المشارك في العملية لم يعلم بطبيعة المهمة إلا قبل تنفيذها بساعات للحفاظ على سريتها.أكثر من 10 سنوات مرّت وإسرائيل تتكتم على مسؤوليتها عن عملية "تدمير المفاعل النووي السوري" وليس فقط على المعلومات عنها. الآن، ما السبب في سماح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر كل هذه التفاصيل؟
يمكن توقّع أن بنيامين نتانياهو غير راضٍ بالمرة عن توقيت نشر المعلومات حول عملية "تدمير المفاعل النووي السوري" عام 2007وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مع عقيد حالي في الجيش الإسرائيلي لم تسمّه، وكان قد شارك في العملية كقائد لسرب "الرعد" الذي تكون من طائرات الـF-15. وصف العقيد لحظة التفجير بقوله: "رأيت التفجير الهائل وكيف تبددت القنابل الواحدة تلو الأخرى. كانت لحظة سعيدة بالنسبة إلي، وأدركت وقتها أننا نجحنا في المهمة".
كيف اكتشفت إسرائيل المفاعل؟
أجرى موقع "والا" لقاء مع العميد درور شالوم الذي كان ضابطاً صغيراً وقت تنفيذ العملة، وكشف له المراحل التي أدت في النهاية إلى اكتشاف المفاعل. عمل العميد الحالي كرئيس لقسم البحوث في سوريا، ويشير إلى أنه وفريقه بدأوا في جمع معلومات تفيد بضلوع الرئيس السوري بشار الأسد في تطوير سلاح نووي. وبحسب معلومات الإسرائيليين، اعتمد الرئيس السوري الشاب على الجانب الكوري الشمالي لإنشاء مفاعل بشكل سري للغاية. وبدأت عملية البناء في قاعدة عسكرية مهجورة في محافظة دير الزور عام 2004. وهنا بدأت عملية جمع المعلومات بصورة أكبر وتم عرض ما تم التوصل إليه على الموساد لمتابعته. ويضيف شالوم أن العمل كان يجري على قدم وساق في قاعدة كيريا في تل أبيب لتجهيز تقارير تؤكد عملية بناء المفاعل، ولفت إلى أن العمل كان معقداً للغاية، حتى تم التأكد من الأمر بطريقة لا تترك مجالاً للشك. ونجحت إسرائيل في التقاط الصور الأولى للمفاعل عام 2006. وتشير صحيفة "معاريف" إلى أن قائد الاستخبارات العسكرية وقتها عاموس يدلين لفت إلى أن الصور التي التقطتها إسرائيل بيّنت وجود عمال كوريين شماليين في الموقع، وهو ما أكد المعلومات الاستخباراتية عن أنه مفاعل نووي. [caption id="attachment_141855" align="alignnone" width="700"]
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.