سيحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (64 عاماً) 81 مليون نسمة من شعبه حتى 2023 على الأقل، مهدياً فوزه لهم، عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التركية أمس، قائلاً:"بفضل الثقة التي منحتموني إياها عبر صناديق الاقتراع سنبلغ معاً بإذن الله أهدافنا لعام 2023 . أنتم تكتبون التاريخ، وستخلدكم القرون والأزمان القادمة".
وتعهد أمام شعبه بأنه من المستحيل التراجع عما حققه لبلده فيما يتعلق بالديمقراطية والاقتصاد، مشدداً على أنه لن يتوقف حتى تصبح تركيا، التي "أنقذها من المتآمرين والانقلابيين والمرتزقة السياسيين والاقتصاديين وعصابات الشوارع والتنظيمات الإرهابية"، بحسب قوله، من بين أكبر عشرة اقتصادات في العالم.
لم يكتفِ أردوغان بإطلاق "وعود" لشعبه التركي فقط، بل أكد أن "بلاده ستواصل تحرير الأراضي السورية حتى يتيح للاجئين العودة لوطنهم بأمان"، علماً بأن 30 ألف سوري تمكن من التصويت أمس، وذلك بعد حصولهم على الجنسية التركية.
وقال أردوغان "لأنصاره" من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة:"تركيا ستتحرك بشكل أكثر حسماً ضد المنظمات الإرهابية حتى تتحرر الأراضي بشكل كامل، وسنرفع من مكانة دولتنا في المحافل الدولية. ليس أمامنا وقت لإضاعته، نحن نعرف ذلك"، لافتاً إلى أن بلاده ستتواصل عملياتها العسكرية لتدمير معاقل المسلحين الأكراد في العراق وسوريا.
كانت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات مرتفعة إذ بلغت نحو 87%، حيث حصل أردوغان على 52.5% من الأصوات في السباق الرئاسي بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات فيما حصل حزب العدالة والتنمية على 42.5%، وحزب الحركة الوطنية القومية على 11.1%.
من غير المنطق إنكار إنجازات أردوغان في السنوات الماضية، علماً بأن الليرة التركية ارتفعت أكثر من 2% بعد فوزه في الانتخابات الحالية لتزيد عن مستوى 4.55 ليرة للدولار بعد أن كانت قد خسرت نحو 20% من قيمتها هذا العام. كما صعدت الأسهم التركية قرابة 4% إذ راهن المستثمرون على أن تؤدي النتيجة إلى الاستقرار السياسي، وهو مؤشر إيجابي لأسواق المال.
"هناك فرق بين أردوغان الحقيقي وأردوغان الدعاية.. أردوغان الدعاية: عدو إسرائيل ونصير فلسطين.. وأردوغان الحقيقي: حليف أساسي لإسرائيل لدرجة اعترافه بالقدس عاصمة لها قبل القرار الأمريكي"... ولكن هل يقاطع أردوغان إسرائيل حسب وعوده الانتخابية؟
مرشح حزب الشعب الجمهوري:"الانتخابات لم تكن نزيهة على الإطلاق منذ بداية الدعوة إليها، حتى إعلان النتائج"، بينما يقول "أردوغان" إنه لن يتوقف حتى تصبح تركيا، التي "أنقذها من المتآمرين والانقلابيين والمرتزقة السياسيين والاقتصاديين وعصابات الشوارع والتنظيمات الإرهابية" من بين أكبر عشرة اقتصادات في العالم.ولكن من جهة أخرى، قال الصحافي كريم شاهين، من صحيفة "الغارديان"، إن نتائج الانتخابات كانت محبطة للجهة المعارضة بسبب "الإخفاق في إنهاء سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على البرلمان بشكل مستمر منذ نحو 16 عاماً لتتواصل هذه السيطرة بالتعاون مع القوميين الأتراك". وأضاف شاهين:"أردوغان صدم المعارضة في أبريل الماضي بالإعلان عن انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة". فقد قال محرم إينجه، المرشح الرئاسي المنافس عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، إن "الانتخابات لم تكن نزيهة على الإطلاق منذ بداية الدعوة إليها، حتى إعلان النتائج"، إذ كان أردوغان قد دعا إلى تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكي تقام في يونيو الجاري، بدلاً من إقامتها في موعدها المحدد سلفاً، في نوفمبر 2019، وقد أدى هذا التقديم إلى إحداث مفاجأة وارتباك لدى المعارضة، بحسب "رويترز". ومن زاوية أخرى، علّق الصحافي أحمد عدنان على فوز أردوغان قائلاً:"هناك فرق بين أردوغان الحقيقي وأردوغان الدعاية، أردوغان الدعاية: عدو إسرائيل ونصير فلسطين، وأردوغان الحقيقي: حليف أساسي لإسرائيل لدرجة اعترافه بالقدس عاصمة لها قبل القرار الأمريكي. التعاون العسكري بين إسرائيل وتركيا متقدم ومتجذر جداً". ولكن هل يقاطع أردوغان إسرائيل حسب وعوده الانتخابية؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينعظيم