الاسم: عم ضياء. الوظيفة كله رايح. في كل "شلة" أصدقاء، واحد منطوٍ على نفسه، مُتجهمة نظراته أغلب الوقت، وكثيرًا ما يكون نصيبه "وفيرًا" من سخرية الآخرين، لأنه ببساطة "كئيب" لا يجاري مرحهم.
وفي مفارقة لافتة، تحولت الطاقة السلبية إلى مادة دسمة لمسلسل كوميدي في مصر، تتخطى فيه شخصية ثانوي يلعبها الفنان الشاب محمد جمعة، نجومية بطلي العمل (أحمد أمين وأكرم حسني).
أصبحت شخصية "عم ضياء" التي لعبها جمعة في "الوصية"، لسان حال التايم لاين هذه الأيام، وأداة للتندر والسخرية من المواقف المؤسفة.
يعمل عم ضياء في تحضير الشاي والقهوة في إحدى الشركات، ويمضي وقته بين مكاتب العاملين، لكنه لأسباب نفسية ينشر مشاعر الإحباط لدى من يتعامل معهم، وتصاحبه عبارة "كله رايح" التي تلتصق بلسانه.
نص الكوباية المليان
في حديثه مع موقع "مصراوي"، قال الفنان الشاب، الذي يشارك في عملين آخرين (أبو عمر المصري، ضد مجهول)، إنه التقى نماذج كثيرة مماثلة لشخصية "ضيا"، وإنه يعرف أصدقاء "ضيا بالنسبة لهم فرفوش وملاك". تألق جمعة في رمضان الماضي بمسلسل "هذا المساء" بتقديمه شخصية شريرة، إلا أنه لم يتوقع نجاحه حاليًا بهذا القدر "ولا كان في خيالي إطلاقًا"، خاصة أن ترشيحه للدور "جاء في إطار المصادفات الجميلة". على مواقع التواصل، باتت مشاهد "عم ضياء" مقرونة بحالة من التوافق الضمني بما سيتبعها من تعليقات على موقف ما أو وضع معين. علمًا أن استخدام العبارة في الأحاديث انتقل إلى التعليق على أحداث كبيرة، وربما هذا ما دفع "جمعة" إلى استثمار تجاح الشخصية في تسجيل مقطع فيديو للسخرية من الهزيمة الساحقة التي مُني بها منتخب الفراعنة أمام نظيره البلجيكي في مباراة ودية أمس.لماذا أحب المصريون "عم ضيا"؟
مع توالي عرض حلقات "الوصية" على شبكة "CBC" خلال شهر رمضان، اكتسبت الشخصية "البائسة" حيزًا لافتًا من اهتمام مستخدمي السوشيال ميديا. يأتي العمل في وقت تعيش البلاد أزمة اقتصادية طاحنة ضاعفت من معاناة المصريين، تبعتها إجراءات حكومية تدريجية تتخذ سنويًا لرفع الدعم عن خدمات أساسية، مثل الوقود والمياه والكهرباء، بموجب اتفاق مع البنك الدولي لمدة خمس سنوات. وتلت هذه السياسات موجة غلاء أسعار السلع والخدمات على نحو يأكل الرواتب المحدودة، وألقى بآثاره على مختلف الطبقات الاجتماعية. تقول إحصاءات رسمية إن هناك 30 مليون شخص على الأقل يعيشون تحت خط الفقر. وفي ظل هذه الأجواء الدرامية "الحقيقية" العصيبة، يبحث الناس خلال الأوقات الصعبة التي يمرون بها عن شىء أو مثال يجسد هذه المعاناة، يُخرجون من خلاله ما فشلوا في التعبير عنه صراحة. وفي مارس الماضي، كشف تقرير السعادة العالمي الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة أن مصر تحتل المرتبة 122 بين 156 دولة. يقول جون هليول، الأستاذ بجامعة بريتش كولومبيا في كندا: "من ينتقلون إلى بلد سعيد يكسبون ومن ينتقلون إلى بلد أقل سعادة يخسرون"، بحسب "فرانس 24".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 6 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون