يوم الاثنين، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبتسماً بثقة شديدة أمام حشد من الكاميرات، وقال إن الملف الرئيسي الذي يحمله معه في جولته الأوروبية هو التحذير من "خطر" إيران و"عدوانها" في المنطقة.
وأضاف نتنياهو قبل أن يغادر تل أبيب متوجهاً إلى برلين، أنه سيقوم بزيارة وصفها بالهامة إلى أوروبا، مؤكداً أن سيلتقي مع ثلاثة زعماء أوروبيين، وسيناقش معهم موضوعين هامين، الموضوع الأول هو إيران، والثاني هو أيضاً إيران.
لم يقصد نتنياهو من تكرار كلمة إيران التأكيد على أهمية هذا الملف فقط، بل كان يقصد بالفعل أن أجندته تحوي ملفين متعلقين بإيران، الأول يتضمن "ضرورة الاستمرار في ممارسة الضغوط على إيران حول برنامجها النووي"، والملف الثاني هو "صد العدوان الإيراني في المنطقة"، على حد تعبيره.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يؤمن بتشديد الضغوط على طهران بشأن ملفها النووي، مضيفاً أنه يأمل في بلورة سياسة متفق عليها بخصوص ما قال إنه "محاولات إيرانية للتموضع عسكرياً ضدنا في سوريا، وشن هجمات علينا من هناك".
وأنهى نتنياهو حديثه مبتسماً، مثلما بدأه، قبل أن يغادر إلى محطته الأوروبية الأولى لمقابلة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
في برلين، ورغم الاختلاف في موقف كل من الحكومة الإسرائيلية والألمانية في ما يخص الاتفاق النووي الإيراني، قالت ميركل بعد لقائها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إنها تتفق معه حول أن أنشطة إيران في الشرق الأوسط تُعَدّ مصدر قلق، خصوصاً في ما يتعلق بأمن إسرائيل، بحسب تعبيرها.
موقف ميركل شجع نتنياهو على تحذير ألمانيا من احتمال أن تواجه ارتفاعاً في أعداد اللاجئين السوريين الراغبين بدخول أراضيها، بسبب نشاطات إيران في سوريا، طالباً من برلين اتخاذ موقف متشدد ضدها، وناصحاً إياها بالتخلي عن الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
بدا واضحاً من المؤتمر الصحافي الذي جمع نتنياهو بميركل أن الأول جاء في مهمة محددة وهي إقناع أوروبا بالانسحاب من الاتفاق النووي، مثلما فعلت واشنطن، وفي سبيل إقناعهم بالأمر، سيلوّح بورقة اللاجئين.
حاول نتنياهو أن يروّج لوجهة نظره بالحديث عن أن طهران استطاعت تعزيز حضورها العسكري في دول مثل سوريا واليمن، بمجرد رفع العقوبات عنها بعد الاتفاق النووي.
وقال إن طهران تهدف بكل قوة لنشر التشيّع في سوريا، ذات الغالبية السنية، وهو الأمر الذي سيشعل حرباً دينية في سوريا ستكون لها تداعيات كثيرة، أبرزها المزيد من اللاجئين، بحسب وجهة نظره.
وإضافة إلى ميركل تشمل جولة نتنياهو لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي.
وهذه الدول الثلاث وقّعت، إضافة إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة، على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، والذي يهدف بشكل أساسي إلى منع طهران من حيازة سلاح نووي.
وعلى عكس قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق في مايو الماضي، تؤمن الدول الأوروبية الثلاث بأن استمرار الاتفاق هو الضامن لإنقاذ العالم من طموح إيران النووي.
قبل أن يغادر إسرائيل في جولة أوروبية، أكد نتنياهو أنه سيناقش مع القادة الأوروبيين موضوعين هامين، الموضوع الأول هو إيران، والثاني هو أيضاً إيران
نتنياهو سياسي مثير للجدل. حتى يضمن كسب أصوات الناخبين، يستخدم ورقة الأمن، وهذه الورقة تتضمن الحاجة إلى عدو يتمثل جزئياً في الفلسطينيين ثم في إيرانلكن نتنياهو يرى أن الاتفاق النووي يشكّل خطراً حقيقياً على أمن إسرائيل، ويرى أن الغرب يجب أن يكون له دور في الضغط على طهران. ويوم الاثنين، نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قوله إنه يأمل في أن تنتهي الخلافات في وجهات النظر مع أوروبا بشأن إيران مع الوقت. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي جولته بأنها ستجمعه مع ثلاثة من القادة الأكثر أهمية في أوروبا، مضيفاً: "الجيد أن علاقتي الشخصية معهم وثيقة".
هل ينجح نتنياهو في مهمته؟
يستبعد الصحافي المصري المتخصص في الشأن الدولي أكرم سامي أن ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في إقناع أوروبا بتغيير موقفها من الاتفاق النووي، مؤكداً لرصيف22 أن الدول الأوروبية متمسكة بقوة بهذا الاتفاق حفاظاً على مصالحها الاقتصادية، خصوصاً وأن الاتفاق كان سبباً في هرولة العديد من الشركات الأوروبية الضخمة للعمل في طهران، خصوصاً الشركات الألمانية والفرنسية. ويلفت سامي إلى أن نتنياهو نجح فقط في حشد أمريكا ضد إيران وإقناعها بإلغاء الاتفاق للنووي، ولكن الغرب الأوروبي يرفض هذه الخطوة تماماً ويعتبرها بداية لمرحلة من التخبط السياسي ولها تأثيرات سلبية على منطقة الشرق الأوسط ككل. ويتوقع سامي أن الاتفاق النووي بين إيران وأوروبا سيظل كما هو دون أي تغيير. ويستبعد كثيرون أن ينجح نتنياهو في مهمته. على سبيل المثال، اعتبر خبير الشؤون الإسرائيلية بمؤسسة العلوم والسياسة في برلين، بيتر لينتل، في مقابله أجرتها معه دويتشه فيله، أن هناك اختلافات عدة بين ألمانيا وإسرائيل منها أن برلين تعتقد أن الاتفاقية النووية مع إيران خطوة في الاتجاه الصحيح، بالإضافة إلى رفضها أي نقل للسفارات إلى القدس. وأضاف خبير الشؤون الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو سياسي مثير للجدل، يستغل التهديد من الخارج لمكاسب سياسية. فحتى يضمن كسب أي حملة انتخابية، يستخدم ورقة الأمن، وهذه الورقة تتضمن الحاجة إلى عدو يتمثل جزئياً في الفلسطينيين ثم في إيران.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 3 أيامحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 6 أيامtester.whitebeard@gmail.com