الصحفي في دراما رمضان بين مغامر وواشٍ ودؤوب وخائن
الأحد 10 يونيو 201812:25 م
تبارت بضعة مسلسلات رمضانية هذا العام في تقديم صورة الصحفي، فتجولت بنا الأعمال الدرامية بين صحفي التحقيقات، والمعارضة، والتقارير الأمنية، والصحفي الاستقصائي، ولكن إلى أي مدى كانت موفقة في تقديم هذه النماذج؟ وهل عبرت حقاً عن واقع الصحفيين في مصر؟
واللافت أن يقدم "إمام" هذا الدور في هذه السن وهو ما يبدو غير منطقي خاصة لصحفي التحقيقات الذي يقوم بسبر أغوار الحقيقة مما يستلزم سناً أصغر وقدرة على تحمل المشقات، إضافة إلى أن عدم منطقية سير الأحداث في كثير من المشاهد.
نذكر مشهد دخول مكتب وزير الصحة واتهامه بالفساد ووعيده له بالفضيحة بدون وجود دليل في يده، وفي غضون ساعات، استلزمت الضرورة الدرامية أن يعثر على الدليل في شقة الممثلة صاحبة المذكرات ليقدمه للشرطة التي كانت سوف تلقي القبض عليه بعد أن رفع ضده وزير الصحة قضية سب وقذف.
عوالم خفية: رؤية غير واقعية لصحفي التحقيقات
قدم عادل إمام خلال مشواره الفني شخصية الصحفي خمس مرات، أولاها في فيلم "سبع أيام في الجنة" عام 1969، ثم فيلمي "الخدعة الخفية" و"البحث عن المتاعب" عام 1975، لكن ثالثها انتمى لنوعية الأفلام الخفيفة والكوميديا الخالصة، ولم تكن مهنة الصحافة ودورها صلب تلك الأعمال، ثم جاء فيلمه "الغول" الذي قدمه عام 1983. ففي "الغول" قدم "إمام" شخصية الصحفي "عادل عيسى" الذي يحاول كشف ملابسات قضية قتل عازف مغمور، الجاني فيها ابن رجل أعمال معروف، يحاول إخراج ابنه من عقوبة الجريمة بإخفاء الشهود وتعويض أهل المجني عليه. ويفاجئنا هذا العام بتقديمه دور الصحفي مرة أخرى من خلال مسلسل "عوالم خفية" حيث يلعب دور هلال كامل، صحفي التحقيقات المعارض، الذي يعمل على كشف غموض سلسلة من جرائم الفساد، عن طريق مذكرات فنانة راحلة، وقعت بين يديه مصادفة.
أبو عمر المصري: صورة واقعية للصحفي "الأمنجي"
رغم محدودية دور الصحفي الذي يقدمه الفنان محمود الليثي فقد حظى بقدر كبير من الواقعية والتأثير، فيقدم "الليثي" شخصية سيد ابو الخير الصحفي الذي عمل منذ أن كان طالباً بالجامعة كمخبر عن أصدقائه الطلبة بكلية الحقوق بينما كان هو طالباً بكلية الآداب.شخصية "أبو الخير" هي شخصية اعتبارية لكل صحفي يعمل لمصلحة الجهات الأمنية ولا جدال في وجودها تقريباً بكل جريدة وموقع إلكتروني خاصة في أوساطنا الصحفية العربية.
لا يخفى على متابع لأمر واقع قصدية الأحداث والسيناريو في التكريس لفكرة الإرهاب الممول والذي لا يمكن إنكار وجوده لكن أيضاً ليس بهذه الطريقة المباشرة.لكنه كان ملازماً لهم بشكل لافت ينقل كل تحركاتهم للجهات الأمنية حتى يصل إلى منصب سكرتير تحرير بإحدى الجرائد ويروح يطارد "فخر الدين " المحامي الثوري ويناصبه العداء في وضوح وتبجح بعد أن عرف الجميع ماهيته وقدم "الليثي" الدور بإتقان شديد وتلبس الشخصية ببراعة ظهرت في أدائه ونظراته اللئيمة وأسلوب حديثه الملتوي الوصولي حتى أنك تكاد تشم رائحة النذالة والخسة تفوح منه فور رؤيته. ومن المعروف أن شخصية "أبو الخير" هي شخصية اعتبارية لكل صحفي يعمل لمصلحة الجهات الأمنية ولا جدال في وجودها تقريباً بكل جريدة وموقع إلكتروني خاصة في أوساطنا الصحفية العربية.