يشهد ماراثون دراما رمضان 2018 منافسة شرسة بين كبار النجوم، بواقع 24 مسلسلًا، منها ما يعرض على الشاشات المصرية، وما يعرض على الشاشات الخليجية والعربية، وذلك بعد الخروج المفاجئ لـ5 مسلسلات من سباق العرض الرمضاني قبل انطلاقه بأيام.
ورغم الزخم الفني الذي أحدثته تلك الأعمال، والدعاية الكبيرة من القنوات للظفر بأكبر قدر من الإعلانات، كثر الحديث عن الأخطاء في تلك الأعمال، سواء الفنية في التصوير أو الإخراج أو المكياج، أو الدرامية، والتي قللت من متعة مشاهدتها بقدر كبير، بعدما لفتت الأنظار بشدة إليها خلال عرضها الأول.
الجزء الثاني من مسلسل "كلبش" بطولة أمير كرارة، وإخراج بيتر ميمي، احتفظ بنصيب الأسد من الأخطاء الفنية والدرامية، منذ حلقته الأولى، ودارت حوله أحاديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا صور مشاهد العمل وتناولوها بالشرح والتحليل.
ففي أحد مشاهد، منعت سيارة عادية وصول الرصاص إلى البطل "سليم الأنصاري"، ليسأل المشاهدون عن نوع السيارة التي تمنع وصول الرصاص نصف بوصة إليه، كما ظهرت زوجته حاملاً بشكل غريب، ليعلق أحد المتابعين: "واضح أن زوجة سليم الأنصاري حامل في ديناصور".
وكتب محمد علام: "سيناريو كلبش ركيك جداً وضعيف، وطريقة السرد ساذجة جداً، وتصويره لمحافظة الفيوم على أنها قبائل غير دقيق"، فضلاً عن ظهور بطل العمل حاملاً نعش زوجته المقتولة على ذراعه الذي تلقى فيه رصاصة قبل الجنازة بيوم.
وعبر صفحته على "فيسبوك"، انتقى مخرج العمل بيتر ميمي بعض الأخطاء التي ظهرت في حلقات "كلبش2"، للرد عليها دون غيرها، موضحاً أن "نسبة مشاهدة العمل فاقت المتوقع"، وواعداً بعمل عربي ضخم يعرض في رمضان 2019، يتفوق بمراحل على "كلبش2"، كما يضم مجموعة من نجوم عالميين، ومبدياً إعجابه بتركيز المشاهد على تفاصيل الحلقة بدقة.
خلال رمضان قبل الماضي، نجح مسلسل "الأسطورة" لمخرجه محمد سامي وبطله محمد رمضان بشكل كبير، إلا أن المسلسل التالي لرمضان جاء هذا الموسم من إخراج الشقيق ياسر سامي، لتظهر به أخطاء فجة.
جاء ذلك بعدما نسي المخرج إغلاق الكادر على مشاهدي قفزة بطل العمل محمد رمضان من أعلى أحد الكباري، فضلاً عن ظهور ميكروفون إحدى نجمات العمل في المشهد النهائي، وحرص رمضان على خلع ملابسه والظهور عاريًا في عدد كبير من المشاهد، دون حاجة السياق الدرامي لذلك.
كما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبارة "حسنة محمد رمضان ساعة تروح وساعة تيجي"، بعدما ظهرت "حسنة" بجانب شاربه من الناحية اليمنى، وظلت تختفي وتظهر في المشاهد التالية، إضافة لظهور اللمبات الموفرة التي لم تكن موجودة في تلك الفترة، وطول شعر البطل المبالغ فيه، خلال وجوده في السنوات الأولى بكلية الشرطة، عكس الواقع، وحضور حفلة عيد ميلاد مرتدياً البدلة الميري.
المكياج أيضًا كان له جزء من الأخطاء، إذ ظهر الفنان محمد ممدوح في مسلسل "اختفاء" بشكل متحجر، بعدما أراد المخرج إظهاره كشخص طاعن في السن، وعلقت صفحة "سينما" على مظهره: "حبوا يعملوا كبير في السن بقى شكله زي الصخرة اللي في فيلم فانتساتيك فور".
وعن الأخطاء الدرامية، عاب الجمهور على مخرج مسلسل "أبو عمر المصري"، أحمد خالد موسى، مقتل "عيسى" الذي يجسد دوره المطرب محمد الشرنوبي بطلقتين في منطقة بين السرايات المزدحمة دائماً، ونقل جثمانه دون أن يراه أحد من القاطنين في تلك المنطقة.
كما أثار ظهور "رحيم" الفنان ياسر جلال بلحية طويلة في أول حلقة بالمسلسل سخرية متابعيه، نظراً لأن لحيته طويلة بالفعل، ولا تحتاج إلى تكبير، كما أن "حلمي" الذي يجسده الفنان محمد رياض، ظهر كبلطجي يرتدي "نظارة"، فضلاً عن عودة الفنان حسن حسني "والد رحيم" لوعيه بمجرد الاستحمام بمياه دافئة.
الزعيم يحتاج إلى مراجعة الصحفيين
يجسد الزعيم عادل إمام دور الصحفي "هلال كامل" في مسلسله "عوالم خفية"، يتولى البحث عن أسماء مسؤولين مهمين في الدولة تضمنتها مذكرات "مريم رياض"، التي وقعت في يديه بالصدفة، وحظيت مشاهد الزعيم بالعديد من الأخطاء المهنية، التي أبرزها صحفيون لـرصيف22. الكاتب الصحفي محمود عبده قال إن مسلسل "عوالم خفية" ممتلئ بالأخطاء وكان يحتاج لمراجعة من قبل الصحفيين قبل تصويره. وذكر عبده: "فكرة أن أي شيء يكتب في الجرائد هو مقال مغلوطة ومتكررة والمسلسل يرسخها، مع أن أهل المهنة يعرفون جيداً أن الموضوع الصحفي المقصود غالباً هو إما تحقيق أو تقرير أو قصة خبرية". وتابع عبده: "ورق الدشت اختفى من الصحافة منذ سنوات، وفكرة أن مالك الجريدة يأخذ بنفسه المقال للمطبعة مضحكة، وكل صحفي يعلم أن العمل يمر بتنقيح ومراجعة وإعداد، ولا يوجد صحفي يذهب حاملاً عمله للمطبعة، كما أنه ذهب لوزير الصحة لإجراء حوار معه دون أن يعرف اسمه، وأطلق عادل إمام على الحوار مع الوزير اسم تحقيق رغم أنه حوار". أما الصحفية علا إسماعيل فوصفت الصحافة التي يجسدها الزعيم بأنها "سهلة وغير موجودة في الواقع"، قائلة إن الحصول على المعلومات ليس سهلاً كما يحدث مع بطل العمل. ولفتت إلى أخطاء كبرى في مانشيتات الصحف بالمسلسل، موضحة أن مانشيت "مريم رياض بين القتل والانتحار" غير منطقي ولا يخرج من أي صالة تحرير، إضافة لاستخدام كلمة "يسدل الستار" بمعنى يفتح، رغم أن معناها إغلاق ملف الواقعة.ما سبب الأخطاء؟
الصحفية والناقدة سهيلة حامد أرجعت الأخطاء الكثيرة في دراما رمضان إلى الاستخفاف بأدمغة المشاهدين، واعتقاد صناع المسلسلات أنها "مجرد مشاهد وهتعدي وما حدش هياخد باله"، وذلك رغم حديث الجمهور كل عام عن الأخطاء وتفنيدها، خصوصاً مع الانتشار السريع لوسائل التواصل الحديثة، موضحةً لـ"رصيف22": "صناع الدراما ما يعرفوش إن الناس بقت بتشوف المسلسلات عشان تطلع منها أخطاء، مش عشان تتابع". وعن الضغط واستعجال إنهاء مشاهد العمل لتسلميه للقنوات، قالت: "عمره الضغط ما كان مبرر لأن كل شخص أو موظف عارف هو بيعمل إيه وامتى هيسلمه والمفروض يتقنه، إنما هم أصبحوا يمارسون الاستسهال إلى جانب قلة الخبرة لدى البعض، وتعامل البعض مع مسلسلات رمضان كسبوبة؛ مسلسلين تلاتة آخد منهم مبلغ حلو، وبرضو الناس مش هتاخد بالها". مستدلةً بظهور كلمة "death" على تيشيرت الفنان هشام ماجد، خلال أحد إعلانات المؤسسات الخيرية، واستسهال مخرج ومونتير الإعلان الأمر في البداية، وسرعة استجابتهم لردود وانتقادات الجمهور وإزالة الكلمة من التيشيرت فور انتشار الأمر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...