شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
حرية الصحافة 2018... بين نفوذ

حرية الصحافة 2018... بين نفوذ "الرجال الأقوياء" وتهديد "المنطقة السوداء"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 25 أبريل 201806:24 م
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن حرية الصحافة حول العالم سجلت مزيداً من التراجع، مصحوبة بأجواء من خطابات "العداء والكراهية"، التي لم تعد مقصورة على الدول الاستبدادية. وفي تقريرها السنوي عن حرية الصحافة 2018، اعتبرت المنظمة أن رؤساء الولايات المتحدة وروسيا والصين يقودون العمل ضد الصحافة، موضحة أن ما رصدته يبيّن تزايد العداء الذي يشجعه القادة السياسيون علانية، فضلاً عن جهود الأنظمة الاستبدادية لتصدير رؤيتها للصحافة التي تشكل تهديداً للديمقراطيات. وفي السياق، رأت "مراسلون بلا حدود" أن عدداً متزايداً من الزعماء المنتخبين ديمقراطياً أصبحوا لا يعتبرون الإعلام جزءاً من الدعامة الأساسية للديمقراطية، بل ينظرون إليه كخصم فيُظهرون كرههم له علناً، كالولايات المتحدة التي سقطت مرة أخرى في الترتيب تحت قيادة دونالد ترامب، وهذه المرة درجتين إلى المركز 45. ومع استمرار النزاعات المسلحة والصراعات السياسية، خاصة في سوريا واليمن، والتهم المتكررة بالإرهاب في مصر ومثلها السعودية، صنّفت المنظمة الشرق الأوسط باعتبارها منطقة "محفوفة بالمخاطر والأكثر صعوبة وخطورة لممارسة مهنة الصحافة".

تصدير شعبوية "الرجال الأقوياء"

"القادة السياسيون الذين يزكّون احتقار الصحافيين (...) يقوضون مبدأ النقاش العام القائم على الحقائق بدلاً من الدعاية. الطعن في شرعية الصحافة اليوم بمثابة اللعب بنار سياسية خطيرة جداً"... كان هذا ما جاء في تقرير المنظمة. ورصدت "مراسلون بلا حدود" تنامي نفوذ من أسمتهم "الرجال الأقوياء"، ونماذجهم الأخرى المتنافسة، باعتبارها من الحالات اللافتة الدالة على "خنق الأصوات المستقلة"، كما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حلّت بلاده متأخرة في المرتبة 148 من أصل 180 دولة، بتوسيعه شبكته الدعائية عن طريق وسائل الإعلام. وعلى ذات الوتيرة، تسعى الصين إلى تصدير نموذجها الصارم لـ"مراقبة الإعلام" إلى أماكن أخرى في قارة آسيا، بجانب تقديمها الدعم لدول قريبة، مثل فيتنام وتركمانستان وأذربيجان وتايلاند، لقمع النقد والمعارضة.
اعتبرت المنظمة أن رؤساء الولايات المتحدة وروسيا والصين يقودون العمل ضد الصحافة...
على خارطة "مراسلون بلا حدود"، حافظت منطقة الشرق الأوسط على لونها الأسود القاتم، ما يعني أنها "تقبع مرة أخرى في مؤخرة التصنيف العالمي لحرية الصحافة"
وأضافت المنظمة أن الحكومة الصينية "تسعى لتأسيس نظام إعلام عالمي جديد خاضع لنفوذها بتصدير أدواتها القمعية وأنظمة الرقابة المعلوماتية وأدوات مراقبة الإنترنت".  وحدث أن وصف ترامب مراسلي وسائل الإعلام بأنهم "أعداء الشعب"، وهو المصطلح الذي استخدمه جوزيف ستالين مرة واحدة. وذكّرت "مراسلون بلا حدود" بظهور رئيس التشيك ميلوش زيمان، في مؤتمر صحافي، بسلاح كلاشينكوف وهمي كُتب عليه "للصحافيين". كما هدد رئيس الفيليبين رودريغو دوتيرت (الذي تحتل دولته المركز 133) الصحافيين، بقوله إنهم "ليسوا معفيين من الاغتيال". وتشير خارطة حرية الصحافة إلى أن 21 بلداً أصبحوا في وضع "خطير جداً"، بعد انضمام العراق إلى هذه الفئة التي تضم أيضاً مصر (المرتبة 161) والصين (176) وكوريا الشمالية التي بقيت في مرتبتها الثمانين بعد المئة والأخيرة.

ماذا عن دول الشرق الأوسط؟

يعمل الصحافيون في منطقة الشرق الأوسط في ظلّ أوضاع "محفوفة بالمخاطر إلى حدّ بعيد في أتون الصراعات السياسية والنزاعات المسلحة وذرائع مكافحة الإرهاب، التي تشكل أكبر تهديد لهم". على خارطة "مراسلون بلا حدود"، حافظت منطقة الشرق الأوسط على لونها الأسود القاتم، ما يعني أنها "تقبع مرة أخرى في مؤخرة التصنيف العالمي لحرية الصحافة". وما زالت سوريا تُصنّف "باعتبارها من أخطر البلدان على سلامة الإعلاميين"، في المركز 177 وفي المرتبة الأخيرة على صعيد منطقة الشرق الأوسط. وكان لافتاً أن دول المنطقة ذات العلاقة المتوترة ببعضها البعض، أو تشهد خلافات سياسية وعسكرية، تتقارب في ترتيب مؤشر حرية الصحافة. وحلّت السعودية في المركز 169، ليبيا واليمن 167، البحرين 166، مصر 161، الجزائر 136، المغرب 135، فلسطين 134، الإمارات 128 وقطر 125. وقالت "مراسلون بلا حدود" إنه "غالباً ما يجدون أنفسهم (الصحافيون في الشرق الأوسط) عُرضة لنيران القصف أو رصاص القناصة أو الألغام المنسية أو عمليات الاختطاف، بينما يُتَّهمون أحياناً بإشعال فتيل الأزمات الدبلوماسية التي ما زالت تهز المنطقة برمتها"، كما يجري في سوريا واليمن. وفي مصر والسعودية والبحرين، أصبحت مكافحة الإرهاب "الورقة الرابحة" للسلطات في إطار ترسانة قمعية مسلَّطة على رقاب الصحفيين، إذ تُشكل الذريعة المثالية لاستهداف وسائل الإعلام والأصوات المستقلة، وفق المنظمة. كما تحدثت المنظمة عن إسرائيل (المركز87) قائلة إنها مازالت متمادية في استخدام ذريعة مكافحة الإرهاب لتكميم الصحفيين. وأشارت إلى أن السلطات في دول المنطقة سرعان ما أدركت أن شبكة الإنترنت ظلّت حتى عهد قريب المساحة الوحيدة للتعبير بحرية نسبية، وهو ما جعلها تتبنى على عجل مجموعة قوانين ظاهرها يكافح جرائم الإنترنت وباطنها يمهّد الطريق لتكميم الصحف الإلكترونية والصحافيين- المواطنين.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image