شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
أكثر من

أكثر من "إهانة" وأقل من "حرب"... كيف تفاعل النظام السوري وحلفاؤه مع العمليّة العسكرية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 14 أبريل 201802:06 م
بعد أيام من التهديد والوعيد المتبادل بين أمريكا وروسيا بشأن الضربة العسكرية في سوريا، كان أن تُرجمت تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المهددة بالصواريخ "الجميلة والجديدة والذكية" القادمة إلى سوريا بعملية عسكرية محدودة استهدفت مراكز ومقار سورية. دعم "الناتو" العملية المشتركة بين أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ورحبت بها دول عدة كألمانيا وكندا وتركيا وقطر والسعودية، في وقت قلّلت جهات من المعارضة السورية من أهميتها واصفة إياها بـ"المهزلة". ولكن ماذا عن ردّ النظام السوري وحلفاؤه، وتحديداً روسيا التي كانت هدّدت قبل أيام بإسقاط الصواريخ الأمريكية وقواعد إطلاقها في حال أصابت هدفاً روسياً وعرّضت حياة الجنود الروس للخطر؟

"انتهاك للقانون الدولي"

اعتبر النظام السوري، الذي برّر أصحاب العملية العسكرية استهدافه بسبب استخدامه الكيميائي وانتهاكه القانون الدولي، العملية "انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي". ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" خبر اتصال هاتفي أجراه الأسد مع نظيره الإيراني حسن روحاني، قائلاً إن "هذا العدوان لن يزيد سوريا والشعب السوري إلا تصميماً على الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب في كل شبر من تراب الوطن". واعتبرت "سانا" أن العدوان الثلاثي يستبق عمل بعثة التحقيق الخاصة بالغوطة (من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية) التي وصلت إلى دمشق، والتي كان يُفترض أن تبدأ عملها في اليوم نفسه للعملية العسكرية، معتبرة أن "توقيت العدوان يهدف أساساً إلى إعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح أكاذيبهم وفبركاتهم".

"دمار في الشرق الأوسط"

جاء الردّ الإيراني على لسان الرئيس حسن روحاني الذي اعتبر أن العملية العسكرية ستسبب دماراً في الشرق الأوسط، في وقت حذّر المرشد الأعلى علي خامنئي من "تداعيات إقليمية" للضربة. وخلال استقباله كبار القادة السياسيين والعسكريين في البلاد، اعتبر خامنئي أن من شنوا العدوان الثلاثي لن يحققوا أي منفعة. وحمّل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمريكا وحلفاءها "مسؤولية عن التداعيات الإقليمية لهذه المغامرة". في سياق متصل، أشاد "حزب الله" بـ"الدفاعات الجوية السورية لتصديها للعدوان الثلاثي".

"ضربة قاصمة لعملية التفاوض"

بينما حرص الجيش الروسي على تأكيد عدم وقوع ضحايا من العسكريين والمدنيين نتيجة العدوان، قالت وزارة الدفاع الروسية إن "أنظمتها للدفاع الجوي لم تشارك في اعتراض الهجوم الصاروخي الأمريكي على سوريا"، بحسب وكالة "إنترفاكس". في المقابل، اعتبرت الخارجية الروسية الهجوم على سوريا "ضربة قاصمة لعملية التفاوض"، بينما كتبت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن الضربة تأتي "بينما كانت لدى سوريا فرصة لتتمتع بمستقبل سلمي"، في إشارة إلى استعادة القوات الحكومية السورية جزءاً كبيراً من الأراضي من فصائل المعارضة المسلحة.
اعتبر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف أن الضربات تشكل "إهانة للرئيس الروسي... وستكون لها عواقب"
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها ستواصل تحقيقها، بينما توعدت فرنسا بضربة جديدة في حال وقوع هجوم كيميائي جديد
وشدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الضربات متعددة الجنسيات ضد سوريا لم يقرها مجلس الأمن الدولي، وتم تنفيذها "في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي". وحذّر بوتين من أن التصعيد الحالي للأزمة السورية له "تأثير مدمّر على نظام العلاقات الدولية برمته"، قائلاً "مع ذلك، فإن التاريخ سيضع الأمور في نصابها. من جهته، اعتبر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف أن الضربات تشكل "إهانة للرئيس الروسي" وستكون لها عواقب، قائلاً في بيان "حذرنا من أن تصرفات كهذه ستكون لها عواقب... ولقد تم تجاهل تحذيراتنا".

حياد... ضدّ العدوان

وصفت الخارجية العراقية بـ"التطور الخطير الذي يمنح الإرهاب فرصة جديدة للتمدد"، في وقت قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني إن "الحلّ السياسي للأزمة هو السبيل والمخرج الوحيد وبما يضمن استقرار سوريا ووحدة أراضيها وأمن شعبها". بدورها، أعلنت الصين معارضتها "استخدام القوة" داعية للعودة "إلى إطار القانون الدولي"، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ في بيان "نعارض بشكل ثابت استخدام القوة في العلاقات الدولية وندعو إلى احترام سيادة واستقلال وسلامة أراضي جميع الدول".

ماذا بعد؟

بينما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها ستواصل التحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما، يتطلع حلفاء كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا في "الناتو" للاطلاع على تفاصيل الضربات في سوريا خلال اجتماع خاص، حسب ما صرح مسؤول في الحلف. وفي تعليق جاء على لسان وزير الخارجية جان إيف لودريان عبّرت فرنسا عن رغبتها في "العمل منذ الآن من أجل استئناف العملية السياسية في الأزمة السورية"، لكنها توعدت بضربات جديدة "في حال وقوع هجوم كيميائي جديد في سوريا". وسط ذلك، استمرت المخاوف التي كانت سبقت الضربة من التورط في الحرب المعقدة متعددة الأطراف في سوريا، حسب ما عبرت صحيفة "نيويورك تايمز" التي قالت إن الضربة تزيد من احتمالية المواجهة مع روسيا وإيران، مذكرة بالتحذير الذى أطلقه السفير الروسي لدى الولايات المتحدة بعد ساعة ونصف من بدء هجوم التحالف من أن أفعال كهذه لن تمر دون عواقب. وأشارت الصحيفة إلى أن حجم الضربة التي تم تنفيذها بلغ ضعف حجم الضربة التي أمر بها ترامب العام الماضي، كما أنها استهدفت المزيد من المواقع من خلال صواريخ وقذائف تم إطلاقها من طائرات حربية ومدمرات بحرية. وقالت الصحيفة إن اختيار ترامب توجيه ضربة مماثلة يوحي أن رغبته في معاقبة النظام السوري وتنفيذ ما كان يعد به في تغريداته، غلبت رغبته في الحد من التورط العسكري الأمريكي في الصراع... "على الأقل على المدى القصير"، حسب الصحيفة.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image