شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مركز البحوث العلمية السوري... لماذا يُعدّ هدفاً أساسياً لضرب النظام السوري؟

مركز البحوث العلمية السوري... لماذا يُعدّ هدفاً أساسياً لضرب النظام السوري؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 14 أبريل 201812:29 م
استهدفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في إطار العملية العسكرية التي شنّتها على سوريا، عدداً من المواقع والمقار العسكرية، كان من بينها مركز البحوث العلمية في جمرايا. ويعدّ فرع جمرايا واحد من فروع مركز البحوث العلمية العديدة في سوريا، فلماذا كان هدفاً أساسياً في الضربة العسكرية، ولماذا كان يتكرّر استهدافه من قبل إسرائيل كذلك؟

اتهامات بالجملة 

في العام 1971، تعاونت سوريا مع عدد من الدول والمؤسسات كان أولها الاتحاد السوفييتي السابق ولاحقاً كوريا الشمالية وإيران، من أجل تأسيس المركز الذي يقع شمالي غربي دمشق، خلف جبل قاسيون، وهو أبرز مركز للأبحاث في سوريا حيث يعمل فيه العديد من كبار العلماء السوريين. حُكي الكثير عن السرية التي تحيط بالمركز وما يجري بداخله، حيث نقلت تقارير أخبار منع الموظفين فيه من الاتصال بأي وكالات أجنبية أو أجانب خاصة خلال فترة الحرب والأزمات. وبالرغم من صعوبة الحصول على معلومات دقيقة بشأن ما يحتويه المركز، أصرّت المصادر الاستخبارية الغربية على اتهام المركز مراراً بأنه ينتج ومنذ ما قبل العام 2011 أسلحة كيميائية في ثلاثة مواقع على الأقل هي جمرايا، خان أبو الشامات (وسط سوريا) والفرقلس (غربي سوريا)، بينما قالت إن تخزين الإنتاج يتم في 50 موقعاً مختلفاً في أنحاء سوريا. وتقول أجهزة الاستخبارات الفرنسية إن عملية تحميل الرؤوس الحربية بالأسلحة الكيميائية تجري في الفرع 450 التابع للمركز. وللمركز فروع عدّة، حسب التقارير الصحفية، ومنها: المعهد "ألف"، الواقع في دمشق، وهو المسؤول عن إنتاج الأنظمة الإلكترونية والحاسوبية، وتطويرها بما في ذلك الملاحة والتوجيه. المعهد "ألفان" ويقع في دمشق أيضاً وهو المسؤول عن الأمور التي تتعلّق بالتطوير الميكانيكي كإنتاج قاذفات ومحركات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. الفرع الثالث هو المعهد "ثلاثة آلاف" ويقع في برزة شرقي دمشق، وقد استهدفته الضربة الأمريكية كذلك اليوم، ومهمته تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وتصنيعها. وهناك كذلك الفرع "أربعمة وخمسون" وهو المسؤول عن تخزين الأسلحة ويتبع للقصر الجمهوري مباشرة، و"أربعة آلاف" في منطقة السفيرة في حلب ويشرف على مشاريع الطيران كما يُعدّ المسؤول الأول عن كلّ برامج الصواريخ والقذائف. وإلى ما سبق يُضاف القطاع الرابع، وهو موجود في جبل تقسيس، وهو المسؤول عن إنتاج صواريخ سكود، وأخيراً مركز البحوث في جمرايا والذي كان الهدف الأساسي للضربة الأميركية.

فما هو مركز جمرايا؟

تأسّس هذا المركز في ثمانينيات القرن الماضي، بدعم من الاتحاد السوفياتي الذي قدم الكثير من المساعدات العسكرية للنظام السوري في تلك الفترة.
على الرغم من السرية التي تحيط بعمل هذا المركز، تتحدث تقارير غربية عدة عن استخدامه مركزاً رئيسياً لتطوير البرنامج الصاروخي والأسلحة الكيميائية، إضافة لاستخدامه في إيصال صواريخ إيرانية إلى مقاتلي "حزب الله" في لبنان
استهدف الطيران الإسرائيلي مركز جمرايا مرات عدة بدءاً من عام 2013، حين شنّت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في كانون الثاني غارة عليه، وشنّت في مايو من العام نفسه غارة ثانية. وقد أعقبتهما لاحقاً بغارتين الأولى في العام الماضي والثانية قبل شهرين
ويقع المركز، التابع لوزارة الدفاع خلف جبل قاسيون، على مسافة حوالي عشرة كيلومترات شمال غرب دمشق، ويتميز بمجاورته لمقرات عسكرية بارزة  منها مقر الكتيبة 105 لقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، التي يرأسها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.

الشكوك الغربيّة

على الرغم من السرية التي تحيط بعمل هذا المركز، تتحدث تقارير غربية عدة عن استخدامه مركزاً رئيسياً لتطوير البرنامج الصاروخي والأسلحة الكيميائية، إضافة لاستخدامه في إيصال صواريخ إيرانية إلى مقاتلي "حزب الله" في لبنان بالاستفادة من موقعه القريب من الحدود اللبنانية، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات غربية على عدد من العاملين فيه. في التسعينيات، أشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن نظام الأسد باشر تصنيع قنابل محملة بغاز الأعصاب في موقع تحت الأرض في مركز جمرايا، وقال موقع "فورين بوليسي" الأمريكي إن هذا المركز استند إلى الخبرات الأوروبية في تصنيع الأسلحة الكيماوية. وشرح موقع المجلة أنه خلال السبعينات والثمانينات سعى نظام الأسد إلى حيازة غاز السارين وطلب من الشركات الأوروبية مدّه بالتكنولوجيا المناسبة، وقد حصل المركز على دعم لشراء معدات من منظمة اليونيسكو، وأرسل مهندسيه للتدرب في مكتب المركز الوطني (الفرنسي) للبحوث العلمية. وفي منتصف الثمانينات، مدّت شركة "شوت غلاسفيركي" الألمانية الغربية المركز بأدوات زجاجية عالية المقاومة في إطار مشروع "زجاجي" سماه السوريون "بوروسيليكايت غلاس بروجيكت". لكن الهدف الحقيقي وراء المشروع كان، حسب الصحيفة، تصنيع غاز السارين. وفي عام 1992، كشفت أوروبا أنشطة المركز العسكرية.

العقوبات التي فُرضت عليه

في العام 2017، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 271 موظفاً في المركز لدورهم في ما قالت إنّه "إنتاج مواد كيميائية استُخدمت في هجوم بأسلحة كيميائية" على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب. وفي شهر يناير الماضي، فرضت فرنسا أيضاً عقوبات على نحو 25 شخصاً وشركة في فرنسا ولبنان ودبي والصين بتهمة العمل مع مركز البحوث السوري في إنتاج أسلحة كيميائية، كما جمّدت فرنسا أصول وحسابات هؤلاء الأفراد والشركات، قائلة إنهم يشكلون جزءاً من شبكتي توريد للمركز في مجال إنتاج الأسلحة الكيميائية. وبدوره فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على أكثر من 270 شخصاً ومؤسسة لهم صلة بالمركز وانتاج أسلحة الدمار الشامل، حسب ما قال الاتحاد.

استهدافات إسرائيليّة متكررّة

استهدف الطيران الإسرائيلي مركز جمرايا مرات عدة بدءاً من عام 2013، حين شنّت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في كانون الثاني غارة عليه، وشنّت في مايو من العام نفسه غارة ثانية. وجدّدت القوات الإسرائيلية قصفها المركز في ديسمبر عام 2017 . وفي العام الحالي، استهدفت إسرائيل الموقع للمرة الرابعة في شهر فبراير الماضي، إذ ذكرت وسائل إعلام أجنبية أن قصفاً جوياً يرجّح أنه إسرائيلي استهدف مواقع ومخازن أسلحة تابعة للقوات السورية في المنطقة المذكورة. ويرى الخبراء أن هناك أسبابا عدّة تدفع إسرائيل إلى ضرب مركز جمرايا منها إيصال صواريخ إيرانية إلى مقاتلي "حزب الله" في لبنان بالاستفادة من موقعه القريب من الحدود اللبنانية. ونشير هنا إلى أنّ مصادر عسكرية سورية كانت قالت إن استهداف "الميركافا" الإسرائيليّة، والتي تُعرف بأنها فخر الصناعات العسكرية الإسرائيليّة، كانت قُصفت في العام 2006 من قبل حزب الله بصواريخ قيل إنه قد جرى اختبارها في مركز جمرايا.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard