يبدو أن على كل الراغبين بالسفر إلى الولايات المتحدة توخي الحذر في أي تعليق أو حركة يقومون فيها على وسائل التواصل الاجتماعي، والموضوع لا يقتصر فقط على ما يظهر للعلن بل أيضاً يشمل الرسائل الخاصة. فقد أعلنت الإدارة الأميركية عن نيّتها فرض إجراءات جديدة على المسافرين إلى الولايات المتحدة تتعلّق بتسليم بيانات هوياتهم وعناوينهم على شبكات التواصل الاجتماعي وأرقام هواتفهم السابقة.
ووفقاً لخطة وزارة الخارجية، سيتعيّن على المتقدمين للحصول على تأشيرة سواء كانت للزيارة أو للهجرة تحديد التطبيقات والشبكات التي يستخدمونها، وذلك بعد عرضهم قائمة بشبكات التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك، عليهم التصريح عن الحسابات التي يستخدمونها حالياً، سيُفرض على الراغبين بزيارة الولايات المتحدة تقديم أي هويات استخدموها على هذه الشبكات في الأعوام الخمسة التي تسبق تاريخ التقدم للحصول على التأشيرة.
و ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاقتراح سيشمل 20 منصة للتواصل الإجتماعي يتمركز معظمها في الولايات المتحدة مثل فيسبوك و فليكر وبينترست ولينكدن ومايسبايس وإنستاغرام ويوتيوب وتويتر وتامبلر وريديت وفاين، بالإضافة إلى بعض التطبيقات الصينيّة والروسيّة.
ونقلت شبكة "بي بي سي" أن البيان الذي نُشر في السجل الفيدرالي أوضح أن هناك أسئلة أخرى ستُطرح على الراغبين بالسفر إلى الولايات المتحدة، مثل طلب أرقام الهاتف المستخدمة سابقاً وعناوين البريد الإلكتروني والسفر إلى الخارج خلال الأعوام الخمسة الماضية، بالإضافة إلى كلمة المرور أو ما إذا كان جرى ترحيلهم أو طردهم من أي بلد أو إذا كان أي من أفراد أسرهم تورط في أنشطة إرهابية.
من ستشمل الإجراءات؟
من المتوقع أن تشمل هذه الإجراءات أي راغب بالحصول على تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة إن كان بهدف العمل أو السياحة أو الهجرة، ولكنّها لن تشمل المواطنين من 40 دولة تقريباً الذين يدخلون الولايات المتحدة من دون تأشيرة مثل أستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية. ولن تطال كذلك المسافرين الدبلوماسيين أو المسؤولين الرسميين.التصريح عن الحسابات المستخدمة، الهويات القديمة، أرقام الهاتف السابقة، عناوين البريد الإلكتروني وكلمة المرور... بعض ما قد يفرضه الحصول على التأشيرة الأمريكيّة الجديدة
"سيتساءل الناس الآن عما إذا كان ما يقولونه على الإنترنت سيُحرّف أو يُساء فهمه من موظف حكومي"، بحسب الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الذي عبّر عن قلقه على الخصوصية وحرية التعبير
مخاوف من القرار
هذه ليست المرّة الأولى التي تقترح الولايات المتحدة مثل هذه الإجراءات إذ كانت اقتُرحت العام الماضي ضمن ما سماه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "التقصي الشديد" عن الزوار المحتملين. وقالت "نيويورك تايمز" إن جون كيلي (كبير موظفي البيت الأبيض حالياً) أخبر العام الماضي، حين كان يشغل منصب وزير الأمن الداخلي، أعضاء الكونغرس أن وزارته تدرس طلب كلمات المرور من الراغبين بالسفر إلى الولايات المتحدة والوصول إلى الحسابات عبر الإنترنت. وقال كيلي لأعضاء لجنة الأمن القومي في مجلس النواب :"نريد أن نستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية وكلمات المرور، وإذا رفضوا التعاون لن يدخلوا". وفي حين يقول بعض المسؤولين إن هذه الإجراءات قد تساعدهم في تحديد الإرهابيين المحتملين، مثل أحد المتورطين في هجمات ديسمبر 2015 في سان برناردينو والذي حصل على تأشيرة دخول على الرغم من تقارير عن تأييده للجهاد على صفحات التواصل الاجتماعي، عبّر الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية عن قلقه من هذه الإجراءات. وقال الاتحاد إن الخطوة سيكون لها تأثير كبير على حرية التعبير. ونقلت وكالة "رويترز" عن مديرة مشروع الأمن القومي في الاتحاد هينا شمسي قولها: "سيتساءل الناس الآن عما إذا كان ما يقولونه على الإنترنت سيُحرّف أو يُساء فهمه من موظف حكومي"، مضيفة :"لدينا مخاوف أيضاً من الطريقة الغامضة التي تُعرّف بها إدارة ترامب مصطلح الأنشطة الإرهابية المطاط لأنه في الأصل سياسي ويمكن استخدامه للتفرقة ضد مهاجرين لم يرتكبوا أي خطأ". وتابعت قائلة: "هناك خطر حقيقي من أن التدقيق في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي سيستهدف مهاجرين ومسافرين من دول ذات أغلبية مسلمة بشكل ظالم ويعرضهم لرفض التأشيرات دون تمييز ودون أن يفعل ما يذكر لحماية الأمن القومي". كذلك وصف أنيل كلهان، الأستاذ المشارك في القانون في جامعة دريكسيل والذي يعمل في مجال الهجرة وحقوق الإنسان الدولية، هذه الإجراءات بالتطفلية وغير الضرورية والسخيفة. وكذلك جدّد فيسبوك موقفه الذي قاله في السابق بأنّه لا يؤيد ويعارض أي مسعى لإجبار المسافرين على تقديم معلومات عن حساباتهم الشخصية بما فيها كلمات المرور.متى سيبدأ تطبيقه؟
لن تطبق هذه الإجراءات مباشرة، وسيبقى الإعلان فترة 60 يوماً يمكن فيها للأجهزة المعنية والجمهور تقديم تعليقاتهم على التغييرات قبل البت بإقرارها يوم 29 مايو المقبل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 22 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...