"رضخت للرباعي العربي"... كيف تمّ تفسير الخطوة القطرية الجديدة وماذا تضمنت؟
الجمعة 23 مارس 201806:39 م
"رضوخ للرباعي العربي"... كان هذا التعليق الأبرز الذي واكب إعلان لجنة مكافحة الإرهاب، التابعة لحكومة قطر، ما يُعرف بـ"القوائم الوطنية للتصنيفات الإرهابية"، وذلك حسب تغريدة نشرها حساب مكتب الاتصال الحكومي لقطر في وقت مبكر. لم تكن هذه القائمة الأولى التي تصدرها قطر في هذا الخصوص، إذ سبق لها أن أصدرت قائمة للإرهاب في 25 أكتوبر الماضي ضمن إطار إجراء جماعي اتَّخذته كافة الدول الأعضاء في مركز مكافحة تمويل الإرهاب الذي يضم عدة دول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي. لكن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها الدوحة لائحة منفردة، بعد الأزمة الحادة التي بدأت مع قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو الماضي، بقطع علاقاتها مع قطر بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما كانت الأخيرة قد نفته معتبرة أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب". وكما بات معروفاً فقد تضمنت القائمة القطريّة الجديدة 11 قطرياً وسعوديان اثنان و4 مصريين، بالإضافة إلى ثماني جهات من بينها "جمعية الإحسان الخيرية" اليمنية وتنظيم "داعش" ولاية سيناء. وعلى الرغم من أنّ هذه اللائحة التي أعلنتها قطر تأتي بموجب قانون أصدره أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بشأن مكافحة الإرهاب في يوليو 2017، وفي إطار مذكرة التفاهم التي وقعت بين الدوحة وواشنطن حول التعاون في مجالات رئيسية مثل الأمن والاستخبارات، إلا أنها لم تحظ بردود فعل رسميّة واسعة. وكان الردّ شبه الرسمي عليها من وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الذي اعتبر، في تغريدة على "تويتر"، أن اللائحة بمثابة اعتراف من قطر أن سبب الأزمة الخليجّية كان دعم الدوحة للإرهاب.
هل الخطوة كافية؟
فسّر البعض إدراج هؤلاء على لائحة الإرهاب القطرية بأنه "رضوخ" من الدوحة، على اعتبار أن اللائحة تضمنت أسماء كانت لحظتها سابقاً "لائحة الإرهاب" التي أعلنت عنها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو الماضي، ومن بينها القطري عبدالرحمن عمير راشد النعيمي و"جمعية الإحسان الخيرية" في اليمن. وقالت وكالة "رويترز" إن الإجراء يهدف إلى تقريب القائمة السوداء القطرية من القوائم السوداء بالدول المذكورة، لكن "الغرض من نشرها لا يزال غير واضح"، فيما لم يرد متحدث باسم الحكومة القطرية على طلب للتعليق، حسب الوكالة. وأشارت "رويترز" إلى أن اللائحة القطرية استثنت "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي يتخذ من قطر مقراً له برئاسة يوسف القرضاوي وينتمي كثير ممن شاركوا في تأسيسه عام 2004 إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكانت دول الحصار على قطر قد أدرجت الاتحاد ورئيسه على قوائمها للإرهاب. وتأتي الخطوة القطرية في وقت ينصب فيه الاهتمام على زيارة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، ما دفع البعض للإشارة إلى تزامنها مع تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدول الداعمة للإرهاب خلال اجتماعه بولي العهد السعودي باعتباره "رسالة قوية لنظام قطر".لم تكن هذه القائمة الأولى التي تصدرها قطر في هذا الخصوص، إذ سبق لها أن أصدرت قائمة للإرهاب في 25 أكتوبر الماضي ضمن إطار إجراء جماعي مع الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي
اللائحة القطرية استثنت "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي يتخذ من قطر مقراً له برئاسة يوسف القرضاوي، وكانت دول الحصار على قطر قد أدرجت الاتحاد ورئيسه على قوائمها للإرهابورغم أن ترامب لم يذكر قطر بالإسم، عند تهديده بقطع العلاقة مع أي دولة داعمة للإرهاب، لكن البعض اعتبر أنه يقصد نظام الدوحة بالتهديد. وقال ترامب "نعمل مع السعودية بشكل جدي لوقف تمويل الإرهاب من أي جهة... اتفقنا على إنهاء العلاقة بين أية دولة والإرهاب". وعلى هامش زيارة بن سلمان، كان قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قد تطرق، في مؤتمر صحافي، للأزمة مع قطر معتبراً أنها "مسألة صغيرة في أجندة المباحثات في أمريكا لا تعطيها المملكة أهمية وحساسية القضايا الأخرى. في المقابل، علّق الجبير بأن "ما فعلته قطر حتى الآن أنها وقّعت مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، وهذه خطوة غير كافية"، مشيراً إلى أن واشنطن تتعامل مع "الجانب البرّاق من قطر ونحن نتعامل مع الجانب المظلم". وأشار الوزير السعودي إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب طلبت من قطر وقف دعم الاٍرهاب، ووقف دعم التطرّف والتدخل في الدول الأخرى، مضيفاً "قلنا لهم ذلك عام 2013 ولم يتوقفوا حتى الآن"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية. وبانتظار أن يتضح ما إذا كانت الخطوة القطرية بداية لحلحلة مقبلة تُترجم بلوائح وخطوات أخرى، تقارب المطالب الـ13 التي كانت تقدمت بها دول الحصار سابقاً، أم أنها خطوة محدودة في الشكل والمضمون، هذه هي نبذة عن أبرز من تضمنتهم لائحة العقوبات التي تتضمن عادة تجميد الأصول ومنع السفر.