اتفق المصريون والسعوديون على بعض تفاصيل مشاركة مصر في مشروع نيوم، وهو مشروع سعودي طموح كان قد أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أكتوبر الماضي قائلاً إنه يهدف إلى تأسيس منطقة استثمارية خاصة جديدة ستضمّ أراضي داخل مصر والأردن.
ودخلت القاهرة في المشروع من خلال تأسيس صندوق مشترك مصري-سعودي بقيمة 10 مليارات دولار تساهم فيه مصر بألف كيلومتر من الأراضي الواقعة في جنوب سيناء، بالقرب من البحر الأحمر، يجري تأجيرها لفترة طويلة.
أما الرياض، فتساهم في الصندوق الذي أُعلن عنه في الرابع من مارس، خلال زيارة بن سلمان للقاهرة، نقدياً بهدف توفير المال اللازم لتنفيذ مشروعات تندرج ضمن مخططات مشروع "نيوم" على الأراضي المصرية.
وبحسب مسؤول سعودي تحدث لوكالة رويترز، ستُنشئ السعودية سبع نقاط جذب بحرية سياحية، تتنوّع بين مدن ومشروعات سياحية، في نيوم بالإضافة إلى 50 منتجعاً وأربع مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل في البحر الأحمر، في حين ستركّز مصر على تطوير منتجعي شرم الشيخ والغردقة.
دخلت مصر في مشروع نيوم السعودي من خلال تأسيس صندوق مشترك بقيمة 10 مليارات دولار تساهم فيه القاهرة بألف كيلومتر من الأراضي الواقعة في جنوب سيناء
يساهم دخول مصر في مشروع نيوم السعودي بزيادة دخلها القومي من خلال زيادة جاذبية مشاريعها السياحية الواقعة على البحر الأحمروفي الجانب الأردني، سيجري التركيز على تطوير العقبة من خلال استثمارات أردنية سعودية. وتسعى السعودية وشركاؤها إلى استقطاب شركات ملاحة وسياحة أوروبية للعمل في البحر الأحمر خلال الشتاء، إذ يكون الطقس جذاباً هنالك في هذا الفصل، بعكس الحال في البحر الأبيض المتوسط، وتتفاوض حالياً مع سبع شركات لبناء موانئ خاصة باليخوت، لأن من أهداف نيوم جذب محبي الإبحار عبر اليخوت. كذلك، وقّعت الرياض والقاهرة بروتوكولا بيئياً يهدف إلى حماية البيئة البحرية والحد من التلوث للمحافظة على الشعب المرجانية والشواطئ، يتضمن نصاً على ضوابط ملزمة لمنع التلوث البصري. ويساهم دخول مصر في مشروع نيوم بزيادة دخلها القومي من خلال زيادة جاذبية مشاريعها السياحية الواقعة على البحر الأحمر، كما يساهم في توفير آلاف فرص العمل. ويندرج مشروع "نيوم" في إطار رؤية 2030 السعودية، وهو مشروع لبناء منطقة خاصة ضخمة لها تشريعاتها الخاصة وأنظمتها الخاصة وتحاكي مستقبل البشرية على مختلف المستويات. وستضمّ المنطقة الخاصة أراضي داخل مصر والأردن لتكون "أول منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول"، وذلك بمساحة إجمالية تصل إلى 26,500 كيلومتر مربع. والهدف منها هو بناء منطقة استثمارية تركز على تسعة قطاعات "تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية"، وهي: مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة "الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات". وستدعم المملكة المشروع باستثمارات يضخها "صندوق الاستثمارات العامة"، بالإضافة إلى أموال سيضخها مستثمرون محليون ودوليون، لتبلغ قيمتها الإجمالية 500 مليار دولار أمريكي. ورغم أن مشروع نيوم كما قدّمته السعودية هو مشوع يحاكي المستقبل إلا أنه حتى الآن، يبدو أن مصر ستدخل فيه كمنطقة سياحية فقط.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...