شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تونس فعلتها مجدداً: أول مهرجان للأفلام الكويرية في العالم العربي لدعم مجتمع الميم

تونس فعلتها مجدداً: أول مهرجان للأفلام الكويرية في العالم العربي لدعم مجتمع الميم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 18 يناير 201803:39 م
بعد مرور بضعة أسابيع على إطلاق "شمس راد" وهي أول إذاعة تونسية في العالم العربي للدفاع عن حقوق المثليين والمثليات، نظّمت جمعية "موجودين" أول مهرجان فني يدعم مجتمع الميم ويتناول قضايا شائكة للدفاع عن هذه الفئة، التي غالباً ما تكون مهمشة وعرضةً للمضايقات الاجتماعية والمعنوية من قبل السلطات وجهات أخرى.

أول مهرجان للأفلام الكويرية في العالم العربي

في 15 يناير انطلق مهرجان موجودين للأفلام الكويرية بنسخته الأولى، وهو أول مهرجان في الشرق الأوسط يتناول قضايا حساسة، على رأسها حقوق المثليين والمثليات ومجتمع الميم في تونس. قررت جمعية "موجودين" ترجمة مسيرتها الغنية في التأكيد على الحق في التنوع والاختلاف وكسر التابوهات المتعلقة بالمعايير الجندرية من خلال تنظيم مهرجان سينما كويرية في "التياترو" في تونس، بدعم من المؤسسة الألمانية Hirschfeld-Eddy-Foundation. يتضمن المهرجان الذي يستمر من 15 إلى 18 يناير سلسلة من الأفلام القصيرة والمتوسطة (أفلام مغربية وشرق أوسطية وأفريقية) والتي تسلط الضوء على الهويات الجنسانية والتوجهات الجنسية المختلفة، وتسلط الضوء على مفاهیم أساسية مثل التحديات التي تواجه الفرد والمجموعات المهمشة، خاصةً في ظل السياسات القمعية والسلطات المتشددة.

هل هناك رقابة مسبقة على هذه الأفلام؟

تجيب الناشطة في الجمعية عايدة الخميري بأنه كان من المستحيل أن يتم عرض العديد من هذه الأفلام في البلدان التي أنتجت فيها في إطار رسمي، على غرار الوثائقي "أصوات كويرية من السودان"، في حين أن هناك أفلاماً أخرى تم تتويجها في مهرجانات رسمية، مثل فيلم Upon the shadow (تحت الظلّ) للمخرجة التونسية ندى مازني حفيّظ والمتوّج في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية، وهو فيلم وثائقي حول الناشطة السابقة لحركة "فيمن" أمينة، إضافة إلى مجموعة من الأفراد التابعين لمجتمع الميم.

تفاعل الجمهور

عن تفاصيل اليوم الأول، تشير عايدة إلى أن عدد المشاركين فاق التوقعات إذ حضر نحو 400 شخص حفل الافتتاح: "القاعة تتسع لـ130 شخصاً، غير أن المكان ضاق بالحشود، فقرر البعض افتراش الأرض والجلوس على السلالم، حتى أن عدد الواقفين كان أكثر من عدد الجالسين على الكراسي". وقد ركزت الناشطة التونسية على نجاح الحدث منذ اللحظات الأولى: "كان الجو جيداً، والفرح بادياً على وجوه الحاضرين سواء كانوا ناشطين من المجتمع المدني أو من مجتمع الميم، إضافة إلى مشاركة بعض الفنانين والدبلوماسيين". وتخللت اليوم الثاني ندوة حول "الكوير" والثقافة، تحدثت فيها عايدة حول ضرورة إعادة النظر في بعض المفاهيم وإعادة صياغتها بشكل مناسب، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية ودور الإنترنت والتكنولوجيا في النهوض بالفن الرقمي Digital Art. تميز المهرجان بعقد حلقات حوارية تغوص في الفن وتتطرق إلى مواضيع تعنى بمجتمع المثليين والمثليات. عالجت حلقة Queer as Art مسألة التوجه الجنسي في عالم الفن، بينما ركزت جلسة "Queer and Resistance" على الصراع الذي يخوضه الأشخاص "الكوير" في سبيل الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وتهدف هذه النقاشات التي يعقدها الأخصائيون إلى تعريف الجمهور على مجتمع الميم ومعنى أن يكون المرء "كوير" وإبراز الصلة أيضاً بين السياسة ومجتمع الميم. وتضمن البرنامج أيضاً عروضاً موسيقية وقراءات مسرحية.

الإعلان عن المهرجان

وبهدف الإعلان عن هذا الحدث الفريد من نوعه في العالم العربي، قامت جمعية "موجودين" باستخدام ملصق يمثل الهويات المختلفة لكل فرد مع إبراز حقه في اختيار "اللوك" الخاص به، إضافة إلى بث إعلان ترويجي يعكس "مجتمع الميم" ويشدد بطريقة مبطنة على الحريات الجسدية والشخصية مع تكريس مبدأ التنوع والاختلاف. وعن أهمية هذا الحدث، تقول الخميري إن الهدف من وراء المهرجان هو "نشر ثقافة بديلة وتقديم منتوجات فنية أخرى حول النوع الاجتماعي والجنسانية خارج الكليشيهات والنماذج النمطية، وتوفير مساحة تعبير لمجتمع الكوير". الجدير بالذكر أن مهرجان موجودين للأفلام الكويرية هو مجاني ويحظى برمزية نظراً للوضع الحقوقي للمثليين والمثليات والمغايرين الجنسيين في تونس والعالم العربي، خاصةً أن القانون الجنائي التونسي يعاقب في الفصل 230 "مرتكب المثلية الجنسية (اللواط أو المساحقة) بالسجن مدة 3 أعوام"، إضافة إلى اعتقال السلطات في وقت سابق المثليين وإجبارهم على الخضوع للفحوص الشرجية وهي ممارسة تدينها بشدة الجمعيات التي تدافع عن حقوق الإنسان.

موجودين: مكافحة التمييز بين الجنسين

منذ بضع سنوات، تحاول عدة جمعيات أهلية في تونس التحرك باتجاه إحداث تطور قانوني ينص على إلغاء تجريم المثلية الجنسية، ومن بين هذه الجمعيات التي خرجت من الظل وأخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق المثليين والمثليات في تونس، تبرز مؤسسة "موجودين" التي بدأت مسيرتها في العام 2014، قبل أن تحصل على غطاء قانوني في العام 2015. تهدف "موجودين" إلى إلغاء التمييز الجنسي وتهيئة مناخ من التسامح وإحترام الإختلافات الجندرية: "نريد أن نعيش في مجتمع لا يوجد فيه تمييز ورهاب المثلية وتحيز جنسي. مجتمع يعزز النزاهة والكرامة ويحتفي بالإختلاف".
وتؤكد عايدة الخميري أن الجمعية نشأت رداً على الممارسات المجحفة التي تقوم بها السلطات بحق المثليين والمثليات: "لا يزال هناك في تونس قانون يجرم علاقة بالتراضي بين شخصين بالغين من نفس الجنس، ويرفض المثلي/ة أو ثنائي الجنس أو المتحولين جنسياً أو كوير أو إنتيرسيكس"، مشيرةً إلى أن "الرهاب من المثلية يتغذى من الأحكام المسبقة والمعايير الاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى اضطهاد المثليين". وتتولى جمعية "موجودين" دعم مجتمع الميم من خلال وسائل عدة مثل: خلق مساحة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا رهاب المثلية والعنف، توفير مكان لتبادل الخبرات بين أفراد مجتمع الميم، تقديم دورات تدريبية للأعضاء وإطلاعهم على حقوقهم، التوثيق والإدانة لانتهاكات حقوق المثليين والمتحولين جنسياً ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والمتحولين جنسياً، "أما الهدف الأسمى فيتمثل بالغاء المادة 230 من أجل ضمان الحريات الجنسية وخصوصية الأفراد" بحسب عايدة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard