شقّ 5 مخرجين عرب طريقهم إلى النجاح في "ملتقى دبي السينمائي" في دورته الرابعة عشرة، إذ فازوا بجوائز مالية، بالإضافة إلى فرصة التواصل مع الخبراء العالميين بهدف إيصال أعمالهم إلى العالم كله.
فبالاستناد إلى عدة معايير مثل جودة الفكرة وطريقة طرحها كان الفوز من نصيب المشاريع العربية التالية: "أوروبا"، "السوريون"، "حلمت بإمبراطورية"، "حيوان" و"بين الرجل"، وقد حصد فيلم "السوريون" للمخرج "محمد إسماعيل اللواتي" أعلى جائزة مالية بلغت 25 ألف دولار.
يسلّط فيلم "السوريون" الضوء على حياة 5 لاجئين سوريين أعادوا تشكيل حياتهم الجديدة في لبنان بعد اندلاع الحرب في وطنهم، وقد نال الفيلم دعوة لحضور مهرجان تريبيكا السينمائي لعام 2018 كما تم ترشيحه للجولة الثانية في ترشيحات جوائز أفلام "مؤسسة روبرت بوش ستيفتانج".
لا يعدّ فيلم "السوريون" الأول من نوعه في مجال تجسيد معاناة اللاجئين السوريين والأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها سوريا، فهناك العديد من الأعمال السينمائية والوثائق المصورة والأفلام القصيرة التي حرصت على نقل الوقائع المأسوية للشعب السوري بغية رفع الصوت عالياً في المحافل العالمية.
من تجسيد الدمار والخراب ,توثيق مسار النزوح ورحلة الموت المحفوفة بالمخاطر، إليكم أبرز الأفلام والوثائق المصورة التي ترجمت الواقع الأليم الذي يتخبط فيه الشعب السوري:
طعم الإسمنت / Taste of Cement
في الوقت الذي يقوم فيه العمال السوريون بتشييد المباني الشاهقة في لبنان تتعرض المنازل في سوريا لوابل القنابل والقصف الهمجي، الأمر الذي يجعل القابعين في سوريا يتذوقون طعم "الإسمنت" الممزوج بنكهة الموت. https://www.youtube.com/watch?time_continue=160&v=fc3C2cQ7mGE حرص المخرج السوري زياد كلثوم في فيلم "طعم الإسمنت" على توثيق العلاقة الشائكة بين اللاجئين السوريين في لبنان وتحديداً الفئة العاملة منهم والعلاقة مع المحيط اللبناني، إضافة إلى ظروف العمال الصعبة والتي تراوح بين الحنين إلى الوطن والبحث عن مستقبل جديد وسط القيود الاجتماعية المربكة. فنتيجة الشروط الصارمة التي تفرضها الحكومة اللبنانية مثل قرار منع تجول العمال السوريين بعد ساعات معيّنة، يعيش السوريون في لبنان في حفرة يخرجون منها للعمل ثم يعودون إليها عند المساء من دون إمكانية الخروج منها حتى اليوم التالي. باختصار ينقل "طعم الإسمنت" الحائز عدة جوائز عالمية تفاصيل حياة مئات من العمال السوريين الذين ذاقوا طعم "الإسمنت" بعد أن تعرضت بيوتهم للدمار ونتيجة الأوضاع الصعبة قرر هؤلاء ترك وطنهم بحثاً عن لقمة العيش في لبنان.آخر الرجال في حلب / last men in Aleppo
في فيلم "آخر الرجال في حلب" يسجل المخرج السوري فراس فياض تفاصيل الحياة اليومية لعمال الدفاع المدني أثناء الحرب الشرسة التي تتعرض لها حلب، فيصطحبنا معهم في جولة إلى الدمار الذي خلفته الحرب وانتشار أشلاء الجثث وسط الرغبة في الحياة والتمسك ببصيص أمل. يركز "فياض" في فيلمه على الدور الفاعل الذي يلعبه أصحاب "الخوذ البيضاء" في عملية إنقاذ المصابين السوريين، ويسلط الضوء بشكل خاص على قصة الشهيد خالد الحرح الذي أنقذ رضيعاً بقي تحت الأنقاض 16 ساعة. بين التمسك بالعائلة والإصرار على الحياة، يجسد "آخر الرجال في حلب" أوجه الحرب السورية، فيتحدث عن الموت والدمار وعمليات الإنقاذ، منوهاً بالحياة التي ينتشلها رجال الأطفاء من تحت الدمار والركام. حصد الفيلم جائزة مهرجان "ساندانس السينمائي"، وأعلن أخيراً "مهرجان دبي السينمائي" إدراج "آخر الرجال في حلب" في عداد الترشيحات لجوائز الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي.لا تتركني / never leave me
لا أحد بإمكانه إيصال ما يشعر به طفل يتيم هارب من الحرب والدمار إلا الطفل نفسه. يروي فيلم "لا تتركني" للمخرجة البوسنية "عايدة بيغيتش" المعاناة التي يعيشها الأيتام السوريون في تركيا. تدور القصة حول 3 أطفال:"عيسى" المتعلق بمدينة "حمص، والذي عقب وفاة أهله تم إرساله إلى ملجأ الأيتام للاجئين السوريين في تركيا، أحمد حصرم الذي يعيش على أمل عودة أبيه الضائع في سوريا، ومعاذ الذي نقل بدوره إلى تركيا بعدما قررت والدته الزواج مرة ثانية. تحاول "عايدة" من خلال فيلم "لا تتركني" تصوير معاناة الأطفال اللاجئين وصراعهم مع الماضي الأليم والذكريات ورغبتهم في البحث عن معنى جديد لحياتهم. وللمرة الأولى تم عرض فيلم "لا تتركني" الشهر الماضي في المهرجان السينمائي الدولي في أنطاليا.غاندي الصغير / Little Ghandi
يتحدث فيلم "غاندي الصغير" عن الناشط السوري غياث مطر، أحد رموز الثورة السورية، والذي لقب بـ"غاندي الصغير" بعد أن اشتهر بمواجهة العنف والسلاح بالماء والورود. غياث كان أحد المنظمين الأساسيين في قيادة الاحتجاجات السلمية في داريا ضد النظام السوري، قبل أن يعنف ويقتل بوحشية بعد زواجه بأشهر قليلة، وهو في انتظار طفله الأول. الفيلم تحية لروح الناشط السوري الذي اعتقل خلال كمين نصب له، وفي العام 2011 قتل "مطر" جراء التعذيب في السجون السورية. تم ترشيح فيلم "غاندي الصغير" للمخرج السوري سام قاضي إلى جائزة الأوسكار عن فئة الأفلام الأجنبية في الدورة المقبلة.Steps into a High calm
"سفرني على أي بلد وإتركني وإنساني بالبحر، إرميني ولا تسأل ما عندي طريق تاني مو طالع شم الهوا ولا رايح غيّر جو بيتي بالضرب هوا ودخان الحرب عماني إتركني حاول مهما كان أنا بالآخر إنسان". هذا مطلع أغنية مؤثرة تلخص أوضاع اللاجئين السوريين مع مشوار النزوح الذي بات يعرف "برحلة الموت". https://www.youtube.com/watch?time_continue=31&v=FKhFir-1wYM بهدف توثيق معاناة النازحين السوريين وهروبهم المحفوف بالمخاطر، رافق المخرج التركي "إنجين باش" عائلة سورية في رحلتها إلى ألمانيا هرباً من الحرب الدائرة في بلادها. في فيلم Steps Into a High calm نقل "باش" تفاصيل "رحلة الموت" من خلال مواكبة العائلة السورية طوال 9 أيام من إزمير التركية وصولاً إلى اليونان ومقدونيا قبل أن تتوجه الأسرة السورية إلى محطتها الأخيرة: ألمانيا. ونتيجة فوز الفيلم بجائزة Emmy عبّر المخرج "باش" عن سعادته بالجائزة قائلاً:"لخص الفيلم معاناة عدة عائلات سورية. الجائزة ليست لي وحدي وأهديها إلى كل السوريين الذين يعيشون في تركيا ويذهبون في رحلات أخرى صعبة".سوري أنا / i the Syrian
5 دقائق فقط كانت كافية لإرسال رسالة مدوّية إلى العالم: لست سُنيّا ولا شيعياً ولا علوياً ولا مسيحياً. أنا سوري. من خلال تقنيات بسيطة وفي غياب أي مؤثرات بصرية ضخمة، أنجز أصغر مخرج سوري يوسف محمد الأحمد فيلمه القصير "سوري أنا" الذي يجسد الوحدة الوطنية. فقد أراد المخرج التأكيد أن سوريا للجميع من خلال إظهار مواطن سوري يقف بوجه أحد المقاتلين بعد أن سأله المقاتل عن دينه: مين إنت؟ علوي؟ سني؟ شيعي؟ مسيحي؟ فيتقدم منه الشاب ببطء ويرد بصوت صارخ: أنا سوري...سوري أنا.احتجاز / Detained
أرادت المخرجة السعودية هاجر النعيم التأكيد أن المرأة السعودية قادرة على تنفيذ أفلام ذات محتوى عميق يعبّر عن حالة الغضب جراء العمليات الإرهابية التي تحصل في العالم. تتحدث "النعيم" في فيلم "إحتجاز" عن قصة فتاة سورية اسمها لارا هربت من المعارك الشرسة في بلادها ولجأت إلى الولايات المتحدة الأميركية بهدف نشل أهلها من براثن الحرب، غير أن أحلامها تتلاشى مع قيام الأمن القومي الأميركي بتوقيفها على خلفية تورط والدها في عمل إرهابي في مطار لندن.Human Flow
هل سينبثق المجتمع العالمي من حالة الخوف والعزلة والمصالح الضيقة ويختار طريق الانفتاح والحرية واحترام الإنسانية؟ هذا ما يطرحه فيلم Human Flow للمخرج الصيني "آي وي وي". يتحدث الفيلم عن حياة أكثر من 65 مليون شخص من حول العالم، تهجروا من أرضهم هرباً من المجاعة والحروب والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في أكبر نزوح إنساني يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وقد عمد المخرج إلى تجسيد هذه الهجرة البشرية الضخمة في فيلم وثائقي يسلّط الضوء على أزمة النازحين وتأثيرها الإنساني العميق من خلال قيامه على مدى عام برصد سلسلة من القصص التي تعود لـ23 بلداً منها أفغانستان، العراق، بنغلادش، فرنسا، اليونان، تركيا. يلعب المخرج في فيلم Human Flow دور الشاهد على النازحين ويوثق بحثهم اليائس عن الأمان والمأوى والعدالة من خلال مرافقة تحركاتهم من المخيمات إلى المعابر والحدود الشائكة، فينبض الفيلم بالمشاعر المتضاربة التي تراوح ما بين اليأس وخيبة الأمل من جهة والقدرة على التحمل والصمود من جهة أخرى.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع