ماذا لو طرح المسرح قضايا المجتمع بكل جرأة وناقش ما يواجهه الشباب والشابات من تمييز وتحرش وعنف، مغلفاً ذلك كله بغطاء درامي، وباعثاً برسائل واقعية من المشكلات الاجتماعية التى يتعرضون لها؟
هذا ما قرره القائمون على العرض المسرحي الكوميدي "حل الضفاير " الذي لاقى نجاحاً واسعاً وبدا كتجربة جديدة مميزة تطرح رؤية مختلفة وتناقش واقعاً يخشى الجميع الاقتراب منه، شاركت فيها عشرات المواهب من شباب مسرح الجامعة.
15304059_233122733789521_6537055382227739216_o
سالي ذهني مؤلفة العرض والناشطة الحقوقية وعضو المجلس القومي لحقوق المرأة تعرفنا على تفاصيل العرض: "حل الضفاير هو عرض مسرحي شبابي كوميدي يناقش المشاكل الإجتماعية التي يواجهها الشباب من الجنسين في مصر.
جاءت الفكرة نتاج عدة جلسات كتابة وارتجال جمعتني مع مخرج العرض "محمد فؤاد عابدين" وأردنا تقديم رسائل عن الواقع الذي تعيشه النساء وما يتعرضن له من عنف وتمييز في قالب كوميدي ساخر، بالإضافة إلى عرض أشكال التمييز التي يتعرض لها الشباب في عرض مناسب لكل الفئات العمرية، إذ البطلة "نور" في العاشرة من العمر".
وتكمل ذهني: "كان العرض الأول لحل الضفاير على مسرح الهسابير في نوفمبر 2016. وحتى الآن، نجحنا في تقديم عروض مختلفة على مسرح الفلكي والهسابير ومسرح جامعة القاهرة والمعهد العالي للفنون المسرحية كما شاركنا في المهرجان القومي للمسرح في إبريل 2016.
20140037_342366986198428_1671117210359859286_n واللافت في عرض "حل الضفاير" هو حرصه على تكوين فريق مسرحي من المواهب الشابة ومسرح الجامعة، فكيف حصل ذلك؟
تقول سالي: "من أهم أهداف المسرحية هو تكوين فريق يجمع مواهب شابة من مختلف الخلفيات، وهو أمر غير معتاد في تجارب مسرحية في مصر. حرصنا على أختيار ممثلين لديهم خبرات متعددة في مسرح الجامعة (مسرح جامعة عين شمس ومسرح الجامعة الأمريكية بالقاهرة) فضلاً عن آخرين لديهم خبرات تمثيل محترفة في السينما".
17546811_292855297816264_2719270215669383702_o
ويضم فريق عمل "حل الضفاير" كريم الشناوي المخرج السينمائي وصاحب فكرة المشروع ومنتجه، وكنزى عبد العزيز منسقة عامة، وحسين وحيد مدير انتاج.
والممثلون هم: محمد الدمراوي ووليد الهندي واسماعيل السيد وأحمد علاء الدين والمطربة هدير مدحت ونانسي علم الدين وعبد المنعم نصر وعليا أشرف وحسن محمد ومحمد رمضان وهشام محمد وأحمد حسن.
تُعرض حل الضفاير على خشبة مسرح الفلكي من 4 إلى 6 ديسمبر الجاري. وهذه العروض هي الأخيرة في العام الجاري.

فتح مساحة للنقاش المجتمعي
وعن سبب اختيار اسم "حل الضفاير"، توضح سالي: "الهدف ترك مساحة للجمهور للتفكير في معناه بدون معرفة محتوى العرض من دلالاته، لفتح مساحة للنقاش. فالعرض لا يقدم حلولا للمشاكل الاجتماعية "مثل التحرش والعنف المنزلي والسلطة الأبوية "، لكن يسعى إلى نقل ما يحدث على أرض الواقع على خشبة المسرح في إطار كوميدي. عُدّلت المسرحية طوال مدة عرضها مجاراةً لآراء الجمهور بحسب سالي، التي تقول: "طوال مدة العرض كان رد فعل الجمهور إيجابياً جداً، وكان بالنسبة لنا هو الدعم الأول، إلا أننا كنا نحرص على الاستماع إلى الجمهور وتعليقاته على السوشيال ميديا، وبالفعل تم تعديل العرض على مدار السنتين استناداً إلى رأي الجمهور". الإ أن الدعم الإنتاجي عادة ما يقف حائلاً من دون ظهور مشاريع مسرحية للنور، كيف كان الحال مع "حل الضفاير "؟ يجيب محمد فؤاد عابدين مخرج العرض والمشارك في تأليفه: "إنتاج وظهور العرض عائدان إلى جهود مشتركة جمعت المجلس القومي للمرأة وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وشركة وجود، وبفضل هذا الدعم تم إنتاج العرض في صورته الأولى في نوفمبر 2016. وفي سبتمبر 2017 تم اختيار العرض للمشاركة في برنامج "العرض مستمر" الذي جمع 3 عروض من كتابة أو اخراج نسائي في مصر والبرنامج من إنتاج السفارة الأمريكية، وكانت تجربة ثرية في تطوير العرض.المسرح لشبابه
وعابدين كان قدم ستة وعشرين عرضاً مسرحياً، أبرزها قواعد العشق الأربعون للكاتبة إليف شافاق، المهزلة الأرضية، علي الزيبق، دموع إبليس، وهو حاصل على جائزة أفضل مخرج صاعد من المهرجان القومي للمسرح، يقول "هناك تحديات واجهتنا وهي متعلقة باستمرارية العرض وقدرتنا على توفير إنتاج طويل المدى وهذا كان التحدي الأكبر لأن معظم الشركات والجهات الداعمة تستمر فترات قصيرة باستثناء شركة ”وجود" التي تتحمل التكلفة الأكبر مادياً. والتحدي الثاني هو التكلفة المادية للدعاية إذ نعتمد على شبكات التواصل الاجتماعي لنشر تفاصيل العرض. والتحدي الأخير هو التوفيق بين التزامات فريق التمثيل (20 ممثلاً وممثلة) والنفقات الأخرى".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 16 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...