«أروح لمين وأقول ظلموني يابا... فين الحكومة فين النقابة... سايقة عليكي النبي يا حكومة سايقة عليكي النبي يا نقابة، 20 جنيه لله يا خادمين الإنسانية، قافشة على الحياة مم وهوى وحنية»...
بكلمات ممزوجة بألحان الضحك المبكي، تطل فرقة "بهججة" المصرية على المسارح وساحات العرض، لتشدو بمونولوجات كوميدية اجتماعية معاصرة. تصطف خمس فتيات جمعهن عشق الغناء والتمثيل، فقررن بث الروح من جديد في فن المونولوج ليعدن بحناجرهن نجاح الفرق الغنائية القديمة.
الفرقة التي ذاع صيتها في وقت قصير، اعتمدت على تقديم أغاني الضحك والبهجة والمونولوجات، وسعت لإيصال رسائل مجتمعية عن طريق فن المونولوج الذي اندثر بمصر منذ سنوات.
الضحك كوسيلة للتعايش السلمي مع الألوان الرمادية
أيمن حلمي مؤسس الفرقة وملحن أغانيها ومخرجها الفني، يقول: "تكوين بهججة كان عام 2015، عن طريق إطلاق audition - تجربة أداء – تبعها اختيار مجموعة من الفتيات الموهوبات بالغناء، بعد اجتيازهن ورشة عمل لمدة شهرين لنقيم أولى حفلاتنا في ساحة "روابط" في وسط البلد بالقاهرة في العام نفسه، لتقدم الفرقة بعدها مجموعة من الأغاني والمونولوجات التي تجمع بين متعة الإضحاك ونسيان الهموم اليومية، فهي تستخدم الضحك كوسيلة للتعايش السلمي مع الألوان الرمادية". [caption id="attachment_113824" align="alignnone" width="700"] أيمن حلمي[/caption] وفي الوقت نفسه، تلقي الفرقة الظلال على موضوعات تشغل حيزاً كبيراً من حياتنا اليومية في مصر. وغالبية أغاني بهججة جديدة وكتبت خصيصاً لها، ولكن الفرقة تغني أحياناً من ريبرتوار نجوم المونولوجات القديمة. وعن ارتباط الفرقة بفن المونولوج والمواويل، يقول حلمي إن هذا النوع من الفن موجود في التراث، لكن الفرقة تسعى لإنتاجه بشكل معاصر وجديد، مضيفاً: «لاحظنا أن الناس مهمومة وهناك العديد من الأمور في الحياة اليومية بدت ثقيلة على صدورهم، ففكرنا في الترفيه عنهم، وجعلهم يضحكون ويبتسمون، ولكن في الوقت نفسه تتضمن الأغاني نقداً اجتماعياً بشكل عميق. فقد وجدنا أن الكوميديا هي الخط الأنسب لهذه المرحلة من تاريخ مصر، لأنها تسمح للتعبير عن النفس بشكل غير مباشر ومقبول».سعاد حسني وكسر قاعدة المونولوجيست الرجل
اللافت لدى فرقة بهججة ليس اسمها، الذي اشتق من كلمة البهجة، إنما الظهور اللافت للعنصر النسائي في الفرقة، التي تتكون من خمس فتيات جمعتهن الروح الفنية ومواهب الغناء والتمثيل والتقليد. تقول رغدة جلال، مغنية وممثلة وإحدى مغنيات الفرقة: "نحن خمس بنات، وئام عصام، أسماء أبو اليزيد، نهال كمال، سمر جلال وأنا، جمعت بيننا الروح الحلوة أثناء الغناء معاً على المسرح في حفلاتنا، وهذه الروح وصلت للجماهير، وشعروا بالسعادة حين شاهدونا، خصوصاً أن المونولوج ارتبط واشتهر بالأصوات الرجالية، مثل شكوكو وإسماعيل ياسين. لذا أردنا كسر القاعدة كمجموعة من البنات، وهو ما كنا نثق بأنه سيعطينا طابعاً مختلفاً، كما أن أغانينا تشبه أغاني سعاد حسني". أما عن اختيار اسم بهججة، فتوضح رغدة: "اسم الفرقة اقترحه الأعضاء، لأن الغرض من الأغاني إضفاء البهجة على نفوس الجماهير. وتضيف: «أحببت فن المونولوج منذ زمن لأنه يجمع بين الأداء التمثيلي والغناء، ويتيح لي الاحتكاك المباشر مع الجمهور، وهذا ما يشعرني بالمتعة لأنني في الأصل ممثلة".أفكارنا من الحياة اليومية
وحول أفكار المونولوجات والمواويل التي تغنيها "بهججة"، يقول أيمن حلى مؤسس الفرقة: "أفكارنا تخرج من أعضاء الفرقة ومن الحياة اليومية والأخبار، لكن أحياناً يصعب صياغتها في شكل غنائي كوميدي، فلم يعد لدينا اليوم شخص مثل بديع خيري أو بيرم التونسي، لكن لدينا تجارب نعتز بها مع شاعر العامية خليل عز وشادي عاطف». ويضيف: "حاولنا أن نلقي الضوء على مشاكل حياتية في أغانينا، فناقشنا مشكلات مثل "الحبيب اللي حب ولا طالشي، والبنت اللي عايزين يفرحوا بيها وتتجوز، والشركات اللي بتأخر رواتب الموظفين وعايزينهم يصرفوا على الشغل، ومن أشهر المونولوجات الاجتماعية التي قدمناها: طنط دوسة – عشرين جنيه – قالوا في الحكم – كم مرة – وأنا في طريقي للسعادة». وعن الفرق بين المونولوج والموال، يوضح أيمن: "المونولوج قالب فني من الممكن أن يحقق أهدافاً كثيرة، لكن بالنسبة إلي، فإن هدفه هو إضحاك الناس وإسعادهم، وأحياناً عرض المشاكل بطريقة ظريفة، أما المواويل فهي فن يعتمد على استعراض صوت المطرب وإمكاناته، وموضوعها الأشهر هو الحب وأعتقد أنه من أقرب أشكال الغناء لقلوب المصريين". وأرجع حلمي اختفاء فن المونولوج في مصر إلى تغير الوقت واعتماد هذا الفن على موهبة المونولوجيست، وهو مجال غير قابل للتعلم، مثل موهبتي إسماعيل ياسين وشكوكو. وأضاف: "ربما يكون هناك موهوبون مثلهما لكن ماذا سيقدمون وكيف سيقدمونه، فالدنيا تغيرت والشكل القديم للمونولوج لم يعد يجاري العصر، الموسيقى تطورت واهتمامات المستمعين تغيرت، حتى أن الكتابة لم تعد مشكلته الوحيدة، فالجمهور أيضاً قد لا يتقبله في بداية الأمر، وهو ما حدث مع أغنيتنا، "وأنا في طريقي للسعادة " في بداية عرضها على فضائية MBC منذ عامين، لم يفهم الناس ما هذا، والإنسان عدو ما يجهل". ستصور"بهججة" أوّل فيديو كليب لها هذا الشهر، على أمل أن تكبر الفرقة ويكون لها مسرحها الخاص يوماً ما.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...