كشف التقرير السنوي الخامس التابع لشركة ديلويت Art & Finance report أن كبار الأغنياء في العالم سينفقون بحلول العام 2026، 2.7 تريليون دولار على الفن، مما يثير تساؤلات حول الثقة والشفافية في سوق الفن والحاجة إلى تنظيم أكثر صرامةً لهذا السوق، خاصة أن مديري الثروات والمهنيين الفنيين يفضّلون التنظيم الذاتي على التدخل الحكومي.
الفن في خدمة الثروة
وفق موقع The Art Newspaper، لاحظ "أدريانو بيكانتي دي تورتشيللو" Adriano Picinati di Torcello، مدير شركة ديلويت لوكسمبورغ والمنسق الفني والمالي العالمي، و"أندرز باترسون" Anders Petterson، المدير الإداري لشركة الأبحاث "أرت تكتيك" ArtTactic تقارباً متزايداً بين جامعي الأعمال الفنية والمهنيين الفنيين وأصحاب الثورات حول دور الفن في خدمة قطاع الثروة، فضلاً عن التقارب الملحوظ بين مختلف المبادرات حين يتعلق الأمر بتحسين شفافية سوق الفن.
وفي نظرة عامة إلى السوق العالمي، بيّن مسح أجرته شركة "ديلويت" العام الماضي أن الفن الأفريقي يشهد نمواً ملحوظاً مقابل تباطؤ الفن في جنوب شرق آسيا.
علماً أن استطلاعاً حديثاً شمل 69 مصرفاً خاصاً، و155 مهنياً فنياً، و107 من جامعي الأعمال الفنية، كشف أنه لم يعد يُنظر إلى الفن على أنه استثمار فقط، بل بات عنصراً من عناصر "اللايفستايل"، إذ أكد 63% من جامعي الأعمال الفنية أن القيمة الاجتماعية كانت السبب الرئيسي وراء إقدامهم على الشراء.
وعلى الرغم من ذلك، فإن 5% أعربوا عن رغبتهم في التبرع بمجموعاتهم الفنية للمؤسسات مقابل 67% قالوا إنهم سيتركونها للورثة.
غياب الشفافية
اعتبر الموقع أن المشكلة الحقيقية تكمن في اعتبار الفن "فئة أصول"، مما يحبط اندفاع المصارف والمقرضين إلى دخول السوق. وفي هذا السياق أعرب 75% من مديري الثروات عن امتعاضهم من غياب الشفافية في سوق الفن، في حين أشار 65% منهم إلى أن الطبيعة غير المنظمة للسوق "لا تزال العقبة الرئيسية".
واللافت أنه، برغم وجود قواعد جديدة في مسألة مكافحة غسل الأموال، ستدخل حيّز التنفيذ في جميع أنحاء العالم، مما يعزز دور الإفصاح، إلا أن المسائل الشائكة المتعلقة بالسيولة والمخاطر والتقييم لا تزال قائمة.
وتحدث الموقع عن صراع المصالح غير المعلن في القطاع الفني، كاشفاً أنه مصدر قلق كبير لـ65% من مديري الثروات، وترتفع هذه النسبة لدى الفنيين المحترفين لتبلغ 69%. ويعرب كلا الطرفين عن الخشية من بعض الأمور المتعلقة بالأصالة والمصدر والإسناد، والتي هي "أكبر المخاطر في سوق الفن".
عربياً، لا يشمل سوق الفن أسماء كثيرة، مما يجعل تركيز المقتنين على عشرات الفنانين فقط، وقد وصلت أسعار بعض القطع الفنية إلى مستويات قياسية تعدّت المليونين دولار.
وقد تسبب ذلك بنشوء سوق واسع للأعمال المزورة لقلة الاختصاصيين الذي يستطيعون التدقيق في الأعمال الفنية وملاحقة مسيرتها في المجموعات الخاصة، حسب موقع The Art Newspaper.
اكتشف مؤسسة دلّول للفن، إحدى أكبر المؤسسات الفنية العربية الخاصة، مؤخراً أن 30 عملاً فنياً من مقتنياتها مزورة، لا سيما أعمال صليبا الدويهي ولؤي كيّالي، نجمَيْ سوق الفن المشرقي. هذا التزوير يضعف الثقة بالفن العربي وينعكس سلباً على أسعار اللوحات العربية التي بلغت أوجها قبيل الربيع العربي، وهي اليوم في انكماش.
وتراجعت قيمة مبيعات دار كريستيز في دبي مؤخراً بالنسبة لذروة مبيعاتها بسبب الأوضاع في الدول العربية وشحّ المعروض وقلّة التجدد وتخوف المشترين من الأعمال المزورة. يقول Stephane Custot صاحب جاليري Custot في لندن ودبي إن سوق الفن العربي محدود، برغم الثروات الكبيرة القائمة، ولكن مع افتتاح متحف لوفر أبو ظبي قد نشهد إقبالاً أكبر على الأعمال الفنية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...