شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"فابريكا": لأن الجمهور العربي متعطش لمسرحٍ غنائيٍ يشعره بالقشعريرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 6 نوفمبر 201705:38 م
بإطلالة كلاسيكية وبمشهد غنائي تمثيلي، فاجأت "فابريكا" الجمهور في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي، الشهر الماضي، لتلفت إليها الأنظار مجدداً بعد اختفاء طويل، منذ ظهورها إعلامياً في أوبريت الفيلم الشهير "البؤساء" مع المذيع الساخر باسم يوسف عام 2013، لتمزج موسيقى الشرق مع ألحان الغرب، وأغنيات التراث المصري والعالمي في مشهد غنائي تمثيلي، يعيد إحياء المسرح الغنائي في مصر. "فابريكا"، التي تبدو للجمهور كفرقة غنائية مكونة من مطربين كثر، هي في الأصل مؤسسة فنية تدعم تدريب المطربين وتأهيلهم أكاديمياً، بالإضافة إلى إعداد ممثليّ المسرح الغنائي، والتدريب على الرقص والتمثيل والأداء الحركي. "رصيف 22" أمضت يوماً مع "فابريكا" ومؤسستها أستاذة الموسيقى في معهد الكونسرفتوار، نيفين علوبة، داخل كواليس مسرح النهر في "ساقية الصاوي"، أثناء عرض مسرحية الليلة الكبيرة مع الممثلين بدلاً من العرائس الخشبية. وسط ترقب ومتابعة من وراء الستار، تجلس علوبة لتواكب أداء فريقها على خشبة المسرح، في عرض حى يشاهده المئات. عرض مزج الماضي بالحاضر، وأعاد جمهور المسرح من مختلف الأعمار، ليشاهد عرضاً مسرحياً غنائياً راقصاً من لحم ودم و"بني آدمين" متقمصين أدوار العرائس الخشبية، يدبدبون بأرجلهم ويتمايلون بأجسادهم، ليصنعوا لوحةً فنيةً متكاملةً، تعلن عن عناصر المسرح الغنائي، ولا تنتظر سوى الدعم المادي للاستمرار.
&feature=youtu.be&t=150

فابريكا؟

"اخترنا اسم فابريكا لمدرسة الموسيقى، لأنه مكان ينتج شيئاً، ويبذل جهداً كبيراً لخروجه إلى الضوء بشكل جيد وقوي، فكان اسم فابريكا الأنسب لمؤسستنا الفنية"، هكذا عرفت نيفين علوبة لرصيف 22 عن الفرقة. وقالت: "على مدار 27 عاماً أدرس خلالها الصوتيات، شاهدت نجاحات وتجارب رائعة لمطربين كان بعضهم في حاجة لاستكمال الطريق وصقل مهاراتهم الفنية، والانضمام إلى كيان يساعدهم على الظهور والنجاح بشكلٍ أكبر. ففكرنا في تأسيس مؤسسة فنية، تكون بمثابة مدرسة للفن والموسيقى عام 2013، مع صديقي محمد أبو الخير، وأنشأنا فابريكا التي تضم أكثر من 70 صوتاً غنائياً مختلفاى، من ناحية نوع الغناء والأداء الصوتي بين الشرقي والغربي والأوبرالي. فنقوم بدمجهم في أنشطة متعددة ضمن نشاطنا الشهري الذي تشارك فيه مجموعات مختلفة كل شهر". وعن أشهر الأصوات التي تخرجت من فابريكا، تقول علوبة: "ضمت فابريكا أصواتاً غنائيةً شابة لامعة، منهم نسمة محجوب، التي بدأت تدريبها معي في عمر الـ14 عاماً، وانضمت إلى فبريكا بعد تخرجها من الجامعة، واستطاعت أن تكون مطربةً مستقلةً ناجحة. كذلك المطرب علي الألفي خريج فابريكا، وهو استطاع النجاح وحده بعدها بأغانيه المستقلة، أيضاً هاني مصطفى الذي تميز بغنائه الغربي المستقل".
ما يميز فبريكا هو تقديمها للأوبريتات التمثيلية الشهيرة، منها "الليلة الكبيرة"، فكيف خرجت تلك التجربة إلى النور؟ توضح علوبة: "الليلة الكبيرة كأوبريت لصلاح جاهين وسيد مكاوي مزيكا معروفة ومحببة للجميع، فكرنا في تقديمها كعمل مسرحي غنائي من تراثنا الشرقي منذ سنتين، لشعورنا بمدى تعطش الجمهور للمسرح الغنائي، وذلك بعد تقديمنا للبؤساء، التي ظهرنا فيها في برنامج البرنامج مع باسم يوسف، وحققت انتشاراً كبيراً لنا، وكانت هناك تغطية جيدة من وسائل الإعلام حينها". وعن تجربة مهرجان الجونة، تقول علوبة: "مشاركتنا في مهرجان الجونة جاءت بعد تلقينا اتصالاً من المنتجين قالوا لنا إنهم في حاجة إلى مقدمة غنائية باللغتين العربية والإنجليزية، الأمر الذي كان يمثل صعوبةً في الدمج بين الاثنتين، وساعدنا في ذلك مهارة الموزع علي شرف، وبدأنا في اختيار الأغاني والمزج في ما بينها، تلت ذلك، مرحلة اختيار الأصوات المشاركة، خصوصاً أن فابريكا تضم أكثر من 60 صوتاً، فوقع الاختيار على 15 مطرباً قدموا عرض الافتتاح". لكن كيف تواجه فابريكا عقبات الإنتاج؟ تجيب علوبة: "في فابريكا نعيش على الجهود الذاتية، فالمطربون في كثير من الأوقات يقدمون الحفلات من دون الحصول على مقابل، وأحياناً أخرى يحصلون على مقابل محدود. وما يجعلنا مستمرين هو شغف وحب المطربين للظهور والمشاركة في نشاطاتنا".

حلم المسرح الغنائي يرواد فابريكا

أما عن حلم المسرح الغنائي فتقول علوبة: "إنتاج مسرح موسيقي مكلف للغاية، لأن العمل المحترف يتطلب أن يقدم بشكل مباشر وليس مسجلاً كما يفعل البعض توفيراً لنفقات أجور الموسيقيين، وهو أمر مكلف خصوصاً أننا لن نقبل بمستوى أقل من الذي يقدم في الخارج، مباشرةً، خصوصاً أننا نملك الأصوات والآلات وينقصنا الدعم المادي فقط". وتضيف: "في الفترة الحالية، نحاول أن نطرح فكرة إنتاج أوبريت مسرح غنائي لأن طموحنا هو مسرح موسيقي يعمل على مدار العام خصوصاً أن هناك مسارح كثيرة معطلة".

الغناء في الحفلات لا يضاهي المسرح الغنائي

يقول المطرب علي الألفي أحد أعضاء فابريكا: "انضممت إلى فابريكا منذ نهاية 2013، لأنها المكان الوحيد الذي يسعى للمسرح الغنائي، ونحن كمطربين نسعى للانضمام إلى فابريكا لرغبتنا في العمل المسرحي الممزوج بالغناء والتمثيل والأداء الحركي والاستعراض، وخروج طاقات لا تظهر خلال الحفلات العادية التي نقدمها كمطربين خارج فابريكا، والتي نغني فيها فقط أمام الميكرفون". ويضيف: "المميز في فابريكا، والذي يمنحها القوة، هو اعتمادها على الشقيين الأكاديمي والمسرحي، ما يجعلها لا تتأثر بانسحاب أو خروج شخص منها، فتبقى مستمرةً عبر الأجيال. خلال سفرنا مع فابريكا، اكتشفنا أن كل عمل يقدم في الخارج له مجموعتان من المطربين المؤهلين للغناء المسرحي، ولا يعتمد فقط على مجموعة صغيرة منهم كما هو الحال في العديد من الفرق الغنائية الأخرى". وعن مشاركتهم في مهرجان الجونة يقول هلال: "سعدنا بالمشاركة في المهرجان، الذي كان فرصةً رائعة لظهورنا، وعلى الرغم من تقديمنا عرضا مدته 6 دقائق فقط، إلا أنه احتاج لبروفات 6 ساعات يومياً".

من يستثمر في المسرح الغنائي؟

"تجربتي في فابريكا مميزة، ساعدتنى كثيراً وحققت لي حلم المشاركة في المسرح الغنائي"، بتلك الكلمات بدأت دينا الزلاقي، مطربة في فابريكا، وتعمل مذيعةً في قناة النيل الدولية، حديثها لرصيف 22 قائلةً: "التقيت بالدكتورة نيفين عام 2001، كانت تدرسني الموسيقى آنذاك، وبعد مرور 12 عاماً تكونت فابريكا وسعيت للانضمام إليها". وأضافت: "لم يكن في مصر مسرح غنائي آنذاك وكنت أحلم باليوم الذي يبدأ فيه مشروع مثل فابريكا، وحين بدأ، قررت أن أكون جزءاً منه فوفقت بين جدول عملي كمذيعة في التليفزيون وبين فابريكا، التي أتوقع نجاحها لتعاون مطربيها بعضهم مع بعض، والذي يظهر بشكل واضح على المسرح". وختمت الزلاقي: "أتمنى أن يأتي اليوم الذي يقرر فيه شخص ما الاستثمار في فابريكا لتستمر وتنمو تجربة المسرح الغنائي في مصر".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image