شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
لا تعرفون كيف تقولون

لا تعرفون كيف تقولون "لا" لأهلكم؟ جرّبوا "أرابيش"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 9 أكتوبر 201703:40 م
عندما يأخذ الغناء جانب المجتمع، تخرج لنا كلمات تدمج بين ما نراه يومياً من مشكلات وتطرح حلولاً لها بأفكار جريئة وكلمات شجاعة، ممزوجة بألحان ذات إيقاع غربي. هذا ما فعلته فرقة "أرابيش باند" المصرية، إذ اتخذت أغانيها الطابع الاجتماعي مثيرةً بأسلوب الحكي أزمة زواج الصالونات والتحرش والمعاكسات، وأهم مشكلات الشابات والشباب.
خرجت الفرقة من رحم تجربة للبحث عن مطربين جدد، غالبيتهم من الشباب المهتمين بالأغاني الإنجليزية، سعت لطرحها على المستمع العربي بلغتها، ثم تطور الأمر، لتطرح أغاني عربية بموسيقى أجنبية ومشكلات محلية، ووجدت من يستمع إليها، فكسرت حاجز الـ9 ملايين مستمع على اليوتيوب. رصيف22 حاورت الفرقة عن تجربتها: كيف بدأت؟ وأين هي الآن؟ وماذا يقول أعضاؤها للشباب؟ وائل نصر مؤسس الفرقة، الذي يعمل مهندس صوت وعازف غيتار ومخرجاً، يقول: "بدأت الفرقة نهاية عام 2015، حين دشنت صفحة على فيسبوك اسمها "الحفلة"، وكنت أبحث عن مطربين يغنون معي، ثم نسجل معاً أغاني ونرفعها على يوتيوب، وقد تعرفت من خلالها على بعض المواهب: زينة وحبيبة وعمر، وشعرنا أن هناك توافقاً كبيراً بيننا". ويضيف: "ذات يوم كنا نمزح وقمنا بأداء أغنية إنجليزية باللغة العربية، وصورناها وعرضنا الفيديو كليب الخاص بها، ففوجئنا برد فعل الجمهور، وبدأت أنا وزينة وحبيبة وعمر نركز على إطلاق الأغاني، وقررنا الغناء بالعربي فأطلقنا "حبك ما يتنسيش" و" أحب تاني"، وتخطت كلاً منهما عدة ملايين مشاهدة".
وعن "أرابيش"، يقول نصر: "بدأت الناس تطلبنا فقررنا إحياء حفلات صغيرة، وشاركنا بساقية الصاوي ومراكز ثقافية أخرى كعلبة ألوان وروبابكيا. أطلق علينا الجمهور اسم "وائل نصر باند"، فقررنا حينذاك تكوين فرقة سميناها أرابيش، نسبة للغناء بالعربي بألحان أجنبية". وتروي زينة، التي أدّت إحدى أشهر أغاني الفرقة "النهارده صحيت من النوم"، تجربتها في الفرقة: "في أرابيش الأمر مختلف، إذ اخترنا أن نغني للناس، نستخدم أسلوب الحكي لنروي مشكلة ما في شكل أغنية تمس المجتمع وتناقش أزماته، ونطرح فيها حلولاً ليكون لها تأثير إيجابي في حياة الناس. فعلى المستوى الشخصي ساعدتني الكثير من الأغاني التي اعتدت سماعها في تغيير أشياء كثيرة بحياتي". وتضيف: "نجلس معاً ونناقش أفكار الأغاني ونختار الكلمات، ثم نبدأ في التمرن عليها كما نتمرن على العرض في المسرح، فنحن نعتبر العرض جزءاً من الفن ومثلُنا الأعلى في ذلك، مايكل جاكسون".

نختار كلمات قريبة من الشباب ونضع حلولاً لمشكلاتهم

اللافت فى أرابيش باند هو كلمات الأغاني، التي لاقت إعجاباً كبيراً على مواقع السوشال ميديا. يقول نصر: "نركز على اختيار مواضيع اجتماعية، منها أغنية وكأنها مكالمة تليفون بين صديقين، نحاول من خلالها طرح قضية وحل من وجهة نظرنا". ويكمل: "ناقشنا في أغنية "النهاردة صحيت من النوم" مشكلة زواج الصالونات التي يعاني منها الكثير من الفتيات، ورغبة الأهل الملحة في تزويج بناتهن بأسرع وقت وبأي وسيلة، كما تطرقنا إلى ظاهرة المعاكسات في الشارع بأغنية "أنا مش بعاكس"، وتقول كلماتها: "ليه مش عارفين نمشي في شارع مش خايفين.. والمعاكسات مالية الطرق والميادين.. فين أيام زمان الشهامة راحت فين.. كان في احترام بين البني آدمين.. دائماً بيقولوا علينا إحنا غلطانين.. ليه في الي بيحصل شايفينه وساكتين.. في الأتوبيس في كل شارع في الجامعة وفي التليفون في ناس كثير بتعاكس الواحد مصدوم.. أطفال بتعاكس في السينمات في الشارع وقت الأعياد ويقولوا للبنات أنا مش بعاكس". https://youtu.be/FOfotdErgS8?t=8 ويتابع نصر: "ناقشنا كذلك المشكلات الاقتصادية، فكتبنا وغنينا أغنية عن أزمة أم، أصبح كل أملها بالحياة أن ترى ابنها الذي اضطر للهجرة خارج البلاد قبل أن تموت". ردة فعل؟ تلك الكلمات الجريئة التي تطرحها الفرقة جعلتنا نتساءل حول رد فعل أُسرهم وأصدقائهم تجاهها، فتعلق زينة: "لم يتوقعوا أن نتطرق لتلك الموضوعات التي نناقشها في الأغاني، وبعد إطلاق الألبوم الأول، أبدوا إعجابهم وساعدونا في طرح أفكار جديدة". وعن دور السوشال ميديا في انتشار الفرقة واختيار كلمات أغانيهم، توضح زينة: "ساعدتنا كثيراً في الانتشار وإيصال صوتنا وأغانينا بشكل أسرع للجمهور، بالإضافة إلى وصول آراء وتعليقات المستمعين بشكل مباشر، كما يطلب منا عبرها الغناء عن مشكلات بعينها تمس البنات، لذا أصبحنا نستلهم منهم أفكارنا ونحاول تقديمها في ألبوماتنا المقبلة". إلا أن الغناء مباشرةً على المسرح بالنسبة إلى الفرق الغنائية يختلف كثيراً عن التسجيل في الأستديو، تقول زينة: "أحب كثيراً تقديم الأغاني على المسرح وكذلك في الأستديو، الفرق بينهما أن الغناء داخل الأستديو يجمع كل أفراد الفرقة معاً لنتشارك في الغناء والتمرين والتفكير في الأغاني الجديدة وطرح الأفكار والضحك والمزاح أيضاً". وتكمل: "أما تجربة الأداء والغناء على المسرح فمختلفة، تضعنا بشكل مباشر مع الجمهور، الذي نتواصل معه بالغناء، ويتواصل معنا بترداد أغانينا التي يحفظها جيداً، وهو الأمر الذي يسعدنا كثيراً ويجعلنا نشاركهم في الاحتفال".

وأين ذهبت مشاكل الإنتاج؟

لتبقى إشكالية الإنتاج إحدى المنغصات التي تواجه الفرق دائماً، فكيف واجهت أرابيش ذلك؟ يقول نصر: "نقوم بالإنتاج لأنفسنا داخل أستوديو خاص بمنزلي. نختار كل شيء بدءاً من الكلمات والألحان والتجهيزات، وإدارة صفحات التواصل الاجتماعي بأنفسنا، وذلك لتفادي أي مشكلة مع شركات الإنتاج، لأننا لن نكون مرتاحين، ولا الشركة ستكون مرتاحة لإشرافنا على كل شيء". وعن طموحاتهم المستقبلية، يقول نصر: "هدفنا الآن الانتشار والظهور والغناء أمام أكبر عدد من الناس بأسرع وقت ممكن، لذلك خططنا للمشاركة في كل المهرجانات والحفلات التي تعرض علينا، داخل مصر أو العروض المتاحة في الأشهر المقبلة خارجها، في دبي ولبنان وفيينا. ففي الخارج، الجمهور يريد أن يرى الفرقة مباشرةً على المسرح ويسمعها. وهو يحب الفرق الغنائية المصرية، التي تلاقي إقبالاً كبيراً، كما نخطط لإنتاج 3 ألبومات خلال السنوات الخمس المقبلة، ولحصد مزيد من النجاح والشهرة".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image