شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
عن المفاتيح الـ7 لتربية الأبناء بشكل عصري: تبدأ بالتجارب وتنتهي بالهاتف...

عن المفاتيح الـ7 لتربية الأبناء بشكل عصري: تبدأ بالتجارب وتنتهي بالهاتف...

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 22 سبتمبر 201706:02 م
جلست أمل وزوجها محمد أمام الكومبيوتر يبحثان على الإنترنت عن نصائح علمية تجعلهما يصبحان والدين مثاليين لطفلهما، لكن المشكلة كانت أن الإنترنت مليئة بنصائح متضاربة... فماذا يفعلان؟ هما شخصيتان وهميتان، لكنهما كملايين الأزواج الذين يتمنون أن يجدوا معلومات موثوقة تتيح لهم تربية أطفالهم بطريقة مثالية. ومن أجل هؤلاء لا تتوقف البحوث العلمية والدراسات عن إيجاد أفضل طرق التربية. نشر موقع The New York Times حديثاً، مقالاً يمكن اعتباره أقرب إلى دليل علمي سيساعدكم في تربية أطفالكم منذ الولادة وحتى الكبر. ولكن، لماذا اختار لكم رصيف22 هذا الدليل تحديداً ليقدمه لكم؟ أهمية هذا الدليل هو أن من عمل عليه اثنتان من أهم المختصّين بتربية الأطفال في أميركا، هما بيري كلاس وهي طبيبة أطفال أميركية شهيرة ومؤلفة مجموعة كتب مختصة بتربية الأطفال تحقق مبيعات عالية. وليزا دامور وهي طبيبة نفسية قدمت بحوثاً عدة في هذا المجال، وتكتب مقالات ولها كتب حققت مبيعات كبيرة. في دليلهما الذي نشره موقع The New York Times، ترى كل من كلاس ودامور أن كلمة السر في التربية الناجحة هي الثقة، فحين تعاملون أطفالكم بثقة يحبونكم بدلاً من أن يخافوا منكم، واعلموا أن التحكم المبالغ فيهم يضر ولا يفيد، ويجب أن يكون هناك توازن بين الحزم في بعض المواقف والثقة والحب غير المشروط. إن تعليم أطفالكم من خلال التجربة يساعدهم في أن يثقوا في أنفسهم أكثر ويصبحوا مؤهلين لمواجهة تحديات الحياة.
تعليم أطفالكم من خلال التجربة يساعدهم في أن يثقوا في أنفسهم أكثر ويصبحوا مؤهلين لمواجهة تحديات الحياة.
كلمة السر في التربية الناجحة هي الثقة، فحين تعاملون أطفالكم بثقة يحبونكم بدلاً من أن يخافوا منكم

التعليم بالتجربة؟

ببساطة، يمكن تعريف التعليم بالتجربة من خلال مثل بسيط، لو سألكم أطفالكم كيف تنمو النباتات فلا داعي لإضاعة الوقت في شرح الأمر لهم بشكل نظري، فالأفضل أن تجعلوهم يضعون هم بأنفسهم بذوراً في آنية مليئة بالتراب ويسقونها تحت إشرافكم حتى يفهموا الأمر بشكل عملي، بعد ذلك ستفيد المعلومات النظرية.

التربية السليمة تبدأ من النوم

تربية الأطفال تبدأ مبكراً، تحديداً بعد ولادتهم بفترة قصيرة حين يُدرّبون على النوم بمفردهم، ولا تقلقوا حين يبكي الأطفال في الأيام الأولى بسبب بعدهم منكم، لكن لو زاد الأمر عن حده فيمكنكم أن تستشيروا طبيب أطفال مختصاً أو قريباً موثوقاً فيه ليعطيكم نصائح في كيفية جعل أطفالكم ينامون بمفردهم من دون أن يبكوا. تدريب الأطفال على النوم بمفردهم مبكراً يفيدهم لأنه سيجعلهم يعتمدون على أنفسهم، وسيفيدكم أيضاً لأنه سيعطيكم فرصة للحصول على قسط من النوم يجعلكم تستيقظون في اليوم التالي بنشاط وهمة. أما حين يكبر أطفالكم قليلاً، فإن تدريبهم على النوم يحتاج منكم إلى بعض الخطوات المختلفة، منها عدم ترك أجهزة إلكترونية في أيديهم قبل النوم لمدّة ساعة ونصف الساعة على الأقل، وقراءة كتب مسلية لهم بصوت عال حتى يناموا. حين يأخذ الأطفال كفايتهم من النوم سيذهبون إلى حضاناتهم أو مدارسهم نشيطين ومنتبهين، وستنمو أجسادهم وعقولهم بشكل مثالي. وكلما كبر الأطفال كان من المهم أن تبعدوهم من كل أنواع الشاشات مثل التلفزيون والكمبيوتر وغيرهما قبل النوم بفترة كافية. وحين يحدث ذلك ستصبح عقول الأطفال مبرمجة على أهمية النوم.

اهتموا بغذاء أطفالكم

الغذاء مهم جداً للأطفال منذ ولادتهم، وجميعنا يعلم أهمية الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة. وحين يصل أطفالكم إلى الشهر السادس من المهم أن تجعلوهم يتذوقون أنواعاً مختلفة من الطعام – بعد تجهيزها لتناسبهم – فالأطعمة الصلبة لن تناسبهم بالطبع. وكلما كبر الأطفال كان تشجيعهم على تناول الطعام الصحي مهماً، وإن كان أطفالكم لا يحبون الطعام فهناك نصائح من أجل ذلك، منها أن تقدموه لهم في أطباق جميلة ملونة وفي أشكال مبهجة، ويمكن أن تأخذوا أطفالكم معكم إلى السوق ليختاروا بأنفسهم مكونات طعام يحبونه. ومن النصائح التي تجعل الأطفال يحبون الطعام أن يساعدوكم في أعمال المطبخ وأن يقترحوا هم وجبات معينة. بشكل عام كلما تعود الأطفال رؤية أهليهم يأكلون طعاماً صحياً أحبوا ذلك. ومن المفضل ألا تجتمعوا أبداً مع أطفالكم على المائدة وأنتم تشاهدون التلفزيون، فوقت الطعام للطعام فقط. ولو قال لكم أطفالكم أنهم يكرهون نوعاً معيناً من الأكل، فتحدثوا معهم أنه من الأفضل ألا يصدروا حكماً على أي شيء قبل أن يجربوه أكثر من مرة.

علموا أطفالكم التحضر مبكراً

في السنوات الأولى، يقوم كل طفل بتصرفات غير لائقة، خصوصاً حين يذهب مع أهله لزيارة أصدقاء أو أقارب، لكن الأمر قد يكون فرصة لتعليمه مهارات جديدة. فلو فعل أمراً غير لائق، مثل سكب مشروبه على الأرض، فيجب التحدث معه بعيداً من أي شخص أن هذا أمر غير لائق. يجب فعل ذلك بذكاء وليس من طريق سبه أو ضربه. أما لو تصرف الأطفال بتهذيب فشجعوهم. حين يذهب الطفل إلى المدرسة أو النادي ويضرب زميلاً له، فاشرحوا له أن ضرب الآخرين أمر غير متحضر والأفضل أن يتخذ موقفاً مختلفاً، فمثلاً لو ضايقه شخص ما قولوا له ابتعد منه، أو قل له أنك مستاء منه ولن تلعب معه مجدداً. علموا أطفالكم أن يصارحوكم بكل ما يحصل معهم، فلو كان هناك من يضايقهم من ويسبب لهم الخوف فعليهم أن يخبروكم حتى تدعموهم وتساعدوهم، اشرحوا لهم أنهم يحتاجون إلى دعمكم في مواقف عدة، وأنكم قادرون على أن تساعدوهم.

ماذا عن الأخلاق؟

من المهم أن يتعلم أطفالكم الأخلاق مبكراً، والأمر يحتاج منكم إلى بعض المجهود، فمن الممكن أن تهتموا بشرح الدين لأطفالكم بطريقة سليمة بعيداً من التشدد، ويمكن تعليم أطفالكم قيماً من طريق القصص والحكايات، كما أن هناك فرصاً يومية لغرس القيم الخاصة بكم في أطفالكم حتى بعيداً من الدروس الدينية من طريق مساعدة الجيران المسنين أو أخذهم معكم للتطوع في القضايا الاجتماعية التي تهمكم. لا تنسوا أبداً أن أطفالكم يتعلمون القيم حين يشاهدونكم تفعلونها أمامهم.

ماذا عن التكنولوجيا في حياة الطفل؟

دعونا نكن واقعيين، الأطفال كلهم يحبون مشاهدة الأفلام وتمضية الوقت مع الألعاب الإلكترونية، لن تستطيعوا أبداً حرمانهم من ذلك، الحل هنا هو أن تعلموهم أن التوازن مطلوب، دعوهم يشاهدوا أفلامهم المفضلة ثم اطلبوا منهم فعل شيء آخر مثل اللعب مع الأصدقاء أو قراءة كتاب مفيد. علموهم أن اللعب بأجهزتهم ممتع، وأيضاً قراءة كتاب إلكتروني أو تحميل لعبة تعليمية على الأجهزة نفسها أمر مهم. من الضروري تعليم الأطفال مبكراً تنظيم الوقت، متى يلعبون بأجهزتهم الخاصة ومتى يجلسون معكم ليشاركوكم نشاطات مختلفة. وهناك قواعد مفيدة للصغار والكبار ومنها، لا هواتف على طاولة الطعام، لا شاشات لمدة ساعة ونصف الساعة قبل النوم. من المهم أن تفعلوا أنتم ما تطلبونه من أطفالكم، بمعنى لا يصح أن تطلبوا منهم التوقف عن اللعب بأجهزتهم، بينما تفعلون أنتم ذلك بحجة العمل! ويجب عليكم الجلوس مع الأطفال الصغار وإلقاء نظرة على ما يفعلونه على الإنترنت.

أخيراً السؤال المهم، ما هي السن الأنسب ليحصل الطفل على هاتف محمول؟

يرى مقال The New York Times أنه يفضل ألا يمسك الطفل هاتفاً قبل أن يصل إلى سن الثالثة عشرة. والإجابة الفضلى هي يحتاج الطفل فعلاً إلى هاتف، حين يكون بعيداً من إشرافكم المباشر.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image