شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
رسائل الفنانين قبل رحيلهم...

رسائل الفنانين قبل رحيلهم... "الحياة دي غريبة جداً"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 21 سبتمبر 201704:22 م

كلمات، رسائل أو وصايا تركها فنانون ومشاهير عرب، إشارات وداع أصبحت جزءاً من التاريخ نسترجعها عندما احتجنا إلى تذكرهم. جولة على عبارات الوداع الأخيرة التي تركها الفنانون.

محمود المليجي: "الحياة دي غريبة جداً"

الرسالة التي تركها شرير الشاشة المصرية، محمود المليجي، قد تفسرها حياته التي بدأت برسائل إحباط من زملائه ومدربيه بأنه لن يكون ناجحاً في مهنة التمثيل، خرج الفتى الصغير حينها مسرعاً ليقف بجوار شجيرة في فناء المدرسة، ويبكي طويلاً بسبب كلمات مدرب التمثيل. محمود المليجي توفي في السادس من يونيو 1983، أثناء تصوير فيلم "أيوب". طلب حينها أن يحتسي كوباً من القهوة، وجلس على مقعده، وما لبث أن قال جملته الأخيرة: "يا أخي الحياة دي غريبة جداً، الواحد ينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر"، ليسدل الستار على حياته بعد إصدار صوت أشبه بالشخير. عند سماعه هذا الصوت، قال له عمر الشريف الذي كان حاضراً: "إيه يا محمود، خلاص؟"، وبالفعل كان الخلاص.

محمد فوزي حدّد موعد دفنه

ارتبط اسم الفنان والمطرب المصري الراحل، محمد فوزي بالبهجة والسرور، حتى أن أغانيه كانت تشع فرحاً، لكن رسالته الأخيرة قبل موته، كشفت مدى معاناته مع مرضه، الذي عرف في ما بعد أنه سرطان العظام. وصل وزن فوزي قبل موته إلى 37 كيلوغراماً، وكتب في 20 أكتوبر 1966 رسالة يقول فيها: "منذ أكثر من سنة تقريباً وأنا أشكو من ألم حاد فى جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض الآخر يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي. كل هذا يحدث والألم يزداد شيئاً فشيئاً، وبدأ النوم يطير من عيني واحتار الأطباء فى تشخيص هذا المرض، وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلاً نحو 12 كيلوغراماً، وانسدت نفسي عن الأكل. حتى الحقن المسكنة التي كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمي يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر في وبدأ الأهل والأصدقاء يشعرونني بآلامي وضعفي، وأنا حاسس أنني أذوب كالشمعة". وتابع: "إن الموت علينا حق... إذا لم نمت اليوم سنموت غداً، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها. فقد أديت واجبى نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدى الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب، ولكنني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصراً في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة... تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني... تحياتي لبلدي... أخيراً تحياتي لأولادي وأسرتي". وقال في وصيته: "لا أريد أن أُدفن اليوم... أريد أن تكون جنازتي غداً الساعة 11 صباحاً من ميدان التحرير... فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة".

علي الشريف: "سأموت بعد قليل"

الفنان المصري علي الشريف، المشهور بحنجرته الفظة وصوته السميك، عرف لحظة موته بدقة. تروي زوجته، خضرا محمد، قصة وفاته ودقائقه الأخيرة في حوار صحفي مطول، تشير فيه إلى أن زوجها كان يستعد لافتتاح مسرحية "علشان خاطر عيونك"، وقبل عرضها بيوم، عاد للمنزل بعد الانتهاء من البروفات، يحمل في يديه كتاباً يحكي قصة استشهاد الإمام الحسين، فظل يقرأ حتى صلاة الفجر، وبعد انتهائه من الصلاة، زاد تعبه وشعوره بألم في القولون، بسبب انفعاله. نصحت الزوجة زوجها بالذهاب للطبيب. فجهز نفسه، لكنه سرعان ما تراجع وقال: "لن نذهب"، وأضاف: "لا تذهبي للعمل ولا تدعي الأولاد يذهبون للمدرسة، لأنني سأموت بعد قليل". وكانت وصية الشريف بحسب زوجته "عدم الصراخ عليه بعد وفاته، وأعلمها بما له وما عليه، ثم ردد الشهادتين، وقال "يا حسين مدد جايلكم يا آهل البيت"، ورقد على سريره، ثم شعر بثقل في رأسه، وقال لزوجته: "خلاص أنا في البرزخ"، ثم توفي.

محمود عبد العزيز: في حب مصر

لم تكن وصية محمود عبد العزيز تحمل الكثير من الكلمات، فقد شملت فقط نقطتين، الأولى هي أن يدفن في مقابر العائلة في الإسكندرية، والثانية كشفه الإعلامي عماد أديب في مداخلة مع شقيقه عمرو أديب، بأن يحمل جثمانه ملفوفاً بعلم مصر، لأنه كان يعشق مصر لدرجة الجنون، على حد وصف أديب.

خالد صالح ووصيته للشباب بعد ثورة يناير

دفعت ثورة يناير 2011، التي غيّرت في تركيب الشخصية المصرية، خصوصاً الشباب، الراحل المصري ذو الأصول الريفية، من محافظة الجيزة، ليقول في آخر حوار تلفزيوني له هذه الكلمات: "اللي جاي مرهون بقدرتكم على التغيير، ولازم نبذل جهد، إحنا بنعيش لحظة فارقة، وياريت تاخدوا الخبرة المحمودة من الكبار، وما تنفلتوش في الحرية، وأنا باعيب عليكم إنكم ماخدتوش شوية حكمة، ومفيش بلد هتمشي من غير حكمائها".

صباح: رحيلها يوم فرح

أوصت الفنانة صباح، معشوقة ملايين العرب، جماهيرها بألّا يحزنوا وأن يكون يوم رحيلها يوم فرح وسعادة. وتحدثت كلود عقل ابنة شقيقة الفنانة صباح عن وصية خالتها ونقلت كلماتها التي جاء فيها: "الفنانة تودعكم وتقول لكم، لا تبكوا ولا تزعلوا عليّ وهذه وصيتي لكم، شغّلوا أغاني دبكة، وارقصوا، أريد أن يكون يوم موتي يوم فرح وليس يوم حزن، لا بد أن تكونوا دائماً فرحانين بوجودي وبرحيلي مثلما كنت دائماً، وتذكروها كثيراً وأحبوها دائماً". وبالفعل، لم يخذلها جمهورها، فكانت جنازتها عبارة عن موسيقى وفرح ورقص. 

وردة الجزائرية: خلدوا ذكراي

طلبت المطربة الجزائرية وردة من الكاتب محمود معروف التفرغ لكتابة قصة حياتها، شريطة أن تقدم المسلسل الفنانة أنغام أو آمال ماهر، وأوصت بأن تدفن في الجزائر وقالت قبل وفاتها "أريد العودة للجزائر فوراً".

ليلى مراد حددت من سيصلي عليها

أوصت الفنانة ليلى مراد التي تحولت من اليهودية للإسلام، بعدم نشر خبر وفاتها قبل دفنها، وبضرورة الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة في القاهرة، وطلبت عدم صلاة الغرباء عليها، فقط من يسمح لهم هم المقربون منها، وهو ما حدث في 21 نوفمبر 1995.

حسين صدقي تنكّر لتاريخه الفني

وصفت وصيته بالأغرب بين ما تركه فنانو مصر، فقد أكد على ضرورة حرق كل أفلامه وتراثه الفني، وقال لأسرته نصاً: "أوصيكم بتقوى الله، وأحرقوا كل أفلامي ما عدا سيف الإسلام خالد بن الوليد"، بحسب ما روته زوجته فاطمة المغربي.  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image