"يا ميت خسارة على اللي حب ولا طالشي"، هي كلمات مقدمة أغنية من الفولكلور الشعبي المصري للتعبير عمن اكتووا بنار الحب.
فمن هم أشهر من انطبقت عليهم هذه الكلمات في زمن الفن الجميل؟
أحمد رامي بسبب أم كلثوم
الشاعر أحمد رامي الذي كتب لأم كلثوم قرابة نصف أغانيها، ظل يحبها 50 عاماً دون أن يصرح لها. تعرّف شاعر الشباب على أم كلثوم عام 1924 حين بدأ يكتب لها، وربطتهما علاقة عمل طويلة، لكنه تكتم على حقيقة مشاعره الفياضة تجاهها إذ ظلت من طرف واحد، حتى قرر الزواج عام 1936 بسيدة أخرى تدعى عطيات حسن خطاب. "هفضل أحبك من غير ما أقولك.. إيه اللي حير أفكاري، لحد قلبك ما يوم يدلك على هوايا المتداري"، كلمات من بين عشرات الأشعار التي كتبها رامي في حب أم كلثوم، وتغنت هي بها، لكن دون أن تبادله الشعور نفسه، فقد بقيت تحب فيه الشاعر فقط وليس الرجل. وبعد وفاتها عام 1975، رثاها باكياً: "ما جال في خاطري أني سأرثيها، بعد الذي صغت من أشجى أغانيها، قد كنت أسمعها تشدو فتطربني، واليوم أسمعني أبكى وأبكيها". وقد تحدث نجل الشاعر الراحل، توحيد، عن حب أبيه لأم كلثوم، لدرجة أن والدته كانت تعلم ذلك جيداً وقبلت بوضع صورة أم كلثوم في شقتها، وحينما كان يسألها أحد عن غيرتها لأن زوجها يحب كوكب الشرق، ترد "وأنا أيضاً أحبها". بعد وفاة كوكب الشرق، جف نبع الشعر عند أحمد رامي ولم يعد يكتب حتى تُوفّى عام 1981.عبد المنعم السباعي بسبب مديحة يسري
تعذب الشاعر عبد المنعم السباعي في حب "سمراء النيل" مديحة يسري. لم يقف زواج حبيبته من الفنان محمد فوزي حائلاً دون حبه لها، وكان دائماً يحاول إيصال مشاعره إليها عبر كتابته أغاني لعمالقة الفن.حكايات الحب الحزينة في حياة فريد الأطرش وإسماعيل ياسين وغيرهم من نجوم الزمن الجميل
أحب إسماعيل ياسين سعاد، وأحمد رامي أم كلثوم، وكامل الشناوي نجاة... لكن الحب حطم أفئدتهمواستعان السباعي بعدد من الفنانين مثل أم كلثوم ومحمد قنديل ومحمد عبد الوهاب، كمرسال لإيصال مشاعره لمديحة يسري، التي أكدت في لقاءات إعلامية أن أغنيتي "أروح لمين" و"3 سلامات" وغيرهما تمت كتابتهما خصيصاً لها. كثير من أعضاء الوسط الفني كانوا يعلمون بولع عبد المنعم السباعي بمديحة لدرجة أن أم كلثوم التي كانت ترتبط بها بعلاقة صداقة، تحدثت معها مرة حول الموضوع قائلة لها "حرام عليكي"، فردت عليها "يعني اتطلق من محمد فوزي واتجوزه؟".
إسماعيل ياسين
جُرحت مشاعره من قبل زميلته في فرقة ببا عز الدين خلال بداياته الفنية عام 1938، وهذه الفنانة كانت تدعى سعاد. يصف النجم الكوميدي الراحل شعوره نحوها خلال أحد تسجيلاته ببرنامج "بصراحة" مع الإذاعي وجدي حكيم، قائلاً "أحببتها جداً جداً". ويروي الماكيير محمد عشوب في برنامجه عن حكايات الفنانات حب ياسين لسعاد. فعندما عبّر لها عن مشاعره وطلب منها الزواج، لم تصده بل أوهمته بالموافقة وطلبت منه التوجه لشخص يدعى الخليل العصرة وهو ضابط بقسم شرطة الموسكي، لكي يطلب يدها منه. طار قلبه فرحاً وتوجه للضابط الذي طلب منه أن يمهله بعض الوقت للتفكير. ولكن سرعان ما اكتشف ياسين أنها كانت مخطوبة لذلك الضابط، وكان بينهما مشكلات عدة، فأرسلته إليه لتثير غيرة حبيبها ولتعلمه أنها ما زالت مطلوبة للزواج. ويؤكد الماكيير محمد عشوب أن تلك القصة جرحت إسماعيل ياسين كثيراً وجعلته يشعر بإهانة كرامته.فريد الأطرش بسبب الملكة ناريمان
غنى الفنان فريد الأطرش في حفل زفاف الملك فاروق والملكة ناريمان، ومضت الأيام لتندلع ثورة 1952 فيتنازل الملك عن عرش مصر، ويغادر بصحبة زوجته إلى إيطاليا، وهو الوضع الذي لم تتحمله ناريمان فحصلت على الطلاق وعادت إلى مصر. اعتاد الأطرش الذهاب إلى قصرها للغناء في الحفلات التي كانت تقام هناك، ولكنه لم يكن يعلم أن السيدة التي سبق أن غنى في زفافها سيقع في حبها. استمر في حبه الصامت لها، ولكنه حاول التعبير عنه من خلال أغنيته الشهيرة "نورا يا نورا"، وهو دلع لاسم ناريمان، بحسب الناقد طارق الشناوي في إحدى مقالاته. وفوجىء فريد يوماً بوالدتها "أصيلة" تهاجمه بعد نشر عدد من الصحف أخباراً عن ارتباط ابنتها به. وهو ما أغضبها بشدة فصرحت لإحدى الصحف أن الفنان تجاوز حدوده ولا يمكن لابنتها ذات الأصول العريقة الزواج من مطرب، وهنا كانت نقطة النهاية.كامل الشناوي بسبب نجاة الصغيرة
يروي الكاتب مصطفى أمين في كتابه "شخصيات لا تُنسى" وقوع الشاعر كامل الشناوي في حب الفنانة نجاة الصغيرة. تألم الشناوي من جراء حبه لنجاة التي لم تبادله الشعور نفسه، وارتبطت بغيره، إذ تزوجت مرتين، الأولى من كمال منسي "صديق شقيقها" والثانية من المخرج حسام الدين مصطفى. قال عنها لصديقه مصطفى أمين: لا أفهمها، فهي امرأة غامضة، لا أعرف هل تحبني أم تكرهني؟ هل تريد أن تحييني أم تقتلني؟ وأكد أمين أن أغنية "لا تكذبي" كتبها الشناوي بسبب ارتباط نجاة بغيره، وهو ما اعتبره خيانة له. ولمّا عرض عليها كلمات الأغنية، قبلتها، بعدما تظاهرت بعدم معرفتها بما وراء الكلمات من دموع ذرفها الشاعر الراحل. وبرغم أن الشاعر الراحل كان يكبرها بـ30 عاماً، فقد ظل متيماً بها ولم يفلح قلبه في نسيانها أو في حب امرأة أخرى طوال حياته.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...