شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ماذا كتب عمرو موسى في مذكراته؟

ماذا كتب عمرو موسى في مذكراته؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 17 سبتمبر 201707:43 م
خرج الدبلوماسي المصري المخضرم عمرو موسى، أحد أبرز من جلسوا على كرسي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بمذكرات شخصية روى فيها بعض ما شهد عليه في كواليس المطبخين السياسيين المصري والعربي. كعادته، يريد موسى، مواليد 1936، أحد تلامذة المدرسة الليبرالية في مصر، ألا يخفت نجمه مهما كبر سنه. فرغم تفضيله الابتعاد عن الإدلاء بتصريحات سياسية منذ عمله في لجنة الخمسين لصياغة التعديلات الدستورية عام 2014، فإنه عاد ليثبت حضوره الطاغي مجدداً بمذكرات حملت عنوان "كتابيه"، وهو عنوان استمده من الآية القرآنية "فأَمّا من أُوتِىَ كِتابَهُ بيَمينهِ فَيقولُ هَاؤمُ اقرَءُوا كِتَابيَه" (الحاقة، 19)، وصدرت عن دار الشروق المصرية. INSIDE_AmrMoussa1_AFPINSIDE_AmrMoussa1_AFP وجاءت مذكرات موسى في ثلاثة أجزاء منفصلة، صدر منها الجزء الأول، ويسرد فيه نشأته ثم تقلّده منصب وزير الخارجية لينتهي بخروجه من الوزارة. ويتعامل الجزء الثاني من المذكرات مع السنوات العشر التي قضاها على رأس الجامعة العربية. فيما يتناول الجزء الثالث ما بعد ذلك، أي المرحلة الممتدة من 25 يناير 2011 إلى إقرار الدستور عام 2014 وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر. يبدأ موسى، الذي تجاوز عمره الثمانين بعام، مذكراته بنشأته الأرستقراطية في ضاحية المنيل، أحد أرقى أحياء القاهرة المطلة على نهر النيل، وسط أسرة وفدية، شكّلت جزءاً كبيراً من وعيه، ثم مرحلة الانتقال لطريق التعليم من كلية الحقوق حتى التحاقه بوزارة الخارجية. ويروي الصحافي المصري خالد أبو بكر الذي حرّر ووثق مذكرات "كتابيه"، وجمع شهادات شهود عيان أحياء من كبار الدبلوماسيين الذين عملوا بالقرب من موسى في القضايا المختلفة التي تتناولها المذكرات.
بعد غياب عن المشهد، أطلّ عمرو موسى بكتاب مذكراته... محرر المذكرات خالد أبو بكر يكشف بعض ما جاء فيها
"هذه الأغنية ستنهي مسيرتك في الوزارة"، قيل لعمرو موسى بعد صدور أغنية "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل”
وعن أبزر القضايا المفصلية التي رواها عمرو موسى، قال لرصيف22 إن مذكراته تكشف مواقفه من التطبيع، "مثل الصرخة التي أطلقها في مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي انعقد في الأردن سنة 1995"، حين وصف الاندفاع العربي المحموم في اتجاه "التطبيع المجاني" مع إسرائيل بـ"الهرولة العربية".

الخلاف مع مبارك

INSIDE_AmrMoussa2_AFPINSIDE_AmrMoussa2_AFP ومن القضايا التي جاءت في المذكرات، خلافه مع الرئيس الأسبق حسني مبارك في مؤتمر شرم الشيخ للسلام في أكتوبر 2000، إذ اعترض على مساعي إسرائيل والولايات المتحدة لمقاربة القضية الفلسطينية من زاوية "أمن إسرائيل فقط"، دون النظر إلى الحقوق الفلسطينية. استفاض في شرح هذا الخلاف في الكتاب، وذكر أن مبارك التقى وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت دون أن يعرف، وكان وقتها وزيراً للخارجية، فواجه الرئيس الأسبق بذلك واحتد النقاش بينهما، ومن وقتها عزم مبارك على تغييره. تشير المذكرات إلى مساعيه في ملاحقة البرنامج النووي الإسرائيلي، خلال مؤتمري مراجعة حظر الانتشار النووي في 1995 و2000، وقد نجح في نهاية المطاف في استصدار قرار يطالب إسرائيل بالاسم بالانضمام للمعاهدة، وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مقابل الموافقة على التمديد اللانهائي للمعاهدة.

في الخارجية (1991 – 2001)

وبحسب أبو بكر، تتناول المذكرات مجموعة من القضايا الرئيسية خلال السنوات العشر التي قضاها موسى في الخارجية، منها: العلاقات المصرية الأمريكية، العلاقات المصرية الأفريقية، مبادرته للتعاون بين الدول المتوسطية، وخطته لإعادة هيكلة وزارة الخارجية. بالإضافة إلى فصل كامل عن الرئيس حسني مبارك، وفصل عن رؤساء الحكومات المصرية الذين عمل معهم، وفصل عن زملائه في وزارة الخارجية، تحدث فيه باستفاضة عن أسامة الباز وأحمد ماهر السيد وعصمت عبد المجيد وإسماعيل فهمي والدكتور محمود فوزي، وعدد كبير من "رموز" الوزارة.

عبد الناصر والسادات ومبارك

يرى موسى أن الرئيسين المصريين جمال عبد الناصر وأنور السادات كانا دكتاتوريين لا يأبهان بالرأي الآخر، أما حسني مبارك فقماشة مختلفة عن سلفيه، إذ لم يكن يحب الزعامة، وكان عازفاً عن لعب أي دور محوري في الإقليم. وتشرح هذه الجزئية من الكتاب موقف الدبلوماسي من الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات. يقول: "كان من مقتضى هزيمة 1967 أن عدداً كبيراً من الشباب، وأنا منهم، راح يتساءل من هول الصدمة: هل كنت مخطئاً فى هذا التأييد العارم للنظام؟ هل اهتمام عبدالناصر بوضعه الخارجى على حساب الأوضاع الداخلية والبنية التحتية بمعناها المادي ومعناها المرتبط بالإنسان هو الذي قادنا إلى هذه الهزيمة؟ هل اعتبر الرئيس أنه أكبر من مصر؟ كان رأيي أن عبد الناصر مسؤول كلية عما حدث. لقد كان 5 يونيو بداية طريق طويل انتهى بثورة 25 يناير 2011، ولا يقدح فى ذلك دور الرئيس السادات ونجاحه فى حرب أكتوبر، لأن ذلك لم يقترن بإصلاح واعٍ وشامل لأمور مصر".

"بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل"

يروى موسى أنه استمع إلى أغنية "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل" للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم لأول مرة في مكتبه بوزارة الخارجية مع أحد أصدقائه، فقال له "هذه الأغنية ستنهي مسيرتك في الوزارة". كان ذلك عام 2000. وسرد موسى كيف أن الكثيرين من وزراء الخارجية كانوا يقولون له كلما التقوا به "بحب عمرو موسى"، حتى الملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل السعودية، حيّاه بهذه العبارة عندما التقاه في القاهرة في أبريل 2016.

ماذا ننتظر في الأجزاء المقبلة؟

يتناول الجزء الثاني الحديث عما شهده العالم العربي بين 2001 و2011، من أزمات كبرى مثل الغزو الأمريكي للعراق، والحرب الإسرائيلية على لبنان سنة 2006، والقضية الفلسطينية، وأزمة دارفور في السودان، والحرب الأهلية في اليمن، وبدايات ثورات الربيع العربي، مع تركيز شديد على الوضع في ليبيا.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image