هل يكون جمال مبارك رئيس مصر المقبل؟
الثلاثاء 11 أكتوبر 201604:03 م
ترقد عودة قضية "التلاعب بالبورصة" في منطقة رماديَّة بين المناورة السياسية والحكم القضائي. هناك مَن فَتح القضية مرة أخرى حين عاد جمال مبارك للظهور بانتظام، والتقاط صور مع المواطنين، وكاميرات "اليوم السابع" تغطّي زياراته للأهرامات ووسط القاهرة والساحل الشمالي بالفيديو. يتمادى نجل الرئيس الأسبق في تحركاته، الأمر الذي يشكّل تهديداً للكثيرين، إذ يربطون ظهوره المتكرر في رغبته التي كانت تصل لحد الشبق، في العودة إلى الحياة السياسية، أو للدقة، العودة إلى القصر.
العودة إلى القصر
بداية عام 2013، كانت معظم الإشارات تؤكد أن محمد مرسي، رئيس مصر الأسبق، لن يرحل، وسيكمل فترة رئاسته. لكن "عرَّافة" لبنانية، ليلى عبد اللطيف، توقعت أنه لن يستمر طويلاً في الحكم: "سيخرج من القصر قريباً جداً". من يحلّ محله؟ استقبلت "ليلى" السؤال من طوني خليفة، على فضائية "القاهرة والناس"، مؤكدة أن دور آل مبارك لم ينتهِ بعد: "جمال سيتولى حكم مصر بعد اغتيال مسؤول كبير بالدولة، ووفاة الرئيس السابق حسني مبارك". نصف النبوءة تحقَّق، رحل مرسي، واغتيل النائب العام السابق، هشام بركات، بينما النصف الثاني لا يزال يشقّ طريقه إلى قصر الرئاسة. ولعب الصحافي المصري محمد الغيطي على وتر "شبق" جمال مبارك، وما يتردَّد عن نيته الترشّح للرئاسة عام 2018، تزامناً مع نهاية ولاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأولى. وفي إحدى حلقات برنامجه على فضائية "L.T.C"، نقل عن مقرَّبين قول حسني مبارك: "جمال، ابني، لو ترشّح في انتخابات الرئاسة هيكتسح". وقالت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، وفق مصادر خاصة، إن سوزان ثابت، والدة جمال مبارك، الذي كان جاهزاً لخلافة والده، انزعجت من نشر مواقع الأخبار صوره في شوارع القاهرة، بعدما تسرَّبت إليها معلومات عن نيته المناورة عبر حزب جديد. فحذَّرته من التفكير في العودة للمشهد السياسي: "لم تجنِ العائلة منه إلّا المُرّ"، وفق قولها. على الخط نفسه، كان الفنان تامر عبد المنعم، نجل محمد عبد المنعم، سكرتير الرئيس الأسبق حسني مبارك، يصفّق على صفحته بفيسبوك، لـ"جمال وعلاء" لظهورهما في شوارع القاهرة: "قوة وشموخ وصلابة ومَعْلَمة". وعن معلوماته حول نية جمال الترشّح للرئاسة، أكد: "لن يترشح الآن". ما الذي تعنيه كلمة "الآن"؟. قال لرصيف22: "لن يدخل في منافسة مع عبد الفتاح السيسي، وما يقال عن ترشحه ضد الرئيس محاولة للوقيعة بين الطرفيْن". ونفى فريد الديب، محامي عائلة مبارك، في تصريحات صحفية، نية جمال الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2018. ترك الديب وعبد المنعم الطريق مفتوحاً أمام سؤال: هل يترشّح جمال مبارك للرئاسة بعد نهاية مدتيْ السيسي في انتخابات 2022؟ توجه رصيف22 بالسؤال إلى شخصية برلمانية مقرَّبة من رجال عصر مبارك، وكان يوصف بـ"مخزن أسرار النواب"، فاشترط عدم ذكر اسمه مقابل الرد. وأكد: "سيعود جمال مبارك للحياة السياسية عاجلاً أو آجلاً". وفق المصدر، هناك ترتيب لترشيح نجل مبارك للرئاسة بعد انقضاء مدتيْ السيسي، من بوابة أحزاب قديمة تابعة لرجال الحزب الوطني، ستندمج في كيان واحد كبير. وأبرزها: حزب الحركة الوطنية (التابع لأحمد شفيق، المرشح الرئاسي) وحزب الاتحاد (التابع لحسام بدراوي، أمين الحزب الوطني السابق)، ومستقبل مصر (يترأسه شرفياً أحمد عز)، ومصر القومي (أسّسه طلعت السادات)، ومصر التنمية (رئيسته يمنى الحماقي، عضو لجنة السياسات التي كان يترأسها جمال مبارك)، ومجموعة أحزاب أخرى أسستها قيادات الصفين الثاني والثالث بالحزب الوطني المنحلّ.عن رغبة جمال مبارك التي تصل لحد الشبق، في عودته إلى القصر الرئاسي... هل تصبح حقيقة؟يقال إن نظام السيسي ضد ظهور جمال مبارك؟ يجيب: "هو ضد ظهوره بشكل مكثف الآن، لأنه ليس بديلاً سياسياً للرئيس. لكن هناك فريقاً جمع بين الانتماء لنظامي مبارك والسيسي معاً، لديه تصور أن جمال هو الرئيس المقبل المناسب، لأنه الوجه المدني الوحيد المقبول، الذي يمكن أن يؤيده سياسيون ورجال أعمال ودول صديقة. وهؤلاء لديهم حساسية من اسم أحمد شفيق، فلا يفكّرون فيه". وكشف: "لن يظهر جمال مبارك بصفة سياسية قبل انتخابات الرئاسة المقبلة، فلا يريد تصوير نفسه منافساً للسيسي. ولن يسمح له أحد بذلك". ثم "في انتخابات البرلمان المقبلة عام 2020، يمكن أن يدفع جمال برجاله، وسيكون لهم فرصة أكبر من فرصتهم في البرلمان الحالي، ونجاحهم بنسبة كبيرة صافرة البداية لمشروعه". وأضاف: "هناك قنوات وصحف تابعة لرجال أعمال مبارك تشارك في خطة تلميع جمال تمهيداً لعودته، عبر تغطية ظهوره ونشر أخباره باعتباره مواطناً مصرياً مشهوراً. وعلى المدى البعيد، سيحل ضيفاً على "صدى البلد"، قناة محمد أبو العينين، وهذه إشارة". ويختم المصدر: "الحقيقة أن جمال مبارك مجرد غطاء لشبكة مصالح من رجال أعمال وسياسيين تنتظر منه الكثير لو عاد إلى القصر". وهي شبكة لا تقتصر فقط على السياسيين، ولا تنتهي عند رجال الأعمال. بل تشمل إعلاميين وموظفين درجة ثانية وثالثة، يعتبرهم البعض ذئباً كامناً منذ رحيل مبارك.