انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.
هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.
"صورة الهوية تظهرني بصورة سيئة وتجعلني أبدو كمجرم أو كشخص خطير مطلوب من العدالة". نسمع غالباً مثل هذه العبارة من المواطنين والمواطنات الذين يتذمرون ويشتكون دوماً من "قبح" صور بطاقاتهم الشخصية.
فعادةً، نصاب بالصدمة والخجل حين نذهب لأخذ بطاقتنا الشخصية أو جواز سفرنا، لأن صورتنا تكون مخيبة للآمال ولا تعبر عن شكلنا الأصلي، فكأن الذي نراه في الصورة هو شخص غريب عنا ولا يمت إلى الواقع بصلة.
فما هي الأسباب التي تجعل صورنا في الهوية مغايرة لشكلنا الأصلي، ولماذا تجعلنا نبدو وكأننا لصوص أو قطاع طرق؟
السرّ وراء "بشاعة" صور الهوية الشخصية
تعتبر بطاقة الهوية إلزامية لكل مواطن ومقيم، فهي أداة تعريفية بامتياز وترافق المرء خلال سنوات طويلة. واللافت أنه في بعض الدول الأجنبية باتت البطاقة الشخصية تحل محل جواز السفر خصوصاً عند الانتقال من بلد إلى آخر في دول الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك يشكو معظم المواطنين من أن صورهم الرسمية تكون سيئة على الدوام، فيخجلون من إبرازها في جميع المناسبات، وكأنهم يرفضون فكرة أن الشخص الذي في الصورة، هو شخصهم الكريم.
وإذا كان الرجل يعاني من "قبح" صورته، فإن المعاناة تكون أكبر بالنسبة إلى السيدات اللواتي يحاولن قدر الإمكان وضع المساحيق التجميلية و"دهن" الوجه بالبودرة والماكياج ليظهرن بأبهى حللهنّ في الصورة، ومع ذلك تكون النتيجة مخيبة للآمال. وهنا تلجأ بعض السيدات إلى الادعاء بأنهنّ أضعن هوياتهنّ الشخصية لإصدار هويات جديدة على أمل أن تكون الصورة الجديدة أفضل.
فما هي أبرز الأسباب التي تجعلنا نبدو "سيئين" في الصور الرسمية؟
التوتر والإرهاق: تكون عملية إصدار بطاقة هوية جديدة مرهقة وفيها الكثير من الجهد والانتظار، وفي معظم الأحيان يأخذ المواطن إجازة من عمله، فيقضي معظم وقته في الدوائر الرسمية لإنجاز المعاملات: ورقة من هنا وإمضاء من هناك، ومعاملة في هذا الطابق، وأخرى في الطابق الآخر...
وبالتالي حين يحين موعد المثول أمام عدسة الكاميرا يكون التعب قد حط رحاله وبدت ملامح الوجه كئيبة ويائسة، خصوصاً بالنسبة إلى السيدات فيصبح وجههنّ بحالة يرثى لها: شعر مبعثر وماكياج تالف...
الخلفية والإضاءة السيئة: تعتبر الخلفية ركناً أساسياً من أركان الصورة، فمثلاً عندما يقف المرء ووراءه مشهد طبيعي ومناظر جميلة فإن صورته تكون جميلة حتى وإن كانت ملامحه حزينة، ولكن عند الحديث عن الصور الرسمية الخاصة بالهوية الشخصية أو بجوازات السفر، فالخلفية يجب أن تكون بيضاء وخالية من أي عنصر جمالي.
كما تلعب الإضاءة دوراً كبيراً في "نجاح" الصور، فمن باب العجلة قد تلتقط الصورة بطريقة سريعة ودون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التحكم بالإضاءة وتحسينها، فتكون الخلفية مثلاً داكنة وعيون المواطن جاحظة نتيجة "الفلاش"، ما يجعل الصورة تبدو كارثية.
الشروط الصارمة: عند أخذ صور رسمية يجد المواطن نفسه أمام عدة قواعد وشروط صارمة غالباً ما تكون السبب وراء فشل الصورة: يتعين على المرء أن يبرز أذنيه بالكامل، وبالتالي إذا كانت السيدة تعاني من كبر حجم أذنيها وتحاول في الأيام العادية طمس هذه المشكلة من خلال إسدال شعرها، فهي عند التقاط الصور الرسمية لا مجال أمامها لتفادي هذا الموضوع، كما يمنع عليها وضع الأكسسوارات كالأقراط أو الحلي، وتعتبر الإبتسامة "محظورة" فلا مجال مثلاً لإظهار الأسنان بأي شكل من الأشكال، ما يعني أن الشخص يبدو في الصورة عابساً ووجهه قاتماً.
باختصار مشكلة صور الهوية لا تكمن في شكل الشخص وملامحه، فالأخير قد يكون "فوتوجينيك" بامتياز، ويتمتع بمعايير جمالية مقبولة، ومع ذلك تكون صورته سيئة. وبالتالي في المرة المقبلة التي تذهبون فيها لإصدار هوية جديدة لا داعي للقلق ولا تجعلوا ثقتكم بنفسكم تهتز حين ترون صورتكم الرسمية والتي لا يجب أن تتحول في ذهنكم إلى كابوس حقيقي يلاحقكم لسنوات أينما ذهبتم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...