استبشر السعوديون خيراً بخبر بثه أحد المواقع الإخبارية على الإنترنت، يفيد بأن وزارة المال السعودية قررت إعادة العمل بدفع رواتب موظفي الدولة بالشهور الهجرية من جديد بدلاً من الأبراج الميلادية، وهو النظام الذي تم اعتماده العام الماضي، بعدما كان الدفع بحسب التقويم الهجري والذي يُعتمد بشكل أساسي في الدولة.
لم تكن الفرحة بالخبر لأن القرار سيزيل عن السعوديين "لبس" توقع موعد المرتب في كل شهر، وهو ما عجزوا عنه طوال الأشهر الستة الماضية،بعدما اعتادوا ربط مرتباتهم بالتقويم الهجري لسنوات طويلة.
ولا لأنه سيعيد لهم راتب نصف شهر في كل عام.
بل لأن موعد الدفع بحسب الخبر كان يوم 25 من شوال، الذي يوافق التاسع عشر من يوليو، بدلاً من الموعد المقرر في 27 منه.
ولكن سرعان ما تم نفي الخبر، ليعود السعوديون لعد ما تبقى من مرتبهم الذي تآكل كثيراً في الأسابيع الماضية. فلأول مرة منذ بدء إطلاق وزارة المال في السعودية، يمر ثلاثون يوماً، دون أن يحصل الموظفون على رواتبهم.
الذي حصل هذه المرة هو أن رواتب شهر يونيو، الذي تزامن مع رمضان دُفعت قبل وقتها بـ 12 يوماً، ليستعد السعوديون للعيد ومشترياته.
ما لم يحسب الموظف حسابه هو أن تقديم الدفع يعني أن الفترة بين مرتب شهر يونيو ويوليو ستصل إلى 42 يوماً، يقضونها بلا مدخول.
وهو ما دفع المحلل المالي برجس البرجس ليذكر الموظفين بأن موعد الراتب ما زال بعيداً، وكتب:"حذرناكم قبل 30 يوم، باقي 10 أيام #راتب_شوال".
فالراتب الذي لا يكفي الحاجة لثلاثين يوماً، بات عليه أن يكفي لأكثر من أربعين يوماً، بما فيها مصاريف الأشهر الماضية التي تخللها العشر الأواخر من رمضان وحاجيات العيد، وهي وحدها تحتاج لراتب إضافي، الأمر الذي ترك غالبية الموظفين يعانون كثيراً، لحين موعد الفرج في ٢٧ يوليو المقبل.
وكان البرجس كتب عند نزول راتب رمضان مقدماً:"مبروك الراتب اليوم، ولكن احذروا فالراتب القادم بعد 40 يوم".
"الوضع ما ينسكت عليه. قبل شوي متعشين بيتزا على حساب الشغالة"... السعوديون ونكات مرتب شهر شوال
لم يعتد السعوديون السخرية من حالهم؟... تابعوا #راتب_شوال على تويتر لتروا العكسفي الاتجاه نفسه، كتب الإعلامي محمد الزحيمي مقالة هذا الأسبوع تم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرز ما فيها: "اعلم يا معالي الوزير أن أربعين يوماً هي فترة طويلة جداً على البسطاء من الموظفين وأصحاب الأجور المتوسطة في بلد السواد الأعظم من أهله هم من موظفي الدولة والبقية ملحق بهم، فحيث ما كان موقع الموظفين من الإعراب كانوا".
فالراتب الذي لا يكفي الحاجة لثلاثين يوماً، بات عليه أن يكفي لأكثر من أربعين يوماً، بما فيها مصاريف الأشهر الماضية التي تخللها العشر الأواخر من رمضان وحاجيات العيد، وهي وحدها تحتاج لراتب إضافي، الأمر الذي ترك غالبية الموظفين يعانون كثيراً، لحين موعد الفرج في ٢٧ يوليو المقبل.
سيل من النكات
يحاول السعوديون التغلب على المصاعب المالية التي يواجهونها، بالتندر عليها. وأعاد كثيرون مقطع فيديو لجزء من مسرحية المتزوجون، يرد فيه سمير غانم على الراحل جورج سيدهم الذي يطلب منه بعض المال:"أنت عايز، وأنا عايز أوكي، يا ريت نشوف حد يدينا"، وعلقوا عليه بجمله "حال السعوديين آخر الشهر". لم يعتد السعوديون السخرية من حالهم، ولكنهم نجحوا في تحويل وضعهم المالي الصعب، لسيل من النكات الساخرة على أمل امتصاص الأزمة. ويعتقد المختص الاجتماعي الدكتور محمد العتيقي أن انتشار النكات حول الرواتب يعكس تزايد معاناة الموظفين، خاصة أنه لأول مرة يطول انتظار ما بين الراتبين 44 يوماً، ناهيك بأن مصاريف العيد امتصت الجزء الأكبر منه. يقول لرصيف22: "انتشار النكات يعكس معاناة حقيقية، فهم يحاولون تجاوز الضائقة المالية التي يعيشونها بالتندر عليها، خاصة أنها صحيحة التقويم، فلا وزارة المالية قصرت ولا هم ارتكبوا ذنباً، ولكنها الصدفة السيئة لا أكثر". كما زخر وسم #راتب_شهر_شوال بالصور والتغريدات الساخرة، والنكات حول تأخر الراتب، يصور بعضها الموظفين في خيام عند جهاز الصراف الآلي، وتصور أخرى هيكلاً عظمياً يزحف على بطنه، كحال راتب شهر شوال. فيما صور ثالث أسداً هزيلاً، إشارة لراتب شهر شوال الذي يصادف برج الأسد.ودفع تأخر راتب "برج الأسد" البعض للمطالبة بتغيير اسمه، مقترحين "تغيير اسم برج الأسد إلى برج السلحفاة نظراً لبطء #راتب_شهر_شوال الذي يوافق 5 من برج أسد النكبة".
وقد كتب أحد المغردين :"الوضع ما ينسكت عليه. قبل شوي متعشين بيتزا على حساب الشغاله". وكتب آخر:"هل صحيح أن تاريخ اليوم 92 شوال 1438هـ؟ انا فاكر إن راتب رمضان استلمته زماااااااااااااااااان". وفي الاتجاه الساخر ذاته، غرّد عبدالعزيز :”بفضل الله انتهيت من تأليف كتابي: عـلم الكواكب فـي معرفـة أوقـات الرواتب، انتظروني في كتابي الجديد الشعب المؤدب الذي نسي المرتب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...