يقف صليب فوزي على المسرح منشداً أسماء الله الحسنى، ويكملها شادياً بصلاة "كيرياليسون"، التي تعني باليونانية "يا رب ارحم"، ليضعك وسط حالة من التناغم الروحاني والمزيج الموسيقي بين الترانيم والصلوات القبطية والتواشيح الصوفية، ليصبح أول فنان مسيحي في مصر والمنطقة العربية، يمزج الألحان والكلمات المسيحية بالتواشيح الإسلامية، مدشناً ما أسماه ب"مشروع صليب صوفي"، روح مصرية تغني فقط رسالة سلام.
"صليب صوفي"، المشروع الذي خرج بمستمعي الترانيم والأناشيد الصوفية خارج المألوف، وطرح رؤية غنائية جديدة، وُصف بأنه الطريق للتعايش والحب، وأعاد إحياء اللغة القبطية القديمة مع أشعار الحلاج والمتنبي والمديح الصوفي.
https://youtu.be/2g-vAlVYO9s
صليب فوزي مؤسس الفرقة يعرّف نفسه بأنه ممثل ومدرب صوت وإيقاع ورقص عصري، ويقول لرصيف22: "بدأت فكرة مشروع صليب صوفي عام 2014، حين شعرت أن هناك حاجة لوجود تجربة تجمع بين الترانيم المسيحية والتواشيح الصوفية في كيان واحد وشخص واحد.
فعادةً كنا نرى التجارب الفنية السابقة، التي مزجت الصوفية بالترانيم، تقدم ذلك النوع من الفن بوجود شخصين يسند للمسيحي غناء الترانيم، وللمسلم التواشيح، ففكرت لمَ لا أقدم الاثنين معاً، خصوصاً أنني أمتلك كل المعدات. وبالفعل دشنت الفكرة تحت اسم مشروع صليب صوفي، وبدأت في دمج ما جمعته من ألحان قبطية مع أشعار صوفية كالأشعار القديمة للحلاج والمتنبى والمديح الصوفي".
ويضيف: "صليب هنا ليس رمزاً فقط، إنما اعتماده يعود أيضاً لأن اسمي صليب ولأني صاحب الفكرة، فدمجته مع الصوفية، التي دائماً أقول إنها لا تقتصر على الإسلام فقط، فهي تعريف شامل لكل الناس المتصوفة في أديان كثيرة. التصوف والتعبد لله بغض النظر عن ديانته، بالإضافة إلى أنني أرغب في إعادة إحياء الألحان القبطية، وهي لغة عاشت 600 سنة في مصر، واندثرت واقتصرت على الكنيسة لكنها كانت لغة المجتمع والتجارة والدراسة، مثل الإنجليزية والعربية، في وقت من الأوقات، وهي تختلف عن الترانيم التي تُغنّى باللغة العربية".
عن تلقي الجمهور
وحول التحديات التي واجهته، يوضح صليب: "في البداية لم يكن الأمر سهلاً، فكان الاسم يعرضنا لمشاكل عديدة وتساؤلات مثل: إزاي صليب وإزاي صوفي؟ فكنت أجيبهم أن المشروع يكرس لفكرة العشق الإلهي، الله الواحد الذي لا شريك له، وفي المشروع، نحاول أن نجمع ما يجتمع عليه الناس كلهم بمعتقداتهم المختلفة، مسلمين ومسيحيين بغض النظر عن أي أمور أخرى". وعن استقبال الجمهور لمشروعهم، يحكي صليب: "في أول ظهورنا كنا نعتقد أننا نسبح عكس التيار وأن ما نقدمه ربما ليس ما يريده الجمهور والمثقفون، لكننا فوجئنا خلال الحفلات أن الجمهور مهتم جداً بما نقدمه، ورسالتنا وصلت إليه بشكل جيد. فكل ما نسعى لتقديمه هو أننا روح مصرية تغني فقط رسالة سلام ولسنا مقدمين وحدة وطنية، ونجحنا في ذلك وأصبح جمهورنا يأتي إلينا في الحفلات، وأصبح يشعر وكأن ما نقدمه بمثابة استشفاء ينسيهم ضغوط أسبوع كامل من العمل.عن تجاهل المهرجانات لهم
وعن موقف متعهدي الحفلات والحكومة من أعمالهم، يقول صليب: "متعهدو الحفلات أو الأماكن التي نقيم بها حفلاتنا لم تمنحنا اهتماماً كافياً، كذلك الحكومة أيضاً لم تعطنا الاهتمام الكافي، ففي المهرجانات الرسمية دائماً نحن منسيون على الرغم من اكتشافنا بثّ أغانينا في الإذاعات الداخلية لمحطات مترو الأنفاق بالقاهرة، ما جعلنا غير متفهمين، لماذا لا نظهر تحت رعاية الدولة في المهرجانات ما دامت أغانينا تُذاع في وسائل النقل التابعة لها؟". ويضيف صليب: "على الدولة مساعدتنا في عرض ما نقدمه في الجامعات وأماكن تجمع الجمهور، فحب الموسيقى وتعوّد الناس عليها يعلمان احترام وتقبل الآخر. والفن أثبت دوراً إيجابياً فعالاً في ظل التطرف"."نبحث عن منتج"
عن مستقبل صليب صوفي، يقول صليب: "نحاول أن نقدم أكبر عدد من الحفلات حتى نهاية العام الحالي، وأن تصبح موسيقانا عالمية. فما نقدمه يعتمد على الحالة وليس على الكلمات. حين غنيت في أميركا، كانت الناس تشعر بالحالة. فما نقدمه ليس فقط مكانه هنا وإنما يحتاج إلى أن يطوف العالم أجمع، مصر دولة قديمة وكثير من الناس يهتمون بسماع موسيقاها". ويضيف: "نسعى أيضاً لعقد تعاون مع فرق مختلفة ذات جماهيرية، كذلك سنسعى لصدور ألبوم خاص بنا، فالأغاني جاهزة وكل ما ينقصنا هو الإنتاج، لذا نعمل على كتابة مقترح لإنتاج الألبوم ونقدمه للمهتمين من المؤسسات لدعمنا، لأننا لا نملك المال وقد آن الأوان لتوثيق التجربة الأولى".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...