ما الذي يحرك البشر للانجذاب جنسياً إلى شخصية معينة؟ سؤال شغل العديد من العلماء والباحثين، منهم تامسين ساكستون، وهي أستاذة مشاركة في علم النفس في جامعة نورثومبريا البريطانية.
وقد نشرت أخيراً مقالاً على موقع aeon أكدت من خلاله أن هناك عمليات معقدة تحدث في اللاوعي تؤثر على اختيار الشريك، أبرزها وجود شبه بشكل أو بآخر بين هذا الشريك وأقارب لنا.
وكانت دراسات علمية عدة قد توصلت إلى إمكان أن ننجذب أكثر لشريك يشبه أحد والدينا، إذ من الممكن أن ينجذب الرجل لامرأة تشبه والدته، وقد تنجذب المرأة لشريك يشبه والدها. ويمكنكم بحيلة بسيطة أن تتحققوا من ذلك إذا عرضتم صورة الشريك الذي انجذبتم له على شخص غريب وأعطيتوه معها صورة والدكم لو كنتم نساء، ووالدتكم لو كنتم رجالاً، طالبين من هذا الغريب أن يحاول استخراج التشابه بين الصورتين.
وبحسب تلك الدراسات، فإن أسرة الشخص تؤثر على الشريك الذي نقوم باختياره شريكاً عاطفياً، وليس شرطاً أن يكون التشابه في الملامح فقط، قد يكون في الطول أو حتى في نوع الشعر (ناعم، مجعد) أو في لون العين. أو حتى أن يكون هذا الشريك ذا جسم كثيف الشعر أو أملس.
وعلمياً فإن ذلك يعود إلى أن الصفات والملامح التي اعتدناها في حياتنا وصارت مألوفة لنا تجذبنا حين نراها في أشخاص آخرين. كما أن التقارب العاطفي إلى أحد الوالدين يزيد من احتمال أن شريك حياتكم سوف يشبه أحد والديكم.
عزيزتي المرأة شريكك قد يشبه شقيقك أيضاً
لكن الجديد في الدراسة التي قامت بها ساكستون، بالاشتراك مع فريق من العلماء، هو أن انجذاب المرأة لشريك معين دون غيره قد يكون سببه أيضاً أنه قريب الشبه من أحد أشقائها وليس فقط والدها.وعرض الباحثون على مجموعة من الفتيات صوراً من ضمنها صور لأشخاص يشبهون أشقاءهن دون أن يعلمن ذلك. وطلب الباحثون من الفتيات أن يخترن أكثر صورة قريبة لقلبهن ومشاعرهن ويتمنين الارتباط عاطفياً بصاحبها.
وعن طريق نموذج إحصائي معين وجد الباحثون أن الفتيات اخترن الصور التي تشبه صورة شقيقهن ليكون شريك حياتهن، بنسبة تصل إلى 27%.
عزيزتي المرأة هل تعرفين أن شريكك قد يشبه شقيقك أيضاً؟... هذا ما تبحث فيه هذه الدراسةلكن هناك تحديات عدة تواجه هذه الدراسة، منها أنها لا تزال أولية وبالتالي لا يمكن تعميم نتائجها. أيضاً ليس شرطاً أن يشبه شريك المرأة فعلاً شقيقاً لها، خصوصاً أن الشقيق قد يشبه الأب لأسباب وراثية، وبالتالي يكون من الصعب التفرقة بين السبب الحقيقي لانجذابها لشخص معين، هل لأنه يشبه شقيقها أم والدها.
قد تكون نتيجة الدراسة –حتى لو كانت أولية- صادمة وتفتح باب النقاش عن أمور حساسة، منها مدى وجود أفكار تتعلق بزنى المحارم داخل عقول البشر، علماً أن "السلوك البشري معقد بشكل غير عادي"، بحسب ساكستون.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...