شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
هل فعلاً الزواج مقبرة الحب؟

هل فعلاً الزواج مقبرة الحب؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 12 يوليو 201711:02 ص

الزواج. أمنيتنا وخوفنا الأكبر. خطوة نأمّل أن تكون مصدر سعادتنا وبداية الحياة التي نريد أن نعيش. حياة لا تكتمل بنظرنا إن لم نتشاركها مع حبيب، يصبح هو المسؤول عن ضحكتنا ودمعتنا وعشقنا للحياة. وطبعاً يفرح معنا الأهل والأصدقاء لزواجنا. زواج يبذل من أجله الكثير الكثير. المال والوقت والالتزام وبعد... وعد بأن نعيش الحياة معاً. حياة يكون ملؤها فرح وقدرة على تخطّي كل الصعوبات. هذا ما نتمناه. لكن الواقع مختلف أحياناً كثيرة. يتحوّل الحلم إلى خيبة للآمال. يصحو الندم ويسيطر الخلاف على الزواج. فنسمع الكثيرين حولنا من المتزوجين حديثاً أو منذ عدّة سنوات يقولون إنهم نادمون على تلك الخطوة. لمَ الندم؟ ما الذي يجعلنا نتمنى لو لم نتزوج وننصح الآخرين بالابتعاد عن ذلك الخيار؟ هل المشكلة في العلاقة بين الشخصين أم في فكرة الزواج تحديداً؟

"ليتنا لم نتزوج"

via GIPHY

"كانت علاقتنا أجمل بكثير قبل الزواج"، يقول زياد بعد مرور 5 أعوام على زواجه، معتبراً أن شريكته تغيّرت بعد الزواج وأصبحت سلبية وكثيرة الأسئلة، وتحاول السيطرة على آرائه وحياته الاجتماعية، متذرّعةً بأنها زوجته ولها الحق في ذلك. أما أحلام فتعتبر أن زوجها فقد اهتمامه بها بعد عامين من الزواج، بعد أن كانت علاقتهما ملأى بالشغف. تقول: "بعد بضعة أشهر من زواجنا، أصبحت أشعر بالملل وبأنني مهما فعلت لم أعد أجذبه... لم نعد نخرج معاً ولا نكرس وقتاً لعلاقتنا. بات مكان لقائنا الوحيد هو المنزل". وتعترف أمل أنها أخطأت، لأنها توقعت أن يتغيّر شريكها بعد الزواج، وتوضح "كنت آمل أن يصبح أقل عصبية وأكثر دبلوماسية حين أصبح زوجته، لكنني كنت مخطئة. طبعه أصبح أشد سوءاً والحياة معه متعبة جداً".

عوامل عديدة يمكن أن تساهم في إفساد الحياة الزوجية. منها ما يأتي بعد الزواج، كعدم التفاهم واللامبالاة وعدم المشاركة في الأفكار والرؤية للمستقبل وغيرها. ولكن الأهم ما يسبق الزواج.

أفكار نمطية يتميّز بها المجتمع العربي بتكريس الحب بالزواج من دون الأخذ بالاعتبار مدى تجانس الشريكين وقدرتهما على العيش معاً. فيرمي الشريكان على تلك المؤسسة كل الأحمال والآمال. من منكم لم يقل أو يسمع عبارة "الزواج بداية السعادة"؟ إذا كانت كذلك لماذا تتحول جحيماً في بعض الأحيان؟ ما الذي يجعل الكثير من الأشخاص يضعون الزواج هدفاً أساسياً في حياتهم؟ هدف أسمى وأهم حتى من تحقيق ذاتهم كأفراد! كيف ستحققون ذاتكم في صلب مؤسسة معقدة إن لم يكن لكم كيانكم المستقل أولاً؟ هذه المسألة عالجها المعالج النفسي للأزواج جاك سالومي، معتبراً أن الزواج الناجح ليستمر يجب أن يبدأ بمفاهيم مغايرة عن تلك التي في أذهان الأشخاص المقبلين على الارتباط في أيامنا هذه. فالعلاقة الزوجية يجب أن لا تحوّل الشخصين إلى شخص واحد، كما يعتقد الكثيرون، بل على العكس. العلاقة الصحيحة من شأنها أن تخلق كائناً ثالثاً لا يذوب فيه الشريكان، بل يجسدان فيه أفكارهما واختلافهما ليصبح للحب نكهة جميلة لا تتعفّن مع مرور الوقت بل تزداد شباباً وشغفاً.

ما الذي نفقده في الزواج؟

via GIPHY

الحياة الجنسية الصاخبة. الحرية في الخروج والسهر وتعدد الشركاء والسفر والشغف والجنون. وغيرها من الأمور التي نسمع أن الأزواج يحرمون منها. تبدأ الحياة الزوجية التقليدية حين تجتاح العلاقة مسؤوليات كثيرة تفرض على الشريكين، كأنها كتاب مُنزٓل لا جدال فيه، كتاب فيه قائمة من الواجبات في آخرها المحافظة على وهج الحب، الذي كان أساس ذلك الزواج. يصبح الزوجان ضحيتي أفكار مفروضة عليهما، وكأنهما غير قادرين على رسم العلاقة التي تتناسب مع أفكارهما، ليتفاديا ازدحام الأفكار سواء في العاطفة أو في الآراء، وفي الجنس والحياة الاجتماعية أيضاً. كيف نحافظ على وهج الحب بعد الزواج إذاً؟ الجواب: الصداقة. اجتمع علماء النفس والاجتماع حالياً على أن السعادة في أي علاقة زوجية لا يمكن أن تستمر بنجاح إذا لم يستطع الشريكان بناء علاقة صداقة بينهما. علاقة تحكمها الثقة والقدرة على التعبير من دون خوف من الأحكام. علاقة يحترم فيها الشخصان الاختلاف، ويعملان معاً على تغذية العلاقة بالرسائل الإيجابية، وينظران لتلك العلاقة كمؤسسة يستثمران فيها مشاعرهما، مع المحافظة على رصيد مستقل وخاص، أو ما يسمى الحياة الخاصة لكل منهما. إضافة إلى ذلك، تحصين العلاقة من التدخلات الخارجية من الأهل والمجتمع، المتعطش دوماً إلى فرض قواعده التي غالباً لا تتناسب مع الجميع، وتساهم في اختراق العلاقة وتدميرها تدريجياً.

via GIPHY

في مقال نشر على موقع Psychology Today أدرج باري مك-كارتي، الباحث والأستاذ في علم النفس 20 نقطة تشكل قابلية في حال وجودها لإنقاذ الزواج من الندم وبالتالي إنجاحه. من أبرز تلك النقاط:

  1. عدم الإقدام على الزواج خوفاً من الوحدة فذلك الشعور شخصي، وسيستمر حتى ما بعد الزواج إن لم يتخلص منه الشخص.
  2. معاشرة الشريك على الأقل سنة أو أكثر لاكتشاف تفاصيل يهتم بها في الأكل والنوم والأعياد والعصبية، وغيرها من الأمور الأساسية.
  3. اختبار الحياة الجنسية لتفادي المفاجآت السلبية التي قد تؤدي إلى الخيانة أو الطلاق.
  4. البوح بالتوقعات من ذلك الزواج، والتأكد أن للشريكين التوجهات نفسها.
  5. إدراك أن الزواج لا يصلح أي طباع. وأن لا أحد يتغير كليّاً من أجل شريك أو حبيب. فكما هو الآن هكذا سيبقى. عوامل أساسية يتجاهلها الكثيرون مركزين على شدّة المشاعر وإرادة الاستقرار. أمر يعتقدون أنه سيتحقق بالزواج، ولكن الواقع أنه مجهود شخصي، خصوصاً في الحياة المهنية والنفسية.

    كيف تحصّنون زواجكم ضدّ الندم ؟

    via GIPHY

إليكم 7 خطوات إن اتبعتوها حميتم علاقتكم الزوجية من خطر الملل والمشاكل والندم.

  1. اِذهبوا في مواعيد غرامية من قال إن الـ"Dating" أو المواعيد الغرامية تصبح غير مهمة بعد الزواج؟ يعتقد الشريكان أن المنزل يجمعهما، وقضاء الوقت فيه كاف. لكن ذلك خطأ شائع. استمرّوا في التركيز على إغواء الشريك باختيار ملابسكم وعطركم وتسريحة شعركم تماماً كما كنتم تفعلون قبل الارتباط.
  2. انتبهوا للتفاصيل في الشريك يشكو الكثير من المتزوجين، وخصوصاً النساء، أن زوجهن لم يعد يعيرهن انتباهاً متذرعاً بالتعب والعادة. لا تنتهي العلاقة بسبب مشكل كبير، بل تفاصيل صغيرة تتراكم ويُسكت عنها، فتتحول إلى وعاء من الهموم والأسئلة، التي تحوّل المنزل الزوجي من مركز راحة إلى سجن أبدي.
  3. تأكدوا أن ما يجمعكم أكثر ممّا يفرقكم إن لم تحبوا الأطباق نفسها فذلك أمر يثير القلق! إن لم يكن لديكم معايير النظافة نفسها فذلك أيضاً مدعاة قلق! لا تقولوا: "الحب يصنع المستحيل"، فذلك يصلح فقط في الأغاني الرومانسية والأمسيات الشعرية. حددوا الأمور المهمة التي ترفضون التنازل عنها أو المساومة فيها، ولا تترددوا في مشاركتها مع الشريك قبل أخذ قرار بالارتباط.
  4. لا تتكهنوا أو تعيشوا الحلم! التكهن والتفكير الباطني يضعفان أدوات الحوار ويلغيان بالتالي العلاقة. ليس هناك علاقة خالية من المشاكل أو الاختلاف، ولكن الحوار هو المنقذ لأي خلاف. عوضاً أن تقولوا: "نسي عيد ميلادي لأنه لم يعد يحبني"، ناقشوا ذلك مع الشريك، لتصبح الأمور واضحة وبعيدة عن التكهن المدمّر.
  5. عبّروا عن أنفسكم نسمع كثيراً عبارة: "إن لم يفهم دموعي، فلن يفهم كلامي ". عبارة شاعرية لكنها ليست صحيحة معظم الوقت. حتى لو عاشرتم شريككم وقتاً طويلاً، لا يعني ذلك أنه حفظكم. فالشخص يتغيّر مع الوقت. فعله ورد فعله يتغيران، وينظر للأمور بطريقة مختلفة. لذلك من المهم ألا تتوقفوا عن التعبير عن ذاتكم والتحدّث إلى شريككم عمّا يزعجكم أو عما ترغبون في فعله. وذلك سيمنع شريككم من أن يفرض عليكم أي قرار أو خطوة، ولن تشعروا أنكم ضحايا.
  6. لا تتجاهلوا مشاعر الشريك "أمامنا حياة طويلة لحل مشكلتنا"، هكذا يعتبر بعض المتزوجين. فيأجلون المشكل وينامون على مشاعر سلبية يظنون أن الوقت كفيل بمعالجتها. لكن الحقيقة أن الاستهتار بمشاعر الآخر يفسد العلاقة تدريجياً، ويساهم في إيقاظ الشعور بالندم.
  7.  لا تجعلوا الزواج هدفاً بذاته يظن الكثيرون أن الزواج هو الحل، ومن بعده يصبح كل شيء سهلاً. وينسون أن الزواج تليه حياة مشتركة وأولاد وتعب. إن لم تكونوا جاهزين للاستيقاظ على صوت طفل فلا تتزوجوا. إن كان يزعجكم وجود شخص آخر في سريركم، فكروا مرتين قبل الإقدام على تلك الخطوة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image