أسباب عدة تدفع الناس للزواج، من بينها أن بعضهم يظن أن حياته ستصبح أفضل وكذلك صحته، لكن هل هذا الافتراض سليم من الناحية العلمية؟
فقد أُسدل الستار أخيراً على دراسة علمية استغرقت 16 عاماً، إذ تم التواصل مرة واحدة كل عام مع أكثر من 11000 بالغ في سويسرا، وطرح عليهم أسئلة تتعلق بصحتهم بصفة عامة، وبالأمراض التي أصابتهم بعد الزواج.
هل جعل الزواج صحتهم أفضل؟ هل أبعد الحب والرعاية والدعم ووجود شريك يخاف عليهم الأمراض عنهم؟ وكانت الإجابة: "كنا أفضل من الناحية الصحية قبل الزواج".
فبحسب البحث الذي أشرف عليها ماتيس كالمجين، الباحث في جامعة أمستردام ومعهد البحوث الديموغرافية المتعددة، فإن الأشخاص الذين تزوجوا كانت صحتهم أفضل قبل الزواج، وبعده بدأت في التدهور.
تلتقي نتائج تلك الدراسة مع نتائج دراسة أمريكية أخرى أقدم قليلاً، تم العمل عليها من عام 1972 حتى عام 2003. وتوصل من خلالها الباحثان "هو ليو" و"دبرا أومبيرسون" إلى أن تشجيع الناس على الزواج بحجة أنه سيجعل صحتهم أفضل أمر مضلل وغير سليم.
احذروا يا معشر العزاب: تشجيع الناس لكم على الزواج بحجة أنه سيجعل صحتكم أفضل أمر مضلل وغير سليم
هل هناك ارتباط بين الصحة الجيدة والزواج؟ هذا ما ستكشفه بعض الدراسات
لكن لا تفقدوا الأمل
إذا كانت النتائج السابقة قد أصابتكم بخيبة أمل فربما يتغير الأمر حين تعرفون أن هناك دراسة حديثة أعلنت نتائجها قبل أيام قليلة، ومختصرها أن الزواج جيد للصحة ولكن في حالة معينة، هي أن يكون كلا الطرفين متحابين. الدراسة تمت على نحو مليون بالغ في بريطانيا، بإشراف الدكتور بول كارتر من كلية أستون الطبية. وخلُصت إلى أن المتزوجين في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من أعمارهم من المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم كان لديهم فرص أكبر للبقاء على قيد الحياة عند نهاية الدراسة بسبب وجود "شخص مميز في حياتهم يدعمهم ويحبهم ويهتم بصحتهم".المهم الحب
يقول الباحث المصري أحمد توفيق، من معهد البحوث والدراسات العربية، لرصيف22 إن تأثير الزواج على الصحة من الناحية العلمية لم يُحسم حتى هذه اللحظة، فكل يوم هناك دراسة جديدة تتناقض أحياناً مع دراسات أخرى. "لكن الأكيد أن الحب مهم جداً في حياة الأفراد"، يقول توفيق. ويكمل: "إذا تزوج الإنسان بشخص لا يحبه فلن تصبح حالته النفسية أفضل، وهذا طبعاً سينعكس على حالته الصحية". ويشير توفيق إلى أن الزواج تصحبه مسؤوليات عدة، لذلك يجب اختيار الشريك بطريقة سليمة وبعد تفكير طويل، لأن التسرع أو اختيار شخص لا يتناسب وتفكير الطرف الآخر، سيؤدي إلى مشاكل كثيرة لن تكون في مصلحة الطرفين النفسية والصحية. وقد شهد العالم العربي ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة بنسب الطلاق. فقد أظهرت وزارة العدل في السعودية عام 2015 أن 7.8 حالة طلاق تحدث كل ساعة، ووفقاً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة الوزراء، فقد وصل عدد المطلقات في مصر عام 2014 إلى 2.5 مليون حالة. ووفقاً لمركز الإحصاء الوطني التونسي، تحدث 4 حالات طلاق كل 3 ساعات في تونس، وهو رقم كبير إذا ما قورن بعدد سكان الدولة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...