منذ عام 2000، بحسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمة العمل العالمية (ILO)، تراجعت عمالة الأطفال في العالم (بنسبة 30%).
ولكن إذا تمعنا بالأرقام بدلاً من النسبة، ستكون النتيجة صادمة: فمن 246 مليون طفل، أصبح هناك الآن 168 مليون طفل، أكثر من نصفهم (85 مليوناً) يعمل في ظروف خطرة، وهو ما تعرّفه المنظمة بناء على نوع العمل نفسه، أو ظروفه، أو ساعات العمل (إنْ زادت على 43 ساعة في الأسبوع).
في إحصائيتها عن مصر بالتحديد، أصدرت المنظمة دراسة عام 2012، اعتماداً على مسح لعمالة الأطفال على مستوى البلد من عام 2010، تمّ بالاعتماد على مقابلات مع عينة من 30,143 أسرة، ممن لديهم أطفال ما بين عمر الخامسة والسابعة عشر، وهي شريحة تمثل 17.1 ملايين طفل في مصر.
منذ 2000 تراجعت عمالة الأطفال في العالم بنسبة 30%: من 246 مليون إلى 168 مليون طفل
ما يقوم به 1.6 مليون طفل في مصر، يعتبر حسب المعايير الدولية "عمالة أطفال"تستخلص الدراسة أنّ 10.5% من هؤلاء الأطفال، أي 1.8 مليون طفل هم من الأطفال العاملين، وأنّ ما تقوم به نسبة 93% منهم، أي 1.6 مليون طفل، يعتبر "عمالة"، وفقاً لتعريف المنظمات الدولية له. وفي تحليل أدق لهذه النسبة، ترصد الدراسة أكثر من نتيجة، أهمها: 1-أنّ عمالة الفتيات تبدو أقلّ (بثلاثة أضعاف) من نظيرتها عند الصبية، والتفسير أنهنّ يقمن أكثر من الصبية بأعمال داخل المنزل وحوله. 2-أن نسبة عمالة الأطفال تزداد مع العمر: من نسبة 5.8% للأطفال بين 5 و11 سنة، إلى 18.2% للصبية بين عمر 12 و14، ثمّ 29.8% للصبية في عمر 15 حتى 17 سنة؛ يقابلها 2.2%، و5.1% ثمّ 7.2% تباعاً، للفتيات. وبعيداً عن الأرقام والنسبة، يقدم "عمّال" مصر الصغار قصصهم في وجوههم:
عمر، 12 سنة
عامل بخط إنتاج بأحد أفران صناعة الطوب الأحمر، مهمته تجفيف القالب بالرمل قبل ترحيله للمنشر الشمسي لم يلتحق بالمدرسة - الفيوممحمد، 9 سنوات
محمد يفتح محل العصير بشارع المعز لدين الله الفاطمي، ويعمل فيه بعد أن تعرض والده لحادث كسر بذراعه ومن حين لآخر تتابعه أسرته - القاهرةسيدة، 15 سنة
سيدة فتاة تعمل في محل لبيع الطيور في سوق السيدة زينب - القاهرةعمرو وخالد، 14 و13 سنة
الإثنان يعملان كمساعدين لنجار مسلح في مجال البناء وبالنسبة لهما، المهنة منفذ جيد لكسب المال، رغم صعوبتها - الفيوميوسف، 9 سنوات
صبي سائق سيارة أجرة (ونقل ركاب جماعي) يعمل حتى منتصف الليل ويحرص على إدخار مبلغ من المال مع أمّه ليشتري حذاء رياضياً، ويحب محمد صلاح لاعب الكرة الشهير - الفيومكريم، 13 سنة
عامل في ورشة تصنيع مستلزمات المقاهي (الشيشة ومكوناتها) - القاهرةسلام، 13 سنة
يعمل كسائق توكتوك - الفيومعبده، 11 سنة
عبده صبي ميكانيكي في ورشة تصليح دراجات بخارية وتوكتوك - الفيوممحمود، 11 سنة
عامل بمخبز بلدي (عامل سحلة) يخرج الخبز من الفرن بيديه العاريتين ويضعه في أقفاصه لتوزيعه - الجيزةطارق، 8 سنوات
طارق هو ابن أحد صيادي بحيرة قارون يبيع عُقُد الصدف الملون لرواد البحيرة - الفيوم
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...