شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مبرمجو الفن: 5 مهندسين يدبلجون تواشيح دينية ويغنّون أم كلثوم بالإنجليزية

مبرمجو الفن: 5 مهندسين يدبلجون تواشيح دينية ويغنّون أم كلثوم بالإنجليزية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 24 يوليو 201704:26 م
لم يكن يدري مهندس الإلكترونيات وسام مجدي أن تساؤلات أصدقائه الصينيين له عن معنى الأمثال الشعبية المصرية، والمقولات العامة وكلمات الأغاني القديمة، سيجعل منه مؤسساً لفرقة متخصصة في ترجمة ودبلجة الأعمال الفنية باختلاف أنواعها. وسام وأصدقاؤه الأربعة، ذاع صيتهم بتوشيحة "مولاي إني ببابك" للنقشبندي، التي غنوها بمزيج من العربية والإنجليزية في رمضان الماضي، ولاقت صدى واسعاً على السوشال ميديا. بدأوا مشوارهم الفني عبر تكوين فرقة "مبرمجو الفن" أو artcompilers، لكسر حاجز اللغة في تذوق الفن العربي. التقيناهم في مصر لنستمع إلى حكايات وكواليس الفرقة ونشر بعض أعمالهم للمرة الأولى.

من أنتم؟

يقول وسام مجدي مؤسس الفرقة: "نحن خمسة مهندسين في إحدى شركات الأنظمة المدمجة بالقرية الذكية: أحمد عبد العال الشريف - المغني الرئيسي باللغة العربية، معاذ سالم - كورال وفويس أوفر وممثل، عبد الرحمن شرارة - كورال وفويس أوفر وعازف طبلة، محمد عبد الشافي - كورال وفويس أوفر وناقد فني، وأنا المغني الرئيسي باللغة الإنجليزية". 19095675_174875179713195_8796604911429661049_o19095675_174875179713195_8796604911429661049_o ويضيف: "هدفنا هو نشر الثقافة المصرية عبر كسر حاجز اللغة ودبلجة الأعمال المصرية بالإنجليزية وترجمة الأغاني التراثية والأفلام والمقاطع، كي يعرف العالم أن العرب والمصريين لديهم من الفن الراقي ما يستحق أن يسمع ويعرف، تماماً كما يفعل الأتراك بالدبلجة، كما نهدف إلى أن يقوم المنتجون بتصدير كل فيلم بنسختين عربية وأخرى إنجليزية، وتسويق الأفلام المصرية المدبلجة إلى أسواق لم نستهدفها من قبل، كدول أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا والدول الأفريقية ودول الاتحاد السوفياتي السابق".

كيف جاءت الفكرة؟

يقول مجدي: "على مدار سنوات، أثناء عملي بالبرمجة كنت أصادف المهندسين الأجانب والصينيين المنتدبين للعمل في موقع الشركة بمصر، وكان أصدقائي يطلبون مني أن أترجم لهم بعض الأمثال الشعبية والمقولات العامية المصرية، ثم تطور الأمر لأن يطلبوا مني ترجمة الأغاني لهم، وكنت أقوم بالترجمة الحرفية، ثم وجدت أنني أستطيع أن أعيد ترتيب بعض الجمل واستبدال بعض الكلمات بمرادفاتها، التي تتواءم مع اللحن إذا قمنا بترجمته". ويضيف: "شيئاً فشيئاً، بدأت في ترجمة أغانٍ كاملة لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ووديع الصافي، ومحمد عبده وغيرهم من الفنانين، وكنت أحتفظ بتلك الكتابات، ولاحظ زملائي تلك الموهبة وظلت لفترة قريبة تلك الأفكار حبيسة جدران الشركة، ولم تخرج إلى النور إلا حين شجعني صديقي عبد العال على أن نصور عملاً ما. وبدأنا في تجميع أعضاء الفرقة وتصوير "مولاي" التي كانت أول أعمالنا المصورة، إذ صودف أننا كنا في أول شهر رمضان، فرأينا أنها مناسبة أكثر لروحانيات الشهر، ونشرت على فيسبوك وفوجئنا بحجم الانتشار". 20232405_191775731356473_3936304175898659789_o20232405_191775731356473_3936304175898659789_o

أول شركة دبلجة للأعمال الدرامية والغنائية في مصر

"مبرمجو الفن" الذين اشتهروا بغناء وترجمة أحد أشهر التواشيح الدينية، ليسوا مهتمين بدبلجة الأغنيات التراثية فحسب، إنما يجهزون لمشروع كامل لدبلجة وترجمة العديد من الأعمال الفنية. يوضح مجدي: "نستعد في الفترة المقبلة لإطلاق أكثر من مفاجأة، فنفكر جدياً في إنشاء الكيان الرسمي والقانوني لأول شركة دبلجة وإيصال فكرتنا للمنتجين لإنتاج مشاريع فنية تساهم في تشجيع السياحة وإيصال الأعمال المصرية للعالم ودخول أعمال أجنبية للبلد".

أين تكمن الأهمية في الترجمة؟

وعن اختيارهم فكرة الدبلجة والترجمة، يقول مجدي: "اخترنا الدبلجة والترجمة لتقريب المعنى ونشر الثقافة المصرية لغير المتحدثين بالعربية، خصوصاً أنها فكرة جديدة من نوعها في مصر. فلم يقم أحد بتنفيذ هكذا عمل، وما شجعنا أكثر أن الفكرة معروفة في العالم أجمع، فالأتراك يقومون بترجمة أعمالهم الدرامية ودبلجتها بأكثر من لغة، منها العربية، ويستفيدون منها عبر تصديرها للشعوب العربية وشعوب الخليج، ويحققون استفادة مادية عبر بيع حقوق البث وعبر نشر الثقافة التركية والترويج لبلادهم".

هل الأمر بتلك البساطة؟

يقول مجدي: "الصينيون يقومون بدبلجة أعمالهم وإن كانت تصادفهم مُشكلة في التزامن، نتيجة اختلاف حركة الشفاه في اللغة الصينية وتزامنها مع الدبلجة بالإنجليزية، وقد شاهدت أكثر من عمل مدبلج في المركز الثقافي الصيني أثناء دراستي للغة الصينية، لذلك رأينا أن مصر تأخرت كثيراً في اتخاذ هذه الخطوة، خصوصاً أن صناع الدراما المصرية أخطأوا حين حصروا أنفسهم في المنطقة العربية، ولم يحاولوا القيام بتنمية قطاع الدبلجة والترجمة أو حتى تحسين مهارات الممثلين الذين يقومون بعمل أدوار الممثل الأجنبي، فأصبحنا نرى الممثلين يتحدثون العربية المكسرة بلهجة الخواجة الساذج "أنا خبيبي موش خنا". وهكذا، كنت أرى أنهم يجب ألا يتعاملوا مع المشاهد بتلك البساطة، ويجب ألا يخافوا من الدخول في منطقة الأعمال المقدمة باللغة الإنجليزية".

غالبية أعمال أم كلثوم وعمرو دياب للإنجليزية

ويتابع مجدي: "الأهمية القصوى للغة الإنجليزية جعلت فنانين مصريين أمثال عمر الشريف وعمرو واكد يصلون للعالمية بينما فنانون آخرون على القدر نفسه من الموهبة مثل أحمد زكي ومحمود المليجي للأسف لم يعرفهم العالم قدر ما يستحقون، لذلك فكرنا في حل تلك الفجوة باستخدام الدبلجة، إذ يمكن للمنتج أن يصدر نسختين من الأفلام، النسخة العربية المعتادة ونسخة أخرى مدبلجة للإنجليزية". كذلك السفارات المصرية والجاليات المصرية تستطيع أن تعرّف الناس بالفن المصري بتلك الطريقة، خصوصاً أننا ترجمنا معظم أغاني أم كلثوم وعمرو دياب.

ما هي التحديات التي تواجهكم؟

وعن أبرز التحديات التي تواجههم، يقول مجدي: "أزمة التمويل والإنتاج تعاندنا كثيراً، فعلى الرغم من ترجمتنا لغالبية أعمال أم كلثوم وعمرو دياب لم تصدر للنور بعد، كونها تحتاج إلى توزيع وموسيقى وتكاليف لا نستطيع توفيرها بالشكل الذي يلائم جودة تلك الأعمال في ظل إمكانياتنا الحالية، لذا ننتظر أن تجد أعمالنا الصدى الذي يجعل المنتجين يقتنعون بالفكرة، وإلى أن يحدث ذلك قمنا بتسجيل أغنيتين جديدتين هذا الشهر، هما كتاب حياتي يا عين للمطرب حسن الأسمر، وعلى رمش عيونها للفنان وديع الصافي، إلى جانب تسجيلنا لأغنية محمد عبده الشهيرة الأماكن، التي أخذت منا جهداً كبيراً لإخراجها بشكل يلائم الأغنية الأصلية". ويكمل: "بخلاف المشكلات التمويلية تواجهنا مشكلات أخرى، منها أن بعض الكلمات العربية ليسدلها مرادفات بمعنى أوضح باللغة الإنجليزية، وهنالك لهجات عامية لا يفهمها البعض كما أن هناك بعض الشعوب التي لا تتحدث الإنجليزية أيضاً ولا العربية". يختتم مجدي حديثه متمنياً أن تستطيع الفرقة أن تقدم المزيد من الأعمال الفنية المترجمة للإنجليزية، وأن تكون سبباً في إيصال أعمال جيدة للجمهور الغربي.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image