لماذا يعرض التلفزيون الإسرائيلي أفلاماً عربية وخاصةً مصرية؟
الأحد 19 يونيو 201606:41 م
الفيلم العربي على التلفزيون الإسرائيلي... وصفه موقع القناة الثانية الإسرائيلية بالحدث الرئيسي ليوم الجمعة، كما وصفه أحد المواقع الإسرائيلية بأنه الحلوى الثقافية.
البداية
بدأ عرض الأفلام العربية وخاصةً المصرية على التلفزيون الإسرائيلي منذ عام 1968، مباشرةً بعد حرب العام 1967 المعروفة بحرب الأيام الستة. واستمر تقليد عرض فيلم عربي كل يوم جمعة في تمام الساعة السادسة مساءً حتى بداية التسعينيات من القرن الماضي. وكان يجذب عدداً كبيراً من المتابعين العرب والإسرائيليين الغربيين. ويحكي الكاتب الإسرائيلي يوريم فريد في مقالة كتبها في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بتاريخ 23 مايو 1980 التالي: "نهار الجمعة في تمام السادسة مساءً، نفتح جهاز التلفاز، وبعد موجز الأخبار بالعربية يبدأ الفيلم العربي مع ترجمة للعبرية. كنّا نعرف أبطال العمل وجميع الشخصيات، ومن الأدوار المختلفة كنا نستطيع الوصول إلى تركيبة لا نهائية من الدراما الأسرية". ويتحدث الكاتب عن تجمع العائلة حول الأفلام المصرية، مؤكداً أنها كانت عاملاً مهماً لتعلّم مفردات عربية، خاصة في ظل تنوع الأفلام المعروضة بين الكوميديا والدراما والميلودراما وأيضاً الأفلام التراجيدية التي تنتهي بوفاة البطل أو غيرها.تغيير الترتيبات
وفي تقرير نشرته في 23 مايو 2010، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الأفلام كانت تُعرض على القناة الإسرائيلية الأولى الناطقة بالعبرية حتى بداية التسعينيات. وأضاف التقرير الذي كتبته ميريف يوديليفيتش أن الفيلم العربي بدأ بثه عام 1968 مع بداية بث التلفزيون الإسرائيلي، وظل مستمراً حتى قررت سلطة البث تخصيص وقت الفيلم العربي لمصلحة برامج أخرى في القناة الأولى، فتم نقل عرض الأفلام العربية إلى القناة 33. الأمر نفسه أكده الباحث درور سبارو. وقال: "في بداية التسعينيات حدث تغيير كبير في التلفزيون الإسرائيلي مع تأسيس القناة الثانية التجارية. وقررت سلطة البث التابعة للدولة تقسيم بثها إلى قناتين، ونقلت البرامج العربية إلى قناة 33 منذ عام 1994 ويستمر هذا إلى اليوم".جمهور الفيلم العربي
ويستعرض سبارو ذكريات العائلة التي كانت تتجمع حول الشاشة الصغيرة ويقول: "جدي كان أشكنازياً من بولندا، لكنّه كان يشاهد كل جمعة الفيلم المصري، وأصحابه كانوا يشاهدون هذه الأفلام أيضاً. المشاهدون لم يكونوا فقط يهوداً شرقيين أو عرباً." وروى سبارو أنه "في الثمانينيات كنت طفلاً، وفي تلك الأيام كانت قناة إسرائيلية واحدة بثت بالعبرية والعربية. ونهارالجمعة كانت البرامج بالعربية موسّعة، ربما لأن الجمعة هو يوم عطلة للمسلمين". وتابع "في السادسة مساءً كانوا يبثون الفيلم العربي وهو كان فيلماً مصرياً. في عائلتي لم يكن أحد يفهم العربية، فأجدادي تحدثوا الييديشية والعبرية. ولكن الفيلم كان مترجماً للعبرية". وأضاف: "أهلي لم يحبّوا تلك الأفلام، لكن جدي تحديداً أحبّها. فكان كل جمعة يشاهد فيلماً مصرياً مع جدتي وأصدقائهما خاصة أنه كانت توجد ترجمة للأفلام وأحياناً دبلجة". وروت إستر يشورون، 62 عاماً، وهي ابنة ابن أخ الفنانة ليلى مراد وترجمت أكثر من 1000 أغنية من العربية للعبرية، أنه "حينما كنت طفلة شاهدت أفلاماً عربية جميلة مثل فيلم "معبودة الجماهير" من بطولة عبد الحليم حافظ، وأفلام من بطولة فريد الأطرش وإسماعيل ياسين ومحمود عبد العزيز وغيرهم من الفنانين من المصريين".