انتهت إجازة عيد الفطر وبدأ الموظفون في الرجوع إلى العمل بعد تعب الصوم في شهر رمضان. فكيف نزيد من إنتاجيتنا وقد أتعبنا حر الصيف ولا رغبة لنا بالعودة بعد الإجازة؟
الجواب هو: المزيد من النوم.
من وجهة نظر أغلب أرباب العمل ومديري الموارد البشرية، فإن النوم أثناء العمل أمر غير مهني. لكن هل آن الأوان لأن يتغير هذا الاعتقاد؟
وفي تقرير حديث للنيو يورك تايمز قالت سارة ميدنيك، الباحثة المشاركة في الدراسة والأستاذة المساعدة لعلم النفس في جامعة كاليفورنيا، إنه من دون قيلولة في منتصف اليوم، لا يمكن للفرد أن يقدم أداءً جيداً على مدار اليوم.
وأضافت ميدنيك أن أخذ غفوة قصيرة يمكن أن يكون له فوائد عدة مثل النوم أثناء الليل.
القيلولة في مصلحة العمل أيضاً
يقول طبيب المخ والأعصاب المصري أحمد جابر لرصيف22 إن للقيلولة خلال وقت الظهيرة تأثير في تجديد طاقة الإنسان وجعل نشاطه الذهني في أفضل حالاته. يكمل جابر أن طبيعة الحياة العملية السريعة جعلت الناس تعمل بدون توقف أو راحة، وهو ما يكون له أثر مضر على أعصابهم على المدى القصير والبعيد ويجعلهم عرضة لأمراض عدة. ميدينك التي قامت أيضاً بتأليف كتاب بعنوان "خذ قيلولة! تغير حياتك " اعتبرت أن القيلولة المثالية يجب أن لا تزيد عن 60 دقيقة، حتى لا نصل للمرحلة الثانية من النوم والتي يطلق عليها "R.E.M" وهي مرحلة النوم العميق، التي قد يكون الاستيقاظ بعدها غير مريح. وعن أهمية القيلولة، يؤكد خبير النوم مارك باير أنها تزيد التركيز والانتباه بمعدل 100%، ويمكن أن تكون القيلولة في قاعة الاجتماعات الهادئة غير المستخدمة بعد إطفاء الإضاءة وإسدال الستائر وإغماض أعينكم قليلاً. كما يمكنكم النوم بشكل مريح على الكرسي، بعد أن تقوموا بضبطه وإرجاعه للخلف وبسط أقدامكم على طاولة مناسبة من دون حذاء.لكننا لسنا في عالم مثالي
للأسف ليس كل الموظفين قادرين على أخذ قيلولة، فهي رفاهية متوفرة للقليلين فقط. رغم ذلك قد تكون أوقات الراحة في منتصف النهار عند الذهاب لتناول الغذاء أو القهوة فرصة جيدة لبعض الراحة من ضغط العمل. كما أن الحصول على نوم عميق أثناء الليل قد يعطي طاقة للعمل بقوة. ويوفر تقرير آخر للنيويورك تايمز بعض النصائح من أجل الحصول على نوم مريح. من هذه النصائح، تحديد موعد للذهاب إلى النوم كل ليلة للحصول على عدد ساعات كاف قبل الاستيقاظ. والابتعاد عن كل أنواع الشاشات قبل النوم، سواء شاشة الهاتف أو الجهاز اللوحي. ويجب الإيمان بأن السرير للنوم فقط وممارسة الحب، فلا نشاهد التلفاز فيه ولا نرد على هاتفنا، أو نأكل أو نعمل فيه. علماً أن ثقافة القيلولة أثناء العمل مقبولة مهنياً واجتماعياً في اليابان والهدف منها مساعدة الموظفين على تحسين قدرتهم الإنتاجية، والحفاظ على صحتهم. فهل يصبح الأمر كذلك في بلادنا العربية يوماً ما؟ "لو حدث ذلك فسيكون هذا في مصلحة الموظف والشركة على السواء" يقول الدكتور أحمد جابر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...