مهما اختلف الشكل واللون والمعتقد، يجمع ما بين مليارات البشر حول العالم عشقهم لشرب القهوة.
حتى هؤلاء الذين يخشون من تغير لون أسنانهم بسبب شربها، ظهر من أجلهم اختراع مخصوص وهو أول قهوة شفافة جربها العالم الشهر الماضي وتحمل اسم CLR CFF.
إذاً لا حجة لعدم شرب القهوة، خصوصاً أن لها فوائد عدة، منها حرق الدهون وزيادة الذكاء والنشاط.
لكن هنالك تقارير تحمل أخباراً سيئة لعشاق القهوة، فقد يتسبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة على كوكبنا إلى نقص شديد في المساحات المناسبة لزراعتها.
فبحسب تقرير نشر على بي بي سي مؤخراً، فإن إنتاج القهوة في أثيوبيا، التي تعتبر الموطن الأصلي لإنتاج البن العالي الجودة، وأكثر الدول الإفريقية المصدرة له، وأكبر خامس دولة في العالم من حيث نسبة التصدير، قد يتعرض لتهديد حقيقي ما لم تتخذ إجراءات جدية لتدارك المشكلة.
فبحسب منظمة القهوة العالمية فقد تضاعف استهلاك البن في العالم خلال السنوات الـ35 الأخيرة من 4.9 مليار كيلوجرام في العام 1980 إلى 9.5 مليار كيلوجرام في 2016.
وبحسب المنظمة نفسها فقد تجاوز حجم استهلاك القهوة حجم الإنتاج في آخر ثلاث سنوات، لكن رغم ذلك لم ترتفع أسعار القهوة عالمياً، بسبب أن هناك كمية كبيرة تم تخزينها أثناء سنوات الإنتاج الوفير.
إذاً فالتهديد الأول الذي قد يقابله عشاق القهوة قريباً هو زيادة أسعار مشروبهم المفضل حالما تنتهي الكميات المخزنة.
التهديد الثاني بحسب منظمة القهوة العالمية سببه أن هناك مخاوف من تقلبات مناخية سيمر بها العالم في الأشهر القليلة القادمة ستكون نتيجتها نقصاً في كميات البن على المدى القصير.
أما على المدى البعيد فتظهر دراسة عمل عليها باحثون في أثيوبيا أنه من المحتمل أن تقل المساحات التي تزرع فيها القهوة في أثيوبيا بنسبة 60% في حال ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي، وهو ما سوف يحدث إذا لم يظهر حل لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
لكن شهادات المزارعين في شرق البلاد أظهرت أن ارتفاع درجات الحرارة أثر على إنتاجهم في السنوات الأخيرة، والكثير منهم خسروا محاصيلهم نتيجة الجفاف.

مخاوف من تقلبات مناخية سيمر بها العالم في الأشهر القادمة ستكون نتيجتها نقصاً في كميات البن
يا عشاق القهوة انتبهوا: مشروبكم المفضل مهدد بالانقراضوتشير الدراسة إلى أنه لو اتخذت بعض الإجراءات، منها الانتقال إلى مناطق أخرى لإنتاج القهوة إلى جانب المحافظة على الغابات والاهتمام بالبيئة، فقد يكون في الإمكان تجنب هذه المشاكل. ومن 2015 إلى 2016 صدرت أثيوبيا 180 ألف طن من البن. وتفتح القهوة أبواب رزق لما يقارب 15 مليون إثيوبي، يمثلون 16 في المئة من عدد السكان، بحسب ما نشرته بي بي سي.

البرازيل أيضاً
لا يختلف الأمر كثيراً في أكبر دولة منتجة للبن في العالم وهي البرازيل، حيث يوضح بحث نشرته اللجنة الحكومية الدولية للتغير المناخي، أن السنوات الثلاث الماضية كان فيها سقوط الأمطار أقل من المعدل وهو ما تسبب في مشاكل في محاصيل البن. كما أن مناطق عدة لزراعة البن واجهت أسوأ موجة جفاف.
البن اليمني في خطر
يعد البن اليمني واحداً من أفضل أنواع البن، ويعد اليمن الدولة رقم 33 عالمياً من حيث إنتاج البن، لكن هناك تهديداً مختلفاً تواجهه زراعته في البلد التي تمر بحروب وظروف سياسية صعبة، حيث بدأت تختفي أشجار البن ويحل محلها محصول القات المخدر، نظراً للمكاسب الكبيرة التي يحققها القات.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 6 ساعاتاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...