"الرجال لا يُسرَقون"... عن دينا الشربيني وكريم محمود عبد العزيز والجدل اللامتناهي

مدونة نحن والنساء

الثلاثاء 11 نوفمبر 20256 دقائق للقراءة

مرحباً أيها الحب،

هل أنت السبب حقاً؟

كتبتُ كثيراً، وحذفتُ أكثر. لا أعلم ما البداية المنطقية لجدلٍ لم ينطفئ منذ أيام، بعد شائعة أو نبأٍ يتحدث عن انفصال بين الممثل كريم محمود عبد العزيز وزوجته آن الرفاعي، وأنه سيعلن خلال الأيام القادمة اعتزامه الزواج من الممثلة دينا الشربيني.

يأتي هذا الخبر بعد أشهر قليلة من تداول أنباء تقول إنّ علاقةً عاطفيةً تجمع بين الثنائي منذ تصويرهما فيلماً مشتركاً، قبل أن يُلغيا متابعة بعضهما على مواقع التواصل، ثم يتم الصلح بين كريم وزوجته بوساطة مقربين.

وبالفعل، أعلن عبد العزيز الطلاق مساء أمس، مؤكداً في بيانٍ أن لا علاقة لأي شخصٍ ذُكر اسمه مؤخراً بالطلاق "لا من قريب ولا من بعيد".

من جهتها، كتبت آن الرفاعي: "تم إبلاغي بالطلاق من خلال ستوري إنستغرام بعد 14 سنة زواج بدون ورقة طلاق أو إخطار من مأذون. شكراً على التقدير والاحترام…". أثارت كلماتها هذه مزيداً من غضب المتعاطفين، ومزيداً من التضامن معها. 

منذ انتشار الأنباء الأخيرة التي ربطت اسم الشربيني بالانفصال أو الطلاق، تحوّلت ساحات التواصل الاجتماعي إلى محاكمات أخلاقية مفتوحة. وقعتُ في فخّها أنا أيضاً، حينما رأيت منشوراً على إنستغرام لمجلةٍ أرادت استغلال الـ"trend"، وسألت: من المخرج/ ة الذي/ التي تودّون أن تعمل معه/ ا دينا الشربيني في مشاريعها القادمة؟

كانت إجابتي: "ليس مخرجاً ذكراً، لأنّ دينا ستسرقه من زوجته وعائلته".

أعلن عبد العزيز الطلاق مساء أمس، مؤكداً في بيانٍ أن لا علاقة لأي شخصٍ ذُكر اسمه مؤخراً بالطلاق "لا من قريب ولا من بعيد". من جهتها، كتبت آن الرفاعي: "تم إبلاغي بالطلاق من خلال ستوري إنستغرام بعد 14 سنة زواج بدون ورقة طلاق أو إخطار من مأذون"

ثم جاءت دفاعات متتالية عن دينا، كان أبرزها أنّ "الرجال لا يُسرَقون"، وأن "لنا فنّ الممثلين والممثلات، لا حياتهم الشخصية".

أجبتُ صاحبة هذا التعليق بأنني أخطأت فعلاً في استخدام كلمة سرقة الرجال، لأنّ الرجال لا يُسرقون، وهذه حقيقة، وما عدا ذلك وهمٌ أو تبرير للنفس. قلت لها إنني أخطأت في الكلمة، لكن إن كان كريم سيئاً، فدينا أسوأ، لأنها لم تمنع نفسها من الاقتراب من رجل متزوج، عُرف عنه حبّه لزوجته وله منها ثلاث بنات.

عُرف عنه حبّه لزوجته، نعم، ولكن بالنسبة لكثيرين هذا ليس سبباً كافياً للتمسّك بعلاقة، ولا لعدّها مقدّسةً.

أما عن القول بأنّ ما يخصّنا فقط هو فنّ هؤلاء لا حياتهم الخاصة، فلا…

لطالما وقعت مقاطعات فنية عندما كان يرتكب فنان فعلاً يراه الناس مؤذياً لشخصٍ أو لمجموعة. وفي الغرب، تُعرف هذه الظاهرة بثقافة "الكنسلة" (الإلغاء)، وهي شكل من أشكال الاحتجاج الجماعي ضد تصرفٍ غير أخلاقي يصدر من فنان، حتى لو كان محبوباً، طالما خذلهم من الناحية الإنسانية. فكيف له أن يظلّ نجماً؟ 

ربما هذا ما أردت التطرّق إليه في هذه المدوّنة: إنّ ثقافة "الكنسلة" أكثر رحمةً من الهجوم أو الجلد الجماعي اللذين تشهدهما مواقع التواصل الاجتماعي الآن، فهما مدمّران، وأعتقد أنهما يفوقان قدرة أي إنسان على الاحتمال.

الغضب ليس من كريم أو دينا وحدهما، بل من علاقات مشابهة يعيشها الناس في محيطهم... كيف يمكن أن تتحول حياة خاصة إلى حديث عامّ لكل من يملك حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي؟

إن صدقت الشائعات، فربما نختار أسلوب احتجاج أقل قسوةً: مقاطعة الأعمال الفنية القادمة، إلغاء المتابعة، أو عدم مشاهدة الأعمال التي يشارك فيها الفنان أو الفنانة المعنيّان، بدلاً من التحريض والشتائم التي تملأ الفضاء العام.

الغضب الذي شهدته مواقع التواصل ليس غضباً من كريم أو دينا وحدهما، بل من علاقات مشابهة يعيشها الناس في محيطهم. هذه القصة كانت نموذجاً قريباً، فبدأت التحليلات والاتهامات، لكن دينا ليست وحدها المقصودة، ولا كريم وحده، بل كل امرأة قيل عنها إنها ارتبطت برجل مرتبط، وكل رجل بدأ إجراءات انفصاله مع أنباء عن وجود أخرى في حياته.

كان الأمر مغرياً لكثيرين لأنّ الشخصيتين عامّتان، والحديث عنهما مباح في العلن، خاصةً مع متابعة المواقع الفنية والصحافيين المهتمّين بأخبار "الباباراتزي"، الذين يوثّقون كل تفصيلة ساعةً بساعة.

بدأت الحكاية بخبر، ثم بما فعلته زوجة الفنان، ثم بكيفية عودة الثنائي، ثم بتعليق ابنته، فصديقة ابنته، التي هي ابنة تامر حسني، وماذا قالت فنانة دعماً لآن، وإعلامية تضامناً معها، ومن ألغى متابعة الثنائي...

تفاصيل كثيرة غير مهمة للبعض، ومهمة جداً لآخرين يحبّون متابعة أخبار المشاهير.

ولمن لا يعرف، كانت دينا الشربيني قد أثارت الجدل في الصيف الماضي، حينما دعتها صديقتها روبي، للصعود إلى المسرح في حفل أقامته منصة "شاهد" في الساحل الشمالي في مصر، وغنّتا معاً أغنية "باي باي حبيبي باي باي"، في حركة وُصفت بأنها "تسميع كلام" لكريم. وربما هذه المواقف ومثيلاتها هي ما أشعلت مزيداً من غضب الجمهور المتابع لهذه الحكاية، باعتبارها حركةً استفزازيةً مقصودةً، لم تراعَ فيها مشاعر زوجته.

لطالما وقعت مقاطعات فنية عندما كان يرتكب فنان فعلاً يراه الناس مؤذياً لشخصٍ أو لمجموعة. وفي الغرب، تُعرف هذه الظاهرة بثقافة "الكنسلة" (الإلغاء)، وهي شكل من أشكال الاحتجاج الجماعي ضد تصرفٍ غير أخلاقي يصدر من فنان، حتى لو كان محبوباً، طالما خذلهم من الناحية الإنسانية. فكيف له أن يظلّ نجماً؟ 

ولمَن لا يعرف أيضاً، خرج كريم محمود عبد العزيز في مقابلة عام 2023، تحدّث فيها عن أثر طلاق والديه عليه، وكيف تسبب له ذلك في حالة من التشتت. ويتداول بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي هذا المقطع اليوم على نطاق واسع، متهمين إياه بإعادة إحياء ماضيه أمام بناته. كما يتداول البعض مقطع فيديو لدينا الشربيني عام 2022، تتحدث فيه عن "سرقة" صديقة لها رجلاً كانت مرتبطةً به، وتناولت سوء مثل هذا الفعل بشكل عام، وبالأخص حين تكون المرأتان صديقتين.

وسط هذا كله، عبّر كثيرون عن تساؤلهم: كيف يمكن أن تتحول حياة خاصة إلى حديث عامّ لكل من يملك حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لكن هذا هو واقع اليوم. لكل شخصٍ منصة، ويمكنه فقط أن يختار أسلوب نقد أو احتجاج يراعي أن الاحتجاج نفسه انطلق من منحى إنساني.

قد يقول البعض إنّ الثنائي لم يُظهرا رحمةً بالزوجة أو البنات. فهل من المعقول أن يكون ذلك مطلوباً من المتابعين؟ ربّما هذا صحيح… لكن من السهل جداً حالياً الانجراف وراء موجة الغضب. وقد تكون هذه فرصة لاحتجاج أكثر رحمةً، أو تحضّراً، وربما أيضاً لفتح نقاشات أو اكتشاف أشياء تصبّ في مصلحة الفرد، بدلاً من الاندفاع في غضب جماعي لا يوصلنا إلى شيء.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

وراء كل تقرير في رصيف22، أيام من العمل: من التفكير والتحرير إلى التحقق والإنتاج البصري.

نحن نراهن على النوع، والصدق، والانحياز إلى الحقيقة والناس.

وحتى يستمرّ هذا العمل، نحتاج إلى من يؤمن بأنّ الجودة والحرية تستحقان الاستثمار.

Website by WhiteBeard
Popup Image