"يد على الزناد وأخرى على الكيبورد"... ماذا تفعل الخوارزميات في الحرب السودانية؟

سياسة نحن والتطرف نحن والحقوق الأساسية

السبت 1 نوفمبر 202512 دقيقة للقراءة

توازياً مع الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تدار حرب أخرى في مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التعبئة وحشد الأنصار وتبييض صورة الذات وفي المقابل تشويه الطرف الآخر، مما يهدّد بتفاقم الصراع الذي بدأ منتصف نيسان/ أبريل 2023 ويمهد لإطالة أمده.

كشف تحقيق أجراه مختبر بحوث الأدلة الرقمية ومبادرة "Disinfo.Africa " في وقت مبكّر من عمر الصراع القائم في السودان عن ملامح الحرب الرقمية بين الجيش و"الدعم السريع" عبر السوشيل ميديا، كاشفاً في آب/ أغسطس 2023 عن شبكة تضم أكثر من 200 حساب على منصة "إكس"، تُضخّم التفاعل مع الرسائل والفيديوات الداعمة للجنجويد. فصّل التحقيق كيف تعمل هذه الحسابات في توقيت متزامن وعبر وسوم متطابقة، وهو سلوك شائع في الحملات المنسّقة الهادفة إلى التأثير الرقمي. وثّق التحقيق أيضاً استخدام تقنيات حديثة لزيادة عدد المشاهدات وإظهار قوات الدعم السريع كـ"قوة شعبية مُشرّعة بالإجماع الإلكتروني".

في المقابل، ردّ الجيش السوداني بقطع الإنترنت وتقييد الوصول إليه إذ رصدت منظمة "نت بلوكس"، المتخصّصة في مراقبة الإنترنت، رصده لانقطاعات كاملة للإنترنت في 11 موقعاً بين عامي 2023 و2025.

التعبئة وحشد الأنصار وتلميع صورة الذات في مقابل تشويه الطرف الآخر هي أهداف الحرب الرقمية المشتعلة بين طرفي الحرب في السودان بالتزامن مع المعارك على الأرض. لكن الأطراف الخارجيين ضالعون فيها أيضاً. كيف ذلك؟

ورداً على ذلك، نقلت "الدعم السريع" بعضاً من دعايتها إلى منصات أقل رقابة، مثل "تليغرام" و"تيك توك"، حيث تنشر مقاطع فيديو لمقاتليها ورسائل تحفيزية مصحوبة بموسيقى تصويرية تُلمّح إلى تفوقها في الميدان.

استقطاب رقمي

باتت المنصات الرقمية وفي مقدّمتها فيسبوك، وتويتر، وواتساب، و"تليغرام"، و"تيك توك"، ويوتيوب، مساحات تخوض فيها الجماعات المتنافسة في السودان حرباً معلوماتية. تذكر الأكاديمية السودانية المتخصّصة في الاتصال السياسي، هند إبراهيم، في ورقة عمل نشرها معهد كريس ميشيلسن في تموز/ يوليو 2025، أن الجماعات المنخرطة في الحرب الرقمية تشمل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى جانب جهات سياسية وأجنبية أخرى، حيث تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتلاعب بالروايات، وحشد الدعم، وإطلاق حملات تضليل، ما أدّى إلى تأجيج خطاب الكراهية وتعميق الاستقطاب الرقمي، ومن ثم تفاقم الانقسامات العرقية والسياسية والأيديولوجية.

وبحسب إبراهيم، فإن خطاب الكراهية -الذي يُنشر عبر منصّات التواصل الاجتماعي- يضطلع بدور في تكثيف الأعمال العدائية بما فيها إهانة الجماعات المعارضة من خلال تداول مصطلحات معينة على نطاق واسع، مثل وصف "أولاد الضيوف" الذي يَصِم عناصر "الدعم السريع باعتبارهم "مرتزقة" وغرباء عن السودان، ومصطلح "الخونة" الذي يُستخدم ضد المدنيين الذين يناهضون الحرب.

ما أسمته الباحثة بـ"التحريض الإلكتروني"، لم يؤدِّ إلى توفير بيئة تُقبل فيها الأعمال الوحشية المتطرِّفة فحسب، بل وتُشجِّع الفصائل المتحاربة عليها. ومن الأمثلة على ذلك، وصف جثث عناصر "الدعم السريع" المحروقة بـ"اللحم المشوي"، والإشادة بأحد طياري الغارات الجوية ووصفه بأنه "صانع الكباب العظيم".

فضلاً عما سبق،اضطلعت مواقع التواصل الاجتماعي بدور محوري في تنسيق الأعمال العسكرية، من خلال استخدام منصات المحادثات المشفَّرة، مثل تليغرام وواتساب، لتخطيط وتنفيذ الاستراتيجيات العسكرية، وكذلك لتنظيم الاحتجاجات الجماهيرية. وبحسب إبراهيم، توفّر هذه المنصات مستوى أمان وسرعة يفتقر إليهما التواصل التقليدي.

لكن إبراهيم تنبّه في الوقت عينه إلى أنه في حين أن مواقع التواصل الاجتماعي تُضخّم الاستقطاب وتُعمّق المظالم، فإنها تُتيح أيضاً فرصاً لمبادرات الخطاب المضاد، وجهود بناء السلام الشعبية، والمشاركة المدنية، وفضح الجرائم والانتهاكات في حق المدنيين.

خلايا تجنيد رقمية

في غضون ذلك، تقول مديرة مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والباحثة في الشأن الأفريقي، إيمان الشعراوي، لرصيف22، إن منصات التواصل الاجتماعي في السودان تحوّلت إلى "بنية تحتية نفسية واجتماعية تُستغل لبناء روايات وسرديات تستهدف جذب الشباب وتحفيزهم على الانخراط في المعارك"، عبر تشكيل هويات بطولية من خلال فيديوات قصيرة وصور مؤثرة وقصص شخصية، بما يوجد دافعاً قوياً للانضمام إلى أحد طرفي الصراع.

وبفضل الخوارزميات، يصل هذا المحتوى إلى الجمهور بسرعة كبيرة، ما يؤدّي إلى تحويل المشاعر الرقمية إلى تحرّكات فعلية على الأرض، سواء عبر الدعوة إلى التجمّع أو إنشاء خلايا تجنيد افتراضية، وفق الشعراوي التي تُردف بأنه من الواضح أن التعبئة السياسية والعسكرية في الحرب السودانية تبدأ من الفضاء الرقمي قبل أن تتجسّد ميدانياً، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة ويُعمق الصراع الراهن.

حشد الوعي الجمعي وإدارة الفوضى

بدوره، يلفت الباحث السوداني محمد مكي الطاهر، في حديثه إلى رصيف22، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تحوّلت إلى ميدان حرب رئيس، وباتت الأداة الأكثر فاعلية في تطبيق استراتيجيات ما يعرف بـ"الحروب الدولية الجديدة". فبالنسبة إلى الدولة الوطنية، هي منصة لحشد الوعي الجمعي وتعبئة الإرادة الوطنية لمقاومة مشروع "تفتيت الدولة".

أما بالنسبة إلى الطرف الآخر، المتمثّل في "الدولة المديرة" كدولة الإمارات والمليشيا التي تدعمها -"الدعم السريع"- فهذه المواقع هي الأداة المُثلى لإدارة الفوضى عن بعد، من خلال تجنيد وكلاء محليين ومرتزقة، وشن حرب على العقول لتزييف الحقائق وتفكيك الروح المعنوية للشعب السوداني، بحسب الطاهر. وتتهم الأمم المتحدة الإمارات بإمداد "الدعم السريع" بالأسلحة، فيما تنفي أبو ظبي هذا الاتهام.

ويرى الطاهر أن المصطلحات الرائجة عبر السوشيل ميديا هي انعكاس مباشر لأدوار كل طرف، فالخطاب الذي يدعم الجيش يستخدم توصيفات مثل "الميليشيا المُجرمة"، و"مليشيا أبو ظبي"، و"وكلاء الخارج"، و"أدوات بن زايد"، وهي مصطلحات تصف دور ميليشيا الدعم السريع كـ"مخلب قط" لمشروع خارجي. وفي المقابل، تستخدم "الدعم السريع" والموالون لها خطاباً يهدف إلى "شيطنة الدولة" و"تشويه الجيش"، على غرار مصطلح "جيش الفلول".

حملات تضليل ممنهجة

حملات التضليل في سياق الحرب في السودان لا ينتهجها طرف دون الآخر، فكلا الطرفان يستند إلى عدد من الاستراتيجيات لتحقيق الغلبة في هذا المضمار، ومن بينها استغلال خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي لإغراق مستخدمي الإنترنت بمعلومات مستهدفة، مع عرقلة الوصول إلى مصادر المعلومات البديلة أو المضادة، بحسب ما يذكر الباحث الأمريكي آدم جريكو.

كذلك، يرى الباحث أن كل طرف يعمد إلى صياغة سردية شعبوية قائمة على مبدأ "نحن ضد هم"، وتشويه سمعة الطرف الآخر من خلال ادعاءات مُلفّقة، وصوغ رواية مفادها أنه "ينتصر"، وأن المواطنين والمجتمع الدولي ينقلبان على الطرف الآخر، فضلاً عن استهداف الحملات المنسقة مواطني دول أخرى لإجبار حكوماتهم على التحرك وكسب تأييدها.

ويرصد جريكو أمثلة لتوظيف هذه الاستراتيجيات، ومنها ما حدث في نيسان/ أبريل 2023، حيث ادعت القوات المسلحة السودانية السيطرة على برج بث إذاعي مهم في محاولة لإظهار قوتها، وثبت خطأ ذلك من خلال التقارير المستقلة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، ادّعى كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الوقت عينه السيطرة على مطار مروي بأكمله في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بينما كان في الواقع لا يزال محل نزاع. 

وفي أيار/ مايو 2023، ادعت قوات الدعم السريع السيطرة على العاصمة الخرطوم بأكملها، بينما أكدت مصادر إعلامية محايدة ومراقبون دوليون استمرار القتال بين الطرفين في قلب المدينة بعد وقت طويل من نشر الادعاء.

في حين أن مواقع التواصل الاجتماعي تُضخّم الاستقطاب وتُعمّق المظالم، فإنها تُتيح أيضاً فرصاً لمبادرات الخطاب المضاد، وجهود بناء السلام الشعبية، والمشاركة المدنية، وفضح الجرائم والانتهاكات في حق المدنيين

الاستعانة بشركات دولية

ويرى الباحث السوداني حامد خلف الله، في تقريره المنشور عبر معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، أن حملات الدعاية والتضليل التي تقوم بها قوات الدعم السريع ملحوظة عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي، ويصفها بأنها "جزء من حملة علاقات عامة" تهدف إلى تبييض صورتها عقب ضلوعها في الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما في دارفور عام 2003.

وقد وثّقت تقارير حقوقية وأممية أخيرة ومقاطع مصورة رائجة في مواقع التواصل الاجتماعي جرائم قتل وتعذيب مروعة ارتكبتها الميليشيا في مدينة الفاشر عقب السيطرة عليها. وقد اعترف قائدها، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي"، بها وأعرب عن أسفه لوقوعها. ولاحقاً، ادعت الميليشيا القبض على مرتكبي هذه الجرائم. علماً أنها فعلت ذلك سابقاً، ثم عاد الأشخاص أنفسهم المزعوم القبض عليهم في الظهور عبر السوشيل ميديا وهم يتباهون بجرائمهم ضد المدنيين العزل وفي مقدمتهم: "أبو لولو".

ويقول خلف الله إن هذا قد يبرّر ما كشفته تقارير سابقة عن استعانة "الدعم السريع" بشركات اتصالات وعلاقات عامة دولية، مثل شركة "ديكنز آند مادسون" في كندا، و"ثينك دكتور" في فرنسا، و"زيرو جرافيتي" في الإمارات، لمساعدتها في تلميع صورتها ونشر معلومات مضللة عن دورها في الصراع. وهو يلفت إلى أن حملات "الدعم السريع" المنسّقة أظهرت الوضوح والاتساق، مما سمح لها ببناء سرديات أقوى من سرديات الجيش السوداني.

ولنشر أجندتها، اعتمدت قوات الدعم السريع بشكل كبير على منصة "إكس"، مستهدفةً الجهات الفاعلة المحلية والدولية. فقبل تعليق حساباتها، اعتادت نشر بيانات ولقطات شبه يومية تزعم تحقيق انتصارات وتحاول إعادة صوغ صورتها كـ"جماعة مؤيدة للديمقراطية" وملتزمة بشعارات الثورة السودانية: "الحرية والسلام والعدالة"، حتى إن هذه الحسابات استخدمت هاشتاغ "حراس الثورة المجيدة".

فضلاً عما سبق، يلفت الباحث إلى أن قوات الدعم دأبت على نشر المحتوى باللغة الإنكليزية، ما يشير إلى إستراتيجيتها الهادفة إلى التأثير على الجماهير الغربية والمجتمع الدولي بشكل عام.

في المقابل، يذكر خلف الله أن القوات المسلحة السودانية تستخدم منصات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات المضللة بشكل محدود نوعاً ما وأقل تقدّماً من استخدام الطرف الآخر، فهي تستخدم "إكس" بشكل أساسي لمشاركة الانتصارات العسكرية ومواجهة ادعاءات قوات الدعم السريع.

وبحسب خلف الله، سبق وأن اتهمت وكالة "فالنت بروجكتس"، المتخصّصة في رصد التلاعب عبر الإنترنت والتضليل، القوات المسلحة السودانية باستخدام الروبوتات والمتصيدين لتعزيز حملة التضليل الخاصة بها، وذلك بعد فحص الوكالة 12 ألفاً و545 تغريدة استخدمت "هاشتاغ" مؤيّداً للقوات المسلحة السودانية.

ولم يقتصر استغلال منصات التواصل الاجتماعي في المعارك الرقمية على الجيش السوداني والدعم السريع. بحسب خلف الله، كثّف الإسلاميون، الذين حشدوا ميليشياتهم للقتال إلى جانب الجيش، من حملاتهم ضد القادة السياسيين والجماعات المدنية، متهمين إياهم بالتواطؤ مع قوات الدعم السريع في محاولة الاستيلاء على السلطة، ووصفوا الأطراف الذين اتخذوا موقفاً محايداً رافضاً للحرب، بـ"الخونة" و"المتآمرين" مع دول أجنبية، بل واعتبروا مبادراتهم السلمية "خيانة".

جمع التمويلات لأهداف عسكرية

بُعد آخر تشير إليه الشعراوي، وهو استغلال منصات التواصل الاجتماعي "بشكل واسع" لجمع التمويلات بشكل سريع، سواء لأغراض إنسانية أو لأهداف غير معلنة، مشيرةً إلى حملات استجداء التعاطف وروابط الدفع الإلكتروني التي تسهّل ضخ مبالغ مالية كبيرة في فترات قصيرة. وتشدّد على أن هذه الحملات تفتقر في عديد من الحالات إلى آليات شفافية ومساءلة فعّالة، ما يفتح المجال إلى تحوّل موارد التمويل بعيداً من الأهداف الإنسانية إلى دعم عمليات لوجستية أو تسليحية، خصوصاً في ظل غياب القدرات المحاسبية والرقابية المناسبة لدى الجهات المستفيدة.

"في كل الأحوال، تمثّل الساحة الرقمية في السودان فرصة كبيرة لأجهزة الاستخبارات التي تستفيد من جمع المعلومات مفتوحة المصدر في نشر رسائل تأثيرية، حيث يركز بعض هذه الأجهزة على جمع وتحليل المعلومات، بينما قد تدعم أخرى وكلاء محليين أو تزودهم بقدرات رقمية بشكل غير مباشر"، تُردف الشعراوي. 

"الحرب الرقمية في السودان لم تعد شأناً داخلياً محضاً، بل تحوّلت إلى ساحة مفتوحة تتقاطع فيها مصالح أطراف إقليميين ودوليين يسعون إلى ترسيخ نفوذهم داخل البلاد"

إدارة صفحات وحسابات من خارج السودان

بدورها، تقول الباحثة في الذكاء الاصطناعي، أسماء نوير، لرصيف22، إن الحرب الرقمية في السودان لم تعد شأناً داخلياً محضاً، بل تحوّلت إلى ساحة مفتوحة تتقاطع فيها مصالح أطراف إقليميين ودوليين يسعون إلى ترسيخ نفوذهم داخل البلاد". وهي تستشهد بالتقارير المتعددة التي تكشف "نشاطاً منظماً لحسابات وصفحات تُدار من خارج السودان، تعمل على تضخيم روايات محددة وتخدم أجندات قوى تسعى للسيطرة على الموارد الطبيعية والموانئ الإستراتيجية ومناطق النفوذ العسكري".

وبحسب نوير، يستخدم بعض هذه الجهات أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى سياسي وإعلامي موجّهين، أو تعتمد على بوتات إلكترونية (Bots) تنشر منشورات وتغريدات بوتيرة عالية لخلق زخم مصطنع حول قضايا معينة. وبهذا "تُصبح الخوارزميات نفسها طرفاً غير مرئي في الصراع، تُعيد ترتيب أولويات النقاش العام وتوجيهه وفق مصالح محددة"، تختم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image