في خطوة لافتة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، على دواء جديد يساعد على علاج أعراض انقطاع الطمث، خاصةً الهبات الساخنة، وتقلّب المزاج واضطرابات النوم.
خيار آمن
أجرى الباحثون في جامعة فيرجينيا الأمريكية، تجارب سريريةً شاركت فيها نساء بين 40 و65 عاماً، يعانين من هبّات ساخنة تتراوح بين متوسطة إلى شديدة الدرجة.
وطُلب من المجموعة الأولى تناول جرعة يومية بمقدار 120 ملليغراماً من دواء إيلينزانيتانت (Elizanetant)، وذلك طوال 26 أسبوعاً، في حين خضعت المجموعة الثانية لعلاج وهمي.
في خطوة لافتة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، على دواء جديد يساعد على علاج أعراض انقطاع الطمث، خاصةً الهبات الساخنة، وتقلّب المزاج واضطرابات النوم
وتبيّن من خلال النتائج أنّ هناك انخفاضاً ملحوظاً في عدد الهبات الساخنة وشدّتها بنسبة تتجاوز 73%، بالإضافة إلى تحسن النوم والمزاج العام وانخفاض في معدلات التعرق الليلي، لدى المجموعة الأولى التي تناولت الدواء مقارنةً بالمجموعة الثانية.
وقد لاحظ الباحثون أنّ هذا التحسن رافق النساء من المجموعة الأولى حتى الأسبوع الثاني عشر، من دون أي آثار جانبية خطيرة، باستثناء الشعور بالنعاس والتعب والصداع بدرجات خفيفة ومؤقتة، الأمر الذي دفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى اعتماد هذا الدواء الجديد بشكل رسمي، ولا سيما أنه يوفر خياراً آمناً للنساء اللواتي عانين طويلاً من الأعراض المزعجة لانقطاع الطمث.
خطوة جريئة
يُعدّ انقطاع الطمث مرحلةً طبيعيةً في حياة المرأة تحدث بين سنّ 45 و55 عاماً، عندما يتوقف المبيض عن إنتاج الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجستيرون. هذه التغيرات الهرمونية تنتج عنها مجموعة من الأعراض المزعجة، أبرزها الهبّات الساخنة، التعرق الليلي، تقلبات المزاج، وصعوبة في النوم.
وبالرغم من أنّ العلاج الهرموني يُعدّ الأكثر فعاليةً للتخفيف من هذه الأعراض المزعجة، غير أنه قد يسبب آثاراً جانبيةً مثل تورّم الثديين أو الانتفاخ، وفي حالات نادرة يزيد من خطر الجلطات الدموية، لذلك لا يُعدّ خياراً آمناً خصوصاً للمرأة التي لديها تاريخ مرضي مع الجلطات أو السرطانات الحساسة للهرمونات.
إن ما يميّز دواء إيلينزانيتانت (Elizanetant)، عن غيره، أنه يعمل من دون الهرمونات، وتالياً يناسب العديد من النساء، خاصةً المصابات ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الرحم أو الثدي وأمراض القلب أو السكتات الدماغية أو ببساطة اللواتي لا يرغبن في الخضوع لعلاجات هرمونية لأسباب شخصية.
يعمل هذا الدواء عبر حجب المواد الكيميائية العصبية في الدماغ، المسؤولة عن الهبات الساخنة والتعرق الليلي، وهي من أكثر الأعراض المزعجة التي تصيب أكثر من 80% من النساء خلال فترة انقطاع الطمث.
يُعدّ انقطاع الطمث مرحلةً طبيعيةً في حياة المرأة تحدث بين سنّ 45 و55 عاماً، عندما يتوقف المبيض عن إنتاج الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروجستيرون. هذه التغيرات الهرمونية تنتج عنها مجموعة من الأعراض المزعجة، أبرزها الهبّات الساخنة، التعرق الليلي، تقلبات المزاج، وصعوبة في النوم
في هذا السياق، قالت كريستين روث، نائبة الرئيس التنفيذي لإستراتيجية المنتجات العالمية والتسويق في شركة "باير"، في بيان صحافي يوم الجمعة: "تمثّل هذه الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خطوةً جريئةً إلى الأمام، فهو أول علاج خالٍ من الهرمونات لتخفيف الأعراض الحركية الوعائية لانقطاع الطمث".
بدورها، قالت الدكتورة جوان بينكرتون، مديرة صحة منتصف العمر في UVA Health والمديرة التنفيذية الفخرية لجمعية انقطاع الطمث في أمريكا الشمالية، في بيان: "لم تؤكد هذه الدراسة التي استمرت لمدة عام النتائج الأولية للانخفاض السريع والكبير في وتيرة وشدة الهبات الساخنة والتعرق الليلي فحسب، بل قدّمت أيضاً دليلاً على استمرار هذا التأثير لأكثر من عام، مما يوفر الأمل في تخفيف الأعراض على المدى الطويل".
وكشفت بينكرتون، أنّ خيارات العلاج بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من هبات ساخنة متوسطة أو شديدة بسبب انقطاع الطمث كانت محدودةً للغاية، خاصةً لمن لا يرغبن أو لا يستطعن استخدام الخضوع للعلاج الهرموني.
وأضافت: "هذه الأعراض المزعجة للهبات الساخنة، خاصةً عندما تكون شديدةً، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للنساء، سواء في العمل أو في المنزل، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى علاجات غير هرمونية فعالة".
إن هذا الدواء الجديد، التي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يبدو أنه خيار آمن لجميع النساء، خاصةً اللواتي لا يمكنهنّ الخضوع للعلاجات الهرمونية بسبب التأثيرات السلبية التي تنطوي عليه
وبالتالي، فإنّ هذا الدواء الجديد يمهد الطريق لمرحلة جديدة من العلاجات التي تأخذ بعين الاعتبار احتياجات النساء الصحية المختلفة.
من المتوقع أن يتوفر دواء إيلينزانيتانت في الولايات المتحدة الأمريكية، بدءاً من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل تحت الاسم التجاري "لينكويت".
بالنسبة إلى العلاجات التقليدية، يوصي الأطباء في العادة بمجموعة متنوعة من التدخّلات الهرمونية مثل الإستروجين والبروجسترون لتعويض المستويات المنخفضة والمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث، بالإضافة إلى أدوية غير هرمونية كمضادات الاكتئاب التي تعالج مشكلة تقلب المزاج.
وعليه، فإن هذا الدواء الجديد، التي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يبدو أنه خيار آمن لجميع النساء، خاصةً اللواتي لا يمكنهنّ الخضوع للعلاجات الهرمونية بسبب التأثيرات السلبية التي تنطوي عليها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



