معرض أم كلثوم يجدد شجون ذاكرة مثقوبة... أين المتحف والمركز الثقافي؟

معرض أم كلثوم يجدد شجون ذاكرة مثقوبة... أين المتحف والمركز الثقافي؟

ثقافة نحن والتاريخ

السبت 11 أكتوبر 202512 دقيقة للقراءة

حضور أم كلثوم في الفضاء العام ينفي غيابها، ويؤكد استغناءها عما يحتاجه غيرها من تذكّر موسمي. ويفاجئنا معرض "صوت مصر"، المقام في مجمع الفنون (قصر عائشة فهمي بالزمالك) حتى 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، بأنها توفيت منذ خمسين سنة، وفي الوقت نفسه يؤكد حضورها الباذخ، وصمود أسطورة نقضت مقولة "المعاصرة حجاب".

تفاصيل المعرض الكثيرة المدهشة أخشى أن تسرقني، فتنسيني توجيه التحية، على هذا الجهد النوعي، إلى مديرة مجمع الفنون الدكتورة سندس سعيد، والدكتور علي سعيد مدير عام مراكز الفنون لرؤيته الفنية للمعرض، والدكتور إسلام عاصم عبد الكريم بيومي على التوثيق والبحث التاريخي.

يثير المعرض قضية الذاكرة المثقوبة، والوعود المؤجلة دائماً وقد صارت مستحيلة.

بتأثير الموت، أصدرت هيئة البريد طابعاً يحمل صورة أم كلثوم، قيمته 20 مليماً (في سنة 2000، بمناسبة 25 سنة على الوفاة صدر طابع آخر قيمته 20 قرشاً). وجاء في تغطية صحيفة "الأهرام" لوداع أم كلثوم، يوم 5 شباط/فبراير 1975، أن تسجيلاتها تستغرق إذاعتها 27 يوماً كاملة. وبخط كمال الملاخ، نشرت الصفحة الأخيرة خبراً عنوانه "تحويل فيلا أم كلثوم إلى متحف قومي" يضم الأغاني والأفلام والآلات الموسيقية والمذكرات والملابس والأوسمة والمقتنيات وأثاث البيت. وانتهى الخبر بأن المتحف، الذي قررت وزارة الثقافة إقامته، "سوف يُفتتح أمام الجماهير وأبناء العالم العربي والسائحين".

نهاية ساذجة للخبر. إيضاح للواضح. تفسير للماء بعد الجهد بالماء. ألا يفتتح أي متحف "قومي" للجماهير؟ وما الفرق بين الجماهير وأبناء العالم العربي؟ إلا إذا كان المتحف سيستقبل المصريين مجاناً. ولم يستقبل المتحف مصريين ولا عرباً ولا سائحين. ظل المتحف كلمة لا تعني شيئاً؛ مجرد تصريح انفعالي.

حضور أم كلثوم في الفضاء العام ليس مجرد تذكير موسمي، بل هو شهادة حية على استمرارية أسطورة تجاوزت الزمن

أن تقرر الوزارة شيئاً فهي تملكه. قرار التصرف في الفيلا يعني شراءها من الورثة. لكن الخبر لم يذكر المدى الزمني لتأهيل الفيلا لتصير متحفاً. كما تجاهل تحديد موعد تقريبي للافتتاح. أعدتُ قراءة كلمتَي "سوف يُفتتح"، وتخيلت كيف تتحول دلالة "سوف" للمرة الأولى إلى الاستحالة، فالوزارة لم تشترِ الفيلا. وباعها الورثة لرجل أعمال سعودي. هدمت الفيلا، ونبت مكانها "عشب شيطاني" يسمى "فندق أم كلثوم". غابت ذكراها عن هذا المكان المطل على النيل، وإن استثمر الفندق اسمها، وأطلق على الغرف عناوين أغانيها. وتفرقت المقتنيات بين متحف صغير في قصر المانسترلي بحيّ المنيل، وأماكن أخرى لا أعرفها.

يبدو أن نظام أنور السادات، في ظل عدم الاستلطاف المتبادل بين الست وزوجة الرئيس التي حملت لقب سيدة مصر الأولى، أراد محو ذكرى أم كلثوم بدعوى حق الورثة في التصرف في التركة. ولم يكن مستحيلاً شراء الفيلا، وجعْلها مزاراً سياحيّاً، ففي مصر لا تولد أم كلثوم كل جيل.

بعد تشييع الجنازة بيومين (7 شباط/فبراير 1975)، نشرت الأهرام بخط كمال الملاخ خبراً عنوانه "مجمع ثقافي باسم أم كلثوم في القاهرة"، يقول إنه سيقام في منطقة فندق "شبرد" القديم مجمع أم كلثوم الثقافي، "يضم فندقاً ومسرحاً ونادياً ثقافيّاً"، ويتولى إعداده وزير الإسكان عثمان أحمد عثمان. ذكر الخبر، تأكيداً لتصريح سابق، قرار شراء فيلا أم كلثوم، لتحويلها إلى متحف.

كان فندق "شبرد" القديم يطل على حديقة الأزبكية. وفي كانون الثاني/يناير 1952 الْتهمته نيران حريق القاهرة. لو أقيم "مجمع أم كلثوم الثقافي"، بهذا الطموح الثلاثي (الفندق والمسرح والنادي الثقافي)، لَوَقى المنطقة من عشوائية تسيء إلى تاريخٍ من الفنون والثقافة والتحضر العمراني. استبدلت بهذا كله محطة للوقود، وفرش لبيع الملابس المستعملة، وبعضهم يبيع ثياباً جديدة سقيمة الذوق. كما أغلقت حديقة الأزبكية، بعد أن أمدّ سورها الشهير أجيالاً من المثقفين بالزاد زهيد الثمن. ربما يلتهمها الإسمنت، بعد تفرُّقِ محتويات السور على عدة أماكن في القاهرة، يحتفظ كل منها برائحة ذلك الزمن، فيطلق على نفسه سور الأزبكية، حيث لا سور ولا أزبكية.

أبسط الأمور، إذا تعذر تنفيذ الوعد، وعجزت وزارة الثقافة عن تنفيذ قرار سابق أن يعتذر المسؤول، ويقدم أسبابًا مقنعة لخذلان الناس، فيعترف مثلًا بضيق ذات اليد، أو ضيق الأفق، أو يتهم جهات التمويل بقصور الخيال. وزير الثقافة، أو جنرالها، وعد وأعلن عن تأسيس "مجمع أم كلثوم الثقافي"، كما قرر إحياء تراثها عن طريق فرقة الموسيقى العربية بقيادة حسين جنيد وإشراف رتيبة الحفني، بتوزيع أوركسترالي جديد، بمشاركة الكورال ومطربة المعهد العالي للموسيقى العربية إجلال المنيلاوي. وفي تقديم أغنيات الست، أجادت إجلال المنيلاوي. تفادت التقليد، وقدمت أداء يراعي الوفاء لأم كلثوم، ويتسم بخصوصية مطربة شابة واثقة، لعلها أفضل من أدى أغنيات أم كلثوم. ثم اختفت إجلال المنيلاوي. ولا يتيح جوجل عنها أي تفاصيل، باستثناء تسجيلات مصورة لبعض الأغاني القصيرة.

وفي 12 شباط/فبراير اجتمع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عبد العزيز حجازي، وقرر الموافقة على تحويل الفيلا إلى متحف، وتفويض الوزير يوسف السباعي باتخاذ إجراءات التنفيذ. لكن عواصف الانفتاح، وتجلياته في تأسيس بنوك أجنبية وحصار البنوك المصرية والسعار على استيراد السلع الاستهلاكية، وارت الوعود والأحلام، حتى فوجئ الشعب في آب/أغسطس 1982 بهدم فيلا أم كلثوم.

قبل أيام من قرار مجلس الوزراء، زارت جيهان السادات بيت أم كلثوم يوم الجمعة 7 شباط/فبراير، وقدمت العزاء إلى أسرتها. ونشرت صحيفة الأخبار في تغطية الزيارة أن زوجة الرئيس أبلغت الأسرة أن الرئيس "أمر" بأن تسمى دار الأوبرا الجديدة، التي ستقام على أرض فندق شبرد، باسم "دار أم كلثوم"، وسوف تضم مكتبة موسيقية، وقاعات استماع وتدريب، ومتحفًا للأوبرات القديمة ولتراث أم كلثوم، إضافة إلى "تحويل بيتها إلى متحف تتولاه الحكومة وأن يحتفظ بنفس طابعه الحالي".

لم يستند الإهمال إلى رهان على أن مصر ولادة، وأنها قادرة على إنجاب أمهات كلثوم. هناك رغبة في الانتقام الثنائي. يريد السادات محو ذكرى عبد الناصر، وزوجته غارت من أم كلثوم في حياتها، وتريد الآن طمس ذكراها. في بدايات حكم السادات شرعت سيدة الغناء العربي في تأسيس "دار أم كلثوم للخير"، لمساعدة الفتيات اليتيمات، فقررت سيدة مصر الأولى قطع الطريق على اكتتاب المواطنين في تمويل إقامة مشروع أم كلثوم، بإنشاء مشروع يتبنى الأهداف نفسها، عنوانه "الوفاء والأمل"، فتعثر مشروع أم كلثوم.

من يفرّط في تراث موهبة استثنائية بحجم أم كلثوم؟ اعتياد الوفرة أحد أسباب التفريط في ما له علاقة بالتراث والتاريخ. أتخيل أحياناً أن تاريخ مصر عبء على مسؤوليها قليلي الحظ من الوعي، لأنه عميق وممتد وثري بالتفاصيل والأمجاد والهزائم. كما أن كثرة الآثار تدعوهم إلى الاستهانة بها. مَن له ولد واحد يحرص عليه، ويتابع تفاصيل شؤونه، ويحفظ خريطة روحه، ومن دبيب خطواته في دخول البيت يعرف هل عاد غاضباً أم سعيداً. أما مَن له من الأبناء مئة فقد ينسى أسماء الكثيرين منهم، ولا يعرف أيّهم بات في الخارج، وأيّهم غادر ولم يعد، ومن تفوق في دراسته ومن تعثر، ومن أهمل عمله واستقرّ في السجن. في بلد خليجي أخذونا في جولة لرؤية أثر يعتزون به. بيت صغير بالطوب اللبن، عمره تقريباً مئة سنة، نشأ فيه جدّ الحاكم. يهتمون بصيانته. رأيت البيت "التراثي" شبيهاً بالمئات من البيوت القديمة في كل قرية مصرية، قبل زحف الإسمنت.

تاريخ أم كلثوم ليس مجرد صفحات موروثة، بل هو مرآة تعكس صراع الذاكرة مع الإهمال والوعود المؤجلة

البلد الذي يرث عدداً محدوداً من الآثار يراعي صيانتها، ويراقب حركة الزيارة، فلا تؤثر على بنية الأثر، ولا يسمح لزائر بأن يلمسه. أما الذي يعوم على ثروة أثرية لا يستطيع إحصاءها، فلا يهتم بأثر يُهدى أو يُسرق أو يتلف. في كتاب "مصر وكيف غدر بها" لألبرت فارمان، قنصل أمريكا في مصر بين عامَي 1876 و1881، تفاصيل محزنة عن إهداءات أثرية، أبرزها مسلة كليوباترا، وطولها 68 قدماً، وكيف انتقلت من أسوان إلى الولايات المتحدة. في الستينيات أهدى جمال عبد الناصر قطعاً متكررة وأجزاء من معابد إلى دول أسهمت في نقل معبد أبو سمبل، وأنقذت آثار النوبة من الغرق أثناء إنشاء السد العالي. وفي خمس صفحات من كتابه "خريف الغضب"، وثّق محمد حسنين هيكل تفاصيل أكثر من مئة وخمسين قطعة أثرية نادرة وزعها أنور السادات على مسؤولين في الغرب والشرق، من أمريكا إلى إميلدا ماركوس زوجة دكتاتور الفلبين، مروراً بشاه إيران وزوجته الإمبراطورة.

ما يبقى بعد انتهاء أضواء المعارض

بقيت لفيلا أم كلثوم صور فوتوغرافية، لا تعيد الأصل، في معرض "صوت مصر" الذي يضم أكثر من 30 عملًا تشكيلياً في النحت والتصوير تستلهم روح أم كلثوم. لحسين بيكار وحده أكثر من عشرة رسوم مصاحبة لمذكرات أم كلثوم. تعاونا معاً في كتاب المذكرات. لا نعرف هل اكتملت، أم توقفت عند مرحلة معينة، فتوقفت معها رسوم بيكار؟

بعد انتهاء المدة المحددة لأي معرض فني، لا يتاح الوصول إلى الأعمال. ويبقى الدليل المطبوع وثيقة. في ذكرى مرور خمسين عاماً على ثورة 23 تموز/يوليو 1952 أقيم في قصر الفنون معرض "الفن والثورة" لإسهامات التشكيليين المصريين عن الثورة. انتهى المعرض، وعادت الأعمال إلى المتاحف أو المصادر التي أعارتها. وبقي مجلد مهم يوثق الأعمال، وفي مقدمته دراستان. الأولى كتبها بدر الدين أبو غازي عام 1970 بعنوان "الفنون التشكيلية في عهد عبد الناصر". والثانية كتبها أحمد فؤاد سليم عن تيارات واتجاهات الفن المصري طوال القرن العشرين. هذا الكتاب حفظ ذاكرة المعرض وأعمال الفنانين.

متحف الفن المصري الحديث، بمناسبة إعادة تطويره وافتتاحه عام 2005، أصدر كتاباً يوثق بدقة حركة الفن المصري، جماعاتٍ فنيةً وأفراداً. ويوضح فلسفة العرض في المتحف، في البهو والأدوار والقاعات. ويورد أسماء الفنانين وصور أعمالهم، وسيرة ذاتية توجز فلسفتهم الفنية.

الدليل المصور لمعرض "صوت مصر... صوت ألهم الصورة" يمتاز بالإحاطة والدقة، لولا هفوات تربك الباحثين، الآن ومستقبلاً، وهو يعتمد على هذا الكتالوغ كوثيقة مرجعية. من هذه الأخطاء صورة لأم كلثوم، من أولى زياراتها لبغداد عام 1932، مع الشاعر معروف الرصافي. مكتوب بالخطأ أنه الشاعر عبود الكرخي.

قسم "رسائل إلى أم كلثوم"، في هذا الدليل، يخلو من قصيدة "سلوا كؤوس الطِّلا هل لامست فاها" التي كتبها أحمد شوقي إعجاباً بأم كلثوم. ويتضمن هذا القسم اثنتي عشرة قصيدة، منها قصيدة "وداعاً" التي تبدأ بهذا البيت: "لمن الخلود وجنة ودعاء/لمن الدموع ولوعة وبكاء". منسوبة إلى بيرم التونسي في رثاء أم كلثوم. لم أتوصل إلى كاتب القصيدة. وقد توفي بيرم قبل أم كلثوم بأربعة عشر عاماً. كما توفي خليل مطران عام 1949، وإن أورد الدليل قصيدته "آنست بكم ولكن تمّ أنسي"، وسجل أنها "في رثاء أم كلثوم"، والصواب أنها تحية لها، وتنتهي بقول: "فدَوحُ الأرز مصغٍ من ذراه/وبلبل مصر في الوادي يغني".

وتبدأ قصيدة جميل صدقي الزهاوي (1863 ـ 1936) بقوله: "الفن روض أنيق غير مسؤوم/وأنت بلبلُه يا أم كلثوم". في القصيدة نفسها يخاطبها: "يا أم كلثوم غني فالغناء إذا/ ذهبتِ عنا سيبقى عندنا أثرا". القصيدة موجهة إلى الست، ربما كتبها من وحي زيارتها لبغداد عام 1932. ومن المستحيل أن تكون "في رثاء أم كلثوم" كما يقول هذا الدليل الذي يورد قصيدة "أم كلثوم والذكرى"، وفيها يقول بدر شاكر السياب:

وأشرب صوتها... فيغوص من روحي إلى القاع

ويشعل بين أضلاعي

غناء من لسان النار، يهتف: "سوف أنساها

وأنسى نكبتي بجفائها وتذوب أوجاعي"

وأشرب صوتها... فكأن ماء بُويبَ يسقيني

القصيدة كتبها السياب في آذار/مارس 1963، وهو على فراش المرض في لندن. فيكف يقول الدليل إنها "في رثاء أم كلثوم" التي توفيت بعد السياب بأحد عشر عاماً؟

أما قصيدة "أجيبي أم كلثوم أجيبي" للشاعر أحمد محرم (1877-1945) فلا علاقة لها بسيدة الغناء، فكيف تكون "في رثاء أم كلثوم"؟ لعله اختيار غوغل أو ذكاء اصطناعي لم يفرق بين أم كلثوم البلتاجي وأم كلثوم بنت عقبة، زوجة الصحابي زيد بن حارثة الذي يرد اسمه في القصيدة، كما يرد اسمها واسم أبيها عقبة.

لكن الذي لا يتسامح فيه القارئ، مع غوغل أو غيره، أن جبران خليل جبران (1883-1931) كتب قصيدة "في رثاء أم كلثوم". ربما توجه بالتحية إلى المطربة الشابة بقصيدة يقول مطلعها: "يا أم كلثوم بفنك أنت نابغة الزمان/بلغت من عليائه ما ليس يبلغ بالأماني". وهناك بيت يثير الشك، يفيد بأن القصيدة -أيّاً كان قائلها- كُتبت بعد منح أم كلثوم وسام الكمال من الملك فاروق عام 1944: "فاروق أولاك الوسام وفي تفضّله معان". جبران لم يدرك حكم الملك فاروق.

يبقى معرض "صوت مصر" شاهداً على طيف سماويّ مرّ من هنا. ما من تشكيلي مصري إلا حاول الاقتراب من سحره، والقبض على الصوت، لرسمه أو تجسيده في تمثال. لا فرق بين معاصري أم كلثوم ومستظلين بصوتها ولدوا بعد وفاتها، ويشهدون حياتها المتجددة. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منذ البداية، لم نخاطب جمهوراً... بل شاركنا الناس صوتهم.

رصيف22 لم يكن يوماً مشروع مؤسسة، بل مشروع علاقة.

اليوم، ونحن نواجه تحديات أكبر، نطلب منكم ما لم نتوقف عن الإيمان به: الشراكة.

Website by WhiteBeard
Popup Image