تأشيرة السيسي إلى أمريكا وبانادول والإصابة بالتوحّد… أبرز الأكاذيب هذا الأسبوع

تأشيرة السيسي إلى أمريكا وبانادول والإصابة بالتوحّد… أبرز الأكاذيب هذا الأسبوع

حياة نحن والحقوق الأساسية

الأربعاء 1 أكتوبر 20257 دقائق للقراءة

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق المعلومات، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحّدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

من الادعاء بأنّ دواء رائجاً يسبّب التوحّد، إلى تفسير مضلّل لفيديو قديم للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وصولاً إلى ادعاء برفض دخول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واشنطن، وادعاءات زائفة أخرى حول حوادث وهمية في العراق واليمن… تراوحت المعلومات المضللة التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية خلال الأسبوع الماضي، ففنّدتها منصات التحقق العربية وأبرزت أوجه التضليل والزيف فيها.

هل يتسبّب "بانادول" في إصابة الأجنّة بالتوحّد؟

انتشر على فيسبوك منشور للطبيب المصري جمال شعبان، يحذّر فيه من تناول الحوامل أقراص "بانادول" المسكنة، زاعماً أنها قد تؤدّي إلى إصابة الجنين بالتوحّد. المنشور لاقى تفاعلاً واسعاً وتبنّته مواقع إخبارية، بعد أن ردّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصريحات مشابهة.

"أمريكا رفضت منح السيسي تأشيرة دخول" و"تناول البانادول في أثناء الحمل يصيب الأجنّة بالتوحّد"... هذه هي أبرز المعلومات المضللة التي راجت هذا الأسبوع وتصدّت لها منصات التحقق العربية وكشفت أوجه الزيف والتضليل فيها

منصة صحيح مصر، أوضحت أنّ الادعاء مضلل. فبحسب مراجعات وكالة الأدوية الأوروبية، منظمة الصحة العالمية، ووكالة تنظيم الأدوية في بريطانيا، "لا يوجد دليل علمي يثبت أنّ الباراسيتامول ("بانادول" اسم تجاري له)، في أثناء الحمل يسبب التوحّد". على العكس، يوصي الأطباء باستخدامه لعلاج الألم والحمى باعتباره الخيار الأكثر أماناً للحوامل.

تصريحات ترامب دفعت إلى إعادة تداول شائعات قديمة حول "بانادول"، برغم رفضها من المؤسسات الطبية الكبرى، التي شدّدت على أنّ تناول الباراسيتامول مسموح في الحمل شرط الالتزام بالجرعة المقررة وتحت إشراف طبي.

هل رفضت أمريكا منح تأشيرة للرئيس السيسي؟

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي ادعاءات بأنّ السلطات الأمريكية رفضت منح تأشيرة دخول للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي غاب عنها وشارك نيابةً عنه فيها رئيس الحكومة مصطفى مدبولي.

لكن منصة متصدقش، أوضحت أنّ الادعاء غير صحيح حيث لم تعلن أيّ جهة رسمية داخل مصر أو الولايات المتحدة الأمريكية، رفض الأخيرة منح السيسي تأشيرة دخول، لحضور أعمال الدورة الـ80 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولم تنشر ذلك الخبر أي جهة صحافيّة، أو إعلامية موثوقة حول العالم.

هل طلب أحمد الشرع تجهيز "إحدى السبايا" له؟

في السياق السوري، انتشر على منصات فيسبوك وإكس، مقطع فيديو مزعوم للرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع وهو يقول: "جهّزوا لنا وحدة أبو سليمان". وزعم ناشروه أنّ المقصود تجهيز "إحدى السبايا" له.

منصّتا "رادار"و "ترو بلاتفورم" تحققتا من الفيديو، ووجدتا أنه صُوّر في منطقة غير سكنية قرب إحدى جبهات القتال. كما أوضح البحث العكسي أنّ المقطع قديم ويعود إلى أيلول/ سبتمبر 2024، أي قبل معركة "ردع العدوان" التي أتت بالشرع إلى السلطة.

كذلك، أوضح الشخص الذي صوّر الفيديو، المعروف بـ"أبو زيد الحمصي"، أنّ العبارة كانت مزحة بين الشرع وعناصره، وأنه كان يقصد تجهيز مدرّعة تحمل اسم "أبو سليمان" لا "سبيّة".

في الشأن السوري أيضاً، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم ناشروه أنه يوثّق لحظة مواجهة امرأة أمريكية للرئيس السوري أحمد الشرع، بسبب اختطاف شقيقتها في سوريا. منصة ترو بلاتفورم، دقّقت في الفيديو وتبيّن لها أنه مقتطع من سياق آخر، ولا يمتّ بصلة إلى الشرع أو الوضع في سوريا. النسخة الأصلية أُخذت من تسجيل أطول يتناول واقعةً مختلفةً تماماً، وقد أُعيد تداوله بشكل مجتزأ لإيهام المشاهدين بوجود علاقة بين الحادثة والشرع.

هل تُظهر الصورة تدريبات الأمن الفلسطيني في مصر؟

نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً مرفقةً بتعليق: "تدريبات الأمن الفلسطيني في مصر. هؤلاء من النوع الذي يقف أمامك ليحميك لا خلفك ليحتمي بك"، ولاقت انتشاراً واسعاً.

منصة تيقن، راجعت الصورة وتبيّن لها أنها قديمة، إذ نُشرت لأول مرة في 3 شباط/ فبراير 2020، على موقع "PICRYL"، بعنوان يشير إلى أنها توثّق تدريباً مشتركاً بين جنود من القوات الخاصة الأمريكية من المجموعة الخامسة المحمولة جوّاً، وجنود العمليات الخاصة المصرية من الوحدة 999، داخل مجمع تدريبي في قاعدة "فورت كامبل" في ولاية كنتاكي الأمريكية.

هل أعلن وزير الخارجية الكويتي دعمه رئيس الحكومة العراقية لولاية ثانية؟

تداولت صفحات على فيسبوك خبراً نصّه: "وزير خارجية الكويت: ندعم دولة الرئيس محمد شياع السوداني للولاية الثانية لتعاونه معنا في حل أغلب المشاكل الكويتية العراقية وأبرزها ميناء خور عبد الله الكويتي".

لكن منصة الفاحص راجعت الادعاء ووجدت أنه زائف، إذ لم يصدر عن وزير الخارجية الكويتي أي تصريح بهذا الشأن، كما لم تنشر وزارة الخارجية الكويتية أو أي وسيلة إعلامية رسمية أو مستقلة خبراً مشابهاً.

ويأتي انتشار هذه المزاعم في ظل الجدل المتصاعد حول اتفاقية خور عبد الله، التي أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي فادي الشمّري، أنها تنظيمية للملاحة فقط ولا علاقة لها بترسيم الحدود، واصفاً ما يُشاع بشأنها بأنه دعاية سياسية مرتبطة بالانتخابات المقبلة.

وفي العراق أيضاً، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر يفيد بأنّ سيارة رئيس مجلس النواب العراقي السابق محمد الحلبوسي، انقلبت على طريق الأنبار-بغداد، وأنه نُقل في حالة حرجة إلى أحد مستشفيات أربيل. غير أنّ منصة صحيح العراق دققت الخبر وخلصت إلى أنه زائف إذ لم تُسجل أيّ حادثة مماثلة في وسائل الإعلام الموثوقة، كما لم يصدر عن حزب تقدّم أو الحسابات الرسمية التابعة للحلبوسي ما يشير إلى وقوع الحادث.

الشرع لم يطلب تجهيز "سبيّة له" والكويت لم تعلن دعمها ولايةً ثانيةً لرئيس الحكومة العراقية… إليكم أبرز المعلومات الكاذبة التي راجت عبر السوشال ميديا هذا الأسبوع وفنّدتها منصات تدقيق المعلومات العربية

هل أنزلت قوات أمريكية "كوماندوز" في صعدة اليمنية؟

تداولت حسابات على "إكس" وفيسبوك، مقطع فيديو زُعم أنه يوثّق عملية إنزال قوات كوماندوز أمريكية في محافظة صعدة (شمالي اليمن). تحقّقت منصة يوب يوب اليمنية من الفيديو، وخلصت إلى أنه قديم ولا علاقة له باليمن. المقطع صُوّر في تركيا خلال تدريبات عسكرية، وأعيد تداوله على أنه حديث.

كشف البحث العكسي أنّ النسخة الأصلية نُشرت قبل سنوات، قبل أن تُستغلّ مؤخراً في سياق الأخبار الزائفة المرتبطة بالوضع الأمني في اليمن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

وراء كل تقرير في رصيف22، أيام من العمل: من التفكير والتحرير إلى التحقق والإنتاج البصري.

نحن نراهن على النوع، والصدق، والانحياز إلى الحقيقة والناس.

وحتى يستمرّ هذا العمل، نحتاج إلى من يؤمن بأنّ الجودة والحرية تستحقان الاستثمار.

Website by WhiteBeard
Popup Image