فجأة، وجدت إيران نفسها تحت وابل من الضربات الإسرائيلية. لم تكن مستعدة أبداً لهذا الاحتمال، وكانت تظنّ أنها آمنة طالما هي تجلس على طاولة المفاوضات مع الأمريكيين. ولأن إسرائيل أثبتت أن لها اليد الطولى في المواجهة المباشرة، وجد نظام الثورة الإسلامية نفسه أمام خيارات أحلاها مرّ.
فلا هو قادر على إعلان "الاستسلام الكامل" كما طلب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا هو قادر على الاستمرار في مواجهة محصورة بينه وبين إسرائيل لأن نتائجها مهينة له. لا هو قادر على تضييق نطاق المواجهة بشكل ينجّي ما تبقّى من برنامجيه النووي والصاروخي ولا هو قادر على توسيع المواجهة لأن دخول واشنطن في الحرب سيعني أن كل خسارة يحسبها محتملة حالياً ستصير أكيدة.
من جانبها، لا تعرف إسرائيل أين ستتوقف. على الأرجح كانت تعتقد أن افتتاحها لمواجهة مع إيران سيجرّ الولايات المتحدة إليها سريعاً، ما يعفيها من التفكير باليوم التالي لأن واشنطن ستحمل هذا الوزر عنها، لكن هذا لم يتحقق حتى الآن. هي لا تستطيع الاستمرار في الوضعية الحالية إلى ما لا نهاية لأنها تشلّ الحياة فيها ويبدو أنها غير قادرة على إكمال المهمة التي بدأتها لأن لا قدرة لديها على تدمير منشأة فوردو شديدة التحصين...
فإلى أين ستتجه الأمور؟ وأي نهاية سنشهد للحرب الحالية؟ أو أي مآل ستجرّنا إليه هذه الحرب؟
لأن إسرائيل أثبتت أن لها اليد الطولى في المواجهة المباشرة، وجد نظام الثورة الإسلامية نفسه أمام خيارات أحلاها مرّ. ثمانية سيناريوهات لانتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية يفصّلها هذا التقرير
1ـ الخيار الحزب اللهي
يستبعد فريق من المحللين أن تنجح القوة في إنهاء طموحات طهران النووية، وبالتالي ستصل الأمور إلى نقطة تُضطر كل الأطراف عندها للجلوس على طاولة المفاوضات، "فكل صراع يحتاج في نهاية المطاف إلى نوع من الدبلوماسية لمعالجة الأسباب الأساسية التي أشعلته، ومن أجل الوصول إلى نتيجة دائمة تَمنع اندلاع مواجهات جديدة"، تقول الكاتبة المختصة بشؤون الشرق الأوسط روبن رايت، في مقابلة أجراها معها موقع بوليتيكو، مضيفةً أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على لعب دور الوساطة.
هذا الخيار ليس سهلاً على إيران، فقد تسببت الضربات الإسرائيلية لها في ما يمكن تسميته بـ"جرح قومي". ولكن بإمكانها أن تقدّم الصواريخ التي أطلقتها على إسرائيل كإنجاز يدلّ على قدرتها على الرد على أي اعتداء يطالها، وتستخدم ذلك لحفظ لها ماء وجهها وهي تقبل باتفاق يشبه الاستسلام، كالذي قبل به حزب الله في لبنان. وإنْ كانت إيران تستصعب الاستسلام تحت القصف إلا أنها "قد تفضّل البقاء والقتال في يوم آخر بدلاً من التعرّض لمزيد من الضربات المتواصلة"، حسب تقدير الباحث في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" إيزيلين برادي والأستاذ في جامعة جورجتاون دانيال بايمان، في مقال نشرته صحيفة "فورين بوليسي" بعنوان "كيف يمكن أن تنتهي الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟".
ستواجه طهران تحدياً آخر سببه أن الصفقة النووية التي سيقترحها عليها ترامب ستكون أكثر تشدداً من اتفاق العام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي في ولايته الأولى، عام 2018، ولكن هذا الخيار "أفضل من عدم وجود صفقة على الإطلاق"، بحسب فيليب غوردون الذي عمل مستشاراً للأمن القومي لنائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس ومنسقاً لشؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
يرى غوردون في مقال بعنوان "ما مصلحة إيران لتقبل بعقد اتفاق نووي؟"، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في 17 حزيران/ يونيو الجاري، أنه رغم قساوة الموافقة على التخلي عن تخصيب اليورانيوم على النظام الإيراني وصعوبة تحمّله لهذا الخيار سياسياً، إلا أنها "قد توفّر أيضاً إنقاذاً اقتصادياً من شأنه الحفاظ على النظام، وتمنع تصعيداً عسكرياً متزايداً يدمّر بالفعل قدرة إيران على التخصيب، وهي القدرة التي تعتزّ بها".
وإذا كانت معظم التحليلات التي تتحدث عن نهاية الحرب الحالية باتفاق ترى أنه سيكون على حساب إيران، إلا أن ديفيد روزنبرغ، صاحب كتاب "الاقتصاد التكنولوجي الإسرائيلي"، يطرح احتمال أن يأتي الحل الدبلوماسي عملياً على حساب بنيامين نتنياهو، فقد يجد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه أمام سيناريو "أسوأ من الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب، من وجهة نظره".
ويشير روزنبرغ في مقال بعنوان "هل تمتلك إسرائيل استراتيجية خروج؟"، نشرته مجلة "فورين بوليسي"، إلى أن "الخطر الذي يواجه نتنياهو هو أن يعود خامنئي إلى طاولة المفاوضات مع ترامب ويحصل على تخفيف للعقوبات يُحسّن من فرص بقاء النظام. وقد تتمكن إيران حتى من الاحتفاظ بجزء من برنامجها النووي الذي تضرر. وهذا ليس هو السيناريو الذي يتصوره نتنياهو كنهاية".
2ـ الخيار العراقي
لطالما انقسم الإيرانيون بين جزء يرى أن الحرب على إيران ستدفع معظم الإيرانيين إلى الاصطفاف خلف نظامهم أمام العدو الخارجي وبين جزء آخر يتوقع أن هجوماً محدوداً يستهدف المنشآت النووية والعسكرية والحرس الثوري، مع تجنّب المدنيين والجنود العاديين، من شأنه أن "يفضح هشاشة النظام ويعمّقها"، ويساهم في إسقاطه، وهو ما يمكن تسميته بـ"الخيار العراقي"، نسبةً إلى إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
يفصّل الفرضية الثانية تقرير بعنوان "الضربات الإسرائيلية تزلزل أسس الحكم الثيوقراطي في إيران" نشرته "وول ستريت جورنال" في 18 حزيران/ يونيو، وكتبه مراسلاها في الشرق الأوسط سودارسان راغافان وبينوا فوكون.
ينقل التقرير عن الخبيرة في الشأن الإيراني في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" إيلي غيرانمايه أن الضربات التي تلقتها إيران أحدثت "تمزقاً حقيقياً في العقد الاجتماعي الذي كان قائماً على الأقل خلال العقدين الماضيين"، وهو عقد رمزي بين النظام والشعب "كان قائماً على وعد الدولة بتوفير الأمن، مقابل تقييد شديد للحقوق السياسية والاجتماعية، وتزايد القيود على الحقوق الاقتصادية".
تضرر هذا العقد بسبب فشل أحد طرفيه ومن الصعب أن يصلح النظام الإيراني هذا الضرر، بحسب غيرانمايه. لكن حتى الآن، لا مؤشرات واضحة على تحركات داخل إيران لإسقاط النظام، فمن ناحية قيّدت الحكومة الوصول إلى الإنترنت وتعتقل أشخاصاً بتهمة "محاولة إثارة الرأي العام" من خلال منشورات إلكترونية، ومن ناحية ثانية ينشغل معظم الإيرانيين حالياً بمحاولة النجاة من الغارات الإسرائيلية. عن النقطة الأخيرة تقول غيرانمايه: "يجب أن يكون هذا مؤشراً قوياً للرئيس ترامب على أن قصف دولة من الخارج يجعل من الصعب جداً على شعبها تنظيم نفسه في الداخل من أجل معارضة سياسية أو انتقال للسلطة".
لتفاصيل أكثر عن طرح تغيير النظام في إيران، يمكن قراءة: تغيير النظام في إيران... قلق أمريكي من "آية الله الذي لا نعرفه"
3ـ ديكتاتورية أشد
قد تسهم الحرب الحالية في إضعاف مكانة التيار التغييري والتيار الإصلاحي، وضمنه الرئيس الإيراني المحسوب على الإصلاحيين مسعود بزشكيان، فقد ظهر أن التقارب مع الغرب ليس حلاً لمشاكل إيران بل قد يكون فخاً، خاصةً أن الضربات الإسرائيلية حصلت عندما كانت إيران حريصة على الجلوس على طاولة المفاوضات مع الأمريكيين، ظانةً أن في ذلك حماية لها.
هذا السيناريو يحذّر منه الكاتب دايفيد إغناتيوس ويعتبره "أسوأ سيناريو ممكن" فترك النظام الإيراني مجروحاً ومشلولاً قد يجعله "يتصرّف كما فعل صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي، من خلال التعبير عن قوّته بقمع شعبه أكثر من أي وقت مضى".
ويمكن أن تزيد من احتمالية تحقق هذا المآل محاولة اللعب على وتر الانقسامات العرقية والطائفية في المجتمع الإيراني لإسقاط نظامها الإسلامي، وذلك لأن جزءاً كبيراً من الإيرانيين يميلون إلى الالتفاف حول الحكومة في مواجهة ما يعتبرونه حركات انفصالية ورفضاً لتفكك دولتهم، خاصة في وقت الأزمات الوطنية، وحدث شيء من ذلك خلال الحرب الإيرانية–العراقية. "في كل مرة، كانت الطبقة الوسطى الحضرية التي تُعطي الأولوية للوحدة الوطنية، تضع مظالمها جانباً وتتحالف مع الدولة المركزية لقمع الحركات الانفصالية"، يقول الباحث في "معهد دول الخليج العربية" في واشنطن علي ألفونه.
4ـ الخيار الكوري
يتوقع عدد من المحللين أن تسفر الحرب الحالية على إيران عن توجّه النظام الإسلامي فيها إلى امتلاك قنبلة نووية، وهو المشروع الذي كان قد تخلى عنه، رسمياً على الأقل، في العام 2003، وذلك بإدارة ظهره للمجتمع الدولي وتسريع برنامجه النووي العسكري على طريقة كوريا الشمالية.
"بعض الحجج الأكثر أهمية تنطلق من منطق ‘حتى لو’"، يقول الكاتب والأستاذ في كلية الإعلام في جامعة كولومبيا الأمريكية هوارد فرنش، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" في 18 حزيران/ يونيو، بعنوان "السيناريوهات الكارثية المحتملة لمشاركة الولايات المتحدة في الحرب على إيران"، فـ"حتى لو تمكنت واشنطن من تدمير البنية التحتية لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني، فهذا لا يعني بالضرورة القضاء على المعرفة والقدرة الابتكارية التي تُمكّن إيران من إعادة بناء البرنامج".
في ظل تراجع قدرات أذرع إيران نتيجة الضربات الإسرائيلية، وتضرر قوتها العسكرية التقليدية الخاصة بها، "قد ترى إيران أن إنتاج قنبلة نووية بدائية هو الخيار الوحيد المتبقي لديها"، بحسب بروير
و"في حال فشلت الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق هدفهما بالقضاء العسكري على البرنامج"، يضيف فرنش، "قد تندفع طهران إلى السعي بأقصى سرعة نحو تطوير أسلحة نووية كاملة".
يتوسّع النائب المشارك لرئيس برنامج أمن المواد النووية في "مبادرة التهديد النووي" إريك بروير في استعراض هذا السيناريو في مقال نشرته "فورين بوليسي" في 16 حزيران/ يونيو، بعنوان "الضربات الإسرائيلية تزيد من احتمال امتلاك إيران لقنبلة نووية".
في ظل تراجع قدرات أذرع إيران نتيجة الضربات الإسرائيلية، وتضرر قوتها العسكرية التقليدية الخاصة بها، "قد ترى إيران أن إنتاج قنبلة نووية بدائية هو الخيار الوحيد المتبقي لديها"، بحسب بروير الذي يشير أن تقييماً نشرة "مجتمع الاستخبارات الأمريكي" في كانون الثاني/ يناير الماضي أشار إلى "تصاعد الضغط على خامنئي لإعادة تفعيل برنامج الأسلحة النووية" بسبب التهديدات التي تحيط بإيران.
ولا يرتبط هذا الاحتمال باستمرار حكم آيات الله لإيران، فحتى لو قُتل المرشد الأعلى علي خامئي أو توفى خلال الحرب، "سيتدخّل الحرس الثوري وكل القوات المسلحة النظامية للسيطرة على الوضع ومنع حدوث فراغ في السلطة"، وقد ينتج عن هذا المسار حكم عسكري "تقوده شخصيات متشددة تدعم امتلاك سلاح نووي لردع إسرائيل"، بحسب أستاذ الدراسات الإيرانية المشارك في جامعة كوبنهاغن راسموس كريستيان إلينغ، إذ "لا يوجد زعيم ديني واضح ينتظر في الأروقة يتمتع في الوقت نفسه بدعم شعبي وشرعية دينية."
5ـ السيناريو الليبي
يخشى البعض أن يؤدي تفكك النظام الإيراني أو ضعفه إلى عموم نوع من الفوضى في أرجاء إيران، ينتج عنها انتشار للإرهاب وتهديد للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، في سيناريو يشبه من جرى في ليبيا بعد إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011.
فالحكومة الإيرانية لا تقمع فقط الجماعات المطالبة بالديمقراطية، بل يشمل قمعها "جماعات تتبنى رؤى متطرفة صريحة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، ولا سيما فرعه في خراسان الذي نفّذ أكثر هجوم دموية في تاريخ إيران في كانون الثاني/ يناير 2024، بالإضافة إلى الحركات البلوشية الإسلامية المتشددة مثل ‘جيش العدل’ و‘أنصار الفرقان’"، يقول توم أوكونور في تقرير بعنوان "بينما تتطلّع إسرائيل إلى تغيير النظام، المعارضة الإيرانية منقسمة ومشتّتة"، نشرته مجلة "نيوزويك"، في 16 حزيران/ يونيو.
بدوره، يحذّر هوارد فرنس في مقاله المذكور من أن لا ضمانات لظهور حالة أفضل إذا أُسقط النظام الإيراني، فـ"قد تنهار هذه الدولة الكبيرة والمعقّدة إثنياً إلى حالة من الفوضى، والعنف، والجريمة، والهجرة الجماعية"، وهي احتمالات تثير قلق الدول العربية المجاورة لها.
6ـ الفوضى الإقليمية
استمرار الحرب الحالية لفترة أطول يزيد من مخاطر تحوّلها إلى فوضى إقليمية. بأبسط الحسابات، إذا قررت الولايات المتحدة المشاركة في توجيه ضربات لإيران، وتوسعت في ذلك، ستجد طهران نفسها مضطرة لاستهداف القوات الأمريكية المنتشرة في دول خليجية وعربية، كما ستُفتَح مجدداً المواجهة بين أمريكا والحوثيين وبينها وبين الميليشيات العراقية التي ستبدأ باستهداف قواعدها العسكرية في العراق، وقد يتدخّل حزب الله الجريح بما تبقى له من قوة محدودة. كما أن الإيرانيين قد يقررون إغلاق مضيق هرمز واستهداف المنشآت النفطية في دول الخليج ما يوسّع الصراع أكثر.
إضافة إلى هذا السيناريو الممكن، يحذّر بعض الخبراء من احتمال لجوء إيران إلى ممارسة عمليات إرهابية بالتحالف مع مجموعات إرهابية. هذا الاحتمال يتوسّع في استعراضه دايفيد إغناتيوس في مقال نشره في صحيفة "واشنطن بوست" في 13 حزيران/ يونيو بعنوان "فتحت إسرائيل ثغرة لتوجيه ضربة، لكن الجزء الأصعب قد يكون كيفية إغلاقها".
يتحدث عن "أدوات سرّية" تمتلكها إيران للردّ، من خلال علاقاتها مع عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن وأفغانستان، وهو أمر "لم يحظَ بالكثير من الانتباه"، برأيه، ويلفت إلى أن مسؤولين سابقين في مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة أشاروا إلى أن "طهران بنت علاقات جيدة مع الأمير الفعلي الجديد للقاعدة، سيف العدل، الذي تولّى القيادة في عام 2023 بعد مقتل أيمن الظواهري".
7ـ السيناريو السوري
قد لا تنتهي الحرب رسمياً ويستمر تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل لمدة طويلة بوتيرة غير ثابتة وفي فترات متباعدة. هذا السيناريو يشير إليه إيزيلين برادي ودانيال بايمان في مقالهما المذكور ويشبه ما تمارسه إسرائيل في سوريا قبل سقوط نظام الأسد وبعده، حيث تتحرك كلما اعتبرت أن هنالك خطراً ما يهددها.
في مقال بعنوان "الطريقة الذكية لترامب لإنهاء حرب إسرائيل وإيران"، عبر "نيويورك تايمز"، اعتبر الكاتب توماس فريدمان أن لدى ترامب فرصة "لتحقيق استقرار في الشرق الأوسط". كيف ذلك؟
8ـ طرح توماس فريدمان
في مقال بعنوان "الطريقة الذكية لترامب لإنهاء حرب إسرائيل وإيران"، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 16 حزيران/ يونيو، اعتبر الكاتب توماس فريدمان أن لدى الرئيس الأمريكي فرصة "لتحقيق استقرار في الشرق الأوسط".
يقول إن الفلسطينيين أصليون في وطنهم بقدر اليهود، فلا هم يستطيعون طرد اليهود ولا إسرائيل يمكنها إخضاعهم "مرة واحدة وإلى الأبد" إلا إذا قضت عليهم جميعاً. ولذلك، فإن الطريقة الوحيدة التي تساعد في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "مرة واحدة وإلى الأبد" هي العمل نحو حل الدولتين.
ومن هنا يقترح على ترامب أن يعلن أنه سيقوم بشيئين في آن واحد: الأول هو أنه سيزوّد سلاح الجو الإسرائيلي بقاذفات B-2 وقنابل GBU-57 لتصير قادرة على تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، إلا إذا وافقت إيران على "السماح لفرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفكيك هذه المنشآت والدخول إلى كل موقع نووي في إيران لاسترداد كل المواد الانشطارية التي أنتجتها طهران"، وبحال وافقت يُسمَح لها ببرنامج نووي مدني تحت رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الأمر الثاني هو أن "يعلن أن إدارته تعترف بالفلسطينيين كشعب لهم حق في تقرير المصير الوطني" مقابل قيامهم بـ"إثبات قدرتهم على تحمل مسؤوليات الدولة من خلال إنشاء قيادة سلطة فلسطينية جديدة تراها الولايات المتحدة موثوقة وخالية من الفساد، وملتزمة بخدمة المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة بفعالية، والتعايش مع إسرائيل"، وبعدها تلتزم إدارته برعاية محادثات سلام لحل الدولتين.
هكذا برأيه، تساهم واشنطن في خلق استقرار في الشرق الأوسط.
أي سيناريو سيتحوّل إلى واقع؟ على الأرجح سيتشكّل ما سيحدث في المستقبل القريب من تداخل بين أكثر من واحد من السيناريوهات المعروضة أعلاه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.