على نحوِ ما يفعله المسكن الأفيوني، الذي يحمل نفس لقبه، وما يلحقه من أعراض جانبية، تؤدي الأعمال الفنية للرابور (رابر-rapper) المغربي، مهدي مهيب، الملقب بـ"المورفين l'Morphine"، نفس الوظيفة؛ فهي مسكن للسيطرة على بؤس الحياة وآلامها، كما تسبب تباطؤاً في معدلات التنفس الموسيقي لدى أي رابور آخر، فكر أو يفكر في مهاجمة المورفو في لعبة الراب.
مظهره يثبت أن الرابور ليس من يتفنن في استعراض أسلوب لباسه أو يتسابق لاقتناء آخر الأكسيسوارت، غير أن الثروة الحقيقية للرابور هي كتاباته، ووصف نمط ونظام عيشه، المرتبط بالحرية وتجاوز القيم التقليدية، كما يصف في إحدى أغانيه: Bohémien , Épicurien.
M-psy
اختار مهدي مهيب، في انطلاقاته الأولى في الراب، خلال نهاية التسعينيات، "M-psy" لقباً له، بعد أن انضم سنة 2006، إلى مجموعة الراب "Piranha-Labo" في مدينة سلا. ولأن حدسه أخبره أن المجموعة لن تستمر، اختار لنفسه مساراً منفرداً عام 2010، وهي السنة التي بدأ فيها مسار المورفين.
وفي زمن لم تكن فيها الإمكانيات التقنية والتكنولوجيا متاحة أكثر، حصل مهدي من أخيه على أقراص مدمجة للراب الأمريكي، من بينها أعمال Jay-Z وTravis scott، كان قد أتى بها من الولايات المتحدة الأمريكية من أجله. كان هذا كفيلاً كي يزداد تعلقه أكثر بفن الراب، إلى جانب الراب الفرنسي. إلا أن مهدي أو "المورفين"، ليس مهووساً كثيراً بالراب الأجنبي، ومن بين هواجسه، صناعة موسيقى راب تستمد خصوصيتها من الثقافة والتفكير المغربي، أي "راب مغربن".
يمثل المورفين حالةً صارمة في تاريخ الراب المغربي، فهو لا يتوقف عن رفع السقف على نفسه وعلى فناني الراب الآخرين، كأنه يقول لهم: هذا أفقي الفني الممتد، ولا ظل فيه لغيري. لا يحب أن يشبه فناناً آخر، كما أننا في الاستماع إلى أغانيه، ندرك فعلاً أنه لا يشبه سوى نفسه حينما يكتب
أضفت تنقلات أسرة مهدي المستمرة، داخل المغرب، تجربة أنطولوجية على حياته، فهو لم يكن ابن بيئة أو مدينة واحدة، بل ابن مدن كثيرة، صغيرة وكبيرة، مثل ميدلت، التي عاش فيها كثيراً، وزان، مكناس، سلا، والرباط، ثم مراكش. كلها مدن ثقافاتها المختلفة، تتجدد باستمرار فيه، ويحياها داخل أغانيه.
ساهم والده محمد مهيب، الطبيب والروائي، الذي له كتابات وروايات مثل: "حدوهم"، "Le Monde de Aicha Bassou" ،"Midelt esquisses historiques"، في ضخ شغف المعرفة في ابنه، وفي مقابل هذه الأعمال، يستعد والد مهدي، لإصدار سيرة غيرية تدور حول ابنه الرابور، وهي التفاتة نادرة في عالم الراب، من أب روائي إلى ابن رابور. وحسب بعض الأجزاء التي نشرها على حسابه الشخصي، فإن هذا العمل الأدبي يحمل اسم "Biographie de Mehdi ،Lmorphine".
هذا الرابور من ذاك الروائي
يقول والد المورفين، الطبيب والكاتب محمد مهيب، في حديث لرصيف22: "مهدي فنان لا يكتفي بكتابة كلمات إيقاعية فحسب، بل يبني عالماً مستوحىً من الأدب والسينما والتيارات الفكرية المتنوعة. وإذا كان لي دور في ذلك، فقد يكون بشكل غير مباشر، من خلال البيئة العائلية التي نشأ فيها. في منزلنا، كانت للكتب دائماً مكانة مهمة. أنا شخصياً، منذ طفولتي، جعلت من القراءة ركيزة أساسية في تكويني، وقد نقلت هذه العادة إلى أطفالي".
ويضاف: "مع ذلك، فإن تأثير مهدي لا يأتي مني فقط؛ فقد كان لشقيقه الأكبر، يونس، تأثير كبير عليه من خلال تعريفه بالثقافة الغربية، سواءً عبر السينما أو الموسيقى أو المصارعة. نشأ مهدي في مزيج من الثقافات، مستوعباً ثراء الأدب الكلاسيكي بالإضافة إلى التأثير البصري.
كنا نقيم في ميدلت، لكنه وُلد في سلا، كما أننا ننتقل بين المدن. نشأ في بيئة عائلية طبية، وأعتقد أن حتى اختياره للقب 'المورفين' استلهمه من هذه الأجواء". ويسترسل محمد مهيب: "عندما عشنا في وزان، حيث كنت أعمل في أحد مستشفياتها بين عامي 1990 و1993، أتيحت لنا الفرصة لتعليمهم وتوجيههم نحو حب القراءة، خاصة الأدب الروسي مثل أعمال دوستويفسكي وتولستوي، بالإضافة إلى الأدب الفرنسي ممثلاً في فيكتور هوغو، وأدبنا المغربي، مثل أحمد الصفريوي وآخرين".
ويصف هذه العلاقة التي تجمع بينه وابنه المورفين قائلاً: "إنها علاقة مليئة بالتناقضات ولكنها أيضا علاقة تكامل. في البداية، شعرت بعدم فهم، لأنني أتيت من عالم كانت فيه الموسيقى التي أعرفها هي الملحون، والأغنية الأمازيغية، والموسيقى العربية الكلاسيكية. أما الراب، فقد كان بالنسبة لي لغة غريبة، و استغرقني الأمر وقتاً لأدرك أن ابني يعبر من خلاله بعمق يشبه عمق كاتب يعبر عبر رواياته".
ويواصل حديثه: "مع مرور الوقت، رأيت فيه فناناً يصوغ كلماته بدقة شاعر. موسيقاه تروي قصصاً، وتعبر عن مشاعر عميقة، وتفضح حقائق اجتماعية. في النهاية، أدركت أن عوالمنا ليست بعيدة جداً عن بعضها، فكلانا نستخدم الكلمات للتعبير عن حقائق، كلٌّ بطريقته الخاصة. ربما تكون هذه العلاقة بين أب روائي وابنٍ مغني راب نادرة، لكنها ثمينة. إنها تُظهر أن الأدب والموسيقى الحضرية يمكن أن يلتقيا في نضال مشترك: إعطاء صوت لمن لا صوت لهم".
ويؤكد مهيب: "تأثر مهدي كثيراً بوالدته المرحومة التي رحلت منذ خمس سنوات، وكانت معروفة بشغفها الكبير بالقراءة. هو حاصل على ماجستير في الإدارة السياحية، وكنت أرى فيه مستقبلاً واعداً كإطار في هذا المجال. غير أنه، في بداياته بمدينة مراكش، حيث درس وعاش، اختار أن يستبدل السياحة بعالم الراب. في البداية، لم يرق لي هذا التوجه، غير أن والدته آمنت به وأدركت أننا بحاجة لمنحِه الحريةَ ليتبع شغفه ويفعل ما يرغب فيه حقاً".
في ما يتعلق بالسيرة التي خصصها والده له، يقول لنا: "قد يرى (الكتابُ) النورَ بعد شهرين، ونأمل ذلك. ومع ذلك، يُصرّ مهدي على التريث قليلاً، فهو شخص متحفظ ولا يميل كثيراً إلى الأضواء".
إلهام متدفق... كتابة عميقة
يمثل المورفين حالةً صارمة في تاريخ الراب المغربي، فهو لا يتوقف عن رفع السقف على نفسه وعلى فناني الراب الآخرين، كأنه يقول لهم: هذا أفقي الفني الممتد، ولا ظل فيه لغيري. لا يحب أن يشبه فناناً آخر، كما أننا في الاستماع إلى أغانيه، ندرك فعلاً أنه لا يشبه سوى نفسه حينما يكتب. لا يلتقط بسرعةٍ الفكرةَ الأولى قبل هروبها، بل يتجاوزها، ويحرق عقله مجدداً لتوليد فكرة أخرى.
معظم السطور التي يضعها بدقةٍ، هي حمالة أوجه، تفسيرها رهين بالتأمل فيها ملياً. هو يكتب بلا عجلة، ويأخذ وقته كلياً، عكس الفنانين الآخرين، الذين يسابقون الزمن في الإصدارات، الشيء الذي يجعلهم يتكررون دائماً في أغانيهم، كتابةً وأسلوباً وأفكاراً.
نوعاً ما، يقلق تأخر المورفين في الإصدار متابعيه، لكنهم يظلون أوفياء له، وتواصله معهم يكون عبر الذبذبات الموسيقية، التي تمر بينهم في أغانيه، كما أنه لا يتهافت في الظهور أمام كاميرات الإعلام، فظهوره قليل ومعدود على الأصابع.
يبحث المورفين في نص الراب، على روح جديدة تأخذ فيه اللغة حريتها القصوى، فهو يشتغل عليه كميكانيكي أو فني صيانة، كأنه يكون أمام عملية لفك وتثبيت البراغي، يتجلى الأمر في نوعية القوافي (rhymes) التي يختار أصعبها و أعقدها، كي ينسج "Punchline" تحمل جملاً متسلسلة، لاذعة ومفاجئة وثقيلة، كما يتفادى كثيراً قافية (i)، السهلة بالنسبة إليه.
كنقطة قوة في أعماله، تتحول الاستعارة "metaphor" التي يختارها إلى هندسة لغوية، يشيد بها جسوراً بين الواقع والحلم، ويقطع بها حدود المعاني المألوفة.
يبني المورفين أيَّ أغنية يكتبها على إلهام يستمده من مجالات مختلفة، ما يجعل الأغنية مزيجاً بين الفكر والأدب، بين السينما والأنمي، وأحياناً بين الرياضة والتاريخ، كما يأتي بتشبيهات لشخصيات سياسية أو عامية، كأن المتلقي يسمع ويشاهد في نفس الوقت. كل هذا في قالب فني، يسافر بنا إلى عوالمه الخاصة، يحترم فيه أذنَ وذكاء المستمع.
في هذه العوالم، التي لا حدود لحضور الذات فيها، ينحت كل إيقاع أو كلمة، كامتداد للإيجو تريب (Ego Trip)، دون أن يفقد لمسته الإبداعية، فإنه يتقن "الساركازم" والفكاهة في أغانيه، على نحو يجعل فيه المستمع له يضحك من التهكم الذي يمارسه.
المورفينية: لغة رسمية
قبل أسابيع، أصدر المورفين "L’morphiniya 35"، وتأتي ضمن السلسلة التي أصدر أولى مقاطعها، سنة 2013، وفيها يستعرض المورفين عضلاته الكتابية والأسلوبية، إذ نلمس التطور الموسيقي والفكري للمورفو مع كل أغنية يصدرها. هذه السلسلة التي اختار لها الفنان اسم "المورفينية"، تأتي بشكل نوعي ومستقل عن الأغاني الأخرى التي يصدرها، فهو من جهة يرتحل بشكل إبداعي، ويجرب فيها مختلف الأساليب والقواعد المتعارف عليها في ثقافة الراب.
أهم هذه الأساليب هو "Monosyllabic"، أي ينطق بنفس الجملة أو الكلمة، لكن معناها مختلف تماماً، كما يستعمل في هذا الأسلوب أمثالاً شعبية، لكنه لا يضعها كما هي، ويلعب بها كما يشاء أو يعكسها، لتعطي معنى آخر مغايراً. الأسلوب الآخر، هو "storytelling"، وهو فن سرد قصة أو حكاية ما بشكل مشوق ومؤثر، ويحضر هذا الأسلوب في الأدب والفنون والحكايات الشعبية، ومن بين المقاطع التي ابتكر فيها المورفين هذا الأسلوب هو Morphiniya 17، إلى جانب أساليب أخرى. وبالرغم من أن هذا المقطع كتبه مهدي سنة 2013، إلا أنه منفصل تماماً عن واقع السنة، مسافراً مباشرة إلى سنة 2020، ليحكي لنا عنها.
في المورفينية، يبالغ المورفين في التقدير والثقة في ذاته، ويتحدث عن تجاربه وإنجازاته، وغالباً ما يستعمل أغلب فناني الراب هذا الأسلوب الشائع في الهيب هوب، الذي يسمى Braggadocio lyrics. أما Battle and diss lyrics والذي لايغيب في أعماله، يظهر حين يحجز لأحد خصومه مكاناً بين كلماته، ليعاركه ويحرجه وينتقده، أو بالأحرى ليتفوق عليه.
يطل هذا الرابور على معظم الأساليب والتقنيات، لكنه في المقابل يفكر بشكل مرتفع، في تقعيد أسلوب آخر فريد، لا ينافسه أحد فيه، خصوصاً في الراب المغربي أو العربي. وغير بعيد من الراب، فإن المورفين يفضل التواصل مع جمهوره ومتابعيه عبر هذه السلسلة الموسيقية، التي هي في نهاية المطاف على حد تعبيره في المورفينية 9، لغة رسمية.
أيقونة الراب المغربي
المسار الفني المورفيني، حافل بالمقاطع الغنائية، سواء التي غنى فيها بشكل منفرد أو ثنائي أو الألبومات المصغرة (EP)، التي أصدرها في فترات متلاحقة، مثل "Gala" سنة 2022، "INK" سنة 2019، وفي منتصف العام الماضي، 2024، أصدرEP آخر أسماه "YAKINE". في المقابل أنتج أغاني ثنائية مع فنانين آخرين، مثل عمله مع الرابرز: حليوة، رائد، الديب، وكاترويت، وهم فنانون لهم وزنهم الثقيل في ساحة الراب المغربي.
يعلي المورفين في أغلب إنتاجاته من شأن الراب، الذي يمثل له المتنفس الوحيد، وله علاقة حميمية معه، يفجر فيه طاقته الذهنية. ولأنه لا يضع نفسه ضمن تيار أو أسلوب محدد، فإنه يفضل خلق فضاء خاص به. يحترم الصورة كثيراً ويستثمر السريالية فيها، ويرفع من مكانة النص الموسيقي، إذ لا نكاد نجد أي فيديوهات موسيقية يرقص ويغني فيها، كما هو حال أغلب الرابرز الذين يتباهون بسياراتهم ومنازلهم وملابسهم، يلازمهم فيها فقر كتابي وخواء تقني وفني.
يستدعي مهدي أثناء كتابته الموسيقية، رموزاً ثقافية وسياسية وفكرية ودينية، ورصيداً معرفياً نتذوق فيها جمالية موسيقية وفنية، تتطلب الإصغاء جيداً، وأحياناً تدفع المستمع إلى البحث على محرك غوغل، ومن بين هذه الرموز: فريدا كاهلو، دوستويفسكي، فريدريك نيتشه، بوذا، فيروز، محمد جسوس، ومايكل جاكسون، وغيرهم. هذا بالإضافة لتوظيفه للميثولوجيا. ولأن السياسة لا تتصدر مقدمة اهتماماته، فإن أغلب الثيمات التي يوليها أهمية هي التي لا تتغير مع الزمن.
يعلي المورفين في أغلب إنتاجاته من شأن الراب، الذي يمثل له المتنفس الوحيد، وله علاقة حميمية معه، يفجر فيه طاقته الذهنية. ولأنه لا يضع نفسه ضمن تيار أو أسلوب محدد، فإنه يفضل خلق فضاء خاص به. يحترم الصورة كثيراً ويستثمر السريالية فيها
خاض المورفو معارك موسيقية في الراب، مع مجموعة من الرابرز، مثل: gamehdi lferda، klass a ،mobydick، إلى جانب البيف (beef) الشهير، الذي جمعه مع الرابور بوز فلو، وهو البيف الذي تعتبره شريحة واسعة من متابعي الراب، أحد أقوى وأفضل البيفات في تاريخ الراب المغربي. وإلى الآن لا زال كل واحد منهما يجر الآخر إليه وينتقده، ويحاول استدراج الآخر إلى بيف آخر. جمهور بوز يرون أن فنانهم هو من تفوق فيه، وجمهور المورفين يعتقدون العكس، بينما لمجموعة أخرى رأي آخر، حيث يرون البيف متعادلاً، ونظراً لغياب معايير دقيقة للحكم على الرابح، فإنه من الصعب تحديده.
وتظهر لحظة الانصهار بين الرابور ومتابعيه، أثناء غنائه فوق إحدى المنصات، مثل "البولفار"، وهو فضاء موسيقي سنوي بمدينة الدار البيضاء، يجتمع فيه قدماء الراب مع الجيل الجديد، حيث يتوافد إليه الجمهور العريض للراب بالمغرب، ومن بينهم المورفينيون أو "المرافن" كما يطلقون على أنفسهم، إذ لم يتوقفوا عن التفاعل معه، خصوصاً حينما يؤدي أغنيتهم المفضلة "sucré salé".
Croque-mitaine
ويقصد بها البعبع، المخلوق الأسطوري الذي يخيف به الكبارُ الأطفالَ الصغار، ويشبه به المورفين نفسه في بداية أغنية sucré salé، ومعناها حلو ومالح، في آن واحد، على أن يكون الأطفال هم الرابرز. وتحمل لوحة الأغنية Artwork، التي أعدها dosei.trissinti دلالات عديدة كحضور هيئة المورفين، بتشريح مكشوف يبرز الأعصاب والكتل العضلية، مع وجود عين ثالثة له في منتصف جبهته، دلالاتها غالباً ما ترتبط بالبصيرة والحكمة، مع ألوان وتأثيرات بصرية، أما إيماءة اليد، التي يعرف بها المورفين، فلها تعبيرات متنوعة، كالسلام والتأمل والحكمة.
أغنية قصيرة تقل عن ثلاث دقائق، جعل منها أغنية واسعة المعاني، يتمادى فيها الرابور على لعبة الكلمات، كما أن كثافة الصور الشعرية فيها وتدفق النص، أقرب للسهل الممتنع، إذ يقول في أحد مقاطعها: "الفلو تابع نوتات موزار وباخ وفيفالدي"، وهو يتحرك في الزمن كما يكتب، فإنه لم ينس جمهوره من المورفينيين والمورفينيات على أنهم يعيشون في سلام، ويحييهم من بعيد، بتحية كونيل المعروفة لدى الكوميدي الفرنسي ديودوني، حيث يضع الرابور جمهوره ضمن فئة النخبة والخاصة.
وأحد هؤلاء المتابعين للمورفين، الشاب العشريني حسن أيت عزيز، وهو طالب موسيقى، يصرح لرصيف22: "بالنسبة لي، المورفين أفضل رابور في المغرب، لأنه فريد في كتاباته، وأصيل لا يشبه أحداً، كما أنه استثنائي في الكلاش، وحينما يدخل في أحد الكلاشات، دائما ما تحس أنه سيفوز، كما أن شخصيته في الحوارات تشعرك أنها حقيقية، وهو من يكتب كل هذا". وعن مفهوم "التمرفن"، يضيف متابع المورفين قائلاً: "هو كما قال المورفين في أحد حواراته القديمة: أن تضحك على كل شيء، تشاهد المسلسلات وكرة القدم، وتتابع السينما، وأن تكون غير مبال بجدية الحياة كثيراً".
ويتابع حسن: "هذا أهم شيء لكن في بعض الأحيان، عليه أن يولي اهتماماً أكبر للجانب الموسيقي، كما في أعمال مثل gala و ink، ثم sucré salé، وهذا ما أدركه المورفين جيداً، خصوصاً في الـEP الأخيرة yakine. أما الأغنية التي تعجبني كثيراً لدى المورفين هي UHU؛ أحس أنها، وهو يغني، تأخذني إلى عالم كاتبي المفضلي، هاروكي موراكامي. والاثنان معاً يعجبانني".
وعبر طالب الموسيقى، عن الألبومات المصغرة (EP)، مصرحاً: "تثيرني كثيراً INK، لأنها تضم المورفينية 33، وهي أفضل مورفينية، لأنها تحتوي على كل شيء. INK بالنسبة لي أقرب للخيال، لأنها الـEP الوحيدة التي جمعت بين التقنية والكتابة وتدفق النص، ولا أعتقد أن هناك رابوراً مغربياً آخر أنتج مثلها". ويختم حسن حديثه معنا: "الاستثناء عند المورفين هي الكتابة والسهل الممتنع الذي يتقنه. هو دائماً ما يقول أشياء نفكر فيها، لكننا لا نستطيع كتابتها، هذا لأن المستوى الذي وصل إليه جاء بفضل قراءاته وعيشه وتجاربه الكثيرة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohamed Adel -
منذ 6 ساعاتلدي ملاحظة في الدراما الحالية انها لا تعبر عن المستوى الاقتصادي للغالبية العظمى من المصريين وهي...
sergio sergio -
منذ 22 ساعةاذا كان امراءه قوية اكثر من رجل لكان للواقع رأي آخر
أمين شعباني -
منذ يومينهذا تذكيرٌ، فلا ننسى: في فلسطين، جثثٌ تحلق بلا أجنحة، وأرواحٌ دون وداعٍ ترتقي، بلا أمٍ يتعلم...
Rebecca Douglas -
منذ يوميننحن أنصار الإمام المهدي عبد الله هاشم أبا الصادق(ع) ناس سلميين ندعو للسلام والمحبة وليس لنا علاقة...
Baneen Baneen -
منذ يوميننقول لكم نحن لا نؤذيكم بشيء وان كنا مزعجين لهذه الدرجة، قوموا باعطائنا ارض لنعيش فيهاا وعيشوا...
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا اتفق بتاااتا مع المقال لعدم انصافه اتجاه ا المراه العربية و تم اظهارها بصورة ظلم لها...