شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
تلاشي النفوذ الإيراني في المنطقة... كيف كانت طهران ترعى نموراً من ورق؟

تلاشي النفوذ الإيراني في المنطقة... كيف كانت طهران ترعى نموراً من ورق؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

"إيران قوية وستصبح أقوى"؛ قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، في أول خطاب له بعد الإطاحة بحليفه السوري بشار الأسد، مضيفاً: "كلما زادت الضغوط، تصبح المقاومة أقوى، وكلما زادت الجرائم التي تُرتكب ضدّها تصبح أكثر تصميماً، وكلما حاربتها يتّسع نطاقها".

لكن الهزّات الإقليمية التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، على إسرائيل، جعلت النظام الإيراني يترنّح، حسب موقع "بي بي سي". فالردّ الإسرائيلي خلق مشهداً إقليمياً جديداً، جعل إيران في موقف دفاعي للغاية، حيث تعرّضت لأكبر خسارة لها منذ حرب الخليج الأولى، التي خسرت فيها جزءاً من أرضها، ووقعّت اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق، والذي شبّهه "المرشد الأعلى للثورة الإيرانية" آنذاك، "آية الله" الخميني، بـ"تجرّع كأس السمّ". وهي خسارة لا يضاهيها سوى ما حصل في سوريا، التي تمثّل جسر الوصل بين العراق الإيراني ولبنان، حسب الباحث والأكاديمي، ومدير مشروع الذاكرة السورية، عبد الرحمن الحاج.  

"تجرّع كأس السمّ" 

"فالنفوذ الإيراني في لبنان وتأثيره على الصراع في فلسطين يمرّان عبر سوريا، وتالياً تتعدى خسارتها مجرد خسارة طريق إمداد لحزب الله بالسلاح والمقاتلين، إلى خسارة هلال إيراني يقطع المنطقة العربية عن تركيا والحدود الأوروبية، بما يعنيه من تأثير على مصالح مجمل الدول الإقليمية، والتحكم فيها، أي أنها خسارة متعددة الأوجه، بجانب ضياع عقدَين من الإنفاق والعمل السياسي والعسكري الدؤوب لترسيخ وجودها ونفوذها في سوريا، بتكلفة تجاوزت 54 ملياراً حسب وثائق مسرّبة من ديوان الرئاسة الإيراني"، يضيف الحاج، لرصيف22. 

عجز إيران عن التجذر في سوريا، نتيجة دخولها الساحة السورية عبر القوة الخشنة لمواجهة ثورة شعبية في مجتمع أغلبيته المطلقة من العرب السنّة، جعل وجودها هناك مبغوضاً ومرفوضاً على نطاق واسع لدى السكان المحليين

إسقاط نظام الأسد في سوريا، ألحق هزيمةً ساحقةً بإيران، حسب معهد الشرق الأوسط، غادر نتيجتها الحرس الثوري الإيراني سوريا تماماً، مع مغادرة آلاف من رجال الميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران. كما تم إخلاء القواعد العسكرية الإيرانية من محافظة دير الزور السورية، ومواقع إطلاق الصواريخ في جنوب سوريا وشرقها، بجانب تلاشي الاستثمارات الاقتصادية والمرافق الدينية والثقافية بسرعة. ومع عدم وجود شركاء في البلاد، يصعب على إيران إيجاد طريق للعودة إلى سوريا.

ويرى الحاج أنّ "سقوط الأسد السريع والمفاجئ، يعود بالدرجة الأولى إلى تراجع دور روسيا في سوريا، بسبب الحرب في أوكرانيا"، مشيراً إلى هزيمة إيران السابقة في سورية عام 2015، ما اضطرها إلى الاستنجاد بروسيا، وإلى الضربات التي تلقّاها "حزب الله" في لبنان وقادة "الحرس الثوري" في سوريا، من قبل إسرائيل. لكن هذا عامل إضافي، وليس عاملاً رئيسياً. 

ويضيف: "كذلك بسبب عجز إيران عن التجذر في سوريا، نتيجة دخولها الساحة السورية عبر القوة الخشنة لمواجهة ثورة شعبية في مجتمع أغلبيته المطلقة من العرب السنّة، ما جعل الوجود الإيراني مبغوضاً ومرفوضاً على نطاق واسع لدى السكان المحليين. كما أنّ الاستعداد الكبير من المعارضة، تدريباً وتنظيماً وتجهيزاً، وهو ما لم يكن متوقعاً لا بالحجم ولا بالخطط، أدى إلى تفوق عسكري في الأداء وتجاوز فروق التسليح، ما حقق انتصاراً مفاجئاً وسريعاً".

استحالة بناء "محور المقاومة"

أدّت الأحداث الأخيرة في المنطقة، إلى إضعاف الدور/ النفوذ الإيراني، حسب الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية مخلد حازم الدرب، الذي يشير إلى أنّ ذلك يأتي نتيجةً لهزّات عنيفة تعرضت لها المصدّات التي عملت طهران على بنائها خلال أربعة عقود، والتي تعدّها الأخيرة سلاحاً تحارب به الولايات المتحدة خارج الجغرافيا الإيرانية. لذا عملت على تأطيرها عقائدياً ضمن نظرية "أم القرى"، وهيّأت لتقوية مجموعات على حساب الدول، في المنطقة التي عدّتها إيران ضمن "محور المقاومة"، و"وحدة الساحات".  

تمارس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضغوطاً مكثفةً لتحجيم النفوذ الإيراني، عبر مطالبة بغداد باحتكار الدولة للسلاح. 

يضيف الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، لرصيف22: "ما حصل في غزّة ولبنان وسوريا أنهى التواصل الايراني مع هذه الأطراف، التي كانت تعتمد عليها طهران اعتماداً كبيراً، وكثيراً ما استخدمتها كأوراق تثقيل في مفاوضاتها مع الغرب لأجل الحفاظ على كينونتها وسيادتها الداخلية، فيما تتنكر لأيّ ارتباط بها حينما تشتدّ الأمور عليهما".

وحتى وقت قريب، كانت طهران تتباهى بالسيطرة على أربع عواصم عربية: دمشق وبيروت وصنعاء وبغداد. وذلك بعد عقود أمضتها في بناء "محور المقاومة"، وهو تحالف ميليشياوي مناهض للغرب، وسّع نفوذ طهران إلى عمق العالم العربي، حسب مجلة "ذا أنتلانتك".

لكن ما تطلب بناؤه سنوات، انهار بين عشية وضحاها، بعد انزلاق "المحور" سريعاً من الارتفاع الظاهري للقوة إلى الانحدار شبه النهائي، نتيجة هزيمة إسرائيل لعضوين رئيسيين فيه، "حماس" و"حزب الله" اللبناني. وإلى جانب سقوط النظام السوري في أيدي خصوم الأسد، وانتخاب البرلمان اللبناني رئيساً للجمهورية ورئيساً للوزراء ليسا على علاقة ودّية مع المحور، يبدو أنّ العراق أحدث البلدان التي يحاول قادتها الخروج من الفلك الإيراني. 

أشار وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى إبلاغ واشنطن بغداد بأن ضرورة إيقاف استيراد الغاز والكهرباء من إيران قرار لا رجعة فيه، حيث تمارس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضغوطاً مكثفةً لتحجيم النفوذ الإيراني، عبر مطالبة بغداد باحتكار الدولة للسلاح، بجانب رفعها عن قائمة الدول المستثناة من العقوبات ضد إيران، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الإيرانية "رصانة". إذ وجّه وزير الخارجية ماركو روبيو، تحذيرات وتهديدات إلى الحكومة العراقية بضرورة تحجيم نفوذ إيران وضمان استقلال العراق في مجال الطاقة.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

ووفقاً للمجلس الأطلسي، ستؤدي سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، وتصفير مبيعاتها من النفط، بجانب ردع الجيش الإسرائيلي، إلى استحالة عودة طهران إلى إعادة بناء "محور المقاومة"، وترك النظام الإيراني أكثر عرضةً للمعارضة الداخلية والضغوط الدولية.

يقول محلل الشؤون الشرق أوسطية المقيم في واشنطن، عبد الله الحايك: "تواجه إيران في العراق تحديات متزايدةً تهدد نفوذها، حيث تشير التطورات كلها إلى إمكانية فقدان إيران سيطرتها على البلاد، فالميليشيات المدعومة من طهران بدأت بتغيير إستراتيجياتها بسبب الضغوط المتزايدة من قبل الحكومة العراقية والمجتمع الدولي. هذا التحول قد يؤدي إلى تقليص النفوذ الإيراني في بغداد، ما يشكّل ضربةً أخرى لمحور المقاومة الذي تقوده إيران". 

ما تطلب بناؤه سنوات، انهار بين عشية وضحاها، نتيجة هزيمة إسرائيل لعضوين رئيسيين في المحور، "حماس" و"حزب الله" اللبناني. إلى جانب سقوط النظام السوري في أيدي خصوم الأسد، وانتخاب البرلمان اللبناني رئيساً للجمهورية ورئيساً للوزراء ليسا على علاقة ودّية مع المحور، ويبدو أنّ العراق أحدث البلدان التي يحاول قادتها الخروج من الفلك الإيراني اليوم

"بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر هذه التغييرات على الداخل الإيراني، حيث تثير الخسائر المتتالية للحلفاء الإقليميين تساؤلات حول جدوى سياسات طهران الخارجية، ما قد يؤدي إلى ضغوط داخلية لإعادة النظر في هذه السياسات والتركيز على القضايا الداخلية. وفي محاولة لتعويض خسائر وكلائها الإقليميين، وإعادة ضبط معادلتها الإستراتيجية، يرجّح أن تسرّع إيران وتيرة تطوير برنامجها النووي ليصبح ورقة ضغط رئيسيةً في مواجهة التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة"، يضيف الحايك. 

ويشهد العراق تفاعلات داخلية وخارجيةً مناهضةً للنفوذ الإيراني، خاصةً في الآونة الأخيرة، تصبّ في صالح تعزيز منطق الدولة وإضعاف المنطق المليشياوي، حسب "رصانة". تشير الدلائل إلى عودة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، إلى الحياة السياسية العراقية، وهو يمتلك خطاباً وطنياً عابراً للطائفية ومؤيداً للدولة الوطنية، ما قد يحدث تحولات سياسيةً في ميزان القوى السياسية لغير صالح الإطار التنسيقي الموالي لإيران، بجانب تحالف تكتل خمس قيادات لتشكيل "ائتلاف القيادة السنّية الموحدة"، ضمن مسار دعم الدولة الوطنية، مع دلائل على عودة رئيس الحكومة السابق، مصطفى الكاظمي، باعتباره رجل المرحلة القادم، بعد فشل رئيس الوزراء الحالي، محمد شياع السوداني، في تأمين الإجماع اللازم لضبط السلاح المنفلت.

في المقابل، تسعى طهران إلى الحفاظ على نفوذها في العراق من خلال الحفاظ على الحشد الشعبي، كجسد كامل في القوات العراقية، ليبقى بمثابة جيش موازٍ شبيه بالحرس الثوري في إيران.

لحظة جدار برلين

"محور المقاومة كان عبارةً عن شبكة انتهازية مصمَّمة لتزويد إيران بعمق إستراتيجي، وحمايتها من الضربات والهجمات المباشرة، ولكن هذه الإستراتيجية فشلت بوضوح"، حسب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث، سنام وكيل. 

وبحسب الحايك، يشكل سقوط نظام الأسد وانتخاب جوزيف عون، بالإضافة إلى الحملة الجوية المرتقبة ضد الحوثيين، وتراجع نفوذ إيران في العراق، نقطة تحول تاريخية في الشرق الأوسط، فهذه الأحداث قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيو-سياسية للمنطقة وتراجع نفوذ إيران بشكل كبير. 

قد يعيد التقارب الروسي الأمريكي الأخير، تشكيل المشهد الإقليمي بعكس مصالح إيران، كما أنّ تجاوب حزب العمال الكردستاني مع دعوة زعيمه عبد الله أوجلان، إلى إلقاء السلاح، قد ينتزع إحدى أوراق المساومة الإيرانية. 

يتماهى مع ذلك، الباحث حازم الدرب، من خلال حديثه عن سيناريوهات مستقبلية محتملة تتضمن عمليات عسكريةً أخرى لمرحلة رابعة وخامسة ضمن عمليات التغيير المحتمل في منطقة الشرق الأوسط، حيث تحاول الولايات المتحدة حالياً فصل "الطفل السيامي"، بين كل من العراق واليمن منفردَين وإيران، بغية الدخول على أي منهما منفردةً، وفق مبدأ "قطع أذرع الأخطبوط". وذلك كله قد يؤدي تالياً إلى إشعال الشرارة في الداخل الإيراني. 

انزلق "حزب الله" و"حماس" بعيداً، فيما يستمرّ الحوثيون الموالون لطهران، على ما هم عليه. لكن ماذا عن العراق الذي تمدّ إيران فيه نفوذها عبر ميليشيات شيعية وأحزاب سياسية؟ تتساءل "ذا أنتلانتك"، حيث يصعب على رئيس الوزراء الحكم من دون دعم الجماعات الشيعية. 

مع ذلك، تتغير درجة سيطرة طهران على بغداد دائماً، نتيجة عجز الأحزاب الموالية لها عن تشكيل حكومة بمفردها، ما يفرض عليها تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى، بما فيها التي يهيمن عليها الأكراد والسنّة المختلفون أيديولوجياً مع "محور المقاومة". كما أنّ موقف شيعة العراق المؤيد لطهران محل نزاع شديد، ولا سيّما بعد تحوّل ميزان القوى الإقليمي لغير صالح إيران.

في اليمن، تتهيأ قوات التحالف لإطلاق حملة جوية واسعة النطاق ضد الحوثيين، تُذكّر بالحملات الجوية المكثفة التي شهدتها يوغوسلافيا في التسعينيات، وفترة الحظر الجوي الصارم المفروض على العراق بين نهاية حرب الخليج عام 1991، والغزو الأمريكي عام 2003. وترمي هذه الحملة إلى تحجيم القدرات العسكرية للحوثيين وشلّ بنيتهم القتالية، بما قد يلحق ضربةً قويةً بنفوذهم المتنامي ويُوجه صفعةً إضافيةً لإيران، التي تُعدّ الداعم الرئيس لهم في المنطقة، حسب الحايك.

ويضيف لرصيف22: "يمثّل سقوط نظام الأسد، الذي كان حليفاً إستراتيجياً لإيران، ضربةً قاسيةً لطهران، إذ كان يشكّل جسراً حيوياً لتمرير الدعم اللوجستي والعسكري إلى حزب الله، ما عزز من قوة الحزب ونفوذ إيران في المنطقة. ومع انهيار هذا النظام، فقدت إيران هذا الممر الإستراتيجي، ما أثّر بشكل مباشر في قدرتها على دعم حلفائها الإقليميين". 

كما أنّ انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، بدعم دولي وعربي، يعكس تحولاً في المشهد اللبناني يشير إلى تراجع النفوذ الإيراني في البلاد. فالرئيس عون، الذي يُعدّ شخصيةً مستقلةً وغير محسوبة على حزب الله، يحمل رغبة الشارع اللبناني في استعادة سيادة دولته بعيداً عن التدخلات الخارجية.

يضيف محلل الشؤون الشرق أوسطية: تشكّل التطورات المتسارعة "لحظة جدار برلين" بالنسبة إلى إيران، إذ تشير إلى انهيار نفوذها الإقليمي وتراجع مشروعها التوسعي. فقد كانت إيران تعتمد على شبكة من الحلفاء والوكلاء في المنطقة لتعزيز نفوذها ومواجهة خصومها. ومع فقدانها حلفاءها الرئيسيين في سوريا ولبنان، وتعرّض حلفائها في اليمن والعراق لضغوط متزايدة، تجد إيران نفسها في موقف ضعيف، ما قد يدفعها إلى إعادة تقييم إستراتيجياتها الإقليمية.

على الصعيد الخارجي، قد يعيد التقارب الروسي الأمريكي الأخير، تشكيل المشهد الإقليمي بعكس مصالح إيران، ولا سيّما في سوريا. كما أنّ تجاوب حزب العمال الكردستاني مع دعوة زعيمه عبد الله أوجلان، إلى إلقاء السلاح والتخلّي عن الكفاح المسلح، قد ينتزع إحدى أوراق المساومة الإيرانية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل تركيا على الاستفادة من تراجع النفوذ الإيراني أو دفعه بوسائلها الخاصة، وآخرها تشكيل محور أمني تركي عراقي سوري أردني يعزز من دور أنقرة في المنطقة. 

على ذلك، ألغت بغداد مذكرة اعتقال سابقة بحق ترامب، بسبب إصداره أمراً بقتل قائد فيلق القدس الإيراني ونائب قائد "الحشد الشعبي" العراقي، قاسم سليماني و"أبو مهدي المهندس"، في بغداد خلال ولايته الأولى، مع الموافقة على إطلاق سراح الباحثة الروسية الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي تحتجزها كتائب "حزب الله"، بجانب إقرار تعديل حيوي في الموازنة كثيراً ما سعى إليه الأكراد العراقيون، وهم الشريحة الأقرب إلى ترامب، داخل المجتمع العراقي. 

ووفقاً لموقع آخر أخبار إيران، هذه التنازلات تشير إلى أنّ حلفاء إيران في العراق يشعرون بالضعف، فيما تستشعر طهران الكارثة، في حال خسارتها العراق، الذي تربطه روابط جغرافية وثقافية عميقة بإيران، ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار داخل إيران نفسها، ويشجّع المعارضة الداخلية، ويضعف قبضة النظام على السلطة. 



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

إرشادات التعليق والمشاركة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!
Website by WhiteBeard
Popup Image