في الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريح، عن قصف مناطق داخل إسرائيل بصواريخ بالستية ومجنّحة بعيدة المدى وطائرات مسيّرة. وقال سريح إن التحرك الحوثي هذا جاء لـ"نصرة إخواننا في فلسطين". وهكذا دخلت الجماعة، المدعومة عسكرياً من إيران، الحرب ضد إسرائيل، التي كانت منهمكةً في هجوم عسكري كبير ضد قطاع غزة، قتلت خلاله آلاف الفلسطينيين.
الجماعة لم تكتفِ بذلك، بل لجأت إلى احتجاز واستهداف السفن التي تملكها إسرائيل أو تديرها في البحر الأحمر، وبدأت ذلك في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بسفينة "غالاكسي ليدر" المملوكة جزئياً لإسرائيل، والتي كانت قد خرجت من قناة السويس في طريقها إلى الهند، إذ هبط عليها عناصر الجماعة المسلحة من مروحية، وأخذوها إلى ميناء الحديدة، غرب اليمن.
وفي الثالث من كانون الأول/ ديسمبر 2023، أعلنت جماعة الحوثي أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما "يونيتي إكسبلورر" و"نمبر 9"، بطائرة مسيّرة مسلحة وصاروخ بحري، بعد رفض ربّانيهما التحذيرات، وفقاً لبيان صدر عن الجماعة.
ثم أعلنت عن تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد سفينتين أخريين، هما "إم إس سي ألانيا" و"أم إس سي بالاتيوم"، بصاروخين بحريين، وعن هجوم آخر بطائرة مسيّرة ضد سفينة الحاويات "ميرسيك جبرلاتر"، وفي الشهر ذاته تناقلت وسائل إعلام محلية ودولية، أنباءً عن تعرّض سفينة ترفع علم النرويج لهجوم بصاروخ أطلقته جماعة الحوثي من اليمن، وأنها أصيبت بأضرار.
وإزاء تكرر الحوادث المماثلة، أعلنت شركة "ميرسك"، إحدى أكبر شركات شحن الحاويات في العالم، إيقاف جميع عملياتها عبر البحر الأحمر مؤقتاً. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإجراء مباحثات مع 38 دولةً حليفةً لها في المنطقة وخارجها لإنشاء قوة مهام بحرية، لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وفقاً لباتريك رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية.
الحكومة اليمنية الشرعية عبّرت عن موقفها حيال تحركات الحوثيين البحرية، ووصف وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، الهجوم على سفينة "غالاكسي ليدر"، بالعمل الإرهابي الذي "ليس له أي تأثير مباشر أو غير مباشر على الاحتلال الإسرائيلي، بل يؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس واقتصاديات الدول المتشاطئة، وفي مقدمتها مصر، كما أنها محاولة لشرعنة الوجود الأجنبي في المضائق البحرية في المنطقة بحجة حماية الممرات الدولية من أعمال القرصنة".
وقال الإرياني في تصريح صحافي، إن ما يفعله الحوثيون يثبت صحة تحذيرات الحكومة الشرعية من خطورة استمرار سيطرة الجماعة على الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة، لأنها "تتخذها منطلقاً لعمليات القرصنة وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية".
وعلى الرغم من التصعيدات الحوثية، إلا أن الرد الإسرائيلي بقي ضمن نطاق التهديدات، وآخرها في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2023، عندما صرّح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، بأن إسرائيل "ستقوم بالرد عسكرياً على هجمات الحوثيين في اليمن، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضد الجماعة".
ما الذي دفع الحوثيين للدخول على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وتالياً مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؟
مشكلات داخلية وخارجية
ولكن ما الذي دفع الحوثيين للدخول على خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وتالياً مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؟ يجيب عن هذا السؤال الصحافي اليمني المقرب من الحوثيين كرار المراني، بقوله: "تدخّل أنصار الله الحوثيين جاء وفقاً لمعطيات الواقع وحاجة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى الدعم والمساندة، إذ ضربت الصواريخ الحوثية أهدافاً عديدةً في أم الرشراش وغيرها، وهو موقف اتُّخذ بقرار من قائد الجماعة عبد الملك بدر الدين الحوثي، عبّر فيه عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته بكل الإمكانات المتاحة".
ويرى المراني، في حديثه إلى رصيف22، أن عدم قيام إسرائيل أو الولايات المتحدة برد عسكري، سببه عدم امتلاكهما الخيارات، وأنهما لا تريدان إشعال حرب إقليمية في المنطقة، على حد تعبيره، "لذلك فهما تريدان التهدئة" يضيف موضحاً، مع استبعاده أن يكون هنالك رد عسكري محدود من بارجات أمريكية.
ويستدرك: "الرد كان غير عسكري، وتمثّل في صور عديدة منها إيقاف المساعدات الدولية للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بالإضافة إلى تعثر واضح في المفاوضات مع السعودية، بضغوط مارستها الولايات المتحدة".
مصطفى ناجي، دبلوماسي يمني سابق، وباحث ومترجم يقيم في فرنسا، يقول لرصيف22، إن الحوثيين استفادوا من عملياتهم الأخيرة من خلال "الاستمرار في جباية الأموال وجمعها من اليمنيين لتمويل مشروعهم التسليحي، وهذا أرهق كاهل المواطنين".
ويضيف أن ما فعلوه يأتي في سياق "معالجة مشكلاتهم الداخلية، لا سيما أن شعبية الجماعة كانت متدنيةً كثيراً، نظراً إلى هروبهم المتواصل من استحقاقات فرضتها الهدنة القائمة في البلاد، والمطالب الشعبية المتعلقة بصرف الرواتب المتوقفة منذ سنوات".
أما على المستوى الخارجي، فيقول إن الحوثيين أرادوا تقديم أنفسهم كقوة لا يستهان بها، بالإضافة إلى سعيهم لرفع الحرج عن إيران وإحراج الدول العربية وإظهارها أمام الرأي العام بأنها متخاذلة عن نصرة الشعب الفلسطيني".
ولا ينفي الدبلوماسي السابق، الارتفاع النسبي في شعبية الحوثيين على المستوى اليمني، إثر موقفهم المساند للفلسطينيين، وذلك "لأن اليمنيين عموماً، لديهم موقف ثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، لكن لا أحد يستطيع فعل شيء، فأوضاع البلاد إجمالاً لا تسمح إلا بتضامن معنوي، وربما مادي، وعيني محدود. في المقابل، يتعامل الحوثي مع هذه القضية كمضمار للكسب السياسي والاستفادة من الحالة العاطفية".
"الحوثي كسب شعبيةً بهذا التدخل، بل فرض معادلة الحصار مقابل الحصار، عبر التصعيد الأخير، الذي يمنع السفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال كافة، من المرور في البحرين العربي والأحمر، إذا لم يدخل إلى غزة ما تحتاجه من غذاء ودواء، وهذه رسالة واضحة للجميع بأن اليمن بجانب الشعب الفلسطيني"
ووفقاً لعبد الواسع الفاتكي، وهو محلل سياسي، ورئيس الدائرة السياسية لتيار نهضة اليمن، فإن إيران "تستغل ادّعاءها قيادة محور الممانعة، ذريعةً للتدخل في شؤون المنطقة العربية ودعم أذرعها الشيعية، التي تستخدم قضية فلسطين شماعةً لإسقاط الدول العربية وتأجيج الفتنة الطائفية والحروب الأهلية".
ومحور الممانعة الذي يتحدث عنه الفاتكي، تحالف عسكري سياسي غير رسمي مناهض للغرب وإسرائيل ويعادي دولاً عربية كثيرة يتهمها بالتعامل مع الغرب". ويستبعد الفاتكي أن يؤدي ظهور الحوثيين كقوة ضمن محور الممانعة الإيراني، إلى توسيع الحرب إقليمياً، ويشرح ذلك لرصيف22: "إيران وأدواتها في المنطقة حددت موقفها منذ اليوم الأول لاندلاع أحداث غزة، بأن لا علاقة لها بوحدة الساحات أو أي ملفات إقليمية".
"برغم أن الحياة باتت صعبةً في صنعاء بفعل ارتفاع الأسعار، لكن من الضروري مساندة الشعب الفلسطيني"؛ هذا ما يقوله تاجر المواد الغذائية في سوق ذهبان في صنعاء، أحمد عامر (35 سنةً)، الذي يصف تدخّل الحوثيين، بالعمل الشجاع مقارنةً بصمت الدول العربية وخذلانها فلسطين، على تعبيره.
ويتابع متحدثاً إلى رصيف22: "الحوثي كسب شعبيةً بهذا التدخل، بل فرض معادلة الحصار مقابل الحصار، عبر التصعيد الأخير، الذي يمنع السفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال كافة، من المرور في البحرين العربي والأحمر، إذا لم يدخل إلى غزة ما تحتاجه من غذاء ودواء، وهذه رسالة واضحة للجميع بأن اليمن بجانب الشعب الفلسطيني".
ويذكر أنه كان من بين يمنيين كثر، تبرعوا لدعم المقاومة الفلسطينية مادياً عبر البنك المركزي في صنعاء، الذي يسيطر عليه الحوثيون: "دعمتُ المقاومة الفلسطينية بما أستطيع، ومستعد لأن أقدّم لها المزيد من الدعم، لأن القضية الفلسطينية قضية العرب".
وعن الواقع المعيشي والاقتصادي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، يؤكد التاجر أن أسعار الصرف في مناطق الحوثي ثابتة لم تتغير، برغم أزمة الفئات الورقية، وذلك يعود إلى قرار لجماعة الحوثي "ألزمت به البنوك وشركات الصرافة بتثبيت سعر الصرف"، لكنه لا ينفي الارتفاع الملحوظ في أسعار الخدمات والسلع المستوردة على وجه الخصوص.
تداعيات
الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، علي الذهب، يعبّر عن مخاوفه من أن تؤدي هجمات جماعة الحوثي على إسرائيل إلى تأثيرات عميقة على معيشة اليمنيين، ويقول لرصيف22: "هذه التأثيرات غير ظاهرة بنحو كبير لغاية الآن، لكن إن اتُّخِذت تدابير وإجراءات تتعلق بتدفق السفن إلى الموانئ أو لجأت شركات الشحن البحري إلى مضاعفة أسعار الشحن بسبب المخاطر التي تتعرض لها السفن، فالتأثيرات ستكون ماثلةً لا محالة".
ويوضح أنه لا يمكن لشركات الشحن أن ترفع أسعار التأمين: "سفينة تجارية كبيرة تعرضت للاختطاف، ولا تزال عند الحوثيين، وهذا يعرّضها للخطر، لذا أقساط التأمين ستزداد، وتالياً سيكون هناك عزوف عن دخول السفن الموانئ اليمنية الواقعة في البحر الأحمر، خصوصاً التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، وهذا يؤثر على أسعار السلع، إذا ما غامرت هذه السفن ودخلت بعد زيادة أجور الشحن، وأقساط التأمين".
ويتوقع الذهب، حدوث ما يصفها بالفجوة الاقتصادية، الناجمة عن عدم رغبة مالكي السفن في المخاطرة بها، وإفراغ حمولاتها في موانئ دول مجاورة، كعمان، ليتم نقلها برّاً، أو إفراغها في موانئ عدن الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وهذا قد يدفع الحوثي للاعتداء عليها.
"بالإضافة إلى أن الحركة الاقتصادية والتجارية والعائدات الجمركية والضريبية ومداخيل العمال ستقلّ في الموانئ الواقعة ضمن مناطق الحوثي"؛ يضيف الذهب.
وعلى المستوى العسكري، يرجّح حصول استجابات عنيفة قد تضاعف من التصعيد الحاصل، وتحوّل اليمن إلى ساحة حرب من نوع آخر، لا سيما أن الطرف الآخر يتكوّن من الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا.
"الحوثي يحاول استثمار قضية غزة، وحربها ضد الاحتلال الإسرائيلي، لطمس سجل الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين في تعز، ومختلف المدن اليمنية، من قصف عشوائي، وقنص مباشر، وزراعة للألغام التي لا تزال تحصد أرواح الناس"
لكنه يعود للقول إن هذا السيناريو لا يزال في محل تحكّم من قبل تلك الدول؛ "كونها لا ترغب في إشعال الحرب ومضاعفة حدة الصراع، خاصةً أن مصالحها في البحر الأحمر قد تتهدد، وسيكون هذا مدخلاً أو باباً لتحركات عسكرية واسعة لا تقف عند الحوثيين فقط، وإنما تتجاوزهم إلى جماعات العنف المسلحة والموجودة في القرن الإفريقي، والتي لها ارتباطات كثيرة مع الحوثيين".
وعلى أي حال، يتوقع مراقبون أن تتم عسكرة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن في المرحلة المقبلة، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وذلك بزيادة أعداد السفن الحربية خصوصاً في مضيق باب المندب.
وهنالك من يتوقع خضوع الحكومة اليمنية لضغوط من أجل الموافقة على تواجد عسكري أجنبي على جزر يمنية تقع في البحر الأحمر، مثل جزر كمران وميون وزُقر وجبل الطير أو حُنيش.
ويقيسون على ذلك ما حدث في الغيضة، وهي مدينة يمنية في محافظة المهرة شرق اليمن. والقصة أن طائرةً مسيّرةً استهدفت في الثلاثين من تموز/ يوليو 2021، الناقلة "ميرسر ستريت" التي تشغلها شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، قبالة سلطنة عمان، وتسببت في مقتل شخصين، هما حارس الأمن البريطاني أدريان أندروود، وقبطان السفينة الذي يحمل الجنسية الرومانية.
وفي الثامن من آب/ أغسطس 2021، أرسلت بريطانيا قوات خاصةً إلى مطار الغيضة في محافظة المهرة، بهدف ملاحقة مرتزقة تابعين لجماعة الحوثي، يُعتقد بأنهم المسؤولون عن الهجوم على الناقلة التي كانت تقوم برحلة من تنزانيا إلى دولة الإمارات.
وذكر موقع "إكسبرس" البريطاني، أن مجموعةً تضم 40 عنصراً من عناصر الكوماندوس (القوة الخاصة)، بينهم وحدة للحرب الإلكترونية، مهمتها مراقبة الاتصالات، وهي موجودة ضمن مهمة تتبّع منفذي الهجوم.
ومنذ سنوات، اتخذ هذا التواجد البريطاني أشكالاً متعددةً وجعل من الشرق اليمني، المهرة، مستقرّاً له، وهو أمر يؤكد ما سبقت إليه لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، وهي تحذر من تحول المحافظة إلى تجمع للقوات الأجنبية خاصةً مع استمرار توافد هذه القوى.
مسار السلام
منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، توقفت محادثات السلام بين السعودية والحوثيين، وسط تهديدات من الطرف الأخير بمعاودة شنّ الهجمات على الأراضي السعودية، ترافقت مع اتهامات أطلقها عضو المكتب السياسي الأعلى في الجماعة، محمد علي الحوثي، في حديث تلفزيوني، بقوله إن السعودية حالت دون وصول عدد من الصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة إلى أهدافها في فلسطين المحتلة؛ الأمر الذي يثبت أن علاقة الطرفين تكاد تقترب من العودة إلى نقطة الصفر.
ولأن ذلك قد يؤجج الصراع في المنطقة التي يراد لها التهدئة في الوقت الحالي، وفقاً لآراء متخصصين في الشأن السياسي، فهنالك توقعات بأن تمارس الولايات المتحدة ضغوطها على السعودية من أجل التوصل إلى اتفاق لهدنة طويلة، وإبرام اتفاقيات بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين، في المجالات الإنسانية والاقتصادية، لمنع الحوثيين من تهديد الملاحة البحرية، مع أنهم يتوقعون كذلك أن تكون للحوثيين شروط جديدة لم تكن مطروحةً من قبل، لكون الجماعة ترى نفسها في موقع أكثر قوةً مما مضى.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والصحافي مازن فارس، أن هجمات جماعة الحوثي "كشفت للعالم أنها عنصر تهديد حقيقي، وأنها تميل إلى العنف أكثر من السلام"، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تتطلب من اليمنيين "ألا يكونوا أداةً طيّعةً في أيدي تجّار الحرب، وأن يتجنبوا إرسال أبنائهم إلى الجبهات، بجانب الالتفات إلى مشاريع التنمية الداخلية".
عبد الرحمن مهيوب (52 سنةً)، من منطقة الحوبان، كان في وسعه قبل سنوات الانتقال من هناك إلى وسط مدينة تعز حيث مركز الأمل الذي تعالج فيه من الإصابة بالسرطان، بدقائق قليلة فقط لا تتجاوز العشر دقائق كما يقول: "لكن بفعل حرب الحوثيين وحصار المدينة، بات يستغرق وصولي إلى هناك ثماني ساعات في أقل تقدير".
ويقول بشيء من عدم الرضا لرصيف22: "قبيل الحرب، كنت أتنقل إلى مركز العلاج بأبسط التكاليف، لكن الحوثي أغلق المنافذ، وأصبحنا نسافر عبر طرق تكلفنا 20 ألف ريال للسفرة الواحدة، بجانب متاعب الطريق، وظروف المعيشة والسكن خلال فترة العلاج".
وبشأن هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر، يقول: "الحوثي يحاول استثمار قضية غزة، وحربها ضد الاحتلال الإسرائيلي، لطمس سجل الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين في تعز، ومختلف المدن اليمنية، من قصف عشوائي، وقنص مباشر، وزراعة للألغام التي لا تزال تحصد أرواح الناس".
ويضيف: "قبل ثماني سنوات، أغلق الحوثي عدة منافذ في تعز، هي جولة القصر، منطقة كلابة، منفذ صالة، منفذ غراب، وخط حذران، في وجه أكثر من ثلاثة ملايين نسمة. واليوم يذهب إلى استهداف السفن البحرية بمبرر أن غزة محاصرة، وهذا تناقض واضح. الحوثي رفض جميع المبادرات التي قُدّمت من أجل فتح منفذ للمرضى والمدنيين".
ويحذر مهيوب من انعكاس التحركات الحوثية، التي قد تدفع كما يخشى، أمريكا وإسرائيل إلى قصف اليمن، "كما تفعل مع الهجمات القادمة من الفصائل العراقية أو مع حزب الله في لبنان"، فضلاً عن خشيته من قرارات محتملة لوقف المساعدات والبرامج الإغاثية الممنوحة من منظمات خارجية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.