يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
بين ادّعاءات بقصف الجيش السوري مواقع تابعةً لحزب الله في لبنان، وتصريحات غير صحيحة على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن ممارسات الشرطة المصرية قبل ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وصولاً إلى رواية زائفة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول استهداف مدنيين وصحافيين في غزّة، تعدّدت المعلومات الخطأ والمضلّلة التي راجت عربياً هذا الأسبوع، وفنّدتها منصات عربية متخصّصة في تدقيق المعلومات.
هل وجّه الجيش السوري ضربةً إلى مواقع حزب الله؟
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر ضربات عسكريةً، مرفقاً بادعاء أنّه يوثّق استهداف الجيش السوري مواقع تابعةً لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.
هل وجه الجيش السوري ضربات لحزب الله في لبنان
أجرت منصّة "فارق" السورية المتخصّصة في تدقيق المعلومات، بحثاً عكسياً عن الفيديو، وتوصّلت إلى أنه مضلّل، إذ يعود إلى عام 2022، ونشره مراسل روسي، ويظهر الاشتباكات بين الجيشَين الروسي والأوكراني، ولا علاقة له بالجيش السوري ولا بالتطورات الأخيرة على الحدود اللبنانية السورية.
بين ادّعاءات بقصف الجيش السوري مواقع تابعةً لحزب الله في لبنان، وتصريحات غير صحيحة على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن ممارسات الشرطة المصرية قبل ثورة يناير 2011، وأكاذيب الجيش الإسرائيلي حول المستهدفين في غزّة، تعدّدت المعلومات الخطأ والمضلّلة التي راجت عربياً هذا الأسبوع
وقد اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية السورية ومجموعات موالية لها، ومناصرين للرئيس السوري السابق بشار الأسد، في مدن الساحل السوري، ما أدّى إلى مقتل ما لا يقلّ عن 1،093 مدنياً، غالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية، وبعض المسيحيين، فضلاً عن 25 شخصاً من السنّة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعقب الأحداث، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً لرجل دين مسيحي، مصحوبةً بزعم أنّ الصورة تعود للمطران يوحنا يوسف بطرس، الأب الروحي لكنيسة مار إلياس في طرطوس، وأنّ قوات موالية للحكومة السورية أعدمته خلال أحداث الساحل.
دقّقت منصّات عدة متخصّصة في تدقيق المعلومات في الصورة؛ من بينها فارق ومسبار اللتان توصلتا إلى أنها لرجل الدين المسيحي رومانوس الحناة، وكيل بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وأن الصورة مقتطعة من فيديو التُقط خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي عُقد يومَي 24 و25 شباط/ فبراير 2025.
ونفى حساب "أبرشية عكار الأرثوذكسية - مطرانية طرطوس"، على فيسبوك، مقتل الأب يوحنا بطرس، مؤكداً أنه لا يوجد لدى المطرانية أيّ كاهن بهذا الاسم، وأنّ الخبر عارٍ من الصحة.
حملة تضليل مصرية ضد النظام السوري
وعقب أحداث الساحل السوري، انتشرت عبر مجموعة وسوم مصرية، حملة تضليل وخطاب كراهية ضد الحكومة السورية الجديدة. وكشف تقرير مشترك بين مجتمع التحقّق العربي، ورصيف22، أنّ حملة التضليل المنسّقة، قادتها حسابات وهمية (bots)، تنشط في الدعاية للنظام المصري الحالي، وانتقاد معارضيه.
وتوصّل التقرير إلى أنّ المحتوى المنشور على الوسوم، يتضمّن معلومات مضلّلةً، مثل إصدار مجلس الوزراء السوري وثيقةً تأمر بعدم القيام بأيّ تظاهرات ضد ما وصفها بـ"دولة إسرائيل الشقيقة". وقاد التحقّق من الوثيقة إلى اكتشاف التلاعب رقمياً في محتواها، علماً أنّها لم تُنشر عبر أي مصدر رسمي.
الجيش الإسرائيلي ينفي جرائمه
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بياناً زعم فيه استهداف "خلية عسكرية" في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد أن أطلق أفرادها طائرةً مسيّرةً للهجوم على القوات الإسرائيلية المتمركزة في المنطقة.
تواصل المرصد الفلسطيني "تحقّق"، مع مصادر على صلة بالضحايا الذين استُهدفوا في الغارة، واتّضح أنّ ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأنهم مضلّلة.
ونفى مدير المكاتب الخارجية في مؤسسة "الخير"، في غزّة، محمد يوسف حسنة، صحة مزاعم الجيش الإسرائيلي، مؤكداً أنّ الضحايا كلهم من الطاقم الإغاثي للمؤسسة، الذين كانوا يعملون على مساعدة النازحين.
وعقب الحادث، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، بياناً انتقد فيه بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، واصفاً إيّاه بـ"المليء بالأكاذيب"، التي من شأنها تبرير استهداف المدنيين.
هل تحامَلَ الشعب المصري على الشرطة قبل الثورة؟
وخلال زيارته إلى أكاديمية الشرطة، أدلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتصريحات حول ممارسات الشرطة قبل ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وأوضاع مراكز الإصلاح والتأهيل آنذاك. فنّدت منصتا تدقيق المعلومات المصريتان "متصدقش" و"صحيح مصر"، هذه التصريحات، وأثبتت عدم صحتها.
قال السيسي: "قدروا من خلال الشحن والشائعات والكذب والافتراء، إن يخلي قطاع كبير من الشعب المصري يبقى متحامل عليها (الشرطة)"، وأكدت "متصدقش"، أنّ وزارة الداخلية ارتكبت انتهاكات مختلفةً بحق المواطنين قبل الثورة، وفق ما وثّقته منظمات حقوقية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، ولم تكن هذه الانتهاكات محض "افتراء".
"قدروا من خلال الشحن والشائعات والكذب والافتراء، إن يخلي قطاع كبير من الشعب المصري يبقى متحامل عليها (الشرطة)"... إلامَ توصّل تفنيد منصّتي "صحيح مصر" و"متصدقش"، تصريحات الرئيس السيسي حول ممارسات الشرطة قبل ثورة يناير وأوضاع السجون حالياً؟
وذكر المجلس القومي لحقوق الإنسان، في تقريره السنوي الأوّل لعام 2004/ 2005، أنّ 67% من شكاوى التعذيب التي وردت إليه تتعلق باستغلال قانون الطوارئ؛ لاعتقال وتعذيب ساكني المناطق العشوائية أو ذات الكثافة السكانية العالية؛ وهي الممارسات التي وصفها المجلس بـ"غير المنضبطة والمتعسّفة".
وقال الرئيس السيسي أيضاً: "الدولة المصرية خدت مسار تطوير مراكز الإصلاح والتأهيل وأصبحت متفرّدة فيها"، وهو ما نفته "متصدقش" و"صحيح مصر"، وأوضحتا أنّ منظمات حقوقيةً رصدت سوء أوضاع المساجين في مراكز الإصلاح والتأهيل ومراكز الاحتجاز في مصر، حدّ وقوع وفيات داخلها.
ونتيجةً لسوء الأوضاع داخل السجون، أضرب سجناء في سجن "تأهيل 6"، وفق المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. كذلك، تفتقر السجون المصرية إلى الرعاية الصحية، وفق تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي لعام 2023، بالإضافة إلى توثيق مؤسسات حقوقية أخرى إقدام سجناء على الانتحار؛ نتيجة سوء أوضاع السجون.
"الأهلي" المصري ينافس في دوري آخر؟
في سياق منفصل، راج على بعض الصفحات المهتمة بكرة القدم المصرية، خطاب موجّه من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلى النادي "الأهلي" المصري، يتضمّن موافقةً على انضمام الأهلي إلى أيّ دوري في العالم، وذلك بعد تهديد إدارة النادي بالانسحاب من بطولة الدوري المصري على خلفية اتهامات بمخالفة اللوائح وبتوجيه البطولة عبر الأخطاء التحكيمية الفجّة، كما ذكرت إدارة النادي.
هل سيلعب النادي الأهلي في دوري آخر بموافقة فيفا؟
دقّقت "صحيح مصر"، في الخطاب، ووجدت أنه مفبرك، وأنّ النسخة الأصلية منه تعود إلى موسم 2020/ 2021، عندما أرسل رئيس الاتحاد الدولي، جياني إنفانتينو، خطاباً إلى رئيس اللجنة المكلفة بإدارة اتحاد الكرة المصري آنذاك، مهنئاً إياه بتتويج "الزمالك"، بطلاً للدوري المصري.
وجرى تعديل الخطاب عبر أحد برامج تحرير الصور، لتضاف جملة "تهانينا للأهلي". ولم تنشر حسابات النادي "الأهلي"، على منصّات التواصل الاجتماعي، ولا موقعه الرسمي، أيّ أخبار عن طلب النادي اللعب في منافسات خارج المسابقات المحلية المصرية، أو السماح له بذلك.
ولم يخُض "الأهلي"، مباراته أمام منافسه التقليدي نادي "الزمالك"، قبل أيام، اعتراضاً منه على عدم تعيين طاقم تحكيم أجنبي لإدارتها، مهدداً بالانسحاب من منافسات البطولة عموماً، ما لم تُلبَّ طلباته.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومnews/2025/03/12/nx-s1-5323229/hpv-vaccine-cancer-rfk في هذا المقال بتاريخ لاحق يشدد الأطباء على...
جعفر أحمد الكردي -
منذ يومينجهلك سافر يا هذا ، لو سألت أباك الذي تدعي أنه من أهل الدين والتدين لقال لك بأن شيخك المزعوم كان...
مستخدم مجهول -
منذ يومينعلى رغم الحزن الي كلنا عمنعيشوا و الي انت كتبت عنه هون بس كثير حلو الي حكيته و اي نحن السوريين...
Souma AZZAM -
منذ 5 أيامالدروز ليسوا نموذجًا واحدًا في الاعتقاد والسلوك. اما في مستوى العقيدة، فهم لا يؤمنون بالسحر، وإن...
محمد دراجي -
منذ أسبوعأخي الفاضل قبل نشر مقالة عليك بالتحقق خاصة في علم الأنساب والعروش والقبائل فتسمية بني هجرس ولدت...
م.هيثم عادل رشدي -
منذ أسبوعمقال رائع وضع النقاط على الحروف فالحقيقة أن النزاعات جعلت أبناء شعوبنا متشردين ولاجئين ومهاجرين...