في الجنوب اللبناني، وتحديداً في بلدة حولا، عاد الأهالي إلى ديارهم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها. إلا أنّ العودة لم تكن كما تخيّلوها؛ فالدمار يطغى على المشهد، والمنازل التي كانت ذات يوم تزخر بالحياة، تحوّلت إلى أطلال.
في الصورة الأولى، يظهر رجل مسنّ وهو يمشي متّكئاً على عصاه، على طريقٍ تحيط بها الأبنية المهدّمة. على الجدار، بقيت كلمات محفورة في الخراب، ورسائل من زمنٍ لم يبتعد كثيراً، لكنها أصبحت ذكرى مؤلمةً لأصحابها. خلف الدمار، يرفرف علم لبنان، علامةً على صمود الأرض برغم المِحَن.
أحد سكان البلدة يتجول في شوارعها قرب منزل دمرته القوات الإسرائيلية.
أحد سكان البلدة يتجول في شوارعها قرب منزل دمرته القوات الإسرائيلية.
في مشهدٍ آخر، تروي الصورة حكاية منزلٍ لم تتبقَّ منه سوى الأنقاض، وكأنّ العنف حطّ رحاله هنا، بلا رحمة. بين الركام، عجلة دراجة مقلوبة، وكأنّها شاهدة على قصة طفلٍ أُرغِم على الرحيل، أو لم يعُد بعد.
كرسي متحرك لرجل مُقعد في فناء منزل دمره الجيش الإسرائيلي بالمفخخات في حولا.
كرسي متحرك لرجل مُقعد في فناء منزل دمره الجيش الإسرائيلي بالمفخخات في حولا.
أما في الصورة الثالثة، فنرى سيارةً محطّمةً ملتصقةً بجدار منزلٍ شبه مدمّر، وقد قُذفت بين الأنقاض. المحال التجارية المغلقة تحكي عن الحياة التي توقّفت قسراً، وعن بيوتٍ كانت يوماً عامرةً بالعائلات والأحلام، وكذلك السقف المتهالك.
سيارة محطمة قرب منزل متضرر بفعل التفجيرات التي قامت بها القوات الإسرائيلية في أحد أحياء بلدة حولا.
سيارة محطمة قرب منزل متضرر بفعل التفجيرات التي قامت بها القوات الإسرائيلية في أحد أحياء بلدة حولا.
ماذا وجد أهالي بلدة حولا في الجنوب اللبناني، عقب عودتهم إلى ديارهم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها؟
في الصورة الأخيرة، مشهدٌ داخلي من أحد المنازل، حيث الظلام يخيّم على المكان. تتسلل أشعة الشمس عبر النوافذ المحطّمة لتكشف عن جدرانٍ احترقت بالكامل، وأسلاكٍ التفّت حولها النيران، وأثاث لم يبقَ منه سوى الرماد. هذه ليست مجرد آثار حريق عابر، بل هي نتيجة إحراقٍ متعمد نفّذه الجيش الإسرائيلي، ليترك المنازل خراباً، لا يمكن ترميمها بسهولة. كانت هذه غرفة المعيشة أو ربما غرفة النوم، لكنها الآن مجرّد صدى لحياةٍ لم تكتمل.
منزل عند أطراف بلدة حولا من جهة ميس الجبل أحرقته الجيش الإسرائيلي بعد العبث بمحتوياته.
منزل عند أطراف بلدة حولا من جهة ميس الجبل أحرقته الجيش الإسرائيلي بعد العبث بمحتوياته.
في صورة أخيرة، قرأت جملةً بالعبرية، وترجمتها التي تبيّن أنّها تعني: "الشيعي الرجل هو الشيعي في القبر". لكن في حولا يوجد أحياء كُثر، عادوا إلى بلدتهم، وسيعيدون بناءها، وسيبقون أحياء ينبضون بالحياة مهما كانت آلة الموت فتّاكةً.
نصب "شهداء مجزرة حولا" الذي كتب عليه الجيش الإسرائيلي عبارة "الشيعي الرجل هو الشيعي في القبر".
نصب "شهداء مجزرة حولا" الذي كتب عليه الجيش الإسرائيلي عبارة "الشيعي الرجل هو الشيعي في القبر".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
diala alghadhban -
منذ يومينو انتي احلى سمرة
حاولت صور مثلك بس كان هدفي مو توثيق الاشياء يمكن كان هدفي كون جزء من حدث .....
ssznotes -
منذ يومينشكرًا لمشاركتك هذا المحتوى القيم. Sarfegp هو منصة رائعة للحصول...
saeed nahhas -
منذ يومينجميل وعميق
Mohamed Adel -
منذ أسبوعلدي ملاحظة في الدراما الحالية انها لا تعبر عن المستوى الاقتصادي للغالبية العظمى من المصريين وهي...
sergio sergio -
منذ أسبوعاذا كان امراءه قوية اكثر من رجل لكان للواقع رأي آخر
أمين شعباني -
منذ أسبوعهذا تذكيرٌ، فلا ننسى: في فلسطين، جثثٌ تحلق بلا أجنحة، وأرواحٌ دون وداعٍ ترتقي، بلا أمٍ يتعلم...