منذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأ يتكشّف حجم الخسائر البيئية في لبنان، حيث تعمّد الجيش الإسرائيلي تدمير مساحات شاسعة من الأحراج المعمّرة، وحرقها وإلحاق الضرر بالتنوّع البيولوجي الغنيّ الذي لطالما ميّز الطبيعة اللبنانية.
هذا كلّه يُثير العديد من الأسئلة حول مرحلة ما بعد الحرب، وما ينبغي فعله من أجل تعويض ما خسرته الطبيعة في لبنان بيئيّاً.
أبرز الأضرار البيئية جرّاء الحرب الإسرائيلية
تُشير جمعية "الجنوبيون الخضر"، وهي جمعية محلية تُعنى بالحفاظ على الإرث الطبيعي البيئي والثقافي في لبنان، في حديث خاص إلى رصيف22، إلى أنّ هناك مستويات عدة من الأضرار التي لحقت بالبيئة اللبنانية، ويعود ذلك إلى الوسائل والأسلحة التي اعتمدتها إسرائيل منذ اليوم الأول لتحقيق "سياسة الأرض المحروقة"، وجعل المنطقة غير صالحة للسكن.
برغم الخسائر الكبيرة في البيئة اللبنانية جرّاء الحرب الإسرائيلية، لوحظت مؤشّرات إيجابية على استعادة البرّية حيويتها شيئاً فشيئاً، وإن كان ذلك يتطلّب بعض الوقت، فلطالما أظهرت البرّية اللبنانية والعالمية مرونةً وقدرةً على استعادة حيويتها
تنبّه الجمعية، على وجه التحديد، إلى الاستخدام المكثّف وغير المسبوق لقنابل الفوسفور الأبيض، والذي أدّى إلى احتراق مساحات واسعة من الغابات والأحراج والكروم التي تُشكّل موائل طبيعيةً لمختلف الأنواع، وهو ما يرقى من حيث الحجم والنطاق والأثر، إلى مستوى "الإبادة البيئية". كما أدّى هذا الاستخدام المكثّف إلى تلوّث التربة والمياه، وهو ما تترتّب عليه آثار بيئية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ويؤثِّر بشكل مباشر على التنوّع البيولوجي.
حرج السنديان في يارون قبل الحرب، من حساب "الجنوبيون الخضر".
حرج السنديان في يارون قبل الحرب، من حساب "الجنوبيون الخضر".
حرج السنديان في يارون بعد الحرب، من حساب "الجنوبيون الخضر".
حرج السنديان في يارون بعد الحرب، من حساب "الجنوبيون الخضر".
من الصعب تحديد حجم الخسائر بدقّة، نظراً إلى عدم وجود تقييم دقيق لحالة التنوّع البيولوجي وأعداد الكائنات النشطة في المناطق التي تعرّضت للاستهداف المكثّف، بحسب "الجنوبيون الخضر"، التي توضّح أنّ هذه المناطق كانت تُشكّل موائل طبيعيةً حيويّةً للعديد من الأنواع، و"تقديراتنا تشير إلى خسائر كبيرة جداً في التنوّع البيولوجي. فكل شجرة تُعدّ ملاذاً لعدد من الكائنات، والضرر الأكبر طال المجتمعات الحشرية، نتيجة التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للفوسفور الأبيض على النباتات والتربة والهواء، يليها الضرر الذي لحق بمجموعات الزواحف والأنواع التي تعتمد على الجحور، مثل الوبر الصخري (الطبسون)، والغرير الأوراسي، وحتّى طيور البوميّات، وبالأخص البومة الصغيرة (أم قويق)، التي تفضّل التعشيش في الجحور. كما تُعدّ هذه المنطقة، وفق توثيقاتنا السابقة، موطناً نشطاً لأنواع أخرى من الثدييات والضواري والطيور المختلفة، وهو ما يزيد من خطورة الخسائر البيئية الناجمة عن الاستهداف".
وترى "الجنوبيون الخضر"، أنه على الرغم من ذلك كله، لوحظت مؤشّرات إيجابية على استعادة البرّية حيويتها شيئاً فشيئاً، وإن كان ذلك يتطلّب بعض الوقت، ولطالما أظهرت البرّية اللبنانية والعالمية مرونةً وقدرةً على استعادة حيويتها.
الخسائر الزراعية كبيرة جدّاً
خلال تقرير له بعنوان "التقييم الأوّلي للأضرار والخسائر في لبنان"، أشار البنك الدولي إلى أنّ الخسائر في قطاع الزراعة حتّى 27 أيلول/ سبتمبر 2024، تُقدّر بنحو 1.1 مليار دولار أمريكي، والخسائر البيئة حتّى التاريخ نفسه، بلغت 214 مليون دولار.
تشير مديرة جمعية التحريج في لبنان، الدكتورة مايا نعمة، في حديث خاص إلى رصيف22، إلى أنّه استناداً إلى الدراسات الأوّلية التي أُجريت عبر الأقمار الاصطناعية، أفادت التقديرات بوجود نحو 6 آلاف هكتار محترقة كليّاً، تشمل الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء، وخُمس المساحة هذه، أحراج ومساحات طبيعية.
وتشير نعمة، إلى مسوحات تُجرى حالياً، من قبل وزارة الزراعة بالتعاون مع "الفاو" وبعض الجهات، لتحديد الأضرار على الزراعة والمزروعات والمساحات الخضراء بشكل أدقّ على الأرض، وكذلك بالتعاون مع المزارعين، وتفترض أنه "خلال شهر ستكون لدينا أرقام دقيقة لكل المساحات التي احترقت والمساحات المتضررة وأنواع الأضرار وقيمتها".
المؤسف أنه فور توقّف إطلاق النار، وعودة الأهالي إلى معظم البلدات الجنوبية، باستثناء بعض البلدات التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يتواجد فيها في القطاعين الشرقي والأوسط، سارع عدد من غير المعنيين بسلامة الطبيعة وحماية البيئة إلى غزو الأحراج التي كانت قد تعرّضت للقصف الإسرائيلي، والتي خسرت مساحات شاسعةً من أشجارها الخضراء، خاصةً في منطقتَي وادي زبقين ووادي الحجير. وبذريعة أنّ الحرش تعرّض للحريق بالفعل، بادر هؤلاء إلى قطع الأشجار دون أي مسوّغ قانوني، فقُطعت الأشجار المتضررة وغير المتضررة، وهذا ما وثقته "الجنوبيون الخضر"، بشكل واضح.
الصورة من حساب "الجنوبيون الخضر".
الصورة من حساب "الجنوبيون الخضر".
الصورتان من حساب "الجنوبيون الخضر".
في هذا السياق، تؤكّد مديرة جمعية التحريج في لبنان، أنّ الذي يحصل من أعمال قطع الأشجار بحجة أنها محترقة جزئياً أو كليّاً، أمر مخالف للقانون ومخالف للتقنيات، فمن المفترض أن تُترك كل الأشجار المحترقة لكي تعود وتجدد نفسها وتعيش من جديد.
تضيف نعمة: "هناك ضرورة للابتعاد عن الأحراج التي احترقت، خاصةً مع احتمالية وجود مواد سامّة أو مواد غير مشتعلة بعد، أو حتى قنابل غير منفجرة، وينبغي أن تخضع هذه الأحراج لمسحٍ كاملٍ من قبل الجيش اللبناني الذي دعا المواطنين إلى الابتعاد عن هذه المساحات. وبعد أن نتاكد من عدم وجود أي مواد خطرة، يُجرى مسح تقني من أجل تقدير قوّة الحريق، ومعرفة ما إذا كان الحرش قادراً على أن يجدد نفسه أو لا".
"بالنسبة إلى الشجر المحترق كليّاً، يجب أن يبقى كما هو، وإذا أردنا أن نتدخّل في الحرش المحترق كلّياً، فعلينا أن نبقي نسبةً معيّنةً منه من أجل المحافظة على التوازن داخله، ونحن نزيل قسماً من الأشجار المحترقة لكي نزيل خطر سقوطها أو تفاقم الأمراض في الأرض، والأشجار المتبقية تساعد الشجيرات الصغيرة على النمو، أما الشجرة المحروقة جزئياً فبكل تأكيد ممنوع قطعها، لأن هناك احتماليةً بأن تعاود نشاطها"، تُردف نعمة.
ما المطلوب لاستعادة المساحات الخضراء في الجنوب؟
كما تلفت نعمة، إلى أنّه بعد إجراء المسوحات العلمية، تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة فحص التربة للتحقّق من طبيعتها، وما إذا كانت تحتوي على أيّ ملوِّثات، ومدى تأثير هذه الملوِّثات على خصوبتها، وكذلك للتحقّق من المواد الضرورية كالغذاء والمواد العضوية والميكروبات، وبناءً على هذا التقييم نستطيع أن نقرّر كيف نُجري إعادة التأهيل. فإذا كانت الأرض متدهورةً جداً ومحروقةً إلى درجة أنها فقدت الحياة، سنكون بحاجة إلى أن نعيد الحياة إليها من خلال إعادة تأهيلها، قبل أن نعاود زراعتها، وذلك ممكن عبر زيادة الأسمدة، والمواد العضوية، وحرث الأرض، ومن ثم زراعتها، ويمكن أن يحدث ذلك على مراحل، بدءاً بالنباتات الصغيرة وصولاً إلى مرحلة الشجر.
وتردف نعمة، في ما يخصّ الأراضي التي لم تتلوّث كثيراً أو التي لم تحترق بشكل كبير، أنه إذا كانت الأرض حرشيةً، يقوم الحرش بتجديد نفسه، خاصةً في المحميات الطبيعية، ولكن هناك ضرورة لأن نحمي هذا الحرش من الرعي، وأن يُمنع فيه أي نشاط بشري، وكذلك مَنع حركة الآليات داخله، وكل هذا بهدف ترك المجال للطبيعة لكي تعاود تجديد نفسها. كذلك نقوم بمراقبة الوضع لفترة تمتد إلى ثلاث سنوات، لنرى ما هي الأصناف التي عادت للنمو، وما إذا كانت هناك ضرورة للتدخّل ويكون ذلك ابتداءً من السنة الثالثة. ولأنّ المحمية الطبيعية يجب أن تحافظ على تنوّعها البيولوجي الخاص، فلا ينبغي إدخال أصناف من خارج الحرش، وإذا أردنا التدخّل والزراعة فعلينا أن نزرع من الأصناف الموجودة داخل المحمية. أما بالنسبة إلى الأراضي الزراعية، وبما أننا نحن من قام بزراعتها، فينبغي أن نعيد زراعتها من جديد بعد تسميدها وتهويتها، تتابع نعمة.
"الجنوب، سواء في مرحلة إسناد غزّة أو مرحلة الحرب الواسعة، خسر ما لا يقلّ عن ثلث قدرته الإنتاجية على مستوى قطاع النحل"... كيف يمكن تعويض هذا القدر من الخسائر؟
قطاع النحل من أبرز المتضرّرين
وبخصوص قطاع النحل الذي يُعدّ واحداً من القطاعات الأكثر تضرّراً بفعل الحرب الإسرائيلية على لبنان -وكنّا قد كتبنا عن الخسائر التي تعرّض لها في أثناء الحرب- فاليوم يتطلّع مربّو النحل إلى إعادة إحياء هذا القطاع من جديد.
ويشير الخبير في تربية النحل، حسين جرادي، إلى أنه حتّى الآن لا يوجد إحصاء جدّي وحقيقي ودقيق ومنهجي لخسائر قطاع النحل، محدّداً خسائر القطاع في مناحل أُصيبت بشكل مباشر بالقصف، سواء المدفعي أو الجوّي، ولم يبقَ منها شيء، وفي مناحل أُصيبت بفعل الشظايا أو بفعل أصوات الانفجارات أو بسبب الانبعاثات الناتجة عن القصف، خاصةً الفوسفوري، ما أدّى إلى تضرّر النحل بشكل كبير.
يضيف جرادي: "في تقديري، الجنوب، سواء في مرحلة إسناد غزّة أو مرحلة الحرب الواسعة، خسر ما لا يقلّ عن ثلث قدرته الإنتاجية على مستوى قطاع النحل، وقد تبيّن لي هذا بعد اطّلاع ومراقبة خلال بعض الجولات التي قمت بها، ومن خلال التواصل مع مربّي النحل في المناطق كافة، سواء في قضاء صور أو قضاء بنت جبيل أو حتى قضاء النبطية، وما بين القطاعات الغربي والشرقي والأوسط… نعم، لدينا خسائر لا تقلّ عن ثلث القدرة الإنتاجية".
كيف نعوّض خسائر قطاع النحل؟
وعمّا إذا كانت خسائر القطاع قابلةً للتعويض، وعن سُبل تعويضها واستعادة القطاع عافيته، يقترح جرادي: "من أجل أن نؤمّن استمرارية وإعادة نهوض القطاع الزراعي عموماً، وقطاع النحل خصوصاً، يجب تعويض النحّالين مباشرةً، سواء من الجهات المانحة أو الجهات التي تتولّى التعويض"، موضحاً أنّ تعويض النحّال ينبغي أن يكون بـ"قفران نحل جاهزة بدلاً من التي خسرها، أو مبالغ مالية مشروطة بشراء قفران نحل. وهناك نقطة مهمة جداً، هي أنّ النحّال الذي بقيت لديه قفران نحل، يستطيع أن يعيد توسيع منحلِه من خلال عمليات التكاثر التي يجريها وفق ما يطلَق عليه التكاثر الاصطناعي أو التطريد الاصطناعي، ما يعني أنّ النحّال قادر على التعويض خلال موسم الربيع القادم، في آذار/ مارس، ونيسان/ أبريل، وأيار/ مايو".
ماذا عن التربة؟
بالعودة إلى كلّ ما تقدّم، يمكن استخلاص أنّ الخطوة الأساسية تنطلق من معالجة التربة الملوَّثة لإطلاق عجلة إعادة الحياة إلى المناطق الزراعية والحرشية. في هذا السياق، يشير الأكاديمي المتخصّص في علوم النبات والتربة في الجامعة اللبنانية ورئيس "الحركة البيئية اللبنانية"، البروفيسور حسان مخلوف، في حديثه إلى رصيف22، إلى أنّ التربة في الجنوب تلوَّثت بفعل استخدام الأسلحة، فهي تحتوي على الكثير من المعادن الثقيلة كالكادميوم والرصاص والزنك، وهي مواد ملوِّثة وخطيرة على التربة لأنها تؤدّي إلى تسمّمها، وتمنع النباتات من امتصاص المعادن الأخرى.
أما بالنسبة إلى الفوسفور الأبيض الذي استخدمه الجيش الإسرائيلي بشكل مفرط في حربه على لبنان، فينبّه مخلوف إلى أنّ هذه المواد الفوسفورية بمجرد أن تتركّز في التربة، تؤدّي إلى احتراق وتسمّم الكائنات الحيّة الدقيقة المسؤولة عن خصوبة التربة والمسؤولة عن تفكيك المواد السامّة فيها، والمسؤولة أيضاً عن تمعدن المواد العضوية وتحوّلها إلى مواد أو عناصر مفككة صالحة للاستخدام النباتي حتّى يمتصّها النبات.
ويضيف مخلوف: "موت الكائنات الدقيقة في التربة يؤدّي إلى موت التربة، كما أنّ مجرد وجود الفوسفور الأبيض في التربة مع مركّباته الثانية، ومع وجود المياه التي تأتي نتيجة المطر أو الريّ، يُساهم في أن تتحوّل هذه المواد الفوسفورية إلى حامض فوسفوري (أسيد فوسفوريك)، وهذا الحامض يؤدّي إلى انخفاض درجة حموضة التربة. وإذا تخطّى حدّاً معيّناً، فهذا يؤثّر على امتصاص الكالسيوم والآزوت وعلى امتصاص عدد كبير من العناصر الغذائية للنبات، ويؤدّي إلى تدهور حالة النبات وموتها"، علماً بأنّ الحموضة المناسبة للتربة الزراعية تتراوح بين 5.50 و6.50، و7 كحدٍ أقصى لبعض الزراعات.
كيف نعالج التربة الملوّثة؟
إذا كانت المساحة المصابة صغيرةً أو مقتصرةً على مئات عدة من الأمتار، يمكن أخذ التربة إلى المختبر لمعالجتها. وعبر هذه الطريقة، يمكن أن نضيف إلى التربة موادّ كيميائيةً ثانيةً تُساهم في تثبيت الفوسفور في التربة، كي يتحوّل إلى مكوّن غير منحلّ وغير قابل للذوبان، وتالياً لا يؤذي النبات، وفق الأكاديمي اللبناني الذي يستدرك قائلاً إنّ هذا يؤدي في الوقت عينه إلى تلوث كيميائي للتربة، لأننا بهذه الطريقة نكون قد رفعنا نسبة المواد الكيميائية في التربة، وهذا أمر سيئ للغاية.
يؤكّد مخلوف أنّ التكنولوجيا الحيوية، هي تكنولوجيا وطنية لبنانية ومتوافرة ورخيصة، يمكن من خلالها معالجة التربة المصابة وبشكل سريع، بحيث تعود التربة المصابة الزراعية إلى الإنتاج الزراعي، خاصةً في بساتين الزيتون والحمضيات والخضروات والتبغ
ويستطرد مخلوف: "إذا كان القصف غير مركّز أو كان لمرة واحدة، فبوجود الكائنات الحيّة التي تأتي بواسطة المياه أو الرطوبة، يمكن أن تعمل على معالجة هذه الإصابة أو هذا التسمّم بالفوسفور وحتّى معالجة المعادن الثقيلة، وذلك من خلال عمليات الاستقلاب التي تقوم بها داخل التربة، وإن كان هذا الأمر يتطلّب وقتاً، فإذا كانت الإصابة طفيفةً ربما تحتاج إلى سنة أو سنة ونصف إلى سنتين، وفق مخلوف الذي يضيف أنّ هذه الكائنات تكون قليلةً جداً نتيجة الاستعمال المكثّف للأسمدة الكيماوية والأدوية الزراعية التي تُستخدم لمعالجة النباتات من خلال العمليات الزراعية منذ خمسين عاماً وإلى اليوم.
"المعالجة الحيوية"... تكنولوجيا لبنانية فعّالة
أما في الأراضي التي أُصيبت بشكلٍ مركّز ومكرّر بالفوسفور الأبيض، فيجب التدخّل، وأفضل طريقة هي معالجة التراب المصاب بالوسائل الحيوية، إذ تبقى الوسيلة المثلى للوصول إلى نتائج سريعة تسمح للمزارعين باستعادة خصوبة تربتهم الزراعية وإعادة استغلال الأراضي، بحسب مخلوف الذي يضيف: "هذه التكنولوجيا تم تطويرها في لبنان، وقمنا بتطويرها في الجامعة اللبنانية، وهي تستند إلى حقن التراب أو معالجة التربة الزراعية المصابة ببكتيريا مأخوذة من غابات لبنان، وهذه البكتيريا تقوم بتفكيك السموم ولكن بشكل بطيء، ولكن في حال تدخّلنا بهذه التكنولوجيا فنحن نزوّد التربة بعدد هائل من البكتيريا بشكل مكثّف، وهذا يؤدّي إلى تنشيط عمل هذه البكتيريا، وإلى تفكيك الملوِّثات وتدميرها، وجعلها صالحةً للاستخدام من قبل النباتات، وإلى امتزاز المعادن الثقيلة، وتالياً تمنع هذه المواد السامّة من الدخول إلى النبات، وتسميم النبات والمحاصيل".
والامتزاز هو عملية تثبيت المعادن الثقيلة على جدارية الخلايا البكتيرية، دون الامتصاص.
ويؤكّد مخلوف، أنّ التكنولوجيا الحيوية، هي تكنولوجيا وطنية لبنانية ومتوافرة ورخيصة، يمكن من خلالها معالجة التربة المصابة وبشكل سريع، بحيث تعود التربة المصابة الزراعية إلى الإنتاج الزراعي، خاصةً في بساتين الزيتون والحمضيات والخضروات والتبغ، وخلال بضعة أشهر، لا تتخطّى في أصعب الحالات ستة أشهر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نداء حرب -
منذ 16 ساعةإثبات هلال رمضان يختلف بين الدول والمذاهب الإسلامية، وغالبًا ما يعتمد على طرق متعددة مثل الرؤية...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Frances Putter -
منذ أسبوعyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ أسبوعأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ أسبوعتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ اسبوعينغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...