شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
مستقبلٌ غامض للمرحلة الثانية من الهدنة في غزّة... هل ينوي نتنياهو استئناف الحرب؟

مستقبلٌ غامض للمرحلة الثانية من الهدنة في غزّة... هل ينوي نتنياهو استئناف الحرب؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تنتهي اليوم السبت 1 آذار/ مارس 2025، المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النّار بين حركة حماس وإسرائيل، بعد 42 يوماً من الهدوء عاشها الفلسطينيّون في غزّة إثر 15 شهراً من حرب الإبادة دون انقطاع، تلتها صفقة تبادل الأسرى التي انتهت بالإفراج عن 642 أسيراً فلسطينيّاً، من بينهم أقدم أسير في العالم؛ نائل البرغوثي، الذي أمضى 45 عاماً في السّجون، برفقة 150 أسيراً آخرين من أصحاب المؤبّدات والأحكام العالية، و445 أسيراً من معتقلي غزّة بعد السّابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023.

ولا عجب أنّ مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ وتنتهي خلال المرحلة الأولى، لم تُحقّق إنجازاً يُذكر. فقد دارت حولها أسئلة كثيرة حتّى في اللحظات الأولى لإبرام الاتفاق. واليوم، يدور الحديث عن نيّة نتنياهو استئناف الحرب. هذا ما تبيّن من خلال محادثات هاتفيّة أوّلية أجراها مع وزرائه ومسؤولين في الجهاز الأمنيّ، في الوقت الذي قالت فيه مصادر إسرائيليّة إنّ محادثات القاهرة بشأن التقدّم باتّجاه المرحلة الثانية "لم تكن جيّدةً".

إذا مُدّدت المرحلة الأولى، وأخذ الإسرائيليّيون أسراهم، فلن تكون هناك مرحلة ثانية ولا ثالثة، وستنقضّ إسرائيل مرّةً أخرى على الشعب الفلسطينيّ

تحاول إسرائيل مواصلة إيقاع إطلاق سراح ثلاثة أسرى كلّ سبت، كما حصل في المرحلة الأولى، بينما تقول مصادر فلسطينيّة، إنّ "حماس" ستطالب بضمانات لتنفيذ المرحلة الثانية من أجل القبول بتمديد الأولى.

وكانت قد سبقت ذلك، محاولات إسرائيليّة أمريكيّة لتمديد المرحلة الأولى، وإرجاء الثانية التي تعني وقفاً مستداماً للحرب. إذ ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ إسرائيل "تسعى لتمديد المرحلة الأولى، عبر عمليات إفراج جزئيّة؛ تشمل إطلاق سراح عدد قليل من المختطفين الإسرائيليين، مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين".

إسرائيل تتهرّب من المرحلة الثانية

يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة القدس: "تتهرّب إسرائيل من المرحلة الثانية من المفاوضات، لأنّها تعني انسحابها من قطاع غزّة وإعادة الإعمار. هي معنيّة بتمديد المرحلة الأولى، مع تغيير مفاتيح إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بمعنى أن يُفرج عن كلّ جندي أو ضابط إسرائيليّ، مقابل عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيّين، لكن دون التزامات سياسيّة".

ويشير في حديثه إلى رصيف22، إلى أنّه "اتّفق في المرحلة الأولى على إدخال خيام وغرف متنقلة ومواد بتروليّة وطبيّة، ولم تلتزم إسرائيل بها. وبالتأكيد، لن تلتزم بالقضايا الأخرى التي تُمهّد للانسحاب".

ويستدرك قائلاً: "لكنّي أعتقد أنّنا، برغم ذلك كله، سنشهد المرحلة الثانية، دون الثالثة، خاصّةً أنّها تحمل استحقاقات سياسيةً".

ويشدّد الرقب، على أنّ "إسرائيل تريد البقاء في قطاع غزّة، في ظلّ تأكيدات مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط على أنّ المرحلة الثّانية صعبة، لكن يجب الانتقال إليها، وفي ظلّ تغيير نتنياهو للوفد المفاوض بما يُلبّي مسألة الإطالة"، محذراً: "إذا مُدّدت المرحلة الأولى، وأخذ الإسرائيليّيون أسراهم، فلن تكون هناك مرحلة ثانية ولا ثالثة، وستنقضّ إسرائيل مرّةً أخرى على الشعب الفلسطينيّ".

ويتّفق الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيليّ، أنطوان شلحت، مع هذا الطرح. يقول: "إسرائيل لا ترغب في الانتقال أبداً إلى المرحلة الثانية من الاتّفاق، لأنها تعني إنهاء الحرب، والانسحاب من مواقع، قال نتنياهو، إنّ البقاء فيها مسألة وجوديّة".

زعزعة صورة نتنياهو

ويضيف شلحت، في حديثه إلى رصيف22: "في حال الانتقال إلى هذه المرحلة، ستتزعزع صورة نتنياهو، كرئيس حكومة يصرّ على تحقيق ما يصفه بأنّه النّصر المطلق". كما أنّ الانتقال يعني نهاية الحرب، وهو ما يُنذر بتهديد حكومته بالسّقوط، لأنّ حلفاءه من اليمين المتطرّف هدّدوا بأنّهم عند انتهاء الحرب سينسحبون من الحكومة".

نتنياهو يريد الآن أن تعود العلاقة مع أمريكا بقيادة ترامب إلى المربّع الذهبيّ، وأن ينجح في تصفية موضوع الدولة الفلسطينية

أما الدكتور مايكل مورغان، الباحث السياسيّ في مركز لندن للدراسات السياسيّة والإستراتيجية، فيخالف هذا الطرح، قائلاً: "أعتقد أنه ستكون هناك مرحلة جديدة من المفاوضات، تتبلور باتجاه خطة واضحة لحماية الفلسطينيّين، وإعمار غزّة بوجود أهلها، لمحاولة تضييق الخناق على حماس بشكل أو بآخر".

ويضيف خلال حديثه إلى رصيف22: "إذا فشلت المفاوضات، فسيكون نتنياهو السّبب في ذلك، لا حركة حماس. أعتقد أنّ الولايات المتّحدة ستشارك في المفاوضات الجديدة".

وفي هذا الشأن، يرى أنطوان شلحت، أنّ قرار تمديد المرحلة الأولى سيكون بيد الإدارة الأمريكيّة، على الرّغم من تضارب التصريحات بشأنه من قبل المسؤولين الأمريكيين".

مراسم التسليم التي استفزّت نتنياهو

وضعت إسرائيل شرطاً أساسيّاً لتسليم الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين، بعد تعليق الإفراج عنهم، ويتمثّل في أن تتوقّف حماس عن إجراءات "التسليم المهينة"، كما وصفتها. وتعقيباً على ذلك، يقول الرقب: "مراسم التسليم بالشكل الاستعراضيّ الذي جاءت عليه تُمثّل أزمةً لنتنياهو، لأنّ حماس تقدّم نفسها على أنّها منتصرة، ونتنياهو مهزوم. لذا علّق الأخير الإفراج عن الدفعة الأخيرة، بعد أن تسلّم أسراه. وهذا يؤكد سلوك إسرائيل التي لا تلتزم بالتزاماتها ولا تجد من يُلزمها بها".

ويرى الرقب، أنّ حركة حماس قد لا تُقدِم على مثل هذه المراسم في المرّات المقبلة، لأنّها ستُفرج عن جنود وضباط. "سيكون ذلك أمراً مُخجلاً بالنسبة لنتنياهو، خاصّةً أنه يأتي بعد أشهر طويلة من الحرب والقتال، لابتزاز حماس وضمان تسليمها جنوده وضبّاطه بشكل آخر".

على جبهة الضفّة الغربيّة

على الجبهة الموازية، اتّخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بإدخال دبابات حربيّة إلى جنين في الضفّة الغربية، لأوّل مرة منذ اجتياح عام 2002، في تطور خطير، وسط مخاوف من تكرار المجازر التي ارتُكبت في قطاع غزّة خلال حرب الإبادة.

يُعلّق الرقب قائلاً: "لا تُعدّ غزّة جزءاً من كتب الإسرائيليين الدينيّة، أو جزءاً من ممتلكتهم التاريخيّة كما يدّعون. وعليه، لا يعتقدون بوجودهم فيها قبل التاريخ. لكنّهم في المقابل، يدّعون هذا الوجود في الضفّة الغربيّة. الهدف الأساسي هو الضفّة الغربيّة".

ويضيف: "أعتقد أنه قد يجري تركيز الحديث على غزّة وجعلها عنواناً للفلسطينيين، عبر توسيعها مثلاً في صحراء النّقب. وقد يتمّ تهجير سكان الضفّة إليها، أو إلى الأردنّ. وهكذا، تُترك غزّة للفلسطينيين والعرب، ويحقّق نتنياهو واليمين هدفهما؛ ابتلاع الضفّة".

ويقول شلحت: "إنّ دخول دبابات إلى جنين، يعكس العقيدة الأمنيّة الجديدة التي تتبنّاها إسرائيل، والتي تفيد بأنّها لن تكتفي فقط بالحرب التي اعتُمدت سابقاً لمواجهة ما تعدّه تهديداً لأمنها"، موضحاً: "في السّابق، كانت تعتمد على الاستخبارات وسلاح الطيران. الآن، تقوم العقيدة الجديدة على تنفيذ عمليّات بريّة، إذا لاحت في الأفق تهديدات أمنيّة. هذا ما تفعله في شمال الضفّة الغربيّة، باعتبار أنّ الخطاب الإسرائيلي يتحدث عن تهديد أمنيّ قد يكون شبيهاً لما حدث في السّابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023".

ويعتقد الرقب، أنّ ترامب، ربما يكون قد اتفق مع نتنياهو، على "تضخيم" موضوع غزّة، كي يعطيه الضوء الأخضر لعمليّات واسعة في الضفة الغربيّة، موضحاً أنه "ليس من المنطقي أن تنفجر ثلاث عبوات في بيت ليد في تل أبيب، ولا تصيب إسرائيليّاً واحداً. لذا، أعتقد أنّها مسرحيّة هزليّة خططت لها الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، فكيف لا يُعتقل فلسطينيّ واحد لتأكيد أنّه يقف خلف هذه العمليات، ولم يعترف أيّ تنظيم فلسطيني بمسؤوليته عنها؟".

"مخاطر أمنية" تهدد إسرائيل

"ما يجري في شمال الضفة الغربيّة، خاصةً في المخيمات، هو بمثابة استنساخ للحرب على قطاع غزّة، بحجة أنّ هناك مخاطر أمنيّةً تهدد إسرائيل بسبب وجود كتائب للمقاومة، وأخرى تمارس المقاومة اللامركزيّة، وعلى إسرائيل أن تخوض قتالاً كثيفاً بشأن ما تصفه بأنه قضاء على هذه الكتائب"، يؤكّد شلحت.

الإبقاء على وجود حماس هو أكبر مكسب لإسرائيل. ولن يستطيع نتنياهو القضاء عليها، أو القبول بالقضاء عليها، فهو يستخدمها كفزّاعة أمام شعبه وأمام العالم

ويرى أنّ الهدف الحاليّ أبعد من البُعد الأمني؛ وهو "محاولة نتنياهو الالتفاف حول موضوع الدولة الفلسطينية. فهو يكرّر صباح مساء، أنّه هو رئيس الحكومة الإسرائيليّة الذي سيمنع إقامة دولة فلسطينية. ولعلّه يجد أنّ الفرصة سانحة من أجل ذلك، مع وجود إدارة أمريكيّة برئاسة ترامب، إدارة لا تدعم إسرائيل بشكل مطلق فحسب، بل تتماشى مع سياساتها، كما أثبتت في ولايتها الأولى، من خلال ما عُرف باسم صفقة القرن التي طرحها ترامب".

ويشدد شلحت، على أنّ "نتنياهو يريد الآن أن تعود العلاقة مع أمريكا بقيادة ترامب إلى المربّع الذهبيّ، وأن ينجح في تصفية موضوع الدولة الفلسطينية، من خلال بعض الممارسات الميدانية".

لماذا تراجع ترامب عن خطته في غزّة؟

وتجيء محاولات تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، عقب إعلان الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، عن تراجعه عن خطته في غزّة، والرّامية إلى تهجير سكّانها إلى الأردن ومصر، بقوله "إنّه لن يفرض الخطّة، إنّما يوصي بها فقط".

"كان في نيّة ترامب، الوصول بالمفاوضات إلى شروط عالية، حتّى يتمكّن من تحقيق شروط أقلّ في النهاية"، يقول مورغان. ويشير إلى أنّ "هذه طريقته في التفاوض. فحين قابلته المعارضة من مصر والأردن، وفي ظلّ وجود مصالح الولايات المتحدة الأمريكيّة الكبيرة مع مصر والمنطقة، اضطر إلى التّراجع عن خطته".

ويتابع: "أعتقد أنّ لترامب، مطامع شخصيّةً، تتمثل في أن يكتب التاريخ أنّه أعاد تشكيل الشرق الأوسط، وأن يشيد أبراجاً تحمل اسمه في قطاع غزّة. لكنّه انسحب قليلاً كي يرى ماذا سيحدث".

وحتّى بعد هذا التّراجع، نشر ترامب على حسابه في منصّة "تروث"، مقطع فيديو أنشأه الذكاء الاصطناعيّ عن تصوّره لغزّة المستقبليّة؛ "الريفييرا"، كما يصفها.

ولا يعتقد مورغان، أنّ ترامب أعطى شيكاً مفتوحاً لنتنياهو ليفعل ما يريد في غزّة والضفّة الغربيّة. "فترامب يريد السلام في المنطقة، وهذا ما لا يصدّقه البعض، وربّما شعر بأنّ نتنياهو وضعه في ورطة، بالسير في اتجاه قضيّة التهجير، فبدأ بالتراجع".

يتّفق أنطوان شلحت، مع ما سبق ويؤكّد: "في رأيي، الولايات المتّحدة تريد إنهاء الحرب، فهذه سياسة ترامب المُعلنة حتّى الآن. وعليه، يمكن تقدير أنّه يريد إنهاء الحرب في غزّة، لكن ليس قبل فرض بعض الإملاءات الإسرائيلية على الاتفاق".

"نتنياهو يقول إنّ القضاء على حماس يقع في مقدّمة أهداف إسرائيل، لكن في رأيي الإبقاء على وجود حماس هو أكبر مكسب لإسرائيل. ولن يستطيع نتنياهو القضاء عليها، أو القبول بالقضاء عليها، فهو يستخدمها كفزّاعة أمام شعبه وأمام العالم الذي يصوّر له أنّه يحارب الإرهاب".

ويرى شلحت، أنّ المرحلة المقبلة شديدة القتامة في ما يتعلق بمستقبل المنطقة، لأنّ "العلاقة بين الإدارتين الإسرائيليّة والأمريكيّة فيها قدر كبير من التناغم والانسجام، وهذا يعطي إسرئيل فائضاً من القوة لتنفيذ مخططاتها".

ويردف موضحاً: "قد لا تنجح في تهجير الفلسطينيين من القطاع والضفّة، لكن يمكن أن تنجح في مسألة ضمّ المزيد من الأراضي أو في توسيع الاستيطان، أو إقامة مناطق عازلة في غزّة، أو إبعاد حركة حماس عن التمسّك بأيّ سلطة مدنية في غزّة".

ويختم حديثه بالقول: "لم تتّضح معالم الموقف العربيّ في ما يتعلق بمستقبل القضيّة الفلسطينيّة، والصورة غامضة أيضاً في مسألة مفاوضات المرحلة الثانية والموقف الأمريكيّ، الذي يفيد بأنّ أمريكا ستدفع المفاوضات إلى الأمام، لكنّ موقفها لا يُترجم إلى أفعال تدفعها بشكل فعليّ".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image