شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
كيف تناور السعودية ترامب بسلاحَي الدبلوماسية والاقتصاد؟

كيف تناور السعودية ترامب بسلاحَي الدبلوماسية والاقتصاد؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتنوّع

الخميس 27 فبراير 202512:50 م

"برغم التقليد المتّبع من الرؤساء الأمريكيين بزيارة بريطانيا أولاً، قد تكون المملكة العربية السعودية وجهتي الأولى"؛ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف: "على الأرجح، سألتقي ببوتين هناك في المستقبل غير البعيد". وكانت الرياض أول محطة لترامب خلال ولايته الأولى، وقّع فيها البلدان اتفاقيات بقيمة 400 مليار دولار، بجانب تنسيق الجهود المشتركة تجاه قضايا المنطقة، بما فيها احتواء/ ردع إيران.

مع ذلك، وعلى غرار الإدارات الأمريكية السابقة، خيّبت إدارة ترامب، آمال المملكة بعد هجوم وكلاء إيران الإقليميين على منشأتَي بقيق وخريص، عام 2019.

اليوم، وبرعايتها أوّل مباحثات أمريكية روسية بعد الحرب الأوكرانية، "تعكس المناورات الدبلوماسية الأخيرة للمملكة نضجاً متزايداً لم تشهده خلال ولاية ترامب الأولى"، حسب ما قال زميل أول مركز السياسة الدولية، نيجار مرتضوي، لمجلة "نيوزويك"، مضيفاً: "يبدو أنّ المملكة انتقلت من نهج السياسة الخارجية غير الواقعي تجاه المنطقة، وهي تستخدم نفوذها وتتبنّى الدبلوماسية كأداة للاستقرار الإقليمي والنفوذ الإستراتيجي".

"المناورات الدبلوماسية السعودية تعكس طموحاتها العالمية مع تأمين مصالحها الجيو-سياسية. فدعمها لسلام تفاوضي في أوكرانيا قد يعزز نفوذها لدى واشنطن وموسكو"

تضيف المجلة: "المناورات الدبلوماسية السعودية تعكس طموحاتها العالمية مع تأمين مصالحها الجيو-سياسية. فدعمها لسلام تفاوضي في أوكرانيا قد يعزز نفوذها لدى واشنطن وموسكو، فيما يؤكد دورها القيادي في غزّة، على سلطتها الإقليمية. وذلك بعملها مع مصر والأردن والإمارات، على إطار يزيح حكم حماس، مع إبقاء إقامة الدولة الفلسطينية بنداً على طاولة التفاوض. وهو ما سيختبر قدرة تعامل المملكة مع الديناميكيات المعقدة لمنافسة القوى العظمى والاستقرار الإقليمي".

في هذا السياق، يقول ماركو مسعد، وهو زميل باحث في معهد الشرق الأوسط للسياسات في واشنطن، إنه "باتت لدى السعودية رؤية إستراتيجية تتنافى مع التزامها المطلق بالفضاء الأمريكي، بل أصبحت تفرض شروطها الخاصة، كقضية التطبيع مع إسرائيل، التي تشترط للاتفاق في شأنها حلّاً عادلاً للقضية الفلسطينية ومساراً واضحاً ومحدداً لحلّ الدولتين. وهي تضغط في هذه الاتجاه ولها كلمة قوية".

"إلى جانب ذلك، هناك قيادة المملكة للمحيط العربي، وهو ما بدا في اجتماع الرياض غير الرسمي مؤخراً، بحضور عدد من الدول العربية التي توحدت بقيادة السعودية لمواجهة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة. ومع تراجع ترامب عن خطّته، واعتبارها استشاريةً وغير ملزمة، تكون الجهود السعودية قد أثمرت سريعاً"، يضيف مسعد، لرصيف22.

إلى القوة الاقتصادية التي تضخّمت أكثر، هناك رؤية إستراتيجية مختلفة لدى الرياض، وبالتلاحم بينهما تضاعفت قوة المملكة، ولم تعد ترمي نفوذها في ساحة واحدة (الغرب أو الشرق)، بل في مختلف الساحات، وهو ما يجعل واشنطن والعواصم الغربية والدولية تجري وراء الرياض لخطب ودّها، والاستفادة من نفوذها الإقليمي والدولي، حسب مسعد.

دروس مستفادة

لم يعد البيت الخليجي كما عهده ترامب سابقاً. فالتحولات الإقليمية والدولية، وجّهت دول الخليج نحو تنويع شركائها وبناء تحالفات تحقّق مصالحها، مع تطوير قدراتها الذاتية وتنفيذ إستراتيجياتها التنموية، حسب المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية. وهو ما يبديه تقاربها مع الصين وروسيا، وعدم انحيازها لأي طرف في الحرب الأوكرانية، مع تصدّرها الوساطة في بعض القضايا، كوساطة السعودية والإمارات منفردتين في عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، بجانب مساعي الرياض لتشكيل تحالف دولي لحلّ الدولتين، بالإضافة إلى تحوّط إستراتيجي لتحقيق مصالحها عبر تقارب حذر مع إيران.

ووفقاً لمعهد الشرق الأوسط، "يأتي هذا التحوّط نتيجة دروس مستفادة من تصرّف الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمخاوف بشأن موثوقية الإستراتيجية الشاملة لأمريكا، وجزئياً لعدم يقين دول الخليج بشأن المشهد الإستراتيجي الإقليمي، مدفوعةً بمصلحة ذاتية والحفاظ على الذات. إذ إنّ حملة ‘الضغط الأقصى’ على إيران سابقاً، صعّدت التهديدات والهجمات ضد السعودية والإمارات. حينها، خيّب ردّ واشنطن على هذه التهديدات، آمال وتوقعات البلدين خلال إدارتَي ترامب وجو بايدن".

على ذلك، وفي خطوة استباقية، أشارت الرياض مؤخراً، إلى استعدادها للتوسط بين ترامب وإيران، وهو ما يسمح لها بالنأي بنفسها ضمنياً عن حملة الضغط الأقصى ضدّ طهران، حسب شبكة "سي إن إن".

"الفترة الحالية هي فترة تحولات كبرى بين نظام قائم عماده الولايات المتحدة الأمريكية، وبين محاولات تحدّي النموذج الأمريكي، من خلال محاولة خلق بدائل ومضاعفة التحديات أمام الولايات المتحدة الأمريكية"، حسب مدير قسم الدراسات في المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)، اللواء السعودي أحمد الميموني.

في المقابل، ومن خلال سياسة فرض التعريفات على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة، تسعى واشنطن للقضاء على أي منافسة تقوّض قيادتها للاقتصاد العالمي.

مما سبق، و"في ظلّ هذه التجاذبات، تسعى المملكة لإنجاح نموذجها الذي استثمرت فيه كثيراً في الحياد الإيجابي والشراكات التي تعزز من الاعتمادية المتبادلة بينها وبين الفاعلين في الساحة الدولية"، يضيف اللواء الميموني، لرصيف22.

الاستياء من سياسات واشنطن المتغيّرة، هو ما دفع قادة الخليج نحو مزيد من الشراكات والتحالفات البديلة، حسب مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، "حيث أمّنت الصين لدول الخليج التنوع الاقتصادي الضروري، ومن دون مطالب سياسية مقابلة، ما يحفظ لقادة الخليج استقلاليّتهم وسيادتهم. فيما رسّخت روسيا مكانتها كشريك حيوي للخليج في مجالَي الطاقة والدفاع، وساهم نفوذها في سوريا واستعدادها للانخراط الدبلوماسي مع إيران ودول الخليج، في اكتسابها صفة الوسيط النافذ والشريك الأمني".

كما توفر العلاقة مع موسكو، فرصةً لموازنة النفوذ الأمريكي، بعد أن أظهرت الحرب الأوكرانية حدود التحالفات التقليدية وأهمية الاستقلال الإستراتيجي. لذا، كما يذكر المجلس في دراسته، "تخاطر مقاربات ترامب القائمة على صفقات قصيرة الأمد، بتطوير دول الخليج لشراكاتها مع الصين وروسيا. كما أنّ التركيز الأمريكي على المعاهدات الدفاعية فحسب، دون معالجة الاحتياجات الاقتصادية والدبلوماسية الأوسع، قد يدفع دول الخليج إلى دائرة نفوذ بكين وموسكو، ما يغيّر تحالفات المنطقة بشكلٍ جذري ويحدّ من نفوذ واشنطن".

"ترامب مهتم بالتطبيع بين المملكة وإسرائيل، كونه يرغب في تجنّب التورط السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يجنبّه الدفع من الخزانة الأمريكية لإرسال الجنود أو الأسلحة وما شابههما. لذا يرغب في الابتعاد وترك المنطقة تحكم نفسها بنفسها"

تشكل علاقة المملكة المتنامية مع بكين (الانضمام إلى مجموعة "بريكس" والشراكة في منظمة شنغهاي للتعاون)، صراعاً محتملاً مع أجندة ترامب "أمريكا أولاً"، وفقاً لصحيفة "ذا ديلي ستار". ما يدعو للتساؤل عن إمكانية ضغط ترامب لقطع دول الخليج علاقاتها مع الصين، مما يخاطر بتداعيات اقتصادية؟ أو تسامحه مع ذلك للحفاظ على الاستقرار الإقليمي؟

بجانب ذلك، تتساءل الصحيفة عن إمكانية توقيع السعودية لاتفاقية تطبيع مع إسرائيل، وهي التي لا تزال مترددةً في الاعتراف رسمياً بالأخيرة دون رؤية مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية، منبّهةً إلى أنّ تعنّت تل أبيب يجعل الاتفاق غير مرجح، ما قد يعطل طموحات ترامب في تكامل إسرائيلي عربي أعمق.

للسعودية موقف كبير جداً، مدعوم بالقوة الاقتصادية، حسب الزميل الباحث مسعد. بدا ذلك من خلال الاستثمارات الكبيرة التي أعلنوا عنها بعد وصول دونالد ترامب، إلى رئاسة ثانية.

ويضيف: "بدوره، ترامب مهتم بالتطبيع بين المملكة وإسرائيل، كونه يرغب في تجنّب التورط السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يجنبّه الدفع من الخزانة الأمريكية لإرسال الجنود أو الأسلحة وما شابههما. لذا يرغب في الابتعاد وترك المنطقة تحكم نفسها بنفسها. ومن خلال تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، يمكن أن تنتعش التجارة والاقتصاد والاستثمارات في المنطقة، وتزيد رفاهية الحياة الموجودة فيها، مع إبعادها عن الحروب. وهو ما يأمله ترامب".

يقول مسعد: "لمنطقة الشرق الأوسط أهمية سياسية وجغرافية وجيو-سياسية، نتيجة موقعها بين الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وهذا الموقع أصبح موضع جذب واستقطاب من هذه القوى لتعزيز نفوذها الإقليمي والعالمي. وباعتبارها دولةً قائدةً/ مؤثرةً في المنطقة، تعمل كلّ من هذه القوى الدولية لاستقطاب المملكة إلى جانبها، ولا يتعلق الأمر بالحيّز السياسي فحسب، بل يتعداه إلى الاقتصاد والتكنولوجيا وجميع مجالات الحياة التي تؤثر في السياسة الدولية".

اللاعب الإقليمي الأسمى

تعيد الرياض تقييم دورها القيادي الإقليمي المؤدّي إلى مسار يحقّق التعاون والتنمية مع خفض حدّة الصراعات، حسب مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، عبد العزيز بن عثمان بن صقر، في مجلة "المجلة". ويشير انخراطها الدبلوماسي الاستباقي إلى سياسة خارجية مستقلّة تختلف عن أولويات واشنطن أحياناً. لذا، إن كانت الأخيرة مهتمةً بتجديد شراكتها الإستراتيجية، فعليها التكيّف مع التوجهات السعودية الأكثر حزماً وحرصاً على مصالحها الوطنية ومكانتها العالمية واستقلالية قرارها والخطّ المتوازن والحيادي في الصراعات الدولية.

"تجب قراءة النهج الجديد للإدارة الأمريكية والتعامل معه بإيجابية"، يقول اللواء الميموني، لرصيف22، مشيراً إلى أنّ المملكة أحرزت مكانةً متميزةً في ثقة القوى الدولية بالشراكة مع الرياض، وخير دليل على ذلك اختيار السعودية لاحتضان القمة المرتقبة لحلّ الأزمة الأوكرانية.

مؤخراً، مهّدت انتكاسات إيران وشركائها في "محور المقاومة"، الساحة لإعادة تنظيم ميزان القوى الإقليمية. المستفيدة الرئيسية هي السعودية التي تنازع إيران على النفوذ الإقليمي منذ عام 1979، حسب مركز صوفان. إذ إنّ الرياض، وعلى عكس أنقرة وسواها من الجهات الساعية للاستفادة من تقشف إيران القسري، محورية في حلّ كل الأزمات الإقليمية قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وبعده. فثقلها الدبلوماسي والاقتصادي، ولا سيّما قيادتها للعالم الإسلامي السنّي، تجذب أصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين. كما تتشاور معها واشنطن والعواصم الأوروبية والآسيوية، وعلى نطاق واسع، للمساعدة في حلّ الصراع وإعادة الإعمار في سوريا وغزّة ولبنان واليمن والسودان. "المملكة هي اللاعب الأسمى في المنطقة"، قال ترامب.

يعوّل العالم كثيراً على المملكة في نزع الكثير من أزمات المنطقة، وذلك بناءً على نجاحها في التوصل إلى المصالحة مع إيران، والموقف النشط للرياض في تثبيت الأوضاع في سوريا ولبنان واحتضان قمم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأخرى للتعامل مع إعلان ترامب بشأن غزّة، والاهتمام بحلّ الأزمتين السودانية واليمنية اللتين طال أمدهما

وتمارس المملكة نفوذاً كبيراً على سوريا، التي قدّر خبراء وقوعها تحت سيطرة أنقرة بعد سقوط نظام الأسد. فقادة دمشق الجدد يتطلعون إلى الحصول على توجيه الرياض وتمويلها لإعادة الإعمار، برغم علاقاتهم المستمرة مع أنقرة، التي تفتقر إلى نفوذ الرياض في واشنطن والعواصم الأوروبية. لذا يرون المملكة محوريةً للضغط على واشنطن وبروكسل لتخفيف العقوبات مع انخراط بناء مع دمشق. على ذلك، كانت الرياض وجهة وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، الأولى.

كما ستستفيد المملكة من كسر قبضة إيران على لبنان، من خلال قوّة "حزب الله" السياسية والعسكرية. فإذعان الأخير لوقف العمليات القتالية مع إسرائيل، أتاح الفرصة لعودة انخراط سعودي. وبجهود سعودية أمريكية أوروبية، تم انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للبلاد. بجانب التصويت على مرشح الرياض المفضّل، نواف سلام، لرئاسة الوزراء. وعليه، يقول محللون إنّ زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، وهي الأولى إلى لبنان منذ قرابة 10 سنوات، تشير إلى ثقة الرياض بتمهيد الطريق لإصلاح اقتصادي وسياسي ولزيادة تهميش "حزب الله" ونفوذ إيران، عبر عون وسلام.

إلى جانب ذلك، ستتطلع إدارة ترامب، والقادة الإقليميون أيضاً، إلى دور محوري للمملكة في غزّة، حيث تقود الرياض جهداً عربياً لصياغة بديل لاقتراح ترامب، تهجير سكان غزّة في أثناء إعادة الإعمار، قد يؤسس لاستيلاء أمريكي عليها. ويتوقع أن يمهّد الاقتراح العربي الموحّد لتمهيد الطريق إلى دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزّة. كيفية تنفيذ هذا المقترح، إن تم اعتماده، ستحدد نطاق الشراكة بين الرياض وحكومة ترامب، وفقاً لمركز صوفان.

وفقاً للّواء الميموني، يعوّل العالم كثيراً على المملكة في نزع الكثير من أزمات المنطقة، وذلك بناءً على نجاحها في التوصل إلى المصالحة مع إيران، والموقف النشط للرياض في تثبيت الأوضاع في سوريا ولبنان واحتضان قمم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأخرى للتعامل مع إعلان ترامب بشأن غزّة، والاهتمام بحلّ الأزمتين السودانية واليمنية اللتين طال أمدهما. ويختم الميموني بالقول: التحديات تتطلب الكثير من الجهد لمواجهتها، لكنها تمثّل أيضاً فرصةً "لحشد الدول العربية للقيام بدورها وزيادة تأثيرها في القرار العالمي"، في ظلّ التحولات المتسارعة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image