شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
دعم إعادة الإعمار أبرزها… معلومات مضلّلة حول وقف إطلاق النار في غزّة

دعم إعادة الإعمار أبرزها… معلومات مضلّلة حول وقف إطلاق النار في غزّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقيقة

الأربعاء 22 يناير 202510:23 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها، للجمهور.

أثار إعلان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في قطاع غزّة، بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، موجةً من الادعاءات المضلّلة، خلال هذا الأسبوع، شملت تلقّي غزّة دعماً من دول عربية، في إطار عملية إعادة الإعمار، بجانب انتشار مزاعم بشأن احتفالات واسعة في مدن فلسطينية، وعواصم عربية، واحتفالات لأفراد حركة حماس وأسرى فلسطينيين. وقد فنّد مدقّقو معلومات عرب هذه الادعاءات.

حقيقة الدعم الإقليمي لإعادة إعمار غزّة

تزامن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، ودخوله حيّز التنفيذ، مع انتشار موجة من المعلومات المضلّلة، تضمّنت مزاعم عن تضامن إقليمي تمثّل في المشاركة في إعادة إعمار غزّة، من خلال تقديم مبالغ مالية أو إرسال شاحنات محمّلة بالمعدات اللازمة.

لم تتعهّد السعودية بـ"تقديم خمسة مليارات دولار لإعادة إعمار غزّة"، ولم تُرسل مصر شاحنات محمّلةً بمعدّات إعادة إعمار القطاع… هكذا فنّد مدقّقو المعلومات العرب التضليل حول عملية إعادة إعمار غزّة بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار

من بين ذلك، أن تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءً مضمونه "إعلان المملكة العربية السعودية تقديم خمسة مليارات دولار لإعادة إعمار غزّة". كشفت منصّة "صدق اليمنية"، زيف هذا الادعاء، موضحةً اقتصار البيان الذي أصدرته الخارجية السعودية، عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، على الترحيب بالاتفاق، وتثمين جهود الوسطاء، والتشديد على ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من غزّة والأراضي الفلسطينية، دون أن يتضمن أي إشارات إلى تقديم مبالغ مالية لإعادة إعمار غزّة.

كما راجت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر فيها شاحنات مصرية، مرفقة بادعاء أنها تحمل معدّات لإعادة إعمار قطاع غزّة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. أسفر تحقّق مرصد "كاشف" الفلسطيني، عن أن الادعاء قديم، إذ التُقطت هذه المقاطع عام 2021، حينما أرسلت معدات وطواقم فنية مصرية إلى غزّة لإعادة الإعمار.

كذلك، تواصل فريق المرصد مع مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، الذي أوضح أن الشاحنات التي دخلت قطاع غزّة لا علاقة لها بمسألة إعادة الإعمار، وإنما تحمل مواد غذائيةً، وسلعاً أساسيةً، وغازاً ووقوداً. كما أكد أنّ إعادة الإعمار تتطلّب ترتيبات واسعةً سيتم اتخاذها بناءً على قرار سياسي في الأيام أو الأشهر المقبلة.

كما راج على منصّات التواصل الاجتماعي ادعاء نصّه: "بنك فلسطين سيقوم بإدخال عربيات صرافة متنقلة لتلبية حاجة سكان قطاع غزّة"، وهو ما كشف زيفه مرصد "كاشف"، بعد التواصل مع رئيس دائرة الاتصال المؤسّسي والعلاقات العامة في بنك فلسطين، ربيع دويكات، الذي نفى صحة هذه المعلومات.

التضليل يطال احتفالات وقف إطلاق النار 

أثار الترحيب والتثمين الشعبي الفلسطيني والإقليمي لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، الموقّع في 15 كانون الثاني/ يناير 2024، موجةً من المعلومات المضلّلة. شملت هذه المعلومات تداول صور ومقاطع فيديو لاحتفالات مزعومة أو مقتطعة من سياقها، تضمّنت مشاهد لأسرى في السجون الإسرائيلية، واحتفالات في مدن فلسطينية، وأفراد من كتائب عزّ الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، بالإضافة إلى احتفالات قيل إنها من دول عربية تعبيراً عن الفرح بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار.

ومن ذلك أن انتشر على مجموعات تطبيق واتساب، مقطع فيديو تُسمع فيه تكبيرات من داخل مبانٍ، مع ادّعاء بأنّ الفيديو يعرض تكبيرات أسرى فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية بالتزامن مع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.

كشف تحقّق مرصد "كاشف"، أنّ الفيديو يعود لتكبيرات الأسرى في سجن رومية في لبنان فرحاً بسقوط نظام الأسد، وليست له علاقة بالأسرى في السجون الإسرائيلية.

كذلك، تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر عناصر من كتائب القسام، وسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، وهم يتعانقون، مع الادّعاء بأن الفيديو تم تصويره بالتزامن مع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة.

تبيّن أن هذا الادّعاء مضلّل، إذ يعود الفيديو إلى عام 2023، ويوثّق لحظة تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين الإسرائيليين، ولا علاقة له باتفاق وقف إطلاق النار الحالي.

كما تناقلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مكوّناً من مشهدين يُظهران آلاف الأشخاص داخل ساحات المسجد الأقصى، مرفقين بادعاء أنه يوثق تكبيرات من المسجد الأقصى عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة. غير أنّ البحث العكسي الذي أجراه مرصد "كاشف"، بيّن أنّ الفيديو يعود إلى شهر رمضان عام 2023، عندما تجمّع المصلّون في ساحات المسجد الأقصى في إحدى ليالي الشهر، ولا علاقة له باتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

وراج أيضاً مقطع فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهرأفراداً من حركة حماس وهم يكبّرون داخل أحد الأنفاق، مصحوباً بادعاء بأنّه التُقِط عقب الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة، إلا أنّ بحثاً أجراه مرصد "كاشف"، وجد أن المقطع قديم، ومُقتطع من فيديو نشرته كتائب القسام لاستهداف قوات تابعة للجيش الإسرائيلي في بيت حانون والاشتباك معها خلال عام 2023.

من بينها الترويج لاحتفالات رأس السنة في بغداد على أنها احتفالات يمنية بالاتفاق، واحتفالات مزعومة للأسرى في سجون إسرائيل… هذه أبرز المعلومات المضلّلة التي راجت حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، وفنّدها مدقّقو المعلومات العرب

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تُظهر تجمعاً للمواطنين وسط إطلاق الألعاب النارية، مع ادّعاء بأنها صورة حديثة تعود للاحتفالات في مدينة نابلس، بالتزامن مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.

توصل مرصد "كاشف"، عبر البحث العكسي، إلى أنّ الصورة قديمة، كما قال ملتقط الصورة، عمار تكروري، إنّ الصورة منشورة على حسابه عبر منصّة إنستغرام منذ عام 2023، وتُظهر احتفالات على دوّار الشهداء في مدينة نابلس بعد تنفيذ عملية مستوطنة النبي يعقوب، والتي أسفرت عن مقتل ثمانية إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين.

ونشرت حسابات على منصّة إكس، مقطع فيديو ادَّعت أنه يوثّق احتفالات في صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية، عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة. كشف تحقّق منصّة "يوب يوب"، أنّ الادعاء مضلّل، إذ إنّ المقطع المتداول قديم ولم يُلتقط في مدينة صنعاء. وتبيّن أنّ الفيديو التُقط في الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري، ويوثّق إطلاق الألعاب النارية في العاصمة العراقية، بغداد، احتفالاً برأس السنة الميلادية.

لقطات من احتفالات رأس السنة في بغداد وليس احتفالات اليمن بوقف إطلاق النار في غزة



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image